مداخلة الشيخ إسماعيل حسيني أوسا، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الغابون
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مقدر الأقدار، مصرف الأمور، مكور الليل على النهار تبصرة للقلوب والأبصار، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فأدخله في جملة الأخيار،
ووفق من إختار من عبيده فجعله من الأبرار، وبصر من أحبه للحقائق فزهدوا في هذه الدار، واجتهدوا في مرضاته والتأهب لدار القرار. واجتناب ما يسخطه والحذر من عذاب النار، وأشهد أن لا إله إلا الله إقرارا بوحدانيته، واعترافا بما يجب على الخلق كافة من الإذعان لربوبيتة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصيفه من خلقه وحبيبه المصطفى من خليقته، أكرم الخلق وأزكاهم وأكملهم، وأعرفهم بالله تعالى وأخشاهم وأعلمهم، وأتقاهم وأشدهم اجتهادا وعبادة وخشية وزهادة، وأعظمهم خلقا، وأبلغهم بالمؤمنين تلطفا ورحما، أرسله بحق شرعه، وأخمد بنور برهانه لهب الباطل وأزهقه.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.
أيها العلماء الأفاضل، أحباب الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أستهل كلمتي هذه بالإعراب عن خالص الشكر والتقدير للمملكة المغربية الشقيقة ، ملكا وحكومة وشعبا، لما حظينا به من حفاوة الاستقبال وكريم الضيافة، وما لمسناه من حسن الإعداد لهده الندوة العلمية المباركة التي تنظمها الطريقة البصيرية تحت الرعاية السامية لصاحب لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وسدد خطاه، كما يشرفني أن أنقل لكم شكر وتقدير دولة الغابون رئيسا وحكومة وشعبا بصفة عامة.
وبصفة خاصة، أنقل لكم اعتراف إخوانكم المسلمين على ما تبذله المملكة المغربية من مساعدات مادية ومعنوية في سبيل الدعوة إلى الله، هذه الرعاية التي يلمسها كل مسلم يعيش على أرض الجابون.
أيها السادة، الحضور الكرام، لا يخفى على أي مسلم الدور العظيم الذي قامت به ومازالت الطرق الصوفية في نشر الإسلام في شتى أرجاء الأرض، نظرا لما تتميز به هذه الطرق، من السماحة واليسر والاعتدال ومخاطبة العقول السليمة للارتقاء بروح المريد السالك حتى تكون حركات جوارحه وقلبه وجميع أفكاره وأنظاره بالله ولله وفي الله، والاستمساك بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، وفقا لقوله تعالى: (أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) سورة النحل 125.
مما جعل الكثير يهفو للتعرف والتبرك بهذه الطرق وخاصة في إفريقيا، وعلى الأخص في دولة الجابون التي أصبحت أرضا خصبة لقبول الإسلام وتعاليمه السمحة.
إن الترابط الروحي بين مسلمي الجابون ومسلمي المغرب موجود منذ القدم، ويشهد على ذلك تعاملاتهم مع بعضهم البعض، والزيارات الودية والأخوية المتكررة من كلى الجانبين.
إن التاريخ يشهد على عمق العلاقة الروحية بين البلدين، فقد شاهدنا ما كان بين المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني وبين المغفور له بإذن الله الرئيس السابق لدولة الجابون عمر بونجو أندمبا، واستمر هذا الترابط الروحي بفضل الله تعالى بين الزعيمين المباركين.
أطال الله عمر أمير المؤمنين الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الحاج علي بونجو اندمبا، بارك الله لهما على ما يقدمانه من خدمة للإسلام والمسلمين، ووفقهما الله لما فيه خير البلاد والعباد، وكلل الله أعمالهما بالنجاح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي ختام كلمتي أسأل الله العلي القدير أن يسدد خطانا إلى ما فيه خير الأمة وصلاحها، داعيا الله أن يرزقنا التوفيق في أعمالنا فهو نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.