الشيخ مولاي إسماعيل بصير يشرف بمدينة العيون على تأسيس فرعي جمعية الطريقة البصيرية لتحفيظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية والتنمية البشرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
الشيخ مولاي إسماعيل بصير يشرف بمدينة العيون على تأسيس فرعي جمعية الطريقة البصيرية لتحفيظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية والتنمية البشرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
محمد كسوة
أشرف الشيخ مولاي إسماعيل بصير ، شيخ الطريقة البصيرية، ورئيس جمعية الطريقة البصيرية لتحفيظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية والتنمية البشرية، ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، مرفوقا بالدكتور عبد المغيث بصير، وبعض أعضاء المجلس الأكاديمي للمؤسسة، على أعمال الاجتماع التأسيسي لفرع الجمعية والمؤسسة بمدينة العيون وذلك صباح يوم الثلاثاء 8 فبراير 2022 بقاعة فندق المسيرة بالعيون.
افتتح هذا اللقاء المتميز الذي حضره ثلة من الدكاترة والأساتذة الباحثين من أبناء مدينة العيون بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الأستاذ مولاي يوسف بصير، تلتها الكلمة الافتتاحية للشيخ مولاي إسماعيل بصير، الذي رحب من خلالها بجميع الحاضرين والحاضرات، مؤكدا على أهمية هذا اللقاء الذي يروم إلى مد الجسور بين شمال المغرب وجنوبه.
وفي كلمته أشار مولاي إسماعيل بصير إلى السياق الذي جاء فيه تأسيس فرع مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وفرع جمعية الطريقة البصيرية لتحفيظ القرآن الكريم والأعمال الاجتماعية والتنمية البشرية هو الرغبة الأكيدة في تصدير النفع للناس في الأقاليم الجنوبية، ونقل كل ما تقوم به الزاوية البصيرية من نفع في الشمال إلى الجنوب المغربي، علاوة على العناية بأمور البحث العلمي والمرأة والطفولة والشباب، وكل ما يتصل بالقضية الوطنية الأولى بالاعتماد على ثلة من الدكاترة والباحثين من أبناء الصحراء المغربية.
وأكد شيخ الطريقة البصيرية أن الهدف من الجمعية والمؤسسة هو التأطير، منبها إلى ضرورة تحديد المهام، لأن ذلك من أسباب النجاح. فكلما كان العمل منظما ومضبوطا إلا وكلل بالنجاح، “لدينا رأس مال بشري مهم وتاريخ أهم لذا يجب الاشتغال على إبرازه وكتابته وتبيينه”.
وتساءل مولاي إسماعيل بصير عما ربحه الصحراويون بعد 50 سنة من الصراع في الصحراء إلا التفرقة بين الأهل والأقارب، داعيا الشباب المثقف الحاضر لهذا الاجتماع إلى التشبت بثوابتنا وتاريخنا وأصولنا المغربية وان نقول كلمة الحق وأن لا نخشى في ذلك لومة لائم.
وشدد الشيخ مولاي إسماعيل بصير على أهمية تأطير الشباب بالأقاليم الصحراوية، والذي يدخل في صلب عمل واهتمامات جمعية الطريقة البصيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، مبرزا أنه بالإخلاص في العمل والعزيمة القوية والإرادة الحقيقة والصادقة استطاعت الطريقة البصيرية بكل أدرعها تخطي الصعاب وتجاوز المشاكل والتحديات.
وأكد رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام أن من أهم اهداف ومقاصد الطريقة البصيرية هو نيل رضى الله تعالى من خلال تحفيظ القرآن الكريم للأطفال والشباب وتكوينهم التكوين النافع المساير للعصر الحديث، لأن أحسن وأفضل استثمار هو الاستثمار في الإنسان، وأن نربي أبناءنا على حب الله وحب الخير وحب الوطن.
وأشار الشيخ مولاي إسماعيل بصير إلى بعض المجالات التي يجب أن ينصب عليها اهتمام فرع الجمعية والمؤسسة بمدينة العيون، وهي تأطير التلاميذ في المؤسسات التعليمية عن طريق تنظيم أنشطة ثقافية ورياضية، خاصة وأن عاصمة الجنوب تتوفر على مرافق رياضية وثقافية في المستوى، وهي كثيرة ومتنوعة، مما سيسهل العمل إذا توفرت الإرادة والعزيمة.
وفي ذات السياق ذكر الدكتور مولاي عبد المغيث بصير ، عضو مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بالارتباط الوثيق للزاوية البصيرية بالصحراء المغربية، وهذا الارتباط يبين بأن هذا الوطن وطن واحد، وأن اللحمة التي تجمع المغاربة جميعا هي لحمة واحدة.
فالزاوية البصيرية – يضيف الدكتور عبد المغيث – منذ أن انشئت وهي تحفظ القرآن الكريم وتعلم الأبناء الصغار، واستمر تاريخها المجيد إلى أن تولى تسييرها مولاي إسماعيل حفظه الله مسؤولية أنشطة الزاوية البصيرية سنة 2006 ، وفي سنة 2008 تأسست جمعية الطريقة، التي قامت بإصلاح وترميم وتوسعة المدرسة القرآنية الأم ببني عياط ومتابعة تأسيس فروع لها بكل من حد السوالم وسيدي بنور، وفي سنة 2017 تأسست مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وهي تقوم بأعمال علمية إشعاعية كثيرة، وطبعت كل الأعمال والأنشطة الثقافية التي نظمتها الزاوية منذ سنة 2008، حيث وصلت مطبوعات المؤسسة إلى حوالي 29 مطبوعا.
وبعد ذلك أتيحت الفرصة لجميع الحاضرين والحاضرات للتعارف فيما بينهم ولإبداء الرأي ومناقشة كل من القانون الأساسي والقانون الداخلي للمؤسستين، وانتخاب نائب رئيس فرع الجمعية، وهو الأستاذ صالح الدفلي، ونائب رئيس فرع المؤسسة بمدينة العيون، وهو الأستاذ شعيب النوهيدي، وتسمية باقي الأعضاء، بالإضافة إلى تحديد اللجان وأعضائها ومجال الاشتغال، بالإضافة إلى التداول حول البرنامج السنوي للمؤسستين ومقر الجمعية والمؤسسة بالعيون.
وفي ختام هذا اللقاء قام الشيخ مولاي إسماعيل بصير برفع الدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ونصره.
وفي تصريح خصت به موقع الزاوية البصيرية، قالت الدكتورة نجاة ماء العينين : “كان لنا الشرف للالتحاق بالزاوية البصيرية بمقرها الكائن ببني عياط إقليم أزيلال، كان لها إشعاع كبير جدا وجانب عملي رأيناه عيانا، وكان وعدنا الشيخ مولاي إسماعيل بصير أن يكون لهذا الإشعاع نور هنا بالصحراء المغربية وقد وفى ما عاهدنا عليه. فكان هذا الاجتماع لتأسيس فرعي الجمعية والمؤسسة في العيون ورئيسهما هو مولاي إسماعيل بصير، هذه الرئاسة لها ما لها من استمرارية ماعاهدنا عليه، و كان تأسيس فرعي جمعية ومؤسسة محمد بصير للدراسات والأبحاث والإعلام بمدينة العيون بروح جماعية وبنفس تشاركي، الكل أراد هذه الفكرة وتبناها وشارك فيها وانضم اليها.
ومن جهته عبر الأستاذ الكنتاوي محمد الكنتي في تصريح للموقع عن سروره بقدوم الشيخ مولاي إسماعيل بصير، شيخ زاوية آل البصير، لتأسيس فرعي الجمعية والمؤسسة بمدينة العيون في آن واحد في الصحراء، متمنيا أن يكون هذا التأسبس زيادة خير.ونوه الكنتاوي بكلمة مولاي إسماعيل بصير المعبرة عن الأحاسيس والشعور والاستعداد، وكأننا نتلهف لمثل هذه المبادرات والمؤسسات والجمعيات التي تعنى بالجانب العلمي والاجتماعي والديني والوطني، بل إنها جمعت كل جوانب الحياة، فهما مولودين سيكونان زيادة خير على الصحراء، ضف إلى ذلك غطاء وظل آل بصير وبركاتهم التي ستيسر كل الصعاب بإذن المولى عز وجل وبتكاثف الجهود.
وأضاف الأستاذ الكنتاوي “لم نر في كل المتدخلين إلا نكرانا للذات والاستعداد وكأن لسان حالهم يقول إن هذه مسؤولية وتكليف قبل أن تكون تشريفا، ونرجو من الله أن لا يخيب الآمال وأن يجعلنا عند حسن الظن ودعواتنا بالتوفيق.وختم تصريحه بالقول: “نحن جد مسرورين بهذين المولودين الجديدين وهذا التأسيس الذي نتمى أن يكون جسرا بين شمال المغرب وجنوبه لخدمة كل القضايا الدينية والوطنية والاجتماعية والثقافية، لأنه لم يبق مجال إلا وتشمله المؤسسة والجمعية، وبذلك يمكن القول أننا بهذا التأسيس جمعنا الحسنيين إن شاء الله”.