البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تخليدا للذكرى الثامنة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين
وسبط رسول الله رب العالمين، جلالة الملك مولانا محمد السادس
أعز الله بكم الوطن والدين، وأعلى بكم شأن الإسلام والمسلمين
السلام على جنابكم العالي الشريف،ومقامكم السامي المنيف، ورحمته تعالى وبركاته
يتشرفخديم الأعتاب الشريفة، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وخادم الطريقة البصيرية بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير،أن يرفع إلى مقامكم العالي – أسماه الله- أخلص عبارات الطاعة والولاء، وأصدق مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء، أصالة عن نفسه ونيابة عن آل البصير ومريدي الطريقة البصيرية وأعضاء المؤسسة، وجميع المشاركين في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية من داخل المغرب وخارجه، بمناسبة اختتام فعالياتها، والتي نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت رعايتكم السامية، والتي خلدت هذه السنة الذكرى الثامنة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير، وذلك بتاريخ 05-06 شوال 1439هـ موافق 19-20يونيه 2018م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط وبمدينة أزيلال، بشعار:
“التصوف الإسلامي وثقافة السلم والتسامح“
مولاي أمير المؤمنين،
إن العلماء والشيوخ والأكاديميين والباحثين المشاركين في هذه الندوة العلمية الدولية، ناقشوا على مدى يومين كاملين، وخلال جلستين علميتين محاور عدة، اتصلت أولا بصاحب الذكرى المقاوم المغربي سيدي محمد بصير،وتطرقت لجديد قضية اختفائه القسري، الذي تعرض له وهو يقاوم الاستعمار الإسباني بالصحراء المغربية،قبل ثمانية وأربعين سنة،مشيدين بموصول كريمعناية جلالتكم السامية بقضيته ورعايتكم السامية لذكراه، ومتابعتكم لتفاصيل قضية اختفائه القسري عن كثب، ودعمكم لعشيرة آل البصير، التي لا تزال تتابع قضية فقيد الوطن بجدية مع مجموعة العمل الأممية للاختفاءات القسرية بجنيف.
وإلى جانب هذه التيمة المحورية، تم إلقاء عروض ومواضيع أخرى تطرقت إلى إبراز جهود أهل التصوف في نشر وتكريس قيم التسامح في المجتمع، من خلال رصد إسهاماتهم المعتبرة في سلم وأمن المجتمعات، ودورهم في التأطير الديني ونشر ثقافة الاعتدال والسلم، والتركيز على حاجة الناس والمجتمع للتربية الصوفية التي تربي الإنسان على قيم التسامح، علاوة على التطرق لوظيفة الزوايا والطرق الصوفية في توعية الأمة،وتذكير شيوخ الزواياومريديها ومن في حكمهم بواجبهم الأول اتجاه أمن وسلم الأمة، التي تشكل إحدى القضايا ذات الأولوية، بل من أهم مشاكلالمجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر.
سيدي أعزكم الله،
وقدبينتالمداخلاتمدىحاجةالمجتمعات اليومإلىنشر ثقافة السلم والاعتدال والتسامح والمنهج الوسطي للدين الإسلامي، الذي يرفض التشدد والعنف والإرهاب، ويشجعالمبادرات الجادة لحوار الحضارات والثقافات والتعايشوالسلم، ودعا المشاركون شيوخ الطرق الصوفية والزوايا ومريديهمبكافة أطيافهم إلى الانخراط في هذا الورش المجتمعي التربوي الإصلاحي الكبير، وتطرقت بتفصيل لما اعترى الشبابمن جهل بأحكام الشريعة، ومن تدن سلوكي وأخلاقينتيجة ضعف زادهم من العلوم والثقافة الإسلامية، مما ساهم في تغييب منهج الوسطية والجنوح نحو الغلو والتطرف ومعاداة الآخر،وفي مقابل ذلك أكد الجميع أن أهل التصوف والربانيين من العلماء في أيامنا هذه، هم من يعكسون ثقافة السلم والتسامح والتراحم والتعايش السلمي، وهم أجدر الناس بتصديرها للغير، لأنها تشكل جزء من المنهج الصوفي وأحد الأهداف الكبرى لأهل الله، منوهين بالأدوار الطلائعية التي يقوم بها رجالات التصوف وطرقه وزواياه في التأطير الديني ونشر ثقافة الأمن والسلم، من خلال السلوك الحقيقي الذي تترجمه أخلاقهم، مع التأكيد على أن ذلك أصبح أكثر إلحاحا في العصر الراهن، نظرا لما تعانيه الإنسانية من تحديات مختلفة أظهرت مدى حاجة الناس والمجتمع للتربية الصوفية على قيم التسامح.
