خطبة عيد الفطر 1436-2015
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
الله أكبر ما وفقنا لصيام شهر رمضان مجيبين وملبين وصابرين
الله أكبر ما وفقنا لقراءة القرآن وبتنا لربنا سجدا وقياما ساهرين.
الله أكبر ما ازدحمت بنا المساجد مصلين وذاكرين.
الله أكبر ما ذكرنا الله قياما وقعودا وعلى جنوبنا ولفضله سائلين.
الله أكبر ما تصدق متصدق على الفقير والأرملة وأعان معين المعوز والمسكين.
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى وأحثكم على ذكره.
أما بعد فيا عباد الله،
يقول الله تعالى:” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، والمعنى يريد الله أن تكملوا العدة وأن تكبروا الله، أنعم به وأكرم من شعار يعلن العبودية لله تعالى والعظمة له سبحانه، والكبرياء لجلاله، فنختم الشهر بهذا التعظيم والتوحيد والإجلال للمولى بترديد” الله أكبر”، وما ختم الشهر بذلك إلا كان حريا بالقبول، فالإكثار من التكبير في مثل هذا اليوم فيه شكر لله على ما هدانا إليه من الصيام وما وفقنا إليه من ألوان الطاعات وما أقدرنا عليه من قيام لأداء العبادات، وما خلقه فينا من نشاط للتسابق في الخيرات، وشعار “الله أكبر” أيها الإخوة والأخوات يتكرر كل يوم في الحياة، إذ به يؤذن ويقام للصلوات، ويتكرر في أيام العيد مرات ومرات، وسيبقى شعارا يردد على مسامعنا إلى أن نغادر الدنيا، ويكبر علينا أربع تكبيرات، وهو بذلك شعار يجمع أسرارا كثيرة وبركات. فعمروا به الأوقات تنجوا من شر النفس والهوى والغفلات.
الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:” إذا كان غداة الفطر، بعث الله عز وجل الملائكة في كل بلاد، فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه الطرق، فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز وجل إلا الإنس والجن فيقولون: يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم: اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل، ويعفو عن العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم، يقول الله عز وجل للملائكة: ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟فتقول الملائكة: إلهنا سيدنا جزاؤه أن توفيه أجره، فيقول:فإني أشهدكم ياملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي، ويقول:ياعبادي سلوني، فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ماراقبتموني، وعزتي وجلالي لاأخزيكم، ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود، وانصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم، فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا عن شهر رمضان”، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة، هذه الجائزة التي سيتسلمها كل واحد منا يوم القيامة، يقول سبحانه وتعالى:”وإنما توفون أجوركم يوم القيامة”.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
قال تعالى في كتابه الكريم عن شهر الصيام الذي ودعناه بالأمس: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وتذييل الله سبحانه وتعالى هذه الآية بقوله:”لعلكم تتقون”، فيه بيان لحكمة الصيام وما لأجله شرع، فالله سبحانه وتعالى لم يشرع للأمة صيام شهر رمضان إلا لكونه منهج تربية للإنسان يعود عليه بالفوائد الحسية والمعنوية الكثيرة، يزكي النفس ويروضها، وفي ذلك صلاح حال الأفراد فردا فردا، وهل هناك أعظم من أن تحصل كل نفس هداها وتقواها؟ فالتقوى إذن هي غاية ماينبغي أن يحصله كل فرد منا بصيامه لشهر رمضان، فالسؤال إذن هل حصل كل واحد منا هذه التقوى وعزم على اعتمادها منهجا في حياته إلى أن يلقى الله؟ هل حصلنا الخشية والخوف من الله؟ هل اتخذنا قرارا لنتغير نحو الأحسن في علاقتنا بربنا وفي علاقتنا بالخلق؟ هل عزمنا على الفرار إلى الله والتقرب منه أكثر فأكثر؟ فإذا لم تكن لدينا هذه النية الصادقة اليوم، وهذه العزيمة، فاعلموا بأننا صمنا رمضانا شكليا صوريا لاروح فيه لم نستفد منه أية استفادة، وأننا في هذه الدنيا نعيش بلا هدف ولاغاية، شأننا كشأن سائر المخلوقات والأنعام التي تنتظر أجلها وتغادر الدنيا الفانية.
والتقوى الشرعية أيها الإخوة والأخوات هي اتقاء المعاصي، وإنما كان الصيام موجبا لاتقاء المعاصي؛ لأن المعاصي قسمان؛ قسم من المعاصي ينجح في تركه التفكر كالخمر والميسر والسرقة والغصب، فتركه يحصل بالوعد على تركه والوعيد على فعله والموعظة بأحوال الغير، وقسم آخر من المعاصي ينشأ من دواع طبيعية كالأمور الناشئة عن الغضب وعن الشهوة الطبيعية التي قد يصعب تركها بمجرد التفكر، فجعل الصيام وسيلة لاتقائها؛ لأنه يعدل القوى الطبيعية التي هي داعية تلك المعاصي، ليرتقي المسلم به عن حضيض الانغماس في المادة إلى أوج العالم الروحاني، والصيام كما تعلمون يضعف شره المادية وحدتها وتسلطها في الجسد، لأن تقليل الطعام يعني تقليل وقود المادة، فيقل السعار الذي يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي، قال أحد الحكماء: “وأنك مهما أعطيتك بطنك سؤله، وفرجك مالامنتهى الذل أجمعا، والصوم أصل قديم من أصول التقوى لدى الحكماء والربانيين يثمر الحكمة وتزكية النفس.
والصيام في رمضان يعطي الإنسان الاستقامة لمدة شهر، ويلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة فيستمر بها بعد رمضان، والحق لا يطلب منا الاستقامة في رمضان فقط، إنما هو سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن تتدرب فيه على الاستقامة لتشيع من بعد ذلك في كل حياتنا؛ لأن اصطفاء الله لزمان أو اصطفاء الله لمكان أو لإنسان ليس لشرف وكرامة الزمان، ولا لشرف وكرامة المكان، ولا لشرف الإنسان، وإنما يريد الله من اصطفائه لرسول أن يشيع أثر اصطفاء الرسول في كل الناس، ولذلك نجد تاريخ الرسل مليئا بالمشقة والتعب والكلفة، وهذا دليل على أن مشقة الرسالة يتحملها الرسول وتعبها يقع عليه هو، فالله تعالى لم يصطفه ليشرفه ويكرمه، وإنما اصطفاه ليجعله أسوة.
وكذلكم يصطفي الله من الزمان أياما لا ليشرفها على بقية الأزمنة، ولكن لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يشيع اصطفاء هذا الزمان في كل الأزمنة، كاصطفائه لأيام رمضان، والحق سبحانه وتعالى يصطفي الأمكنة ليشيع اصطفاؤها في كل الأمكنة، فلماذا لا تتذكر أيها الإنسان في كل الأمكنة أن الله موجود في كل الوجود، وأن قيامك بأركان الإسلام وسلوك الإسلام هو تقرب من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن لماذا لا يشيع هذا السلوك منا في كل وقت وفي كل مكان؟ إننا نستطيع أن نستحضر النية التعبدية في أي مكان وفي أي زمان، فإذا فعلنا ذلك سنحصل الصفاء النفسي العالي، ونحصل ملكة الصبر، وبذلكم نحصل دربة على ترك الشهوات، ونتأهل للتخلق بالكمال، فإن الحائل الوحيد بيننا وبين مختلف الكمالات والفضائل هو ضعف الصبر وضعف التحمل للانصراف عن الهوى والشهوات.
ولذلكم أتعجب عندما أجد من الناس من يستقبل شهر رمضان بالتسبيح وبآيات القرآن وبالقيام والصدقات والإنفاق وعمارة المساجد والمحافظة على الصلوات وغيرها من ألوان الطاعات والقربات، وبعد أن ينتهي رمضان ينسون ذلك، فيا أيها الإخوة الكرام، إن رمضان جاء ليدربنا على أن نعيش بخلق الصفاء في كل الأزمنة، وجاء ليمكن كل واحد منا من زاد التقوى الذي هو خير طول عمره، وفي الحديث الصحيح “الصوم جنة”، أي وقاية، ففي الصوم وقاية من الوقوع في المآثم، ووقاية من الوقوع في عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات.
فمن كان صادقا في إقباله على الله عز وجل خلال شهر رمضان فلن يعود إلى ماكان عليه من غي ولن ينسى لذة إقباله على الله عز وجل ولن يعود ليعقد عهدا أو عقدا جديدا مع الشيطان الذي كان قد أغواه من قبل، أما أولئك الذين يقبلون على الله خلال شهر رمضان إقبالا مزاجيا، ليروحوا بإقبالهم هذا عن أنفسهم مدة من الزمن، وقد وضعوا نصب أعينهم العودة إلى ماكانوا عليه من غي وضلال مبين، فهؤلاء أيها الإخوة والأخوات لم يقبلوا على الله ولم يحصلوا التقوى والخشية من الله، وهؤلاء لم يصطلحوا معه، وهؤلاء لاشأن لرمضان بهم ولاشأن لهم به، فالعبرة بالمداومة والاستمرار على الطاعة، لأنه لا نبات لشجرة الإيمان دون ثبات على الطاعات.
أيها الإخوة الكرام، إن الإنسان كما يحتاج إلى الطعام والشراب ليقوى جسمه، يحتاج إلى غذاء روحي يكون عن طريق العبادات الشعائرية، فالصلوات الخمس شِحنات يومية تمدك بطاقة روحية تصلك بالسماء، وخطبة الجمعة وصيام الاثنين والخميس شحنة أسبوعية تمدك خلال الأسبوع كله بطاقة روحية، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر كما سن النبي عليه الصلاة والسلام شحنة شهرية، وصوم رمضان شحنة سنوية تمدك بالطاقة الروحية إلى رمضان القادم، والحج شحنة تدوم مع العمر، أو مع كل خمس سنوات كما ورد في بعض الأحاديث.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولئن غادرنا شهر رمضان المبارك، ذلكم الشهر العظيم المحبب لعباده الصادقين، فإن لله تعالى في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها، ومن هذه النفحات الطيبة التي يستحب التعرض لها في شهر شوال صيام ستة أيام منه، قال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر”، لذلكم يندب صيام هذه الست من شوال في أوله أو في وسطه أو في آخره متتابعة أو متفرقة، ولا ينبغي أن نعتقد أنها واجبة، وحيث إن الصيام من أرقى العبادات، حرَص صلى الله عليه وسلم على صيام التطوع خلال السنة كلها، فندبنا إلى صيام الإثنين والخميس، والأيام البيض من كل شهر، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر بدون تحديد، وصيام عشر ذي الحجة وخصوصا يوم عرفة لغير الحاج، وصيام العشر الأول من شهر المحرم وخصوصا العاشر منه، وهكذا تكون لنا مواعيد متجددة ندع فيها اللغو وفضول الكلام صونا للإيمان، وتعيش بيوتاتنا أجواءً ربانية تتنزل بها الرحمات وتفيض البركات، وتخيِّم أجواء الصيام وربانيته على البيوت فتغمرها تراحما وأنسا، وتغيب مظاهر التنافر في البيوت، اللهم إنا نسألك ياالله ياالله ياالله كما بلغتنا شهر رمضان فتقبله منا على التمام والكمال ولاتجعله آخر عهد لنا بصيامه ولا بقيامه، اللهم وكما أذقتنا لذة انشراح الصدر والأنس به خلال هذه الأيام الفارطة، نسألك أن تديم علينا نعمة الإقبال عليك، وأن تنصرنا على الشيطان وحزبه وترزقنا النفس المطمئنة على الدوام آمين.آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
الله أكبر ما ذكرنا الله قياما وقعودا وعلى جنوبنا ولفضله سائلين.
الله أكبر على ماهدانا الله إليه من ألوان الطاعات وماوفقنا إليه من حمده وشكره مثنين.
