ذكرى المولد النبوي

د/عبد الهادي السبيوي

الحمد لله، الذي أضاءَ الوجودَ بنورِ النبوةِ والرسالة، وجعل الدلالةَ عليه بأيدي المرسلين أمانة يؤدُّونها إلى العبادِ حتى خَتَمَهُم بسيِّدِهم المصطفى نور الجلالة، اللهم صَلِّ وسلِّم وبارك على عبدك المصطفى سيدنا محمد. ألا إنَّا نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي لنورِه من يشاء. ونشهدُ أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا وقُرةَ أعينِنا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسولُه، سيدُ الأنبياء، وأكرمُ مَن في الأرض والسماء على ربِّ الأرض والسماء.

 

أما بعدُ عبادَ الله:

فإني أُوصيكم ونفسيَ بتقوى الله. فاتقوا اللهَ عبادَ الله. اِتقوا اللهَ في استقبالِ النورِ الذي أشرق، الهادي إلى من خَلَق، المبيِّن لحقيقة الحق، المنقذِ من الآفات والظلمات والهلاكِ والغرق. ﴿ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ  ﴾.

أحبتي في الله ،

في مثل هذا الشهر _ شهر ربيع الأول _  أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة يقول الله جل في علاه {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطّهر به قلوب المسلمين وجعله رحمة للعالمين وحجة على الخلائق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم الدينلقد كانت ولادته فتحا وبعثته فجرا هدى الله به من الضلالة وعلم به من الجهالة وأرشد به من الغواية وفتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا وكّثر به بعد القلة وأعزّ به بعد الذلة

إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن وصفوة الأنام لا طاعة لله إلا بطاعته {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ } ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) كان صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق أخلاقا وأعظمهم أمانة وأصدقهم حديثا وأجودهم نفسا وأسخاهم يدا وأشدهم صبرا وأعظمهم عفوا.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره ووضع وزره وأتم أمره وأكمل دينه وأبر يمينه ما ودعه ربه وما قلاه بل وجده ضالا فهداه وفقيرا فأغناه ويتيما فآواه وخيّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله فأختار لقاء الله .
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى وأول من تفتح له الفردوس الأعلى يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع فصيح اللسان واضح البيان موجز العبارة موضح الإشارة آتاه الله جوامع الكلم وأعطاه بدائع الحكم يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه ( ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه ) ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم

وأفضل منك لن تر قط عيني * وأحسن منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ ً من   كل عيــــــــــــب     * كأنك قد خلقت كما تشـــــــــاء

إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى الذي بعثه الله جل علا ليخرج الأمة من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام إلى العدل والمحبة والوئام .
بلغ العلى بكماله ، كشف الدجى بجماله ، حسنت جميع خصاله ، صلوا عليه وآله .
عباد الله

لقد كان العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم يعيشون في جاهلية جهلاء يعيثون في الأرض كالأنعام يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام يأكلون الميتات ويئدون البنات ويسطوا القوي منهم على الضعيف .

ثم أذن الله لليل أن ينجلي وللصبح أن ينبلج وللظلمة أن تنقشع وللنور أن يشعشع فأرسل الله رسوله الأمين الرءوف الرحيم بالمؤمنين أفضل البرية وأشرف البشرية {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} فأختاره الله للنبوة واجتباه وأحبه للرسالة واصطفاه صلى الله عليه وسلم ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار وتعاقب الليل والنهار.

أحبتي في  الله :إن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن نطيعه ونتبع سنته وننفذ أوامره ونسلك طريقه ونقتدي به يقول الفضيل بن عياض رحمه الله إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ويقول الإمام مالك رحمه الله: السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها

يقول الله في كتابه العظيم { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ويقول سبحانه { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وأخبر سبحانه وتعالى أن الهداية والفلاح إنما تكون بطاعته صلى الله عليه وسلم {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} { فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وحذر سبحانه من عصيان أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فقال {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).
فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها والإنقياد إليها والثبات عليها عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ويقول صلى الله عليه وسلم هذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني .
عباد الله فلنسأل أنفسنا كم من سنة خالفناها وكم من أوامر عصيناها وكم من حدود تجاوزناها وكم من سنن تركناها وكم من نواه فعلناها فرحماك رحماك ربنا بنا.

