موقف السادة الصوفية من الثوابت الشيطانية
مداخلة العلامة الدكتور بلزرق كمال الدين الحسيني، أستاذ بالزاوية البعطوشية الشاذلية بوهران، تحت عنوان: “موقف السادة الصوفية من الثوابت الشيطانية في التحريش بين الشعوب الاندفاعية بين العلاج الأبوي والإزعاج الأنوي والإحراج الربوي”.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أثني على ربي الحميد وأحمد وأصلي وأسلم على من هو من سائر حماديه أحمد واسمه كالمسمى أحمد عليه وعلى آله الصلاة الدائمة، ثم أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
اللهم صل وسلم وبارك على مولانا محمد شجرة الأصل النورانية والقبضة الرحمانية اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد عدد كماله وكما يليق بجلالك وكمالك، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات.
أما بعد، أيها الأحباب المباركون، اللهم اجعلنا ممن ينتصر للحق على مراد الشرع لا على مراد الطبع.
هذه المحاضرة اخترتها من إحدى بعض المؤلفات وأجدني لا أستطيع حصرها في هذا الوقت القصير قصر عمر الإنسان، ولكني أكتفي بالقليل منه فإنما يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
ماهو موقف السادة الصوفية رضي الله عنهم من الثوابت الشيطانية في التحريش بين الشعوب الاندفاعية بين العلاج الأبوي والإزعاج الأنوي والإحراج الربوي؟، سيكون البحث تقريبا شرح لهذا العنوان، هذا العالم قد ضم مدرستان مدرسة سلامة ومدرسة ندامة مدرسة رحمانية ومدرسة شيطانية مدرسة أبوية ومدرسة أنوية.
مدرسة أبوية “واتبعت ملة آبائي”،”ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلاهك وإلاه آبائك” “ملة أبيكم إبراهيم”،هذه مدرسة الآباء، تسلسل الحصانة الإلهية المسندة المعضدة الشرعية من الآباء إلى الأبناء وتوارثها من الأجداد إلى الأحفاد ومن الأحفاد إلى الأجداد، فهذا هو السند المتصل، في اتصال الأبناء بالأجداد واتصال الأجداد بالأحفاد، وهي مدرسة النبوة، هذه المدرسة تحمل منهج السلامة الواعي المنقذ من الوهن والتداعي كما في الحديث الذي تحفظونه:”يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يارسول الله، قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل”
فنحتاج مثلا إذا تكلمنا عن الوسطية أن نتكلم عن الوسطية الشرعية لا على الوسطية الطبعية، وإذا تكلمنا عن الاعتدال تكلمنا على الاعتدال الواعي، لاتكون داعيا حتى تكون واعيا.
فالمنهج الأبوي مدرسة السلامة، المدرسة التي تعتمد على الأخوة ويقابلها المدرسة الأنوية “أنا خير منه” “على علم عندي” ” هذه الأنهار تجري من تحتي”،هذه المدرسة الأنوية التي تعتمد حب الذات، هي المدرسة الإبليسية، المدرسة الشيطانية تحمل منهج التحريش بين الشعوب، إذ إن مدارس الجنوح عند المستقرئ والمتتبع لتاريخ السيرة النبوية المشرفة أو قل لتاريخ الإسلام عند علماء الإسلام وعند غير علماء الإسلام يدرك أن مدارس الجنوح كثيرة، ولكن لا نعتمد في تقسيمها على استقرائنا الناقص، وإنما نعتمد استقراء صاحب الشريعة الذي قال له ربه:” وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما”، قسم مدارس الجنوح إلى مدارس استتباع ومدارس اندفاع .
استتباع للغير:”لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبي لدخلتموه”، ومدارس الاندفاع الذاتي هذه هي مدارس التحريش بين الشعوب،في صحيح الإمام البخاري عن سيدنا أنس رضي الله عنه:” إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في أرض العرب ولكن في التحريش بينهم”، فبرأنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرك القبور ولكن حذرنا من شرك القصور.
في هذا الحديث التحريش بين الشعوب المندفعة أو الشعوب المنتفعة، لأن الحامل على الحركة الإنسانية هو إما انتفاع أو اندفاع، إما تسلق أو تملق، إما إفراط أو تفريط كما تعرفون، هذا التحريش بين الشعوب هو المنهج المقابل للمدرسة الشرعية الأبوية الرحمانية، أي منهج السلامة والأخوة والمحبة، السلام عليكم،” ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم”، السلام مطلق، السلام مصدر ليس المقصود به التحلية فقط، وإنما يحمل على عدة وجوه كما يدركه علماء أهل اللغة.
ماهو منهج التحريش بين الشعوب الاندفاعية؟ أسسه ثلاثة، إما عقدة، وإما عاطفة، وإما طموح، الطموح هو المسمى بلسان الشرع المنافسة، التنافس على الدنيا، وفي صحيح الإمام البخاري:”إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تبسط عليكم فتنافسوها بينكم فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم”، هذا المسمى بالطموح، الطموح إلى الجاه إلى السلطة.
والعقدة والعاطفة، هذه الأسس الثلاثة هي سبل الشيطان في التحريش بين الشعوب، وهو المنهج الأنوي، هذا المنهج الأنوي يحمل للمسلمين وللأمة إزعاجا وإحراجا والمنهج الأبوي يحمل للأمة علاجا.
صحيح أن إيجاد الحلول في واقع معلول حدث سابق لأوانه، ولكن لابد من تشخيص الداء حتى وإن كنا لانعرف الدواء، لم؟ لأن في زمن القواقع وزمن اتساع الخرق وانعدام الراقع، هذا العصر يستحيل استحالة ليست عقلية ولكن استحالة إنسانية عرفية متداولة بين الناس في إمكانياتهم أوقدراتهم المحتملة المتوقعة في أي يجعلوا حلا لهذه المشكلات أو أن يوجدوا حلولا لهذا الواقع المعلول إلا عند صاحب الشرع صلى الله عليه وآله وسلم.
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبهنا إلى هذه المسألة، ولم يفت علماء المسلمين من الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل وأصحاب المسانيد والمشيخات والمعجمات أن يوردوا هذا الحديث في كتبهم عن سيدنا أنس رضي الله عنه، وكان سيدنا أنس من علماء الصحابة المهتمين بنقل الركن الرابع من حديث أم السنة – أي حديث أشراط الساعة وعلاماتها وكيف يتعامل المسلم في حياته إلى قيام الساعة مع التحولات والتغيرات والتحورات والتصورات والأفكار العلمنة والعولمة وغير هذه- .
إذن ما المقصد من هذا الكلام؟ المقصد أولا أن نحيل على الشرع في إيجاد الحلول، أن نحيل الذهنيات الغائبة عن الاستدل بأصولنا عن الأبوة الشرعية، “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا” .
فيجب أن نرجع إلى الكتاب والسنة وأخلاق النبوة، وهذا هو المسمى بمنهج السلامة، أي القواسم المشتركة، ما الذي يفرق المسلمين الآن؟ يفرقهم إما البحث عن الدليل، وإما الاختلاف في طرق الوصول إلى الدليل، وإما طريقة الاستدلال، وهذا خلاف قديم، ولكن الأوائل احتووا هذا الخلاف فأسسوا في الإسلام مذاهب فقهية، وفي العقائد مذاهب عقدية، وأسسوا في الإحسان مذاهب التصوف، ولخص هذا سيدي ابن عاشر فقال:
في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك
هذا فيما يخص المغاربة طبعا، القصد منه أن طريق منهج السلامة في اتباع مذهب معين في الفروع، وفي اتباع عقيدة واضحة المسالك بينة وفي اتباع شيخ: يصحب شيخا عارف المسالك.
وفي القرآن الكريم:” ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا” مفهومه على طريقة المناطقة، نفي الثاني يستلزم نفي المقدم، مفهومه من يكون مهتديا يكون له وليا مرشدا، والمفهوم معتبر عند علماء الأصول.
فلابد من مدرسة الأبوة، لابد أن تعتمد أبا شرعيا، أقصد الأب القلبي الديني، ولا أقصد الأب الطيني الصلبي، يجب إذا اتبعت أبا شرعيا أن يوقفك الأب على قواسم الإسلام المشتركة، ماهي قواسم الإسلام المشتركة؟ هي النبوة، ماهي النبوة؟ هي أخلاقها، كلنا متفقون سنة وشيعة وإباضية، على أن الأخلاق قطعية الثبوت وقطعية الدلالة، لايوجد في المسلمين من يخالفنا على أن الكذب حرام وعلى أن الصدق واجب وعلى أن الربا محرمة أو …لا يوجد.
هذه هي القواسم المشتركة، نحن المسلمين نتفق جميعا على أن السب حرام، سب المسلم لا يجوز، ولكن الشيطان بأسلوب تحريشه إما لعقدة عندك، فيسبك أخوك هذا الذي يخالفك الرؤية والمذهب والفكرة، أو لعاطفة، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث سيدنا حذيفة الذي رواه الحاكم في المستدرك: ” لن تفنى أمتي حتى تظهر فيها فتنة التمايل و التمايز والمعامع، فتنة التمايز عصبية يحدثها الناس بعدي، فتنة التمايل تميل القبيلة على القبيلة تستحل حرمتها، وفتنة المعامع سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب” سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يشخص وهو الذي يخبر.
في سنن الترمذي عن سيدنا عمر وسيدنا حذيفة قال عنهما” ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من طائر يطير في السماء إلا وأعطانا من ذلك علما”، وأخبرنا سيدنا عمر كما في صحيح مسلم:” خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبح إلى مابعد العشاء، فأخبرنا منذ بدء الخلق إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار”، وحتى هذا غير موجود في اللوح، لأن اللوح موجود فيه إلى الموت أما بعد ذلك فغير موجود، وكذلك أمور ما قبل الخلق، مقصودهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرهم عن كل شيء.
يقول سيدنا حذيفة: كنت أنسى الحادثة فأراها فأذكرها، كما يرى الرجل وجه الرجل إذا نسيه فإذا رآه عرفه”، القصد القواسم المشتركة في منهج السلامة هي الاجتماع على القطعي الثبوت القطعي الدلالة وهي أخلاق الإسلام.
كيف أقر أنا وأنا صوفي وتقر أنت إذا كنت وهابيا أو شيعيا أو إباضيا أو أي فرقة من فرق المسلمين ومللها على حد تعبير علماء الفرق، كيف تقر أن سب المسلم حرام وسباب المسلم فسوق وتستحل أن تسبني وأستحل أن أسبك.
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في المتواتر:”لم أبعثك سبابا ولا شتاما ولا صخابا”، نبينا ليس شتاما ولم نقرأ عن أحد من أعيان المسلمين الكبار أولياء الأمة وصحابتها وتابعيها وآل بيت النبوة أن أحدا سب أحدا، كانوا يختلفون في الفكرة، تتلمذ الشافعي على مالك وخالفه، تعرف معنى ذلك أن لكل منهما مذهبه، وخالف الواحد منهم الآخر في أصول المذهب، يعني أصول الإمام الشافعي هي غير أصول مذهب مالك، وأصول الإمام أحمد هي غير أصول مذهب الشافعي، اختلفوا.
وقد حدث تدابج بين الإمام مالك والإمام أبي حنيفة كما أثبته الإمام الدارقطني في الأحاديث التي رواها مالك عن أبي حنيفة، ورواها أبي حنيفة عن الإمام مالك، القصد أن هؤلاء الأئمة اختلفوا في المذاهب ولكنهم كانوا أحبة، لم؟ لأن قاعدتهم العلم والبحث مبني على التحقيق، أما الأحوال الأخرى والمعاملة فمبنية على التسليم والتصديق، فلم يمنعهم اختلافهم …
كذلك الماتريدية والأشاعرة اختلفوا في إحدى وعشرين مسألة تحقيقا، ومنهم من يحددها في سبعة وقول آخر بأربعة عشرة، قد حاول جمعها تقي الدين السبكي، وقد حاول بعده الكثير من الأحناف، وهي واحد وعشرين مسألة بين الأشاعرة والماتريدية وهي مسائل متعلقة بأس المذهب، بخلق الأفعال أو الكسب عند الأشاعرة.
والشيخ محمد زاهد الكوثري كان شيخ الأحناف في العقيدة يرى رأي المعتزلة في هذه المسألة، ورغم ذلك لم يسبه أحد من أهل السنة لا من الأحناف ولا من غيرهم، لماذا؟ لأن مسألة العلم تقابلها الأدلة والحجة، الحجة تقارعها الحجة، البحث والتحقيق، أما المسائل الأخرى، مسائل المعاملة المحبة والسلام، أسلوب الرحمان، ما الحامل على ذلك؟ ما الحامل لي أنا إن كنت تسدل يديك إن كنت مالكيا وأنا شافعي أقبض يدي أن أبغضك وأسبك، كيف أترك واجبا وهو المحبة، واجبا قطعيا إلى سنة تثاب عليها إذا فعلتها ولا تؤاخذ عليها إذا تركتها.
فالسادة الصوفية على المنهج الأبوي الذي يحمل علاجا يحيل الناس على الالتزام بالقواسم المشتركة التي هي أخلاق النبوة ” أقربكم مني منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويألفون “، هذه أخلاق كلها أخلاق، لذلك التصوف كما قال الكلاباذي وغيره:” التصوف هو حسن الخلق فمن زاد عليك في الأخلاق فقد زاد عليك في التصوف” ويسمونه علم الأخلاق، فلاسفة المسلمين كالفارابي والكندي وغيرهم يسمونه علم الأخلاق، ويسمى أيضا علم السلوك عندنا، السلوك إلى ملك الملوك، المقصود تهذيب أخلاق النفس وإحالتها على الشرع في الالتزام إقداما وإحجاما.
تلخيصا لهذا الكلام أقول: إن المدرسة الأبوية الشرعية التي تغلب الشرع على الطبع اعتمدت فيما نقلته مسندا إلى سيد النبوة على القواسم المشتركة أو على منهج السلامة الواعي المنقذ من طوفان الوهن والتداعي حتى يخرج الإمام المهدي ويصلي خلفه سيدنا عيسى كما في صحيح الإمام البخاري، بدون ذكر اسم المهدي في البخاري وذكر في سنن أبي داود، يعني وراثة نبوية، وقد سمعتم محاضرة الشيخ الخرسة في الوارثين أصحاب العلم اللدني الربانيين، الأخلاق الربانية، “ولكن كونوا ربانيين”، هذه الأخلاق الربانية.
“إن لله سبعة عشرة ومائة خلق فتخلقوا بها”، وإن كان الحديث فيه أوجه متداخلة مابين مصحح ومضعف وقائل بوضعه، ولكن القصد أن هذه الأخلاق كتب فيها العلماء، وعلى رأسهم الإمام محي الدين بن عربي في الفتوحات في الباب الثالث والسبعين كتب حول كل هذه الأخلاق، وكل علماء الصوفية يكتبون في الأخلاق، وماهي الأخلاق؟ واجبات الدين القطعية، القطعية الثبوت والقطعية الدلالة، على الأقل القطعية الدلالة، لا يختلف فيها واحد من المسلمين، هذا هو منهج السلامة.
منهج الندامة هو أنني أنازعك من أجل فرع ظني الدلالة، ظني الثبوت لعقدة عندي أو لطموح عندي أو لعاطفة، وهي المسماة بالحمية “الحمية حمية الجاهلية”، هذه الحمية هي تغليب الطبع على الشرع.
لذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال في الصحيحين:” إذا رأيت هوى متبعا وشحا مطاعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه وقبلها بدنيا مؤثرة فعليك بخويصة نفسك ودعك من أمر العامة”.
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم لنا منهج السلامة وحذرنا من منهج الندامة وحذرنا من منهج إبليس الرجيم، فماذا فعلنا نحن؟ بدأنا نطعن في الصوفية وهم الذين حملوا إلينا هذا المنهج أو صرنا نهمل وحولنا التصوف إلى تنظير.
هذا الكلام هو محاولة تأصيل كون الصوفية دفعوا الخلاف والاختلاف ونفعوا الأمة بالإتلاف، حاولوا جمع الأمة على التعارف والتكاثف والتعاطف، هذه الأركان الثلاثة هم الذين جمعوها، مالذي جمعنا نحن الآن في هذه الزاوية؟ نحن من الجزائر وآخرون من السودان وآخرون من…الله هو الذي جمعنا، لم نجتمع من أجل مال ولا من أجل جاه ولا شهرة ولا أي شيء من هذا، الأخلاق النبوية هي التي جمعتنا، كرم هذه الزاوية وأبوتها الشرعية، الوراثة، وراثة هذه الزاوية لأصول آبائهم إلى أجدادهم.
الوراثة النبوية هي التي جعلت الناس يجتمعون من عصبيات وقوميات شتى، هذا هو حاصل الكلام المقصود، وفي هذا القدر كفاية لمن ساعدته العناية، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، جبر الله صدع قلوبنا وغفر جميع ذنوبنا وجعل جميع استعدادنا لمعادنا وتوفر دواعينا لما يسعدنا ويقربنا إليه زلفى وأعطانا بمنه وكرمه آمين.
إن كان لي من بعد عود إليكم قضيت لبانات الفؤاد لديكم
وإن تكن الأخرى ولم تك أوبة وحان حمامي والسلام عليكم