إصدار جديد ضمن سلسلة مطبوعات الطريقة البصيرية
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الكائنات، وعلى آله وصحبه أصحاب الرتب العاليات، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فقد عزمت الطريقة البصيرية في شخص خادم أهل الله بها مولاي اسماعيل بصير-حفظه الله- على طبع مداخلات الندوة العلمية الدولية التي نظمتها يومي 26-27 رجب الفرد 1433هـ، الموافق لـ 16-17 يونيو 2012م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني عياط بإقليم أزيلال، تخليدا للذكرى الثانية والأربعين لأحداث انتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، هذه الذكرى التي نظمت تحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس – حفظه الله ونصره-، تحت شعار:
“أهل التصوف وضرورة الحضور الإيجابي في المجتمع الإسلامي”
وإن اختيار هذا العنوان وهذا الشعار لمدارسته وجعله محورا للنقاش وتبادل الآراء والأفكار وتلاقحها حوله، بين مختلف المشاركين في هذه الندوة العلمية الدولية، لم يأت اعتباطا، وإنما تمّ اختياره لعدة أسباب أختصرها في الآتي:
أولا: الظرفية التي تمر منها الأمة العربية والإسلامية في كثير من البلدان في أيامنا هاته، والتي خلفت آثارا سلبية لازالت تعاني شعوبها الأمرين من جرائها، وما كان لكل ذلك أن يحصل لو وجد رجال إيجابيون في مجتمعاتهم ابتداء من هرم السلطة إلى أسفلها، لأن أمثال تلك الأحداث تقتضي من كل مسلم أن يكون إيجابيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بين بني قومه ليحول دون وقوع الأسوء.
هذه الظرفية والحمد لله تعامل معها المغاربة ملكا وشعبا بذكاء وإيجابية تامة، والعالم كله يشهد للمملكة المغربية بذلك، وما كان لذلك أن يحصل لولا تضافر جهود الكثير من الإيجابيين في مجتمعنا، وها هو المغرب يتخطى الأزمات الكبرى ويمشي قدما نحو الأفضل، وذلك بفضل اعتزاز المغاربة بوطنهم وحبهم لملكهم وتعلقهم به، وتشبثهم بهويتهم وثوابتهم ومقومات أصالتهم، واستعدادهم للدفاع عن كل ذلك بكل ما يملكون.
ثانيا: عندما نمعن النظر في حياة صاحب الذكرى سيدي محمد بصير رحمه الله، وخاصة في الأيام التي قضاها في الصحراء بين أهله وبني عمومته، وهو يحثهم على محاربة الأمية ومجاهدة المستعمر الإسباني، وعدم الرضوخ لبرامجه التبشيرية في الصحراء، وينذرهم من مغبة التبعية له على الدوام، وينظمهم ويجمع صفوفهم من أجل هذه المبادئ كلها … وغير ذلك من الأمور العظيمة التي وفقه المولى الكريم للقيام بها هناك إلى أن اختفى أو استشهد، كل ذلك يعطينا نظرة عن هذا الرجل العظيم، ويوحي لنا بأنه كان إيجابيا في شؤونه كلها، ويكفي دليلا على حضوره الإيجابي من أن انتفاضته عام ألف وتسعمائة وسبعين شكلت منعطفا هاما غيَّر مجرى الأحداث في الصحراء المغربية، وبهذا شهد له العدو قبل الصديق. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ رفائيل الإسباني الذي كان شاهد عيان على انتفاضة سيدي محمد بصير في مداخلته المنشورة ضمن أعمال هذه الندوة العلمية: “… وفي الفترة التي كان فيها بمدينة السمارة، كان يعلم الناس القرآن ويعلمهم الأخلاق، ولم أستطع أن أفهم شيئا عن ما كان يقوم به بصيري آنذاك في الصحراء، إلا بعدما استدعيت لأكون اليوم معكم في هذا اللقاء الذي نظمته الزاوية، فرأيت الزاوية وعرفت المهمة التي تقوم بها الزاوية، لقد فهمت ماذا كان يفعل بصيري آنذاك، واليوم فقط استطعت أن أربط ما كان يفعله بصيري بما شاهدته اليوم في الزاوية”.
وليس بمستغرب أن يكون كذلك، فذاك الدر من معدنه كما يقال، وكيف لا وهو أحد أبطال الزاوية البصيرية التي يشهد لها القاصي قبل الداني بإيجابيتها في مجتمعها منذ انطلاقتها الأولى من الصحراء إلى أن استقر بها الأمر في جبال الأطلس المتوسط ببني عياط، وهي إلى اليوم تنشد أن يكون حضورها بين بني قومها إيجابيا نافعا، والحديث عن إيجابية الزاوية في مجتمعها لا تسعه وريقات هذه المقدمة، بل يحتاج إلى بحث خاص.
ثالثا: عندما نستقرئ تاريخ أهل التصوف في مجتمعاتهم، نجد أنهم لم يكونوا انعزاليين أو مبتعدين عن هموم الناس ومشاكلهم واهتماماتهم، أو ينأون بأنفسهم عن ذلك، بل نجدهم كانوا في صلب الأحداث، وأول من يبحث عن الحلول، وأول من يجري في إطفاء النائرات، ولا يهدأ لهم بال حتى يروا ما تقر به أعينهم من أحوال البلاد والعباد، وهكذا كان شأنهم، وما ذلك بغريب عنهم، لأنهم – والحمد لله – يتحلون بالأخلاق العالية والخصال الحميدة، ويرفعون على الدوام شعار بذل النفس والنفيس للمسلمين، كما نجدهم بنوا زوايا ورباطات من أجل تعليم العلم الشرعي الرصين، ومن أجل مناهضة الاستعمار على اختلاف أشكاله وألوانه، ومن أجل تربية الناس وغرس قيم السلوك الرباني القويم، فهؤلاء هم أهل التصوف، وإذا ادعى أحد الانتماء إليهم ولم يقم بأمثال هذه الأعمال، ولم تتوافر فيه هذه الصفات فادعاؤه باطل.
فنحن إذن من خلال تنظيم هذه الندوة العلمية الدولية تحت هذا الشعار، نحب أن نذكر أهل التصوف في كل المجتمعات التي يعيشون بها بمهمة سلفهم، كي يقتدوا بهم ويشمروا عن ساعد الجد بغية المساهمة في إسعاد الناس، والحيلولة دون وقوعهم في شراك الأعداء التي تنصب لهم هنا وهناك، وردع كل من يتربص بالمسلمين الدوائر، فالصوفية كما أسلفت هم أول من يهتم لمشاكل من يعيشون معهم، وأول من يسعى، وأول من يبكي ويتضرع لله عز وجل، لأنهم من المتحققين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ”، وذلك فيما رواه الدارقطني والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:” أَحَبّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَتَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَام”.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، إننا نحب أن نذكر إخواننا وبني عمومتنا المقيمين في تندوف بالخصال الكثيرة للفقيد محمد بصير الإيجابية، خاصة أنهم يتخذونه – باطلا وزورا- أبا روحيا لكيانهم المزعوم، ونحب أن نقول لهم في هذا الصدد: ماذا قدمتم للصحراء وللصحراويين طول هذه المدة التي اخترتم فيها الابتعاد عن الوطن الأم؟ احصوا إيجابياتكم وسلبياتكم، وهل كنتم إيجابيين أم سلبيين طول هذه الفترة؟، تأملوا بفكركم في الكثير من المواطنين الذين اتبعوكم حماسا وليس اقتناعا، وعاشوا عمرهم محتجزين، ماذا قدموا لكم وماذا عساهم يقدمون لأمتهم؟ فأنتم بأفعالكم هذه تكرسون منطق السلبية في الناس.
