ذكرى الإستقلال بين آيات الجلال ومواقف الأبطال

ذكرى الإستقلال بين آيات الجلال ومواقف الأبطال

الأستاذ المهدي البريشي

الحمد لله الذي أقل نعمه يستغرق أكثر الشكر، حمدا لإنعامه مجازيا ولإحسانه موازيا، وإن كانت آلاؤه لا تجازى ولا توازى ولا تجارى ولا تبارى.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سليل أكرم نبعة، وقريع أشرف بقعة وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، بدور المحافل وصدور الجحافل، ومن اقتفى أثرهم بإحسان وفضل إلى تلكم الدار.

وبعد،

 معاشر الصالحين الأبرار، قال تعالى: “وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور”

آية عظيمة في بابها، حوت أمرا من الله، مفاده التذكير بأيام الله، التي تفيأ فيها المسلمون نصر الله.

ومن هذه المحطات المربعة التي تنعم فيها المغاربة بالمرجعة ذكرى عيد الاستقلال المجيدة الناجعة. فالذكر لها لازب والذكرى لازمة، كما أن الشكر واجب و النعمة قائمة. والله تعالى يقول: {و أما بنعمة ربك فحدث } وقال صلى الله عليه وسلم : “لم يشكر الله من لم يشكر الناس” 

فبعد أن عاش أسلافنا ردحا من الزمن تحت سطوة العدو الغاشم، مسمين الملائكة تسمية الأنثى، ومسمين الجناية بالحماية، و الاستغبار بالاستعمار، ساعين إلى الضم و اللم لسائر النعم، والطمر و الضمر لسائر القيم، حتى من الله بأن سخر الله لهذه الأمة المغربية رجالا على رأسهم السلطان الأجل مولانا محمد الخامس طيب الله ثراه الذي كان شوكة في حلوق المارقين، لم يخف في الله لومة لائم ولم يفزع قلبه نفي و لا نأي، ثابت المواقف راسخ المعارف. و يليه أكبر بنيه، رفيق دربه في الكفاح مولانا الحسن الثاني قدس الله سره الذي لم يال جهدا في بذل الموجود لنيل المقصود.

فاللهم أمطر عليهما شآبيب الرحمة والغفران وانفعنا بما في خطبتنا من السنة والقرآن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حتى لا انقطاع و الشكر له بأقصى ما يستطاع و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله وصحبه و الأتباع .

وبعد؛

إن يهوديا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال :

آية من كتاب الله لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، وقال أي آية؟ قال {اليوم أكملت لكم دينكم} قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم و المكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

 فكذلك وجب علينا أن نذكر أيامًا نصر الله فيها أولياءه، كمعركة الهري و أنوال و بوغافر و جبل بادو و سيدي بوعثمان و انتفاضة قبائل ايت باعمران و الأقاليم الجنوبية. 

ثم لا ننسى أولائك الشهداء الأبطال الذين استرخصوا أعمارهم و أرواحهم في سبيل الوطن أمثال الزرقطوني و بصيري وأضرابهما كثير.

و كأنهم لم يعرفو صبا و لا تصاب و لسان حالهم يردد ما نظمه العلامة علال الفاسي بقوله:

أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب 

            وألهو بلذات الحياة و أطرب 

ولي نظر عال و نفس أبية

           مقاما على هام المجرة تَطلب

ولي أمة منكودة الحظ لم تجد

         سبيلا إلى العيش الذي تتطلب 

على أمرها أنفقت دهري تحسرا 

       فما طاب لي طعم ولا لذ مشرب 

ولا راق لي نوم وإن نمت ساعة 

            فإني على جمر الغضا أتقلب

نعم إنهم الأبطال الذين أدركوا معنى الاستقلال عقيدة وشريعة وسلوكا ونظام حياة فآثروا الباقية على الفانية ليمهدوا لنا الوطاء فننعم بإمارة المومنين والأذان للخمس والاجتماع للعيدين وذبح الأضحية وغيرها كثير.

اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

وعلى آله وصحبه أجمعين وفاطمة الزهراء وبنيها المتقين ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الستة الباقين من العشرة اللهم  انفعنا بمحبتهم واحشرنا يامولانا في زمرتهم واجعلنا على آثارهم يا أكرم مجيب وياخير مستجيب، والنصر اللهم قائد البلاد ورائدها عبدك الخاضع لجلالك أمير المؤمنين سادس المحمدين

هيع اللهم طريقه  وأعن على الحق جنده وفريقه وشافه اللهم وعافه واحفظ ولي عهده المولى الحسن أنبته اللهم النبات الحسن وصنوه السعيد المولى رشيد وسائر أسرته وشعبه آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *