بلاغ الطريقة البصيرية حول سفاهة وتطاول قناة الشروق الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بلاغ الطريقة البصيرية حول سفاهة وتطاول قناة الشروق الجزائرية
تفاعلا مع سفاهة قناة العسكر الجزائرية المعروفة باسم الشروق، التي بثت برنامجا خرقت فيه كل أبجديات أخلاق المهنة والدين والمواثيق الدولية، بل حتى قانون الإعلام الجزائري الذي ينص في المادة 123 منه على معاقبة كل من أهان بإحدى وسائل الإعلام رؤساء الدول الوطنية وأعضاء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى الجزائر. حيث تم التطاول فيه بشكل سافر وأسلوب هابط ومنحط على رمز الأمة المغربية وضامن وحدتها وسيادتها وحامي حمى الملة والدين مولانا أمير المؤمنين، المنصور بالله جلالة الملك سيدنا محمد السادس حفظه الله ونصره، الذي تجمعه بشعبه المغربي بيعة شرعية قائمة على السمع والطاعة والتضحية والوفاء والمحبة المتبادلة، تعلن الطريقة البصيرية، الكائن مقرها بزاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير، ببني عياط إقليم أزيلال، باسم خادم الطريقة مولاي إسماعيل بصير، ونيابة عن جميع مريديها ومحبيها وتلامذتها داخل المغرب وخارجه، عن إدانتها الشديدة واستيائها الكبير لشذوذ هذه القناة عن مسار الإعلام الموضوعي، الذي ينبغي أن يخدم أول مايخدم قضايا الشعب الأولى، بدل تضييع الوقت والجهود والأموال في تكريس وزرع خطاب الحقد والكراهية، بالعمل على تحريض الشعب الجزائري الشقيق على جيرانه، الذين تجمعهم بهم أمتن الأواصر الأخوية وأعرق وشائج المحبة والتعاون.
وبهذه المناسبة المؤسفة نؤكد لإخواننا وجيراننا من أبناء الشعب الجزائري الشقيق، بأنه آن الأوان أن نتعقل وأن نضع اليد في اليد في مواجهة أعداء وحدتنا وتكاملنا، فما دول العالم الإسلامي التي خربت ومزقت وفتنت وقتل وهجر أهلها عنا ببعيد. ولنتأمل في المشترك بين المغرب والجزائر، كوحدة الدين والتاريخ والجغرافيا واللغة والمصير المشترك، وتضامن حركات التحرير وأخوّة السلاح خلال أواخر المرحلة الاستعمارية، والنضال المشترك للحركات الوطنية المغاربية، والذاكرة المشتركة، وما تلا ذلك من محطات فاصلة، علاوة على المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية أيضا، نجده بحمد الله تعالى لا يعد ولا يحصى.
وتبعا لذلك، واتصالا بالأحداث التي عرفتها منطقتنا مؤخرا، فقد فقدنا الأمل في نظام العسكر بالجزائر أن يقرب بين وجهات النظر بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي، والذي لم يستجب للدعوات المتكررة ولليد الممدودة التي مدها مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله في هذا الجانب، ولذلك فهذه المهمة تقع على عاتق كل المواطنين الصالحين من المسؤولين المغاربة والجزائريين، والنخب المثقفة والفئات الرزينة في البلدين، الذين يتعين عليهم تحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب، لأن مواجهة التحديات الكثيرة، والتوجه إلى المستقبل الذي يجمعنا شئنا أم أبينا، لا يمكن أن يتم بشكل صحيح دون تصحيح المسار، بعيدا عن المزايدات السياسية التي سممت الأجواء وما زالت كذلك تؤجج النعرات بتحكيم قاعدة الغالب والمغلوب، فلا غالب ولا مغلوب بين الجيران، وإنما هو اتحاد وتكامل، فقد آن الأوان لأخذ العبر والدروس من الماضي القريب والبعيد، وعدم تكرار السقوط في الأخطاء نفسها، والحمد لله رب العالمين.
وحرر بالزاوية البصيرية ببني عياط يومه الثلاثاء 4 رجب الفرد 1442هـ موافق 16 فبراير 2021م
إمضاء إسماعيل بصير
خادم الطريقة البصيرية