عيد الاستقلال وأهمية الاحتفال به

عيد الاستقلال وأهمية الاحتفال به

الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فيا عباد الله، بحلول أيام 16و17و18نونبر من كل سنة يتذكر الشعب المغربي المسلم يوم عودة أمير المؤمنين محمد الخامس رحمه الله وأسرته من النفي، كما يتذكرون يوم إعلان الاستقلال، لكننا اليوم وحتى نستفيد من هذا الحدث الوطني البارز، ويستفيد الناشئة والشباب، ينبغي أن نطرح عدة أسئلة ونجيب عنها: كيف كان وطننا قبل الاستعمار أي في بدايات 1900م، من حيث بنياته التحتية، ومن حيث وعي الناس، ومن حيث اقتصاده والمجالات الأخرى وغير ذلك؟، وماهي المعاناة التي عاناها آباؤنا وأجدادنا وأمراء المؤمنين في هذه البلاد أيام الاستعمار وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ وماهي التضحيات التي قدموها في المدن والقرى حتى استطاعوا هزم الاستعمار ودحره عن البلاد والحصول على الاستقلال؟ وكيف نظموا صفوف الجهاد مع قلة ذات اليد؟ وكيف انتقلت بلادنا من تلك المعاناة المتنوعة إلى مانراه اليوم من وحدة وتضامن وأخوة وتقدم نوعي ملموس؟ وماهو واجبنا اليوم للحفاظ أولا على استقرار وأمن المجتمع؟ وماهو واجبنا ثانيا للمحافظة على المكتسبات والإسهام في تقدمه وازدهاره؟

نعم أيها الإخوة والأخوات، أصبح واجبا في أيامنا هذه التذكير بهذه المقارنات حتى لانخطأ الطريق وحتى لانغلط في حق الوطن، فإذا كان سلفنا ورغم الإكراهات المتنوعة قاوموا المستعمر وحققوا الاستقلال لنفع هذه البلاد وتحقيق الوحدة الوطنية والإسهام قدر الإمكان في الانتقال بهذا الوطن من حسن إلى أحسن، فماذا قدم كل واحد منا اليوم لوطنه وقد توفرت له الوسائل في سبيل النهوض به والمساهمة في رقيه وتقدمه؟ فالمسؤولية اليوم يتحملها كل فرد منا في هذا المجتمع، الكل مسؤول عن أمن المجتمع، الكل مسؤول عن النعم الوافدة إلينا من الله عز وجل، والتي نرفل فيها، والتي ينبغي أن نشكرها ليديمها الله عز وجل علينا، والكل مسؤول عن رقي الوطن وازدهاره، أسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ وطننا من كل مكروه وسوء، وأن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة، أمين، والحمد لله رب العالمين..

الدكتور مولاي عبد المغيث بصير

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *