القرآن طريق إلى السعادة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من اتقاه وتوكل عليه جعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اتخذ القرآن سبيلاً إلى ربه ومنهجا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أعلامِ الهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه العظيمة وأجلُّها نعمة الإسلام ونعمة القرآن، قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58].

أحبتي في الله  لقد تكلمت في الأسبوع الماضي في معرض حديثي عن السعادة وقلت ان من أسباب تحقق السعادة قراءة القرآن وممّا لا شكّ فيه فأنّ هناك علاقة وطيدة بين السعادة والأمن النفسيّ الذي ينشده كلّ إنسان، ولذلك نرى القرآن الكريم يُبشّر أهل الإيمان بالأمن يوم القيامة، هذه البشرى التي تستلزم كافة مفردات السعادة إذ يقول لهم: ﴿وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾2، وفي آية أخرى يقرن بين الأمن والنار بقوله تعالى: ﴿أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾3.

والسعادة التي نعنيها هي السعادة الروحية الكاملة التي تبعث الأمل والرضا، وتثمر السكينة والاطمئنان، وتحقّق الأمن النفسيّ والروحيّ للإنسان، فيحيا سعيداً هانئاً آمناً مطمئنّاً إذ لا سعادة للإنسان بلا سكينة نفس، ولا سكينة نفس بلا اطمئنان القلب ولا اطمئنا للقلب بدون التوجه الى الله .ولكن كيف تتحقّق السعادة والسكينة والطمأنينة التي ينشدها ويسعى إليها الإنسان لينعم بالأمن النفسي والروحي ؟

الجواب أحبتي في الله ، يكمن في نور الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ونور الله المتجسد بالقرآن الكريم الذي نستدلّ به على الطريق السليم ونأخذ منه دستور حياتنا.. وننعم بنوره الذي ينير القلب والوجدان والنفس والروح والعقل جميعاً.

فالقرآن الكريم هو كلام الله المبين،وكتابه المعجز،وتنزيله المحفوظ،جعله الله شفاء للصدور من أمراض الشبهات والشهوات،وشفاء للأبدان من الأسقام والأدواء والعلل والمدلهمات،وجعله كذلك فرقانا بين الحلال والحرام،والحق والباطل،وبين طريق السعداء وطريق الأشقياء .

فالقرآن هو المعجزة الخالدة إلى قيام الساعة، تحدى الله به خلقه جميعا من الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا ” قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً”

فالقرآن كتاب مبارك ، فيه الخير الكثير، والعلم الغزير ، والأسرار البديعة  والمطالب الرفيعة ، فكل بركة تنال في الدنيا والآخرة فسببها الاهتداء به وإتباعه ، وكل شقاوة وغم وضيق في الدنيا والآخرة فسببه هجره وترك التحاكم إليه قال صلى الله عليه وسلم :” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَهْلِكُوا ، وَلَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا “

 

أحبتي في الله :

إن كتاب الله شفاء ورحمة ،قال تعالى :” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارا ً”

والقرآن هداية ونور :” يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ “

والقرآن بشرى بعظيم الأجر ، قال رب العالمين وهو اصدق القائلين ” إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيرا.

والقرآن ذكرى وموعظة : قال تبارك وتعالى :” فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ” وقال أيضا :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ

والقرآن روح وحياة ، قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا”
وفي القرآن علم كل شئ وبيانه : قال عز وجل:” مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ” وقال أيضا:” وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ” وقال أيضا :” وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.

إخوتي في الله:

فحين نقول ونؤكد أن القران الكريم يحقق للسعادة للإنسان فلأن من  يسير في طريقه لا يخشى شيئاً إلا الله، تراه صابراً حامداً شاكراً ذاكراً لله على الدوام، شاعراً بنعمة الله عليه.. يحسُّ بآثار حنانه ودلائل حبّه… فكلّ هذا يبثّ في نفسه طاقة روحية هائلة تصقله وتهذّبه وتقوّمه وتجعله يشعر بالسعادة والهناءة، وبأنّه قويٌّ بالله… سعيدٌ بحبّ الله، فينعم الله عزَّ وجلَّ عليه بالنور والحنان، ويفيض عليه بالأمن والأمان، فيمنحه السكينة النفسية والطمأنينة القلبية. ومعنى هذا  أنّ للقرآن الكريم أثراً عظيماً في تحقيق الأمن النفسي والروحي ، وبالتالي  تتحقّق السعادة الحقيقية للإنسان من خلال شعوره بالأمن والأمان وهذه الطمأنينة وهذا الأمان  لا يتمان إلا بذكر لله عزَّ وجلَّ.. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

من هنا كان لزاما علينا  أحبتي في الله أن نتمسَّك بكتاب الله ونقتدي به، ونتدبر في آياته البينات، ونتأمل في كلماته التي لا تنفد أبداً.. قال تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾، حتى نتحلّى بالإيمان الكبير في هذه الرحلة الروحية مع آيات الله فنتزود بما جاء به القرآن الكريم من خلق عظيم، وأدب حميد، وسلوك فريد، ومعرفة شاملة بحقيقة النفس الإنسانية كما أرادها الله عزَّ وجلَّ أن تكون، وترتقي حيث الحب والخير والصفاء والنورانية، فننعم بالسعادة الحقيقية التي ليس لها حدود و بالسلام الروحي الممدود، والاطمئنان القلبيّ المشهود، والأمن النفسيّ المنشود.

واتقوا الله عباد الله وتمسكوا بكتاب ربكم وساهموا في تعليمه  ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

 

أحبتي في الله

قال صلى الله عليه وسلم :” تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا “

وفي الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا “

 

أيها الأحبة : أحذركم أن تكونوا ممن هجر كتاب الله تعالى ، فان هجر القرآن الكريم من أعظم المصائب التي حلت بالمسلمين اليوم وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على قومه ذلك حيث قال الله تعالى :” وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً “

وهجر القرآن لا يقتصر فقط على هجر التلاوة كما يظن البعض  بالرغم من ان الله تبارك وتعالى أمر بتلاوة كتابه في كثير من الآيات القرآنية فقال جل وعلا :” :” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ “
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القران حيث قال عليه الصلاة والسلام :” اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ
بل يشمل الهجر أيضا ، هجر الاستماع :

ذلك ان  سماع القران فيه الخير والبركة والسعادة والرحمة ، قال الله تعالى ” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “
ويشمل الهجر أخيرا  ، هجر التدبر:

والتدبر لآيات الله تعالى وفهم معانيها واجب على كل مسلم حتى يفهم مراد الله تعالى وينفذ أحكامه ولا يقرب حدوده .

قال تعالى :”أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً

 

 

أخي الكريم  :

اعلم رعاك الله  أنك لابد ميت وإن طالت بك الحياة ولا دوام إلا لله الواحد الماجد . والقبر أول منزل من منازل الآخرة ، وهو كما تعلم ضيق وموحش ومظلم ويوم القيامة شره مستطير، والقرآن نعم المؤنس في القبر ونعم الشافع والمشفع يوم الحشر والنشر ،أنزله الله مع أمين السماء على أمين الأرض محمد  صلى الله عليه وسلم ، ليدل الناس على سبيل رشدهم ويبلغهم رسالة ربهم ويعلمهم القصد من خلقهم وإيجادهم ، ويبشرهم برحمة الله وثوابه وينذرهم بطشه وعقابه، فاستمسك أخي في الله بهذا القرآن وعض عليه بنواجذك واجعله يمتزج بلحمك ودمك علما وقراءة وعملا واعتقادا، فهو القاعدة الكبرى لدين الإسلام والوسيلة العظمى لمعرفة شرائعه والدعوة إليه والمعجزة الكبرى التي دعا بها وإليها ، فها هو ذا بين يديك يا أخي غضا، سليما، محفوظا فطيب بقراءته وحفظه نفسك ورطب بكلمه لسانك ونوّر بتدبره قلبك وأصلح بالعمل به أمرك واشرح بنور حكمته صدرك فهو لك في الدنيا صراط ومنهج ولك في الآخرة شفيع ومكرم ومنجي وبشر وكرامة وعلو منزلة في الجنة.

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله، فقال – وهو الصادقُ في قِيلِه – قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .اللهم آمِنَّا في أوطاننا،  وأصلح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافية، وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين.اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب  وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية  المجيدة وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم. اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم الذي أيدت سلطانه

اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.

اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.

اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك،اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النيران مخلِّصاً.اللهم اجعله شفيعاً لنا، وحجة لنا لا حجة علينا.

اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ في قفاه في النار، يا واحد يا قهاراللهم وفقنا في هذه الجمعة المباركة لما تحب وترضى.

اللهم انقلنا بالقرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الذل إلى العز، يا ذا الجلال والإكرام ، ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخير كلها يا حي يا قيوم.

اللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى، وفي كل أعمالنا، يا حي يا قيوم.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، ولا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نَفَّسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *