شيخ البصيرية الشريف مولاي إسماعيل بصير يشارك في موسم الولي الصالح سيدي عبد الرحمن التهالي بطانطان دعما لأواصر الدم والعقيدة بين قبائل الصحراء المغربية
إيمانا بالوحدة الترابية للملكة المغربية، وحفاظا على ثوابت الأمة الوطنية والدينية المشمولة بالرعاية الملكية السامية، والمفوضة بعناية أهل الله من رجالات التربية الصوفية المتشبثين بإمارة المؤمنين ووحدة المذهب والعقيدة والسلوك.
حل من بني عياط لإقليم أزيلال شيخ الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير مرفوقا بوفد هام من مريدي ومقدمي الزاوية البصيرية بمنطقة عزري وين مذكور بإقليم طانطان صبيحة يوم السبت 02 شعبان 1435 هـ الموافق ل 31 ماي 2014 م. مشاركا في أشغال الملتقى الصوفي الوطني للولي الصالح، القطب الرباني الصمداني، الجامع بين أصول الشريعة وأسرار الحقيقة جد فخذ التهالات من قبيلة الركيبات المجاهدة، الشريف الإدريسي الحسني سيدي عبد الرحمن التهالي دفين منطقة عزرري وين مذكور .
وقد استقبل الوفد البصيري بحفاوة عارمة من طرف الساهرين على تنظيم هذا اللقاء العرفاني يتقدمهم الشريف الحاج إبراهيم ولد الرشيد، وأخيه الحاج حمدي ولد الرشيد، وباقي أبناء العمومة من قبائل الصحراء، ومريدي ومحبي آل البصير القادمين إلى محج هذا الولي الصالح من مختلف جهات المملكة المغربية للإفادة من البرنامج المتميز لهذا الحفل الرباني الذي افتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم .
تلتها كلمة للحاج إبراهيم ولد الرشيد التي رحب فيها بالحضور الكرام أصالة عن نفسه، ونيابة عن أبناء فخذ التهالات، وقبيلة الركيبات. مفتتحا كلمته بسورة العصر، معبرا عن فائق سعادته بالتئام هذا الجمع المبارك الذي تحفه الرعاية المولوية السامية، والعناية الإلهية. وتحضره أرواح الصالحين من أولياء الصحراء المغربية. الذين سطروا بتضحياتهم الجسام أروع صفحات الجهاد الأكبر والأصغر حفاظا على وحدة الدين والوطن.
ليتناول بعده الكلمة أحد أعضاء اللجنة التنظيمية مذكرا بأبعاد ومرامي تنظيم هذا الموسم الصوفي بهذه المنطقة. وفي هاته الفترة التاريخية التي تمر منها قضية الصحراء المغربية بمنعطف خاص يستوجب تضافر الجهود لرص الصفوف وتوحيد المواقف والرؤى. لاستشراف أفاق المستقبل ردا على خصوم الوحدة الترابية الذين يتربصون الدوائر بهذا الوطن الموحد بالرعاية السامية لإمارة المؤمنين. مستشهدا بالظهائر الشريفة التي خص بها ملوك الدولة العلوية رعاياهم من القبائل الصحراوية. وما ترمز إليه هذه الظهائر الملكية من دلالات وأبعاد.
وإن مشاركة الزاوية البصيرية بشيخها وومريديها في هذا الملتقى العرفاني لهي أصدق تعبر عن دعم هذه الزاوية المجاهدة لكل المبادرات المخلصة الداعية إلى وحدة صف القبائل الصحراوية المتسلحة بزاد التربية الصوفية التي تزكي النفوس، وتحيي القلوب بذكر الله تعالى، المحقق للأمان والاطمئنان الروحي الذي نجدنا اليوم بحاجة ماسة لتنشئة أبنائنا على منهاجه القويم.
ولهذا فإن اجتماع قبائل الصحراء المغربية بهذا المكان الطاهر المبارك الذي يضم ثراه الطاهر خيرة أولياء الله الصالحين، ومشاركة الزاوية البصيرية في تثمين أشغاله ليعد لبنة أساس وخطوة إلى الأمام لبناء صرح مستقبل زاهر يحقق التنمية الشاملة في أبعادها المختلفة لإغناء هذه المنطقة وأخواتها من مناطق المغرب من شماله إلى صحرائه تصحيحا وتقويما لتعثرات الماضي وإكراهاته استشرافا لمستقبل الرقي الروحي والاجتماعي وفق نظرة شمولية تشرك الجميع ولا تقصي أحد من أبناء هذه الربوع من وطننا الحبيب. الذين لا يغلبهم أحد إذا اتحدوا على كلمة سواء تغلب مصلحة الدين والوطن، وتنتصر على شهوات النفس الأمارة بالتفرقة وتشتيت الشمل. قال الله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، سوة يوسف، الآية: 53 .
وفي الختام جدد المشاركون في هذا الموسم المبارك، عهدهم للالتئام في السنة القادمة بنية صادقة وعزيمة قوية. لخدمة هذا الوطن الذي تجدد من خلاله قبائل الصحراء المغربية بيعتها الدائمة الثابتة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره .
وعند وداع الشيخ مولاي إسماعيل بصير لهذه البقاع المباركة جدد شكره، وامتنانه الحار. لمنظمي هذا اللقاء الرباني وعلى رأسهم فضيلة الحاج سيدي إبراهيم ولد الرشيد، وإخوته، وأبنائهم وأفراد قبيلتهم الشرفاء أهل العلم والكرم. على كرم الضيافة وسعة الوفادة. سائلا الله تعالى أن يوفق ويبارك كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الموسم الصوفي تحت الرعاية السامية للدوحة العلوية الشريفة.