البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين.

مولاي أمير المؤمنين
السلام على جنابكم ومقامكم العالي الشريف .

بعد تقديم فروض الطاعة والولاء،
يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، خادم الطريقة البصيرية وخادم أهل الله بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير باسمه ونيابة عن أفراد عشيرة آل البصير ومريدي الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية، والمشاركين في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، أن يرفعوا إلى مقامكم السامي الرفيع أصدق آيات الولاء وأزكى عبارات الإخلاص والوفاء بمناسبة الاحتفال بالذكرى الواحدة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون سنة 1970م، والتي خلدت هذه السنة تحت عنوان:” رجالات التصوف ودورهم الرائد في درء أسباب الخلاف والاختلاف”، وبتعاون مع جامعة الحسن الأول كلية الحقوق بسطات، والتي شرفت وسعدت برعايتكم المولوية السامية.
وقد استحضر العلماء والأساتذة والأكاديميون والحقوقيون ومناضلوا وفاعلوا المجتمع المدني، سواء منهم المغاربة، أو غيرهم من الذين قدموا من بلدان عديدة من العالم العربي والإسلامي، في مقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط إقليم أزيلال، أيام  17-16يونيو2011م وهم يخلدون هذه الذكرى الغالية، ماقام به رجالات التصوف المنتمين لمختلف الطرق الصوفية بشكل عام، من جهود مبرورة مشكورة لدرء أسباب الخلاف والشقاق والنزاع داخل مجتمعاتهم الصغيرة كلما تطلب الأمر ذلك، واستحضروا بشكل خاص التدخلات البيضاء للزاوية البصيرية لدرء أسباب الفتنة الشيطانية في ربوع مملكتكم المحروصة على مدى تاريخها التليد سواء في مناطق الجنوب أو مناطق الشمال.
سيدي أعزك الله،
وفي طليعة هؤلاء المواطنين الخلص الذين تشربوا من معين هذه التربية الصوفية الصافية، نجد سيدي محمد بصير صاحب الذكرى يامولاي، الذي استفاد من والده ومن شيوخ الزاوية الصادقين مع ربهم أولا وفي وطنيتهم ثانيا، المستعدين على الدوام للتضحية من أجل بلادهم وملكهم، لما تمليه عليهم عقيدتهم المقتنعة بأن الملكية والوحدة الترابية للملكة تشكلان مع بعضهما تاجا على رؤوس كل المغاربة، وهما أساس الاستقرار المجتمعي والأمن الروحي لمملكتكم الشريفة.
وبخصوص صاحب الذكرى يامولاي، يسعدنا أن نخبركم بأن عائلة آل البصير، ومن خلال إضفاء رعايتكم السامية على مختلف الندوات الوطنية والدولية التي نظمت تخليدا لذكراه، وبالاستعانة بلفيف من المحامين المغاربة والإسبان، هي بصدد تهيء ملف كامل متكامل للجوء إلى القضاء الإسباني وكل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية للمطالبة بالكشف عن مصير شهيد الوطن الذي اختفى في ظروف غامضة أكثر من أربعين سنة من الزمن.
مولاي أمير المؤمنين .
إننا اليوم وباختتام أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، غدونا جد مقتنعين بدور أهل التصوف الرائد في درء أسباب الخلاف والاختلاف بين الأفراد والأسر والجماعات والقبائل والدول أيضا، فأهل التصوف يامولاي وبما خصهم المولى العظيم من خصال وأخلاق عالية، تعتمد في أساسها على الصدق مع الله والإخلاص له، والتدخل بالحكمة والموعظة اللازمين، لجديرين بالاضطلاع بهذه المهمة الكبيرة، وسيؤدونها عن جدارة واستحقاق، خصوصا في أمثال هذه الظرفية الخاصة التي تمر بها غالبية الدول العربية والإسلامية.
وفي هذا المقام يامولاي، يشرفنا إحاطة جنابكم علما بأن الطريقة البصيرية ومن خلال أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، أصدرت بيانا مشتركا بمعية العلماء والأساتذة والشيوخ المشاركين، فطالبت دول الجوار بدرء أسباب الفتنة والخلاف مع مملكتكم الشريفة، التي تنشد السلام على الدوام، وتبدل المحبة للجميع، وهمها الوحيد إسعاد الإنسان أينما كان وكيفما كان، وتبتغي التعاون والتآزر والاتحاد لمجابهة مختلف التحديات القائمة والمنتظرة.
مولاي أمير المؤمنين.
إننا يوما بعد يوم وكمواطنين مغاربة ومكونا من مكونات شعبكم الوفي، لا تزيدنا الأيام تحت حكمكم الزاهر إلا تعلقا بشخصكم المبارك ومحبة لجنابكم الشريف، وذلك لما وفقكم المولى العظيم من تحقيقه من رخاء وازدهار واستقرار وأمن وطمأنينة لصالح  شعبكم، فمشارعكم التنموية الكبرى عمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها، وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات غدت مضمونة، زد على ذلك إصلاحاتكم الشاملة للدستور، ونهضتكم الحازمة في جميع الميادين وعلى جميع المستويات.  
وفقكم المولى العظيم لتحقيق جميل الأماني والآمال، وأمنكم في الحل والترحال، وبارك في جميع الإصلاحات والأعمال، وسدد الخطى والأفكار، وأقر عينكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي المحبوب المولى الحسن، وشد أزركم بشقيقكم المولى الرشيد .
إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .
والسلام على المقام العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته.


إمضاء:
إسماعيل بصير
خديم الأعتاب الشريفة
خادم الطريقة البصيرية .
الزاوية في يوم الجمعة 15رجب الفرد 1432هـ الموافق لـ 17يونيو 2011م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *