بيان الطريقة البصيرية والعلماء المشاركين في الندوة لمطالبة دول الجوار بدرء أسباب الخلاف والاختلاف
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد، على إثر اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية التي نظمتها الطريقة البصيرية وجامعة الحسن الأول كلية الحقوق بسطات، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره أيام السادس عشر والسابع عشر من يونيو ألفين وإحدى عشرة ميلادية، احتفالا بالذكرى الواحدة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية، والتي خلدت هذه السنة تحت عنوان:
“رجالات التصوف ودورهم الرائد في درء أسباب الخلاف والاختلاف”
والتي شارك في تأطير مداخلاتها علماء أجلاء وأكاديميون وأساتذة جامعيون وحقوقيون وشيوخ القبائل الصحراوية وأعيانها وشيوخ الطرق الصوفية وأعلامها بكل من دول الجزائر وموريطانيا والنيجر وسوريا ولبنان وفلسطين.
نقول: اعتبارا لكون الشهيد سيدي محمد بصير ابن عائلة آل البصير، اختفى في ظروف غامضة سنة ألف وتسعمائة وسبعين ميلادية، وهو يدافع عن حوزة وطنه في الجنوب المغربي ضد الاستعمار الإسباني الذي كان يطمع في ضم الصحراء وظل يتدخل في شؤونها على الدوام، واعتبارا لكون إخواننا في تندوف بالجزائر يعتبرونه رائدهم الأول في الانفصال عن هذا الوطن وبدون دليل يمتلكونه، وسعروا خلافهم مع أحبتهم وأهليهم وذويهم بالمملكة المغربية، ووجدوا من يساعدهم على ذلك.
نطالب الدول الشقيقة الجارة للملكة المغربية إسبانيا والجزائر، بدرء أسباب الخلاف والفتنة التي أصبحت في كل مرة وفي كل مناسبة تطفو على السطح، لتدخلاتهم الغير مسؤولة ووصايتهم الغير مفهومة في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فطال أمد هذا الخلاف والشقاق بما لم يكن متوقعا في الحسبان، واستهلكت فيه طاقات مادية ومعنوية على مدى أكثر من ثلاثين سنة لا يحصيها ولا يعلمها إلا الله تعالى، وكان الأجدر توفيرها من أجل إسعاد الإنسانية وما تتطلبة البنيات التحتية في هذه البلاد.
ونقول لهم بهذه المناسبة: اجعلوا السلام رائدكم وتعالوا نتعايش معكم كالأسرة الواحدة، ونجتمع على روح التآخي والتواد والقرب، منضوين وإياكم في إطار أمة واحدة، ولنشكل معكم جماعة مثالية نموذجية، ولنتجاوز أسباب التفرقة والضعف ودواعي الفشل والهزيمة، ولننسى الماضي بأخطائه وعيوبه، وبهذا تكون دولنا بحول الله قادرة على تحقيق غاياتها السامية النبيلة والأهداف الصالحة التي بها يزداد مجتمعنا التحاما وتماسكا.
وإن أهل التصوف ورجاله المشاركين في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، يلتزمون بالتدخل بالحكمة والموعظة الحسنة لدرء أسباب الخلاف والاختلاف بكل ما أوتوا سواء في مجتمعاتهم الصغيرة أو مجتمعهم الإسلامي الكبير الذي لاتحده الحدود والمسافات، يلتزمون بذلك في جميع المناسبات التي تتحاح لهم عبر ربوع العالم، وسيظل هذا مبدأ من مبادئهم التي يحرصون على القيام بها والحظ عليها، خصوصا في الظرفية الحالية التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.