عيد الاستقلال ذكرى وعير
الدكتور : عبد الهادي السبيوي
الخطبة الأولى ،
الحمد لله رب العالمين قيوم السموات والأرضين عالم الغيب والشهادة وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا اله إلا الله القوي المعين سبحانه وتعالى يهيء ما شاء لمن يشاء من عباده المتوكلين عليه وعلى عونه ونصرته واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل من جاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى اله الأخيار وصحابته الأبرار وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
أيها الإخوة المؤمنون، أحبتي في الله :
لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . ذلك ان الشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .
فدراسة وقراءة التاريخ ايها الاحبة تقوي اعتزاز المواطن بتاريخه وأمته ،وبالتالي يصبح التاريخ مصدر الهام رئيسي لعمل الانسان وابداعه وتضحياته ويدفعة للانتصار للخير ومناهضه الشر كما انه يساعد ايضاً على تكوين حوافز وقيم لدى الناشئة من ابناء الوطن ،بما يبثه فيهم من توعية قومية تجعلهم يحيطون إحاطة تامة بتاريخ أمتهم ويعتزون بتراثها الحضاري والإنساني ويدركون فضلة وكيفية الإفادة منه.
من هذا المنطلق وإذا ما رجعنا إلى تاريخ بلدنا ، ووطننا العزيز، ونظرنا إلى ما كان عليه في أوائل القرن العشرين ، سنجد أن بلادنا قد ابتليت بالاستعمار كما ابتليت به بعض البلاد العربية والإسلامية والإفريقية التي تسلط عليها المستعمر الأجنبي ، وبسط سلطته ونفوذه عليها هادفا من وراء ذلـك إلى السيطرة عليها واستغلال ثرواتها وخيراتها، وقاصدا إلى طمس معالمها الحضارية والتاريخية ، والقضاء على مقوماتها الشخصية وخصائصها المتميزة ، من لغة وطنية ، وشريعة إسلامية وأخلاق ومكارم فاضلة .
غير أن بلدنا العزيز – ولله الحمد -، الغيور على دينه ومقدساته، وعلى وطنه ومقوماته، ما كان ليستسلم ويستكين أمام الأمر الواقع، ولا ليجبن ويضعف أمام طغيان الاستعمار وجبروته، بل كان بلدنا المغرب العزيز في شخص جلالة المغفور له محمد الخامس رحمه الله ، ومعه شعبه المؤمن الوفي، يقف بالمرصاد في وجه الاستعمار وأهدافه وأطماعه ، ويقاومه بسلاح الإيمان واليقين ، وبقوة الصبر والمصابرة ، والتمسك بالحق والمشروعية ، ويطالبه عن طريق التفاهم والحوار بالتخلي عن فكرة الاستعمار، وبتسليم السيادة على المغرب إلى الأمة المغربية ، وإلى أبنائها الأحرار الأبطال ، وإلى رمز سيادتها، ملكها المجاهد المقدام ، جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه.
ولكن الاستعمار استخف أسلوب الإقناع والحوار، واستهان بأسلوب العقل والمنطق باستمرار، وتمادى في الغطرسة والظلم والطغيان، والتنكر لحق المغرب في سيادته على أرضه ، والتمتع بالحرية والاستقلال ، حين ذلك وقف الشعب المغربي الأبي كله وقفة رجل واحد بقيادة ملكه وعرشه العلوي المجيد ، وانتفض انتفاضة المجاهدين الأحرار، وثار وحمل السلاح في وجه الاستعمار، وقاومه بكل صمود وثبات ويقين وإيمان ، وتضحية بالنفس والمال في سبيل إعزاز الدين وكرامة الوطن. وذلك ما جعل المستعمر الأجنبي الغاشم يدرك ويتحقق ويتأكد ويتيقن ، أنه لم يبق له أمل في الاستقرار بالمغرب ، فخضع واستسلم واقتنع واستجاب لأسلوب العقل والمنطق والحوار، وإرجاع الحق المشروع إلى أهله ، وإعطاء المغرب ما يطلبه ويستحقه من الحرية والاستقلال ، فحقق الله سبحانه لأمتنا المغربية ولشعبها المؤمن الوفي وعده بالنصر والعز والتمكين لعباده المؤمنين الصالحين ، المجاهدين الصادقين ، الذين يصدق عليهم قول ربنا الكريم (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )) سورة آل عمران (146).
أحبتي الله ،
إننا نعتقد اعتقادا جازما في الله سبحانه وتعالى ، أنه إذا أراد شيئا هيأ له أسبابــه ، كما أنه إذا أراد شيئا قال له : كن، فيكون . ولقد أراد الله لمغربنا العزيز وبلدنا المسلم الكريم ، أن يتخلص من قبضة الاستعمار، ويستعيد نعمة الحرية والاستقلال ، فهيأ له ملكا مجاهدا متبصرا موفقا، هو جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ، فقاد مسيرة الجهاد والنضال ، ووقف ضد الاستعمار بكل ما آتاه الله من يقين وإيمان وصبر وثبات ، فكرس نفسه وشبابه ووهب عمره وحياته ، وقدم أسرته وعرشه ، فداء لتحرير الوطن والأمة ، فوفى بما عـاهد الله عليه من الإخلاص للدين والوطن ، وللعروبة والإسلام.
كما هيأ الله سبحانه لمغربنا العزيز، شعبا مغربيا مؤمنا حرا وفيا ، لا يقبل الذل ولا الهوان ، ولا يرضى المساس بمقدساته ، ولا النيل من مقومات ومميزات الوطن ، فالتقت إرادة العرش والشعب ، واجتمعت عزيمتهما القوية المؤمنة في طريق الجهاد والنضال ، فحقق الله الرجاء والأمل ، وجاء النصر والظفر، وفرح الشعب واستبشر، ولهج مع ملكه ، ورفع صوته مع عاهله ، بحمد الله وشكره على فضل الانتصار الذي وعد الله به عباده المؤمنين الصالحين في أي مكان وزمان ، مصداقا لقوله تعالى ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين ، ” وقوله سبحانه : ” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” وعمت الفرحة البلاد والعباد
أحبتي في الله ،
من محاسن الصدف أن الشعب المغربي قاطبة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يحتفل هذا اليوم 18 نونبر، بكل مظاهر الاعتزاز والافتخار، بذكرى عيد الاستقلال ذلك الحدث المميز في التاريخ المعاصر للمملكة المغربية والذي جسد أسمى معاني التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي في ملحمة الكفاح الوطني.
وتخليد هذه الذكرى قبل كل شيء إنما هو مناسبة لاستحضار انتصار إرادة العرش والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث وموحد ومتضامن.
وكلحظة التحام للأمة، تعكس هذه الذكرى الكفاح الشجاع لشعب توحد وراء ملكه والذي أشعلت شرارته ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953، كما تشكل مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من ربقة الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله سنة 1955.
و ذكرى عيد الاستقلال هي من أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة ، لما لها من مكانة عظيمة في الذاكرة الوطنية ، وما تمثله من رمزية ودلالات عميقة ، تجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية.
وبتخليد هذه الذكرى المجيدة، يستحضر المغاربة السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي لم يكن تحقيقه أمرا سهلا بل ملحمة كبرى ، حافلة بفصول مشرقة ، وعبر ودروس عميقة ، وبطولات عظيمة، وتضحيات جسيمة و، مواقف تاريخية خالدة ، صنعتها ثورة الملك والشعب التي تفجرت طاقاتها إيمانا والتزاما ووفاء بالعهد ، وتشبثا بالوطنية الخالصة في أسمى مظاهرها. فقد انتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم الوطنية المقدسة، في مواجهة مخططات المستعمر الذي لم يكن يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، جلالة الملك الراحل محمد الخامس وأسرته، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة والتعجيل بنهاية عهد الحجر والحماية.
وكان الملك الراحل أعلن لدى عودته من المنفى يوم 18 نونبر 1955 رفقة الأسرة الملكية عن انتهاء نظام الوصاية والحماية الفرنسية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر وانتصار ثورة الملك والشعب.
وشكل هذا الخطاب الأول للاستقلال خارطة طريق حقيقية وضعها جلالته أمام شعب عمته الفرحة توقع لانخراط الأمة في مسلسل بناء مغرب حديث وحر.
وانخرط الشعب المغربي، قويا باستقلاله، آنذاك في مجهود البناء الوطني لتشييد مغرب حر تمكن بسهولة من فرض مكانته بين الأمم، تحت قيادة أب الأمة وخلفه الراحل جلالة الملك الحسن الثاني الذي عزز التوجهات القائمة على الديمقراطية، والتعددية السياسية والليبرالية الاقتصادية.
وبعد إرساء ورش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هاهو خلفهما ووارث سرهما ، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يواصل بنفس العزيمة ، مسيرة النماء والرقي والازدهار، الذي يستظل المغرب بظلاله الوارفة ، ويسعد ويهنئ بأيامه الميمونة المباركة ، يسير على سنن أسلافه الصالحين وأجداده الميامين ، في النهوض بهذا البلد وإرساء دعائم وحدته وقوته وعزته ،جاهدا من أجل رفعة هذا الشعب وبناء مستقبله وتحقيق مبتغياته وذلك في عمل دؤوب يسهر عليه جلالته بنفسه ويخطط مشاريعه ويتابعها عبر كل الأقاليم والمدن والقرى في دينامية متجددة عبر إرساء أسس اقتصاد عصري وتنافسي وتحديث المملكة وتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة.
أحبتي في الله ،
لقد تعززت في عهد جلالة الملك محمد السادس روابط التعايش والالتحام المتين بين العرش والشعب من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية والنهوض بالتنمية السوسيو-اقتصادية، في إطار مغرب المؤسسات والديمقراطية. هذا التلاحم وهذه المحبة المتبادلة والتي نلمسها جميعا ويشهد عليها التاريخ أينما حل جلالته وارتحل داخل ربوع المملكة أو خارجها، في صور تعبيرية عن عمق المحبة وتجدرها لشخص جلالة الملك الذي أبى إلا ان يكون قريبا من نبض شعبه وان يتفاعل مع مطالبه ورغباته دون أن ينسى جلالته الامتداد الإفريقي للمغرب .
ولاشك أن هذه المسيرة المظفرة المتواصلة وعلى مدى سنوات متوالية ،والمتميزة بجلائل الأعمال وعظيم المنجزات التي ادخرها الله لجلالته ، لاشك أنها ستبقي في سجل حسناته و في سجل مكرماته الخالدة ومآثره العظيمة ، وستبقى بفضل الله أيادي بيضاء ومعالم غراء ، شاهدة عبر السنين والأجيال بما بذله ويبذله من جهد متواصل وسعي دائم متواصل ، للحفاظ على امن واستقرار هذا الوطن الغالي وعلى مقدساته والسير بشعبه نحو مدارج التقدم والحداثة وتحصين المكاسب الديمقراطية، ومواصلة مسيرة الجهاد الأكبر وإذكاء إشعاع المغرب الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى.مع الإشارة إلى أن الشعب المغربي وهو يخلد هذه الذكرى الحافلة بالرموز والقيم والعبر ، فإنه يجدد التأكيد على موقفه الثابت للتعبئة العامة والانخراط الكلي في الملاحم الكبرى للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وقيم الانفتاح والوسطية والحوار.
نفعني الله وإياكم بالقرآن المبين ، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وختم لي ولكم بالحسنى والزيادة يوم لقاء وجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده وشكره ، وما كل نعمة إلا من عنده وفضله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد،
فيـأيها الإخوة المؤمنون، إننا ونحن نعيش في هـذه الأيام ذكرى وطنية عزيزة ، من أعز وأغلى ذكرياتنا الوطنية الجليلة ، ونبتهج ونسعد بأيامها المجيدة الخالدة، ألا وهي ذكرى عيد الاستقلال والحرية، وعيد السيادة والعزة والكرامة، ليجدر بنا أن نستحضر ونتذكر بالمناسبة ما بذله أسلافنا الأولون المجاهدون، وما قدمه آباؤنا وأجدادنا المخلصون، من جهاد وتضحيات كبيرة بالنفس والمال، في سبيل النصر والعز للدين والوطن، ونذكر في نفس الوقت أولادنا من الجيل الناشئ والشباب الصاعد الذي فتح عينيه على عهد الحرية والاستقلال ونشأ فيه، ونعرفهم بأن نعمة التحرر من الاستعمار لم تكن ثمرة دانية قريبة، سهلة الجني والقطوف، متيسرة الإدراك والمنال، ولكنها جاءت نتيجة حسنة وثمرة طيبة، لما قام به وبذله العرش العلوي المجيد مع شعبه المغربي المؤمن الوفي، من جهاد متواصل وكفاح مستميت، وتلاحم متين بينهما، تحقيقا لقول الله تعالى ووعده الكريم لعباده المؤمنين بالنصر والفتح المبين، عندما قال وهو أصدق القائلين:” وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور،ِ (41) سورة الحج).
فعلينا_ أيها الإخوة المؤمنون_ أن نحمد الله تعالى ونشكره على نعمة الإسلام
وهداية الإيمان، وعلى نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، عملا بقول رب العالمين:( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون،) وأن نشكر بعد ذلك من أجرى الله الخير على يديه للوطن والمواطنين، وللإسلام والمسلمين، عملا بقول الله سبحانه: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان،) وقول النبي (ص): “من لم يشكر الناس لم يشكر الله ” والشكر للناس يكون بالدعاء الخالص السليم، والذكر الطيب الكريم، والثناء الحسن والاعتراف بالجميل في القول والعمل، مصداقا لقول النبي (ص) : ” من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، أنتم شهداء الله في الأرض “). فاتقوا الله عباد الله، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، وحافظوا على أخوتكم الدينية ووحدتكم الوطنية، وعلى كل ما يصلح أحوالكم، ويسعدكم دنيا وأخرى، وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
هذا وخير ما نختم به الكلام، ونجعله مسك الختام، أفضل الصلاة وأزكى السلام، على ملاذ الورى وشفيع الأنام في الموقف العظيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن صحابته الكرام ذوي القدر العلي والفخر الجلي، ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي العشرة الكرام البررة، المبشرين بالجنة، وعن سائر الصحابة أجمعين، خصوصا الأنصار والمهاجرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وانصر اللهم من استرعيته أمر عبادك، وبسطت يده في أرضك وبلادك عبدك الخاضع لجلالك، المتواضع لعزك وسلطانك،أمير المؤمنين وحامي حمى هذا البلد الأمين، جلالة الملك محمد السادس، اللهم انصره نصرا عزيزا تعز به الدين، وتعلي به راية الاسلام والمسلمين، وتجمع به كلمتهم على الحق والفتح المبين، اللهم سدد خطاه وحقق مسعاه، وكن له وليا ونصيرا ومعينا وظهيرا، وعاصما ومجيرا، واحفظه بما حفظت به الذكر الحكيم، اللهم أقر عينه بولي عهده الأمير المحبوب مولاي الحسن، واحفظه في سائر أسرته الملكية الشريفة، اللهم أمطر شآبيب الرحمة والغفران، على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور له الحسن الثاني، وجلالة المغفور له محمد الخامس، اللهم أكرم مثواهما، وطيب ثراهما، واجزهما عن المغرب والمغاربة أحسن الجزاء، وبوئهما عندك مقام الأولياء الأتقياء، واجعلهما في أعلى عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولائك رفيقا.
ربنا لا تؤا خذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ملا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.