رسالة شكر مؤثرة من طالب نال شهادة البكالوريا بامتياز من مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير للتعليم العتيق ببني عياط إقليم أزيلال
رسالة شكر مؤثرة من طالب نال شهادة البكالوريا بامتياز من مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير للتعليم العتيق ببني عياط إقليم أزيلال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في لحظة امتزج فيها الفرح بالامتنان، والنجاح بالتقدير، أقف اليوم، وأنا أحمل شهادة الباكالوريا، وقد غمرني شعور عميق بالعرفان لكل من كان له الفضل في هذا الإنجاز، وأخصّ بالشكر والتقدير والعرفان سيدي وشيخي ومربيّ الفاضل *مولاي إسماعيل بصير*، شيخ *الزاوية البصيرية*، الذي كان لي النور في الطريق، واليد الحانية التي أمسكت بي في لحظات الضعف، والعقل الحكيم الذي وجّهني بصدق وصبر وحب.
ست سنوات كاملة من التكوين الروحي، والتربية الأخلاقية، والتعليم المتوازن، قضيتها تحت رعايتكم، كانت كفيلة بتشكيل شخصيتي، وغرس القيم في داخلي، وتثبيت المبادئ التي أصبحت زادي في الحياة. علّمتني الصبر، وربّيتني على التواضع، وغرست في قلبي حب العلم والعمل والصدق والخير. لم تكونوا فقط شيخًا أو معلمًا، بل كنتم قدوة ومصدر إلهام دائم.
كما أتقدّم بجزيل الشكر وعظيم التقدير إلى *أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده*، على ما أبداه ويُبديه من *عناية سامية بالتعليم العتيق*، ذلك النبع الأصيل الذي حفظ للأمة المغربية دينها، وهويتها، وقيمها المتجذرة في العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني السليم.
لقد أولى جلالتكم هذا القطاع الشريف مكانته المستحقة، من خلال *إعادة الاعتبار للزوايا والمدارس العتيقة*، وتشجيع طلبتها، وتحسين بنياتها، وإدماجها ضمن منظومة متكاملة تسهم في تخريج علماء عاملين، ومربين صادقين، حافظين لثوابت الأمة، معتزين بأصالة موروثها الديني.
ولا يخفى على أحد ما قامت به *الرعاية الملكية* من إحياء هذا السلك التعليمي بروح جديدة، عبر تنظيم الجوائز السنوية، وتحسين أوضاع المتمدرسين، وتكريم الحافظين لكتاب الله تعالى، وإشراف جلالتكم الكريم على الختمات القرآنية والدروس الحسنية المباركة، التي تكرّس دور التعليم العتيق في بث الوعي الشرعي الوسطي، وترسيخ الأمن الروحي في ربوع المملكة.
ولا أنسى أن أرفع أكف الدعاء والشكر لكل الإخوة والأساتذة والمربين، ولكل من كان لهم دور ويد بيضاء في هذا المسار الطويل. أنتم جميعًا شركاء في هذا النجاح، ومصدر فخر لي مدى الحياة.
شكري أيضًا موصول لأهلي الكرام الذين ساندوني ودعموني وتحملوا لأجلي الكثير.
فهذا النجاح ليس نهاية، بل بداية لمسيرة جديدة، وسأظلّ على العهد، حريصًا على أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم، وفي مستوى ما تعلمته منكم.
جزاكم الله عني كل خير، ورفع قدركم، ونفع بكم، وجعل كل ما قدمتم في موازين حسناتكم.
وقد نظمت أبياتا أشكر فيها شيخي، فقلت:
يا شيخنا والروح تـشهد بالـصفا ** يا من غـمرت القلب نــورًا ووفـا
ستُ سنينٍ في رعايـاكَ انقضـت ** سقيتها علمًا، وصبرًا، وشفا
ربيتني خلقًا، وأحييتَ الدُّنى ** في مهجتي، فالله أجزل ما كفى
علَّمتني أن الطريقَ عبادةٌ ** فيها النجاة وفي خطاها الأُسُدا
أَخذَتْ بيدي نحو العُلا توجيهُكم ** فسمَتْ بيَ الأحلامُ وانقشَعَ الجفا
ما خِلتُ أن القلبَ يحيا طاهرًا ** حتى سقيتَ الروحَ علمًا
صافيا
فاللهُ يجزيكم بأضعافِ الرضا ** ويجعل الفردوس دارا ثانيا
قد كنتُمُ للمجدِ خيرَ مُمهدٍ ** وسراجَ أهلِ السيرِ في الدربِ٥م العُصا
يا وارثَ الأسرارِ من نورِ الهُدى ** حبُّك في القلبِ بقى ما بقي الدُنا
الطالب أحمد لمنور