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نقرأ سيرته وأن نتدبر حياته ونستمع إلى أخباره فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
اقرءوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه وسلوكه مع أعدائه وتعرفوا على حياته اليومية كيف كان يأكل وكيف كيف كان ينام وكيف كان يفعل في أموره كلها .

فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول وشفاء للنفوس وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي والنموذج الحي للقرآن الكريم كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بإنه كان قرآنا يمشي على الأرض

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا محبته واجلاله وتعظيمه {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أقوالا تقال ولا دعاوى تدعى ولا طبولا تدك في المساجد وإنما محبته صلى الله عليه وسلم تعني طاعته واتباعه وإجلال أمره ونهيه يقول الله في آية الإمتحان {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

أقولُ قولي هذا وأستغفر اللهَ العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه فإنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحميد ، ذو البطش الشديد ، الغفور الودود ،ذو العرش المجيد ، فعّال لما يريد ، وأشهد أن ّ محمداً عبده ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.

أحبتي في الله

أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم و أن نقتفي أثره، وأن نكون على طريقه، وأن نكون على شاكلة أصحابه، هذا هو الذي يرقى بنا،  أما المديح من دون تطبيق فهو لا يقدم ولا يؤخر، وهذه حقيقة،  إذن والمحبة الحقيقية لرسول الله  والاحتفال الحقيقي بمولده هي اتباعه ،

ففي ذكرى مولده  صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نجدد العهد على إحياء سنته والإقتداء به ومعنى ذلك أن نستحضر الرسول في عبادتنا لله تعالى فنجعل عبادتنا  كعبادته عليه الصلاة والسلام في صلاته وصيامه وقيامه الليل واستغفاره وفي إخلاصه لله تعالى وخشيته منه.
في ذكرى مولده  صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نستحضر المصطفى عليه الصلاة والسلام في بيوتنا ونستحضر عطفه  كما كان مع أبناء فاطمة رضي الله عنها .. ونستحضر معاملته لأهل بيته وكيف كان يعامل زوجاته  لنكون بدورنا أزواجا صالحين  وزوجات صالحات في بيوتنا لتكون الحياة سكناً بين الزوجين.

في ذكرى مولده صلوات عليه وسلامه يجب أن نتذكر سمو  أخلاقه  حيث (كان خلقه القرآن ) كما تقول  أمنا عائشة رضي الله عنها

_ وفي ذكرى مولده علينا أن  نحيي سنة التراحم والتزاور وصلة الرحم والعطف على المحتاج .. نحيي سنة الإستماع للآخرين
_  في ذكراه نريد في مدارسنا المربي الذي يقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم في تربيته وتوجيهه وتعليمه حيث تخرج من مدرسته قادة فتحوا البلاد

و_في ذكراه  نريد في تجارتنا التاجر الصدوق  الذي لا يغش بضاعته والتاجر الصدوق مع الأنبياء والصديقين في الجنة

وفي ذكراه  نريد في إداراتنا  المسؤول النزيه الذي يعرف الله حق المعرفة ويحافظ على المال العام  من التسيب ونريد الموظف النشيط الذي يخاف الله  الموظف الذي يمتنع عن أكل الحرام والذي يكون في خدمة المواطن لا  الموظف الشبح او المرتشي او الغشاش والمتهاون في عمله .

وفي ذكراه صلى الله عليه وسلم نريد مواطنين صالحين  يحبون وطنهم  ويسعون جاهدين  لحفظ مكانته وكرامته مستعدين للدود عنه والحفاظ على أمنه  واستقراره ورخائه .

