الكلمة الافتتاحية لحفل عيد العرش المجيد 2012
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،
• السيد والي صاحب الجلالة على جهة تادلا أزيلال المحترم.
• السيد رئيس جهة تادلا أزيلال المحترم.
• السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال المحترم.
• السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم الفقيه بنصالح المحترم.
• السادة النواب البرلمانيون والمنتخبون المحترمون.
• السادة رؤساء المصالح الأمنية ورؤساء المصالح الخارجية المحترمون.
أيها الحضور الكريم:
إنه لشرف عظيم لنا ولمدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق أن يكون بين ظهرانينا رجال اختارهم الله لتدبير أمور هذه الجهة بتفان وإخلاص، جاءوا ليشاركونا احتفالنا بهذه الذكرى الغالية، ذكرى عيد العرش المجيد، ذكرى تربع مولانا صاحب الجلالة محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، واسمحوا لي أصالة عن نفسي ونيابة عن طلاب العلم وهيئة التدريس وجميع أهل الزاوية الصيرية وآل البصير قاطبة أن أرحب بكم وأقول لكم حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً، في زاويتكم زاوية سيدي إبراهيم البصير..
فانتم كما قال الشاعر:
تحيا بكم كل أرض تنزلون بها *** كأنكم في بقاع الأرض أمطار
ونوركم يهتدي الساري برؤيته *** كأنكم في ظلام الليل أقمار
لله قـوم إذا حلوا بمنزلة *** حل السرور وسار الجود إن ساروا
لا أوحش الله ربعا من زيارتـكم *** يا من لكم في الحشا والقلب تذكار
أيها الحضور الكريم
في عيد العرش المجيد، يحلو الحديث عن الأصالة والقيم والأنشطة المنجزة والتي تنجز باستمرار، ليبقى المغرب كما كان دائما موطن العقيدة والإحسان، وبلد العلم والإيمان، ورائد الحرية والسلام .
وإنه لمن فضل الله عليه، أن أكرمه عبر عصور تاريخه بقادة صالحين ومصلحين، يدعونه إلى الخيرات، ويدربونه على إنجار الأعمال الصالحات، فكان كما يريدون شعبا مومنا بربه، عاملا لحماية عقيدته ومقدساته، وباذلا كل ما في وسعه للدفاع عن أمته وأصالته، وقائما في تنمية تاريخه وتراثه.
وإن الحديث عن هذا التراث، وهذا التاريخ يدعونا ونحن في هذه المدرسة المباركة أن نتحدث عن التعليم العتيق، الذي يحظى بمكانة خاصة ويتسم بانتشاره الواسع في صفوف المواطنين، نظرا لمتانته وخصوصية منهجيته وملاءمته للظروف الاقتصادية والاجتماعية .
ولقد لعب عبر الانتشار الواسع للكتاتيب القرآنية والمدارس والمعاهد الإسلامية العتيقة دورا طلائعيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، من خلال مساهمته الفعالة في الرفع من نسبة التمدرس والتقليل من نسبة الأمية والهدر المدرسي لدى فئة هامة من المواطنين في مختلف القرى والمداشر، فضلا عن إمداد البلاد بما تحتاج إليه من القيمين الدينيين والعلماء ذوي تكوين فقهي وشرعي متين، متشبعين بالقيم الإسلامية النبيلة الرامية إلى تكوين مواطن صالح معتدل متسامح شغوف بطلب العلم والمعرفة.
ولأجل المحافظة على خصوصيات التعليم العتيق، واستمرار الاستفادة من مميزاته ومكتسباته الإيجابية، ورغبة في العناية به ودعمه ومساعدته وتطويره، عرف تحولات إيجابية شتى همت بنياته ومضامينه وأساليبه، بفضل العناية الفائقة التي يوليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا التعليم الذي يشكل سمة بارزة لعراقة وأصالة وتميز المملكة٬تماشيا مع رؤيته السديدة في مجال إصلاح الشأن الديني٬ وفي سياق الجهود المبذولة من أجل ضمان الأمن الروحي وتحصين عقيدة الأمة.
هذه الأهمية البالغة التي يوليها جلالته لهذا النمط التعليمي والتربوي الأصيل٬ يهدف إلى تمكين التلاميذ والطلبة من إتقان حفظ القرآن الكريم واكتساب العلوم الشرعية٬ والإلمام بمبادئ العلوم الحديثة٬ وتنمية مداركهم في مجال الثقافة الإسلامية٬ إلى جانب ضمان تفتحهم على العلوم والثقافات الأخرى في ظل مبادئ وقيم الإسلام السمحة.
وكذا تمكين خريجيه من الحصول على الشهادات والمؤهلات العلمية اللازمة؛ مما يخول لطالب التعليم العتيق أن يتبوأ جميع المناصب الوظيفية شأنه في ذلك شأن طالب التعليم العمومي وهذه ميزة لم يكن الطالب العتيق يحظى بها من ذي قبل.
ولا يفوتني أن أغتنم هذه الفرصة السانحة لأتقدم للسيد الوالي والسيد العامل والسيد رئيس الجهة وللأعضاء المنتخبين وكل من ساهم في دعم المشروع الذي تقدمت به مدرستنا من أجل التوسيع والارتقاء بجودة مرافقها حتى تكون مواكبة للتطور الذي يشهده التعليم العتيق، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وعيهم الكامل بقيمة العلم ودوره في التنمية البشرية التي ما فتئ صاحب الجلالة والمهابة يكرس أهميتها في جل خطاباته السامية.
أيها الحضور الكريم
إن ما تحتاجه الجهة اليوم من التنمية لا يمكن أن يتأتى إلا بالرفع من محو الأمية والحد من الهدر المدرسي. وللمدارس العتيقة والكتاتيب القرآنية قصب السبق في هذا المجال بحكم انتشارها الواسع وسط أدغال الجبال، وبحكم ما توفره من نظام داخلي يساعد الطلبة على التمدرس ويرفع التكاليف المادية عن أسرهم الفقيرة.
أيها الحضور الكريم
ليعلم الجميع أن طلاب التعليم العتيق في أمس الحاجة إلى من يقف بجانبهم، وذلك لظروفهم الاجتماعية الخاصة في أغلب الأحوال، فعندما نولي اهتمامنا لهذه المدارس فإننا نكون قد ساهمنا من قريب أو من بعيد في:
تحفيظ القرآن الكريم
ومحاربة الأمية
والحد من الهدر المدرسي
والتنمية البشرية
وتوفير ملاذ آمن لتربية النشء تربية سليمة حتى يكونوا مواطنين صالحين لدينهم ووطنهم.
سيدي الوالي وسيدي العامل أتوجه بملتمس خاص إليكم راجيا من سيادتكم التكرم بإصدار توجيهاتكم للجهات المختصة للعناية بهذا الميدان الحيوي وأخص بالذكر:
المندوبية الإقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية في دور المراقبة والتفتيش.
المجلس العلمي في دور التأطير.
مندوبية الصحة.
مندوبية الشبيبة والرياضية.
مندوبية التربية والتعليم.
مدير الأكاديمية الجهوية.
حفظ الله مولانا الإمام جلالة الملك محمدا السادس بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاه ضامنا لأمن الوطن ووحدته واستقراره، ومتعنا وإياكم برضاه، وأعاد عليه هذه الذكرى أعواما عديدات، وأقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، وصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، وباقي أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.