وتناولت الجلسات العلمية في هذه الندوة أيضا، جهود إمارة المؤمنين المغربية في ترسيخ الأمن المجتمعي في بلدكم المملكة المغربية، وباركوا خطوات جلالتكم السديدةومواقفكم الحكيمة الحميدة الرشيدة، التي اتخذتموها مؤخرا ضد استفزازات الانفصاليين لتجنيب الصحراء المغربية والمنطقة برمتها ويلات أمور لا تحمد عقباها لا قدر الله، كما توقفالبعض عند إسهاماتهم من أجل سلم وأمن المجتمعات في بلدان إفريقيا والعالم، ونوهوا بالمقاربة المغربية التشاركية الدينية الأمنية التنموية، التي نهجتموها في التصدي لظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب، ولم يفت المشاركين الإشادة بما قمتم به من خطوات جبارة في إطارإعادة هيكلةالحقلالدينيبالمملكةالمغربيةفيأيامناهذه،وتوقفوا بشكل خاص عند النتائج والثمرات المحمودة التي أثمرها نظركم السديد في هذا الباب على واقع التدين في المغرب، والتي جعلت منه أنموذجايحتدى ومطلوبا للاقتفاء من كثير من دول العالم الإسلامي والغربي، وكان بفضل الله تعالى لسياستكم هذهجميل الأثر في تجنيب البلاد مختلف المخططات العدوانية للمتأثرين بالتيارات الدخيلة.
مولاي أمير المؤمنين،
إن العلماء وكافة المشاركين في الندوة العلمية الدولية، ومن منطلق وعيهم
بالتحديات الكبرى التي تستهدف الوطن في وحدته، وفي تماسك مكوناته ليؤكدون تعبئتهم الكاملة وراء سديد نظركم لتقوية معاني الترابط التي تجمع المغاربة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وراء ولي أمرهم ضامن اجتماعهم ورمز وحدتهم، اصطفافا يرونه جزءا من مقتضيات البيعة التي تجمعهم بكم، ويعتزون بقيادة جلالتكم الرشيدة، ويعاهدون الله ويعاهدونكم على السير وراء جلالتكم بكل حزم وعزم، ويباركون كل ما ترسمونه من سبل لخدمة هذا الدين الحنيف، وما تضعونه من خطط لبناء هذه الأمة ووحدتها ورقيها، معتبرين أنفسهم جنودا مجندين لخدمة الأهداف الكبرى التي تعملون لتحقيقها، كما يعتزون أيما اعتزاز بما حققتموه لهذه الأمة من بناء أمنها واستقرارها، وما وضعتموه من خطط لرقيها وازدهارها.
حفظكم الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، ونصركم نصرا عزيزا مؤبدا، وأدامكم في صحة وعافية شاملة، حاميا للملة والدين، وأقر عين جلالتكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأنبته نباتا حسنا في عزكم ورفعتكم، وشد أزر جلالتكم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمدالخامس ورفيقه في الكفاحجلالة الملك الحسن الثاني، وجعلهما في مقعد صدق مع من أنعم عليهم من النبيئينوالصديقينوالشهداءوالصالحين،وحسنأولئكرفيقا،إنهسميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بأزيلال يومه الأربعاء06 شوال 1439هـ موافق 20يونيه 2018م
خديم الأعتاب الشريفة
رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
إسماعيل بصير