وإن كل من عاش حياته وعمره في تندوف، مختارا بنفسه ولم يجبره أحد على الاحتجاز، وهو قادر على العيش بحرية في أرجاء وطنه، فهو في نظرنا يؤثر أن يكون سلبيا على أن يكون إيجابيا، أما إذا قدر له أن يموت على هذه الحالة، فإنه حتما عاش حياة بئيسة لم يقدم فيها لأمته خيرا يذكر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهو الأمر نفسه الذي نحب أن نقوله لجيراننا وأشقائنا الذين لا زال بعضهم يقف بعصبية عمياء في وجه كل الحلول المتوافق عليها، ويأبى إلا تأييد الانفصال، يأبى إلا الترويج لإنشاء دولة جديدة، يأبى إلا فصل أخ عن أخيه، وعم عن ابن أخيه، وخال عن ابن أخته، فهؤلاء بهذا التعنت السلبي المقيت من يخدمون؟ وإلى أين يريدون الوصول؟ أما آن لهم أن يسمعوا قول الله عز وجل:”أليس منكم رجل رشيد؟”، أما آن لهم أن يكونوا إيجابيين؟ أما آن لهم أن يحدثوا أنفسهم بترك آثار خيرة يحمدها الناس من بعدهم؟
إن في هذه السنوات التي مرت بسلبياتها الكثيرة على دولنا، عظيم العبرة لنا في مراجعة ما نعتقده ونتبناه، وإن ما نعيشه في أيامنا هذه وما تعيشه الأمة العربية والإسلامية والغربية أيضا، كاف كي يردعنا ويجعلنا نضع اليد في اليد، ونمشي قدما لاستشراف مستقبل المواطنات والمواطنين هنا وهناك، وعيب وعار أن ننتمي جميعا لملة الإسلام، ولا نجد رجالا إيجابيين يجدون حلولا جذرية لكل ما تعانيه شعوبنا ودولنا.
ولكن يبدو أن القلة السلبية المتشيطنة المتحكمة في زمام الأمور هناك، ومن بيدها الحل والعقد، قد استأثرت بالرأي ولم تقبل من الكثرة الكاثرة كلاما أو رأيا، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله غالب على أمره.
اسمعوا إلى هذا الحديث الجميل الذي رواه الإمام البخاري والإمام أحمد من طرق عديدة وروايات شتى، منها ماجاء عن الحسن رضي الله عنه قال: مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثني عليها بخير حتى تتابعت الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت، قال: ومرت به جنازة فأثني عليها بشر حتى تتابعت الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله قلت في الجنازة الأولى حيث أثني عليها خيرا وجبت، وقلت في الثانية كذلك، فقال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم شرا فوجبت له النار، إنكم شهود الله في الأرض مرتين أو ثلاثا.
فماذا عسى الناس يقولون بعدنا وقد حملونا إلى القبور؟ وهل تركنا آثار خير نحمد عليها أم العكس هو الصحيح؟، هذه هي الأسئلة التي نحب أن يطرحها الآخرون على أنفسهم ليعرفوا هل هم إيجابيون أم سلبيون؟.
ختاما، وإضافة إلى ماذكرناه، فإن هذا الموضوع الذي نطرقه اليوم، أصبحت تفرضه ضرورات الحياة، وما يعيشه المسلمون اليوم من تحديات سلوكية وأخلاقية وتربوية، تؤثر سلبا في مسيرتهم التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وأهل التصوف جديرون للقيام بهذه المهمة أحسن قيام، وهي مهمتهم الأصلية، ومن من الطوائف والفرق يستطيع أن يؤدي رسالة الصلاح والإصلاح بإيجابية في زمن الفتن والتكالب على الدنيا، إلا أهل الله من العلماء الربانيين الصادقين؟.
إن الإيجابية في سلوك أهل الله من الصوفية تعني فيما تعنيه من معاني عميقة، الاندماج الكلي في دروب المجتمع، والانفتاح على قضاياه، والعمل على إيجاد الحلول النفسية والتربوية لانحرافاته الأخلاقية والسلوكية، والمساهمة بجدية في أمن المواطنين الروحي والفكري قدر الإمكان، وهم في ذلك يقتفون أثر النبي المربي القدوة، الذي قال فيه المولى جل وعلا: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، فالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة المباركة، كان إيجابيا في تفاعله مع قضايا مجتمعه، أليس هو القائل صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير وأحب إلى الله من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”؟.
فالمخالطة هنا تواصل إيجابي بين الداعية إلى الله وأفراد مجتمعه، يقترب من همومهم، ويتفاعل مع قضاياهم دون الانسلاخ عن دينه وثوابته وشريعته الواضحة الغراء، وهذا هو مكمن القوة الروحية التي يتميز بها أهل الله من الصوفية، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وفي أمثالهم، فيما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
وإن من شأن هذا الفهم لمفهوم الإيجابية في من يسلك طريق الله تعالى، أن يرد على الآخرين الذين يقصرون التصوف في مواقف شاذة عن منهجه السوي، ممثلة في الانعزال والانكفاء على الذات، والبدعة والدجل، فأهل التصوف العلمي المتحققين بشرع الله يعادون أول ما يعادون أصحاب الاعتقادات الزائغة والسلوكات الباطلة.
أخيرا، وفي ظل هذه التحديات الكبرى التي تعيشها أمتنا الإسلامية والعربية في أيامنا هذه، من عولمة وغزو فكري للمجتمعات المسلمة، ونشر للفوضى بدعوى منح الحريات والحقوق…، أصبح لزاما على السادة الصوفية العمل على نشر ربانية التصوف، والعمل على رعاية حقوق المسلمين الدنيوية، وأن لا يكونوا بعيدين عن المجتمع ومختلف السلطات المحلية في بلادهم، وذلك لتجنيب الأمة تحقق مكائد الكائدين، فالإسلام – والحمد لله – هو من ضمن حقوق الناس وحرياتهم، فكيف ندع غيرنا يتحدث عنها وينظر إلينا فيها وكأننا غرباء عن ذلك؟
وإن منهجنا في الطريقة البصيرية الذي ارتضاه لنا شيوخنا رحمة الله عليهم، منذ انطلاق الزاوية من الصحراء إلى أن استقر بها المطاف في بني عياط، أستطيع أن ألخصه في الآتي: الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر العلم ومحو الجهل، والرعاية الاجتماعية والأخلاقية لأفراد المجتمع المغربي، وغرس قيم المواطنة الصادقة في المواطنين، والاعتماد على عنصر الشباب، والتجديد في أساليب الخطاب والممارسة، والانخراط الكلي في صلب اهتمامات الناس، والمساهمة في إيجاد الحلول لمشاكلهم، والحرص على وضع بصمات الخير والنفع لفائدة المسلمين، والاستعانة في تحقيق ذلك بعد الله بالسلطات المحلية والإقليمية وأهل الخير والأعيان وجمعيات المجتمع المدني ومختلف المنظمات، وغيرها، فهذا مجمل ما ينصح به شيوخ الطريقة البصيرية منذ بدء عملهم إلى اليوم، وهو المعنى نفسه الذي جاء في الحكمة القائلة: “الصوفي ابن وقته”، التي تتخذها الطريقة البصيرية شعارا لها وتعمل على العمل بقتضاها، وهو ما ينبغي أن نحرص عليه على الدوام، عسى أن يكون حضورنا إيجابيا في مجتمعنا المغربي حفظه الله وصانه وأمنه من كل مكروه وسوء، آمين.
وإن هذا الذي اختصرته اختصارا في بيان معنى الحضور الإيجابي لأهل التصوف في مجتمعاتهم، ومختلف الأسباب الموضوعية التي جعلتنا في اللجنة التنظيمية التوافق على هذا الموضوع، هو الذي طرقه السادة العلماء والشيوخ والأساتذة المشاركون في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، وناقشوه أجمل مناقشة، وبينوه أحسن بيان، وفصلوه قدر الإمكان.
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع كل مطالع لأعمال هذه الندوة المباركة المجموعة في هذا السفر المبارك، الذي أتمنى أن يفي بالغرض والمقصود، وقد حرصت على جمع كل ما تيسر لي جمعه من المقالات التي كتبت حول الندوة أيام تنظيمها، والصور الموثقة لها ووضعت ذلك مع الملاحق الختامية، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه عبد المغيث بن الشيخ محمد المصطفى بصير
برشيد: في يوم الثلاثاء 02 شعبان 1434هـ الموافق لـ 11\6\2013م.
{jathumbnail off}