ندوة صحفية للمحامين الإسبان برئاسة السيد ايفان خيمينيز آيبار للإخبار عن جديد قضية المجاهد سيدي محمد بصير

ندوة صحفية للمحامين الإسبانتقديم السيد رئيس الجلسة مولاي عبد الهادي بصير:
كما جاء في الكلمة الترحيبية لسيدنا مولاي إسماعيل بأن أسرة آل البصير آلت على نفسها وأقسمت بالقسم الذي أقسم به محمد بصير ورفاقه، أنها لن تتنازل عن هذه القضية، إلى آخر رمق وإلى آخر قطرة دم،

حتى وإن لم نحققه أن نموت مطالبين بهذا الحق، وسنورث لإخواننا وأبنائنا من بعدنا إلى أن تظهر حقيقة محمد بصير، وأرجو أن يحقق الله أمنية إخواننا في الصحراء لأنهم يقولون: بأنهم سمعوا محمد بصير يقول لهم في يوم من أيام وجوده بينهم، بأنه سيغيب حتى يقول الناس إن بصيري انتهى، وسأعود حينها، وأرجو بحول الله وقوته أن تكون هذه هي الغاية.
قلنا بأنه ما ضاع حق وراءه طالب، هذا الشعار رفعه آل بصير منذ سنة 1970م، ولكن لظروف مرت بها العائلة، حتى أننا فقدنا فيها حوالي ثمانين في المائة من الوثائق، وهي مجموعة من الوثائق تخص حياة محمد بصيري، وذلك يرجع لسبب واحد في نظرنا وهو الخوف من جبروت أوفقير وأزلامه أيام سنوات الرصاص التي تعرفونها.

 

قلنا أخذنا على عاتقنا المطالبة بكشف حقيقة اختفاء محمد بصيري،  لهذا تقدمت العائلة في حياة الشيخ الوالد محمد المصطفى بصير وسيدي محمد المختار رحمهم الله الذين تقدما بدعوة إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في هذا الصدد، وبقي الملف على ما هو عليه، ليسمح بالاحتفال بذكرى سيدي محمد بصير في عهد ملكنا الهمام سيدي محمد السادس الذي أحيى الله به دولة الحق والقانون بكل ما تحما هذه الكلمات من معنى، وهكذا تذللت لنا الصعاب برفع قضية محمد بصير ولد سيدي إبراهيم أمام المحاكم الإسبانية، والقضية موضوعة بيد القضاء في إسبانيا، ووكيل العائلة في الدفاع عنها محامين إسبانيين برآسة السيد ايفان خيمينيز آبيار.

سيدي محمد بصير هو ابن هذه الدار، وكما قال ألخاندرو غارسيا أنه قد دخل إلى الصحراء بمشروع، والمشروع استكمل واليوم يعاد النظر في استكمال ذلك المشروع، وهو مشروع مربح جاء زمن الحقيقة، لكن جاءت فترة أقبر فيها ذلك المشروع، بل إن مشروعه أقبر معه، والدعاء موصول لسيدي محمد السادس الذي نفس عن آل البصير هذه الكربة، وجعلهم يتحدثون عن محمد بصير الذي كان بالأمس في موقع المجرم، من يتحدث عن بصير كان مصيره هو مصيره، لكن محمد السادس، وهو له من جده نصيب، فقد أنصف الناس، اليوم أنصفنا محمد السادس ورد لنا الاعتبار، فجزاه الله عنا خيرا.
وفعلا أتاح لنا نصره الله هذا الاحتفال وفجر عيونه أول مرة في مدينة العيون، وفعلا استبشرنا خيرا، واستقبلنا أبناء العيون من أبناء عمومتنا، وهناك حضينا بهم في المقام الأعلى والأكبر في القلوب وفي العيون وأعني العين الجارحة، فنفخوا فينا القوة، وكانت الندوة الثانية والثالثة والرابعة ونحن اليوم في الندوة الخامسة، وبفضل الله كل المغالطات التي تحيط بهذا الملف كشفنا عنها ورددنا عنها بالوثائق والأدلة في الندوة الأولى.