 

أحبتي في الله

يا أتباعَ النور المحمدي : اقتدوا برسول الله ونوروا أفكاركم، ونوروا أخلاقكم، نوروا  صدوركم ومعاملاتكم، و تربيتكم لأنفسكم وأهاليكم، حتى  تكونوا صالحين مُصلحين، مؤدِّين للأمانة قائمين بحقِّ جمعِ الشمل وتأليف القلوب، حافظين المجتمع والجيرة مِن التفرُّق والتشتُّت والتمزُّق والتباغُض؟ أنتم أتباع هذا النور الذي جاءكم بهذه الأمور. ﴿ اُذْكُروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ﴾. بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم، نوَّرَنا الله بنوره، وسار بنا في سبيله، وجعلنا وإياكم من أهل أتباعه والاستضاءة بشُعاعِه حتى يحشرَنا الله في زمرته، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين

. والله يقولُ وقولُه الحق المبين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

بارَكَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونَفَعَنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. وثَبَّتَنا على الصِّراطِ المستقيم، وأجارَنا من خِزْيِه وعذابه الأليم.

واعْلَمُوا أنّ اللهَ أَمَرَكُم بأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُم بالصّلاةِ على نبيِّهِ الكريمِ فَقَالَ: ﴿إنّ اللهَ وملائِكَتَهُ يُصلّونَ على النّبيِ يا أيُّها الذينَ ءامَنُوا صلّوا عَلَيْهِ وَسلِّمُوا تَسْليماً﴾ اللّهُمّ صلّ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كما صلّيْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ. اللّهُمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كَمَا بَاركْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ . اللّهُمّ يا ربّنا إنّا دَعَوْناكَ فاستجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فاغفِرِ اللّهُمّ لنا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا في أمْرِنَا وَكَفِّرْ عنّا سيّئاتِنَا وَتَوَفَّنَا بِرَحمتِكَ مُؤمنينَ يا ربَّ العالمينَ. اللّهُم اغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اللّهُم نَقِّنَا من الذُّنوبِ والخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبيَضُ مِنَ الدّنَسِ يا ربَّ العالمينَ اللّهُمّ عَلِّمْنَا ما جَهِلْنَا وذَكِّرْنَا ما نَسِينَا واجعَلِ القُرءانَ ربيعَ قُلُوبِنَا ونُوراً لأبْصارِنَا وَجَوَارِحِنَا وَتَوَفَّنَا على هَدْيِهِ وأكْرِمْنَا بِحِفْظِهِ واحْفَظْنَا بِبَرَكَتِهِ وَبَرَكَةِ نَبيِّكَ مُحمدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، اللّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمان يا رب العالمين. اللّهم ارزقنا قلبا خاشعا وَلِسَانا ذَاكِرا وَجَوارِح طَائِعَة يَا رَبَّ العَالَمين وَعَينين هَطَّالَتَين بِالدَّمع تَبْكِيانِ من خشيَتك يا أَرحم الرَّاحِمِين. اللهم ءاتِ نفوسنا تقواهَا. وَزَكها أَنت خَيرُ مَنْ زَكّاها.

اللّهُمَّ صَل على حَبِيبِكَ مُحَمدٍ صَلاة تُفرج بِها الكُرُبَاتِ عَنْ أُمَّتِهِ يَا رَبَّ العَالمَينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلاةً تُؤتِي بِهَا كُلاًّ مِنَّا سُؤْلَهُ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللّهُمَّ شَفِّعْهُ فِينَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا شُرْبَةً بِيَدِهِ مِنْ حَوْضِهِ الطَّاهِرِ المُبَارَكِ يَا رَبَّ العَالمَينَ. اللَّهُمَّ وَاعْفُ عَنْ زَلاتِنَا اللَّهُمَّ وَارْحَمْ ضَعْفَنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ بِجَاهِ حَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. واغفِرِ اللّهُمَ للمُؤمنينَ والمؤمناتِ الأحْياءِ مِنهُم والأمواتِ إنّكَ سميع قريب مجيب الدعواتِ

اللهم وفق ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب .

اللهم امدده  من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة ، و اجعله لدينك و لأمتك ناصراً ، و لشريعتك محكماً .اللهم  خذ بيده، وّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، واحفظه بعزّك الّذي لا يضام. واحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية  المجيدة.

.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة،اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول  ويا خير مأمول..
عباد الله:

اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا  للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .)

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *