كلمة الشيخ مولاي إسماعيل بصير في المؤتمر الدولي حول “استكشاف دور وسائل الإعلام في العصر الرقمي”

كلمة الشيخ مولاي إسماعيل بصير في المؤتمر الدولي حول “استكشاف دور وسائل الإعلام في العصر الرقمي”

كلمة شيخ الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام في المؤتمر الدولي الذي نظمه فريق البحث في تحليل الخطاب التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان، بمعية مجموعة من الشركاء، منهم مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، في موضوع: “استكشاف دور وسائل الإعلام في العصر الرقمي” ببني ملال يومي 26 و 27 أبريل 2024

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و بعد،

السادة الحضور الكرام

يسر مؤسسة محمد بصير للدراسات و الأبحاث و الإعلام أن تشارك في هذا المؤتمر الدولي الذي ينظمه فريق البحث في تحليل الخطاب التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان، بمعية مجموعة من الشركاء، الذين نسعد أن نكون ضمنهم، و ذلك حول موضوع: “استكشاف دور وسائل الإعلام في العصر الرقمي”.

و بالمناسبة نهنئ القائمين على هذا المؤتمر على اختيارهم الموفق لهذا الموضوع، الذي يعد موضوع الساعة.

فهو يأتي في سياق يعرف فيه العالم ثورة تكنولوجية مُعَوْلَمة غيّرت مفهوم الثقافة ومُحدِدَاتِها، وكان للفضاء الافتراضي وشبكة الأنترنيت دور في تداخل الأنساق الثقافية والقيم الكونية، شجع على مضاعفة التواصل بين الأفراد بمختلف فِئاتهم وعلى إثارة قضايا متعددة ومتنوعة في جميع المجالات.

لقد أصبحت الثقافة الرقمية، بأبعادِها وسِياقَاتِها المتنوعة والمنفتحة على الفضاء العمومي الرقمي، مَورِدا مهما يوجه ميول الشباب ونظرتَهم للعالم، فضلا عن تأطيرهم وتحديد وجودهم بل و إيمانهم، إذ استفاد الشباب من سهولة الولوج للعالم الافتراضي وتصفح محتوياتِه والمشاركة فيما يتداول فيه.

إن اتّساع هوامش الحرية في هذا الفضاء شجع الشباب على حرية التعبير والتنقل عبر المواقع والتفاعل اللامحدود مع القضايا المتداولة.

والواقع أن الثورة التكنولوجية و الثقافية وإن منحت للمجتمع معنى آخر، و جد فيه الشباب الكثير من الإيجابيات، إلا أنها فقد وضعتنا أمام صراع لأجل المحافظة على الهوية الوطنية و الدينية للشباب المغربي. خصوصا في ظل تبني المغرب عبر التاريخ لاختياراتٍ و ثوابثَ دينيةٍ واضحة تتمثل في المذهب المالكي و العقيدة الأشعرية و التصوف السني، كل ذلك في إطار حماية من مؤسسة إمارة المومنين، الساهرة على حماية المغاربة من كل انسلاخ عن هويتهم الوطنية و الدينية و الثقافية.

إن مؤسسة محمد بصير للدراسات و الأبحاث و الإعلام ، تثمن عاليا جهود هذا اللقاء المبارك الذي يهدف إلى الاهتمام بالسياقات الاجتماعية والثقافية والتعليمة التي تؤطر هذا الفضاء الرقمي في المجتمع المغربي. راجين أن تكلل أشغاله بالنجاح و التوفيق، و أن يحقق أهدافَه و غاياتِه.

و في النهاية أجدد شكري الكبير لكل القائمين على تنظيم هذا اللقاء العلمي المبارك، و كل المشاركين فيه و الداعمين.

و السلام عليكم

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *