الاحتفال بعاشوراء بين السنة والابتداع
إنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَغفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ، صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليْهِ وَعَلَى كُلِ رَسْولٍ أَرْسَلَهُ.
أما بَعْدُ ، عِبَادَ الله أُوصيكُم ونَفسي بِتَقوى اللهِ العَظيم، إتقوا اللهَ حَقَ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَ إلا وأنتُم مُسلِمُون. قال الله تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمُ شَعَآئِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ)سورة الحج /32.
اعلموا اخوةَ الإيمان أَنه مِن شَعَائِرِ دِينِ اللهِ أن نُعَظِمَ أيامًا جَاءَ الشَرعُ الكريم بتعظيمها فيوم الجُمُعَةِ هو أفضلُ أيام الأسبوع، وأفضلُ الليالي هي ليلةُ القَدرِ، وأفضلُ الأيامِ يومُ عَرَفَة، ومِنَ الأيام التي عَظَّمَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى يومُ عاشوراء.
وعاشوراء، هو يوم العاشرِ من أيامِ شهرِ المُحَرَّم، يوم خَصَّصَه اللهُ تعالى بأَن قَبِلَ فيهِ تَوبَةَ سيِّدنا ءادَمَ عليهِ السَّلام بَعدَ أن أكله من الشجرة التي نهاهُ الله عنها. قال الله تعالى (وَعَصَىَ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيهِ وَهَدَى) / طه 121-122. وكانت تلك التوبة في يوم العاشِرِ من شهر محرم أي في عاشوراء
.وفي هذا اليوم العظيم عاشوراء رست سفينة سيدنا نوح عليه السلام فاستوت واستقرت على جبلِ “الجودي” قرب مدينة الموصل في العراق هو ومن معه .
وفي يوم عاشوراء، نجى الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام والذين معه واتبعوه من بني إسرائيل.
ولقد حضَ النبي الأعظم صلى اللهُ عليه وسلم على صيامِ العاشر من مُحرَّم لمَا لهُ من فضل عند الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام “أفضل الصيام بعد رمضان شهرُ اللهِ المُحرَّم وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” رواه مسلم. وصيامُ عاشوراء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عندما سئل عن صوم يوم عاشوراء”يُكَفِّرُ السنةَ الماضية” رواه مسلم.
وقد اتفق العلماء الأجلاء على أنّ صيام يوم عاشوراء سنة مستحبة، وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم أظهر اللهُ فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له. فقال النبي صلى اللهُ عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم. وأمر بصومه. رواه مسلم. قال أهل العلم: أوحى اللهُ تعالى لنبيِّه بصحةِ ما قالهُ اليهود عن ذاك اليوم فأمر بصومه.
وصيام عاشوراء ليس فرضًا واجبًا كما قال العلماء لما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال في يوم عاشوراء “إن هذا اليوم يومُ عاشوراء ولم يكتُب اللهُ عليكُم صيامَه فمن شاء فليصُمه ومن شاء فليُفطر” رواه البخاري ومسلم. ويسن أيضَا صيام يوم تاسوعاء وهو التاسعُ من شهر محرم لقوله عليه الصلاة والسلام: “لئن بقيتُ إلى العامِ القابلِ لأصومَنَ التاسعَ مِن محرم”، ولكنه عليه الصلاة والسلام توفاهُ اللهُ عزّ وجلّ قبل ذلك.
ولقد قال العُلماءُ الأجلاءُ إن الحكمةَ من صومِ يومِ تاسوعاء مع عاشوراء الإحتياطُ له لإحتمالِ الغلطِ في أولِ الشهر، ولمخالفةِ اليهودِ فإنهم يصومونَ العاشَر من مُحرم فقط، والحكمة أيضًا الاحتراز من إفراده بالصوم كما في يوم الجمعة، فإن لم يصم معه تاسوعاء سُن أن يصوم معه الحادي عشر، بل لقد نصّ الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتبه “الأم” و “الإملاء” على صوم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم.
وفي العاشرِ من شهرِ مُحرمٍ من السنةِ الرابعةِ للهجرةِ حصلت غزوة ذات الرقاع، حيث خرج القائد الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل، يُريدُ قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى اللهُ عليه وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير.
وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي صلى اللهُ عليه وسلم وأصحابه لما علموا بخروجه، وتقارب الفريقان قذف اللهُ الرُعبَ في قلوبِ قبائلِ المشركين، وكانوا جموعًا كثيرة، فتفرقوا بعيدًا عن المسلمين وهربوا تاركينَ وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى اللهُ عزّ وجلَّ نبيَّه ومن معه من الصحابة شرَّ هذه الجموع الكافرة، وقد سميت هذه الغزوةُ بذات الرقاع لأن الصحابةَ رضوان الله عليهم لفّوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراحٍ تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور. في هذا عبرة كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يواجهون الصعاب والمشقات بصبر وثبات لنصرة الدين القويم.
وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة إحدى وستين من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة، ومصيبةٌ كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم، وملأت القلوب حزنًا وأسى ومرارة. ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتِلَ الإمام أبو عبد الله الحُسينُ بنُ عليٍ رضي اللهُ عنهُ حفيدُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَم وابن ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنه بأوامر من يزيد بن معاوية. ولقد كان سيدنا الحسين من الرجال العظام الذين نالوا شرف الشهادة، وكانوا في قافلة الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فنالوا رضى اللهِ وثوابَهُ، وأعد لهم في الآخرة الثواب الجزيل والدرجاتِ العُلى في جنات النعيم. رحمك الله يا حفيد رسول الله، أيها المجاهد الكبير، والعالم الورع، والتقي النقي. رحمك الله وأكرم مثواك وجزاك عن أمة محمد خير الجزاء.
ومما يحز في النفس عباد الله ان الاحتفال بعاشوراء ارتبط ببدع لا حصر لها منذ عهود قديمة، وهكذا نجد النواصب قديما وهم «المتدينون ببغضة علي رضي الله عنه لأنهم نصبوا له أي عادوه» يتخذون يوم عاشوراء عيدا لهم يصنعون فيه ألذ الأطعمة، ويتطيبون فيه، ويلبسون فيه أحسن الثياب، ويبدون فيه الفرحة والسرور عنادا للرافضة (وهم الشيعة) الذين كانوا يفعلون عكس ما يفعله الناصبة إذ كانوا يتخذون يوم عاشوراء مأتما يكون عندهم فيه الندب والنياحة وإنشاد قصائد الحزن كمدا على الحسين بن علي الذي قتل بموضع بالكوفة يقال له كربلاء..
وإن اتخاذ أيام المصائب مأثما وإظهار الحزن والأسى لأجل ذلك من البدع المحدثة التي ليس لها في شرعنا أصل. ولو كانت جائزة مقبولة، لكان إظهار الحزن في ذكرى وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أولى لما كان لفقده من وقع وخسارة، ولكن شيئا من ذلك لم يشرع، وما شرع عند ذكر المصائب سوى الاسترجاع والاحتساب. قال ابن تيمية رحمه الله: «واتخاذ أمثال أيام المصائب مأتما فليس هذا من دين المسلمين، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب.»
أما ما ورد في فضل الكثير من الأعمال، من دون الصيام، في عاشوراء فأصله أحاديث باطلة أو موضوعة لا أساس لها ولا أصل، نذكر من ذلك:
1 الاكتحال وأصله الحديث الموضوع: “إن من اكتحل يومه لم يرمد ذلك العام”..
2 الغسل: وأصله الحديث: «إن من اغتسل لم يمرض ذلك العام» وهو حديث موضوع.
3 الاختضاب: وكل ما ورد فيه باطل لا يصح كما قال ابن رجب
4 التوسيع على الأهل في الطعام وغيره وهو أمر لا أصل له.
5 صلاة عاشوراء: وفيها حديث موضوع رواته مجهولون كما ذكره الجلال السيوطي في اللآلئ المصنوعة.
6 دعاء عاشوراء: وقد ذكروه في مجموع الأوراد وهو بدعة منكرة، وقولهم في دعاء عاشوراء إن من قرأه لم يمت تلك السنة كذب في الدين وجرأة على الله .
7 بخور عاشوراء: ويعتقد أنه رقية نافعة لدفع الحسد والنكد والسحر وكل أذى، وهو اعتقاد شركي مذموم لا أصل له
هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن يمسسك بضر فلا كاشف له إلا هو، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، تضرع إلى ربه حين ناله الأشرار بسوء فكشف الضر عنه وعافاه.
عباد الله
في الوقت الذي يغفل الكثير عن سنة الصيام وهي أصح ما ينبغي فعله في هذه المناسبة، ترى الكثير يجتهد في أمور ثانوية صارت من العوائد المستحكمة، حيث يخصون هذه المناسبة بطعام خاص وبإطلاق البخور، وزيارة القبور، والتوسعة على الأهل والصبيان، كما تتزين فيه النساء وتكتحل..
وإذا كانت هذه العادات المذكورة مستساغة لا إثم فيها (سيما إذا لم ترتبط باعتقاد معين)، فإن هناك عادات وبدع أخرى مذمومة مشينة ابتدعها الناس في بلدنا ينبغي التصدي لها والتنبيه إليها بشتى الوسائل، وتربية الأجيال على محاربتها. من ذلك ما يشيع بين الأطفال من لعب بالشهب المشتعلة والمفرقعات في هذه المناسبة مع ما في ذلك من أخطار على صحتهم وصحة غيرهم.
كما يشيع بين الشباب إشعال النيران المتلظية في ليلة عاشوراء وهي عادة مستهجنة مستقبحة، وربما كانت من بدع الشيعة الرافضة إظهارا للحزن كما سبق.
ويشيع بين شباب المغرب كذلك التراشق بالماء كلما حلت ذكرى عاشوراء وهي عادة دخيلة غير إسلامية، ورثها من ورثها عن اليهود.
وقد كان معتقد اليهود أن التراشق بالماء في هذه المناسبة سبب للغيث ونزول المطر في العام المقبل، لذلك درج اليهود على تشجيع أبنائهم على هذه العادة الكافرة»
والأدهى من كل هذه الضلالات والبدع المحدثة، أن ينشط السحرة والساحرات، وتتحرك الجاهلات من النساء لإذاية الأزواج وسائر الضحايا معتقدات أن سحر عاشوراء سحر نافذ لا يبطل. وإنه ليتأذى في تلك الليلة ليلة عاشورا، الكثير من الناس والصبيان بسبب تلك الأعمال الكفرية والطلاسيم والأبخرة الشيطانية،
مع العلم ان السحر محرم فى جميع شرائع الرسل عليهم السلام وهو أحد نواقض الاسلام _ كما قال بذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.
واعلم اخي المسلم اختي المسلمة أن تصديق أدعياء علم الغيب، وإتيان السحرة والعرافين والشوافات والمنجمين والمشعوذين؛ الذين يزعمون -وبئس ما زعموا- الإخبار عن المغيبات، أو أن لهم قوىً خارقةً يستطيعون من خلالها جلب شيء من السعد أو النحس أو الضر أو النفع؛ لهو ضلال عظيم، وإثم مبين، فعلم الغيب مما استأثر الله به وحده سبحانه، وقد قال جل وعلا: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل:65].
واعلم اخي في الله أن أعمال الشعوذة خصلة شيطانية، وخلة إبليسية، ولوثة كفرية، ودسيسة يهودية كم من بيوت هدمت، وعلاقات زوجية صرمت، وحبال مودة قطعت واعلم رعاك الله ان تعاطي السحر وإتيان السحرة فيه جمع بين الكفر بالله والإضرار بالناس والإفساد في الأرض. وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً } أخرجه مسلم في صحيحه ، وأخرج الحاكم وأهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم}، وقد عد المصطفى صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات -أي: المهلكات- كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر”.
عباد الله ان الواجب العظيم يفرض على كل منا تكثيف الحصانة العقدية الإيمانية ضد هذه الأعمال الشيطانية، ، لما تمثله من خطر على الأمة وإخلال بأمن المجتمع، وإفساد لعقائد الناس، واستهانة بعقولهم، وابتزاز لأموالهم.
لذا فاننا ننصح هؤلاء السحرة والمشعوذين وخصوصا نساء المسلمين، ونقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم وأنقذوها من عذاب الله ، فلا بد سيأتي يوم ويقف فيه الكلُّ بين يدي الله تعالى، فماذا أنتم قائلون فيما سعيتم فيه من إلحاق الأذى بالمسلمين، او لم تسمعوا قول الله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب.
وانت اخي المسلم ان كنت تحب الله ورسوله فعليك بصيانة نفسك وأسرتك ومالك من هؤلاء المنحرفين عن نهج الله تعالى وفطرته ، وألا تكون فريسة لهؤلاء الكذابين والمشعودين واعلم رعاك الله اخي المسلم اختي المسلمة أنَّ الضررَ والنفعَ بيدِ اللهِ سبحانَهُ وتعالَى، وهو ما يؤكده َ الصادقُ المصدوقُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ حيث قال :« وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ »رواه الترمذي وقال : حسن صحيح. أقول قولي هذا، وأسال الله أن يبارك لي ولكم في القرآن، وينفعنا بما فيه من الآيات والهدى والبيان، وأن يرزقنا السير على سنة المصطفى من ولد عدنان.
أسأل الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه أن يُرِيَنَا الحق حقا ويرزقنا اتِّبَاعه، وأن يُرِيَنَا الباطل باطلًا ويرزُقَنَا اجتنابه.
اللهم أَلِّف بين قلوب المسلمين، واجمع شملهم على كلمة سواء وارأب صدعهم و وحد صفوفهم، اللهم أعلي راية المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها ، ألف بين قلوب المسلمين حكامًا ومحكومين، اللهم خذ بأيدينا إليك, وأقبل بقلوبنا عليك، وأَحيِنَا مسلمين وتَوَفَّنَا مؤمنين وألحقنا بالصالحين يارب العالمين ويا أكرم الأكرمين ويا ذا القوة المتين، اللهم احفظنا بعينك التي لا تنام، وبرُكنك الذي لا يُضام، وبقدرتك علينا لا نهلك وأنت رجاؤنا، اللهم احرسنا من بين أيدينا ومن خلفنا, وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا، اللهم أحسن ختامنا أجمعين يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين، اللهم طَهِّر ديارَ المسلمين، وطَهِّر عواصمَ المسلمين، وطهر بُلدان المسلمين يا رب العالمين من الكفار يا رب العالمين، اللهم طهر ديارَ الإسلام يا أكرم الأكرمين, وأرضَ الإسلام يا أرحم الراحمين من المعتدين الغاصبين، من الكفار المعتدين، ومن أهل البدع أجمعين يا رب العالمين, ويا أرحم الراحمين, ويا ذا القوة المتين.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، واحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية المجيدة .اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة،اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول..
اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين..
عباد الله:
اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلاً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.