القناعة والرضى
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا،
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى وأحثكم على ذكره،
أما بعد، فيا عباد الله،
روى الإمام الطبراني والبيهقي عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّيَا بْنَ آدَمَ، عِنْدَكَ مَا يَكْفِيكَ وَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، يَا بْنَ آدَمَ لا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ وَلا بِكَثِيرٍ تَشْبَعُ، يَابْنَ آدَمَ إِذَا أَصْبَحْتَ مُعَافًى فِي جَسَدِكَ، آمِنًا فِي سِرْبِكَ، عِنْدَكَ قُوتُ يَوْمِكَ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ.
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى”. قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا- أي لا آخذ من أحد شيء بعدك-.
فكان أبو بكر يدعو حكيمًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله حتى توفِّي.
أيها الإخوة الكرام،
إن الناظر لحال الكثير من المسلمين اليوم، ليجد أنهم في حال يُلفت النظر ويحيِّر اللب.. لقد أقبلوا على الدنيا بكل قلوبهم وتطلعوا إلى زينتها وزخرفها ملء عيونهم، واحتفلوا بعرضها بكل جارحة من جوارحهم.. وتنافسوا عليها وجعلوا كسب المال أكبر همهم والانغماس في متعها الحسية مبلغ علمهم وتفاخروا بما حصَّلوا منها ورقصوا طرباً لما فازوا فيها وماتوا غماً وهماً لما فاتهم منها، ولو وقف المسلمون وهم في غمرة اندفاعهم هذا عند حدود ما أحل الله لهانت المصيبة، ولكان علاجها يسيراً وعناؤها قليلاً، ولكن أصبحوا لا يبالون سواء أكان كسبهم حلالاً أو حراماً، وغدوا لا يتحرجون من سلوك يسلكونه أمستقيماً كان أم منحرفا، ولا يهمهم إلا لذةٌ يقتنصونها أو متعةٌ يغتنمونها أو مسكن يزهون به أو أثاث يتيهون فيه،
واعلموا أنه لا يزداد التسخط في الناس وعدم الرضى بما رُزقوا، إلا إذا قلّت فيهم القناعة، وحينئذ لا يرضيهم طعام يشبعهم، ولا لباس يواريهم، ولا مراكب تحملهم، ولا مساكن تكنهم؛ حيث يريدون الزيادة على ما يحتاجونه في كل شيء، ولن يشبعهم شيء؛ لأن أبصارهم وبصائرهم تنظر إلى من هم فوقهم، ولا تُبصر من هم تحتهم، فيزدرون نعمة الله عليهم، ومهما أوتوا طلبوا المزيد؛ فهم كشارب ماء البحر لا يرتوي أبداً، فتجد هذا يشكو من قلة ذات يده، وهذا يشكوا من خسارة تجارته، وهذا يتعب ولا يدرك مناه، وهذا يشقى ولا يدرك مبتغاه، ومن كان كذلك فلن يحصل السعادة أبداً؛ لأن سعادته لا تتحقق إلا إذا أصبح أعلى الناس في كل شيء، وهذا من أبعد المحال؛ ذلك أن أي إنسان إن كملت له أشياء قصرت عنه أشياء وإن علا بأمور سفلت به أمور، ويأبى الله تعالى الكمال المطلق لأحد من خلقه كائنا من كان، لذا كانت القناعة والرضى من النعم العظيمة والمنح الجليلة التي يغبط عليها صاحبها ولا سيما مع تكالب كثير من الناس على الماديات، وانغماسهم في كثير من الشهوات.
أيها الإخوة الكرام،
بعد بيان واقع حال كثير من الناس في عدم تخلقهم بخلق القناعة، سوف أبين في هذه الخطبة معنى القناعة والمراد منها، وأصحح بعض المفاهيم الخاطئة المتصلة بذلك وأبين فوائدها، على أن أرجأ الكلام عن حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال صحابته الكرام وتابعيهم في القناعة، وسبل الوصول إلى التخلق والاتصاف بهذه الخصلة إلى خطبة لاحقة.
أيها المؤمنون، ذهب أهل العلم إلى أنه توجد علاقة متينة بين القناعة وبين الزهد والرضى، ولذلك عرَّف بعض أهل اللغة القناعة بالرضى، والقانع بالراضي، وعرفها بعضهم بقوله: القناعة هي الرضا بما قسم الله للعبد ،وعدم الحزن على ما فات من الدنيا.
وإن من المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها توهم تعارض بين الغنى والقناعة، وهذا خطأ؛ فالعقل يتصور وجود غني قنوع، وفقير جزوع.
إنّ ديننا -أيها المؤمنون- لا يحارب المال، ولا جمع الثروة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصالح، وقال: لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا، وقد ثبت عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سمرَةَ أنه قال: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فوضعها فِي حِجْرِ النبي، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليوم مرتين، وهذا سعد بن أبي وقاص يقول كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ بَلَغَ بِي مِنْ الْوَجَعِ، وَأَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ، فأتصدق بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ لا فقلت بِالشَّطْرِ؟ فَقَالَ لَا ثُمَّ قَالَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امرأتك.
فالإسلام لا يمنع من أن تملك المال، ولكنّه يمنع من أن يملكك المال، أن يكون المال في قلبك لا في يدك، أما من ملك المال وأرضى به ربه، فهذا ممن مدح الله في كتابه ورسوله في سنته.
والقناعة لا تأبى أن يملك العبد مثاقيل الذهب والفضة، ولا أن يمتلئ صندوقه بالمال، ولا أن تمسك يداه الملايين، ولكن القناعة تأبى أن تلج هذه الأموال قلبه، وتملك عليه نفسه، حتى يمنع حق الله فيها، ويتكاسل عن الطاعات، ويفرط في الفرائض من أجلها، ويرتكب المحرمات من رباً ورشوة وكسب خبيث حفاظاً عليها أو تنمية لها، وعلى هذا المعنى، فإن القناعة لا تمنع التاجر من تنمية تجارته، ولا أن يضرب المسلم في الأرض يطلب رزقه، ولا أن يسعى المرء فيما يعود عليه بالنفع؛ بل كل ذلك مطلوب ومرغوب، وإنما الذي يتعارض مع القناعة أن يغش التاجر في تجارته ابتغاء الربح السريع، وأن يتسخط الموظف من مرتبته، وأن يتبرم العامل من مهنته، وأن يُنافَق المسؤول من أجل منصبه وأن يتنازل الداعية عن دعوته أو يميّع مبدأه رغبة في مال أو جاه، وأن يحسد الأخ أخاه على نعمته، وأن يُذِلَّ المرء نفسه لغير الله تعالى لحصول مرغوب.
وليس القانع ذاك الذي يشكو خالقه ورازقه إلى الخلق، ولا الذي يتطلع إلى ما ليس له، ولا الذي يغضب إذا لم يبلغ ما تمنى من رتب الدنيا؛ لأن الخير له قد يكون عكس ما تمنى.
وكم من صاحب مال وفير وخير عظيم رزق القناعة! فلا غَشَّ في تجارته، ولا منع أُجراءه حقوقهم، ولا أذل نفسه من أجل مال أو جاه، ولا منع زكاة ماله؛ بل أدى حق الله فيه فرضاً وندباً، مع محافظةٍ على الفرائض، واجتنابٍ للمحرمات. إن ربح شكر، وإن خسر رضي؛ فهذا قنوع وإن ملك مال قارون.
وكم من مستور يجد كفافاً ملأ الطمع قلبه حتى لم يُرضه ما قسم له! فجزع من رزقه، وغضب على رازقه، وبث شكواه للناس، وارتكب كل طريق محرم حتى يغني نفسه؛ فهذا منزوع القناعة وإن كان لا يملك درهماً ولا فلساً.أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ثم الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد فيا عباد الله،
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “انظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعم الله عليكم”، يأمرنا أن ننظر إلى من دوننا، لكي نعرف عظيم نعم الله علينا، وألا يكون نظرنا إلى من فوقنا؛ فيوشك أن نزدري نعم الله، ونتقالها، ونحتقرها، ونعيش في هم وغم وحزن وكآبة دائمة.