والذي يعجبني كثيرا هو ما وصل إلى علمي بأن الإخوان في الضفة الشرقية أعجبهم الطرح وأعجبهم أنهم فعلا صححت لهم مجموعة من المغالطات التاريخية بخصوص الفقيد محمد بصير، وأنا دائما على اتصال بهم في الشبكة العنكبوتية، وقد أبدوا ارتياحهم وشكرونا عن المعلومات التي قدمنا، وقالوا بأن موريتانيا والجزائر كانت تتحدث عن محمد بصير كما يتكلم الناس عن سيف ذي يزن أو الغول، وأنتم حين تتكلمون عن محمد بصير تتكلمون بمنطق القوة، وأين يتجلى منطق القوة؟
منطق القوة هو الدلائل والحجج والوثائق التاريخية التي بحوزتنا، فمختلف حاجيات محمد بصير التي تجمعت منذ خروجه من المغرب إلى دخوله أرض الصحراء كلها توجد لدى أهله بأرشيف الزاوية.
وأشكر هنا الأستاذ ماكيل أنتيست، لأنه أحالنا على مصدر تكلم عن محمد بصير لما تحدث عن كتاب أليخاندرو جارسيا وهو كتاب عجيب لمن قرأه من بدايته إلى نهايته، فهو تاريخ مهم، وإذا ترجم سيصبح من المراجع المهمة في هذا الصدد،فعلا كانت هناك العديد من المغالطات منذ ازدياد محمد بصير،وتفضل أليخاندرو بالإشارة إلى قضية وقعت في سنة 1958م في الشرق.
النقطة الثانية أن الجزائر وموريتانيا كانتا تنظران إلى قضية محمد البصير كأنها  نواة الانتصار لما تخططان له، ولقد صححت العائلة الموقف من جميع النواحي والحمد لله، ولكن إخواننا في تلك الظرفية في الجزائر وموريتانيا، وطبعا حينما أتحدث عن موريتانيا والجزائر أتحدث عن السلطات العليا، فقد ساهموا في التعتيم ولم يكونوا يفرجون عن أي معلومة تخص شخص محمد بصير.
أريد أن أقول أن الفقيد سديد محمد بصير ما كان يريد أن يكون غائبا فهو الغائب الحاضر، وعائلة آل البصير كانت تتابع أخباره عبر الإذاعات، خاصة قبل أيام من الذكرى وبعدها بأيام، مثل إذاعة ال بي بي سي وإذاعة البوليزاريو ، ليس لهم غرض في ذلك سوى أن يشموا بعض الأخبار عن مكان وجود محمد بصير في منطقة ما، لكن الذي كانت تلتزم به إذاعة البوليزاريو هو الروتين كل سنة ولم تكن تقدم شيئا جديدا يذكر.
وبالنسبة للوثائق التي تتكلم عنه والموجودة بأرشيف إسبانيا، بلغت كما قال مولاي إسماعيل في كلمته حوالي مليون وخمسمائة وثيقة، وهذا ليس بالأمر السهل، ومعنى ذلك أنه لو جمعنا عمر محمد بصير في الصحراء، نجده لا يصل إلى مليون وخمسمائة يوم، أو مليون وخمسمائة ساعة، أو مليون وخمسمائة دقيقة، إذن معنى ذلك أن هذه الوثائق تتبعت مراحل الوجود الإيجابي لمحمد البصير في الصحراء.
أيها الإخوة والأخوات، حضور هذين المحامين الذين تجشما مشقة السفر إلينا من إسبانيا، هو من أجل إطلاعنا على جديد قضية سيدي محمد بصير، وإلى أين وصلت؟ وما هو مصيرها؟
ﻷننا اليوم نطالب بمعرفة مصير سيدي محمد بصير ولد سيدي إبراهيم، أين أعدم أم لم يعدم؟ والتفسير الذي تقول به الحكومة الإسبانية غير مقبول، ومسؤوليتها عن الاختفاء القصري لمحمد بصير لا تسقط عنها طال الزمن أم قصر.
ثانيا أنه في حالة ما أعدم كما قال الأستاذ ألخاندرو في السنة الماضية، فإننا نطالب أن يتم الكشف عن مكان دفنه، وفي هذا الصدد إرجاع رفاته ليدفن جوار إخوته في زاوية والده.
قبل أن أحيل الكلمة على المحاميين، سيقدم لنا الأستاذ المترجم خليفة الشايب تعريفا لهما:
بالنسبة لخيمناز ايبار فهو دكتور في القانون الأوروبي، أستاذ الحريات الدينية في الجامعة المستقلة لبرشلونة الإسبانية، له عدة مؤلفات منها كتاب تحرر المكانة القضائية للإسلام في إسبانيا، ومحامي معروف بدفاعه أمام المحاكم الإسبانية عن حقوق المسلمين وهو محام الفيدرالية الإسلامية الإسبانية، وهو الذي ربح جميع القضايا المتعلقة بمنع المحجبات من الدخول إلى الجامعات الإسبانية، وقد كان سابقا هو المستشار للأمم المتحدة في مادة الإسلاموفوبيا “إرهاب الإسلام”، والدكتور كانترو سانتانا الذي بجانبه هو أستاذ القانون الجنائي في جامعة سرقسطة محام متخصص في الجنايات، له ما يفوق ثلاثة عشر كتابا في القانون، معروف في الإعلام الإسباني ومعروف لدى كبار علماء الجنايات بإسبانيا، ومعترف به في المحاكم العليا الإسبانية، ويطلب منه القضاة استشارات في قضايا عديدة.
وقد تكفلا بقضية محمد بصيري، وتقدما بمذكرتين واحدة لكاتب الدولة في وزارة العدل الإسبانية، والمذكرة الأخرى إلى نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، وهما في هذه المرحلة يجمعون الوثائق لدفع القضية إلى المحكمة الوطنية العليا بإسبانيا في القريب القريب العاجل.
كلمة المحامي الأول:
أريد بادئ ذي بدأ أن أشكركم باسمي وباسم رفيقى على هذه الدعوة وعلى الضيافة، وأريد أن أشكر خاصة آل البصير، الدكتور عبد الهادي ومولاي إسماعيل والدكتور عبد المغيث، الذين كلفونا بتمثيلهم أمام الإدارة والقضاء الإسباني في قضية نظن أنها قضية عادلة، ولا نريد شيئا إلا أن نبحث عن الحقيقة .
الأشخاص مثلي ومثل ورفيقي دائما يريدون البحث أمام القضاء عن الحق، ونبذل كل مجهوداتنا من أجل الحقيقة، وكذلك في الجامعات التي ندرس فيها نحاول أن نبين الحقيقة للطلبة، عندما يسألنا الطلبة في الجامعات عن معنى العدالة، دائما نحاول إجابتهم بجواب تقليدي كلاسيكي ، العدالة عندنا امرأة معصوبة عينيها وفي يدها اليسرى ميزان العدالة وفي يمناها سيف، فلماذا إذن؟
هناك رجل قانون قديم كان يقول بأن العدالة المتمثلة في ميزان العدالة وقوة السيف، إنما هي في حاجة لقوة السيف لخدمة العدالة.
ونظن انه بعد تكليفينا بهذه القضية العادلة ما نبحث عنه هو إيجاد نقطة التقاء بين رجال العدالة وقوة استعمال السيف.
وأطلب منكم أن تمعنوا النظر في صورة محمد بصير رحمه الله، أظن أنها الصورة التي التقطتها الشرطة الإسبانية عند اعتقاله، ونحن لا نعرف ما يلبس هذا الإنسان لما صوروه هكذا.
وما يطلب منا هنا هو استعمال القانون الإسباني والقانون الدولي والعدالة من أجل أن نعرف ماذا وقع قبل أربعين سنة لهذا الإنسان.
وكما ذكر لنا أهله هذا الصباح  عند الاجتماع معهم، بأنهم قد طلبوا عدة تقارير وعدة شهادات من الذين عاشوا في تلك الفترة مع محمد بصير كي يستطيعوا تبيين ما سيقدموه للعدالة الإسبانية.
ونحن لا نريد أن نهاجم أحدا، ولكن ما جمعناه وما نطلبه هو الحقيقة، ونطلب من الحكومة الإسبانية أن تتعاون معنا لكشف الحقيقة ولمساعدة هذه العائلة.