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فياعباد الله،
ومما يسن فعله في هذا اليوم المبارك بعد إخراج زكاة الفطر وصلاة العيد، إظهار السرور والفرح والابتهاج، وذلك يعد من شعار الدين، ولا بأس باللعب والترفه المباح، ومن السنن الثابتة التوسعة على العيال بأنواع مايحصل لهم بسط النفس زيادة عن عادتهم لإغنائهم عن السؤال وترويح البدن من كلف العبادة، ومما يعد من آداب هذا اليوم تهنئة المسلمين بعضهم لبعض، وبالجملة أيها الإخوة الكرام يسن الإكثار من ذكر الله تعالى والعطف والشفقة على الفقراء والمحتاجين، ولبس الجديد من الثياب وزيارة الأقارب والأرحام ومعايدتهم والعطف والبرور والإحسان على المحتاجين منهم، ومسامحة من تعدى وظلم وخاصم لوجه الله تعالى، وهذا كله مظنة لتأليف القلوب وجلب المحبة وتأكيد الخلق الكريم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري عن ابن عباس:” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”، ومعنى كلمة مغبون أي مخدوع وخائب، وبذلكم لا تنسوا استثمار ما تبقى من أيام العطلة الصيفية في الخير، وفيما يعود عليكم وعلى أهليكم وأبنائكم ومجتمعكم بكل نفع وخير، فلطالما انتظرنا وانتظر أبناؤنا هذه العطلة، ليستريحوا من عناء السهر والامتحانات، والذهاب يومياً إلى المدارس والمعاهد والجامعات، وتزامن ذلك مع شهر رمضان شهر الكلف والعبادات، فلا ينبغي إذن تضييع العطلة والإجازة في المعاصي والمنكرات وما لا فائدة من تحصيله، ولكي يتحقق الاستثمار الجيد للأوقات لابد لنا من معرفة قيمة الوقت ووضع أهداف لهذه العطلة بالتخطيط المسبق، وذلك لنستطيع تحويلها إلى فترة إيجابية في حياتنا نجني منها الأجر والفائدة وبناء النفس من جهة، ونجد فيها المتعة والترويح عن النفس من جهة أخرى، وإنه لمن المؤسف أن نرى هذا الضياع والغفلة الذي يعيشه الكثير من الناس في العطلة الصيفية، بل إن كثيراً من المشاكل والسلوكيات السلبية، بل والجرائم تزداد في أوقات العطل والإجازة، والذي ينبغي أن نعلمه أن الوقت هو الحياة، من عمره فإنما يعمر حياته، ومن قتله فإنما يقتل نفسه،
ولا أنسى أن أذكركم بمناسبة حلول العطلة الصيفية وفترة الإجازات السنوية حيث تكتظ الطرقات بوسائل النقل المختلفة، أذكركم باحترام قانون السير في مختلف أسفاركم في حلكم وترحالكم، تجنبا لمخاطر الحوادث التي عم بلاؤها وما تخلفه من خسائر نفسية وجسمية ومادية على الفرد والمجتمع بمختلف مكوناته، وإن ماترون من قتلى وجرحى ومعطوبين وضحايا حوادث السير، هي مسؤولية كل فرد فرد في المجتمع، وإن دلت هذه الإحصائيات التي نطلع عليها كل يوم على شيء، فإنما تدل على استهتارنا وعدم مبالاتنا وقلة وعينا وموت ضمائرنا، فقد آن الأوان أن نعبر من خلال السياقة عن رقينا ورقي مجتمعنا وعن وعينا وحياة ضمائرنا ومسؤوليتنا، والحمد لله رب العالمين،
وأكثروا من الصلاة والتسليم على ملاذ الورى وخير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وامتثلوا قول ربنا عز وجل : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)،اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر صحابة رسول الله أجمعين، وعن آل بيت رسول الله أجمعين، اللهم أكرمنا بمحبتهم واقتفاء نهجهم، واجزهم عنا وعن الإسلام أحسن الجزاء،
اللهم انصر مولانا أمير المؤمنين محمد السادس، اللهم يارب وفقه إلى كل خير واحفظه من كل شر، وكلل يارب أعماله بالنجاح، وارزقه السلامة في الحل والترحال، وبارك اللهم في تحركاته وأعماله التنموية، وهيأ له بطانة الخير التي تعينه على صلاح البلاد والعباد، ومتعه يارب بالصحة والسلامة والعافية، وأعد عليه أمثال أمثال هذه المناسبة أعواما عديدة باليمن والخير والهناء، اللهم اجزه عن المغرب والمغاربة وعن مواقفه الإنسانية وعواطفه النبيلة التي يكنها لشعبه الوفي كل خير، واحفظه اللهم في ولي عهده مولاي الحسن، وشد أزره بأخيه مولاي رشيد، واحفظ يارب سائر أسرته الملكية الشريفة، إنك سميع قريب مجيب،
اللهم آمننا في أوطاننا، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والوحدة والتعاون والتآزر والتكافل والتراحم، وعرفنا نعمك بدوامها علينا ولا تعرفنا إياها بزوالها، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار،
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.