وروى ابن عساكر والديلمي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَيْسَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَلا مَنْ تَرَكَ آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ، حَتَّى يَنَالَ مِنْهَا، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَبْلَغُهُ إِلَى الأُخْرَى، وَلا تَكُنْ كَلا عَلَى النَّاسِ”.
أيها الإخوة الكرام، إن للقناعة فوائد كثيرة تعود على المرء بالسعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا والآخرة ومن تلك الفوائد: امتلاء القلب بالإيمان بالله سبحانه وتعالى والثقة به، والرضى بما قدر وقسم، وقوة اليقين بما عنده سبحانه وتعالى، ذلك أن من قنع برزقه فإنما هو مؤمن ومتيقن بأن الله تعالى قد ضمن أرزاق العباد وقسمها بينهم حتى ولو كان ذلك القانع لا يملك شيئاً.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: إن أرجى ما أكون للرزق إذا قالوا: ليس في البيت دقيق.
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: أسرُّ أيامي إليَّ يوم أُصبح وليس عندي شيء.
وقال الحسن رحمه الله تعالى: إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل.
ومن فوائدها الهناء بالحياة الطيبة: قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وفَسَّر الحياةَ الطيبة عليٌّ وابن عباس والحسن رضي الله عنهم فقالوا: الحياة الطيبة هي القناعة، وفي هذا المعنى قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه،
ومن فوائدها تحقيق شكر المنعم سبحانه وتعالى: ذلك أن من قنع برزقه شكر الله تعالى عليه، ومن تقالّه قصَّر في الشكر، وربما جزع وتسخط والعياذ بالله، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس”،
ومن فوائدها الفلاح والبُشْرى لمن قنع: فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قد أفلح من أسلم ورُزق كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه”،
ومن فوائدها الوقاية من الذنوب التي تفتك بالقلب وتذهب الحسنات كالحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الخصال الذميمة والآثام العظيمة؛ ذلك أن الحامل على الوقوع في كثير من تلك الكبائر غالباً ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها، فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قسم له، وقال بعض الحكماء: وجدت أطول الناس غماً الحسود، وأهنأهم عيشاً القنوع.
ولنعلم بعد هذا كله أن حقيقة الغنى في القناعة، ولذا رزقها الله تعالى نبيه سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وامتن عليه بها فقال تعالى: (ووجدك عائلا فأغنى)، فسرها بعض العلماء بغنى النفس؛ لأن الآية مكية، ولا يخفى ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تُفتح عليه خيبر وغيرها من قلة المال.
وذهب بعض المفسرين إلى أن الله تعالى جمع له الغنائيْن: غنى القلب، وغنى المال بما يسر له من تجارة خديجة، وقد بيّن – عليه الصلاة والسلام – أن حقيقة الغنى غنى القلب فقال عليه الصلاة والسلام: “ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس”،
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟” قلت: نعم! يا رسول الله، قال: “فترى قلة المال هو الفقر؟” قلت: نعم! يا رسول الله. قال: “إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب”،
وتلك حقيقة لا مرية فيها؛ فكم من غني عنده من المال ما يكفيه وولدَه ولو عُمِّر ألف سنة؛ يخاطر بدينه وصحته ويضحي بوقته يريد المزيد! وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس؛ وهو لا يجد قوت غده! فالعلة في القلوب: رضىًً وجزعاً، واتساعاً وضيقاً، وليست في الفقر والغنى.
وسئل أبو حازم فقيل له: ما مالك؟ قال: لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس.
وأختم بما ذكره عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عندما قام خطيبا في الناس فقال: “إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه”.
الدعاء