هذه هي الحقيقة التي سنبحث عنها أمام القضاء وأمام العدالة الإسبانية سنساعد هذه العائلة ونساعد أنفسنا في هذه القضية بندوات ولقاءات أخرى في الجامعات الإسبانية ومع المجتمع المدني في المغرب وفي إسبانيا ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى التي تود التعاون معنا في كشف الحقيقة.
بالنسبة للقضية والخطوات التي سنقوم بها أمام الإدارة والسلطات الإسبانية لا نريد أن ندخل في التفاصيل ﻷننا مازلنا في بداية الطريق ولكننا نعرف ما نريد وإلى أين نريد أن نصل، وهذا هو المهم.
مداخلة المحامي الثاني:
أولا نشكر الحضور الكريم على هذا الصبر الكبير الذي عاملتمونا به، ونشكر كذلك عائلة سيدي محمد بصير على تنظيم هذه الندوة وعلى دعوتنا وعلى حسن الضيافة.
بالنسبة لي أنا فقد استفدت كثيرا، ومكنني هذا من التقرب أكثر إلى هذه العائلة وإلى هذه القضية، والفرحة مزدوجة هنا ﻷعود بعد عشرين سنة إلى المغرب.
ولكي لا أطيل عليكم وتكملة لما قاله رفيقي، سنقوم بنقل هذه القضية ليس إلى ما هو علمي وأكاديمي فقط ولكن كذلك إلى القضاء الإسباني.
سننقل هذه القضية التي وقعت قبل أربعين سنة إلى المحاكم الإسبانية وننتظر أن نصل إليها بإلحاح، ستكون قضية صعبة وطويلة، ولكن ذلك هو عملنا ونحن هنا من أجل ذلك، وأكتفي بهذا، وشكرا لكم.
المناقشة:
مصطفى شرو عن جريدة لوبينيون:
أولا نشكر المحاميين الإسبانيين على تطوعهما للدفاع على هذه القضية، وهي ليست قضية عائلة آل البصير فقط وإنما هي قضية المغاربة جميعا، سؤالي: على غرار العديد من الدول، المغرب فتح ملف الكشف عن الخروقات السابقة ومنه ملف المصالحة ، على هذا المنوال ألا تفكر الدولة الإسبانية فتح ملف للنبش في خروقاتها في الفترة التي استعمرت فيها المغرب وأيضا في مستعمراتها الأخرى، وعلى حد معرفة المحاميين هل هناك نية في هذا الإطار وفي حالة ذلك هل سيتم إدراج ملف بصيري حيث كانت تستعمر الأقاليم الجنوبية للمغرب ؟
الجواب:
ليست هناك نية لخلق هيئة مثل هذه، ولكن هناك قانون صدر في عهد الحكومة السابقة، حكومة سباتيرو، وهذا القانون كان له دعم كبير من الحزب الاشتراكي الحاكم، وأظن أن هذه القضية يمكن أن تدرج داخل هذا القانون، ومع ذلك نحن نمد يد التعاون إلى الدولة الإسبانية خاصة الحكومة، ﻷن الحقيقة علينا أن نعرفها نحن وتعرفها الحكومة الإسبانية، ويدنا مفتوحة لها للتعاون معنا ونتعاون معها في الكشف على الحقيقة، والرأي العام المغربي خصوصا في هذه الظرفية مهيئ أكثر من الرأي العام الإسباني للتجاوب مع هذه القضية.
صحافي عن جريدة العلم:
لدي سؤالين:
الأول: بعد أن تقدمتم بإشعار للسلطات الإسبانية تخبرون من خلاله بنية عائلة آل البصير رفع قضية قضائية بالسلطات الإسبانية هل لديكم موعد محدد لرفع القضية بصفة مباشرة ،
ثم إن هذه القضية هي قضية المغاربة يمكن تسجيل بعض المنظمات الحقوقية داخل المغرب وخارجه ونسأل عن الوسائل لتحقيق ذلك ونتمنى أن نعود في الذكرى المقبلة بحكم نهائي لصالح عائلة محمد بصير.

الجواب:
التاريخ المحدد لا يمكننا إعطاؤه الآن ولكن سيكون قريبا، نحن الآن قيد دراسة الملف من الناحية القانونية، وعما قريب سيتم تحديد الموعد.
وفي مثل هذه القضايا السرعة غير مرغوب فيها، ﻷنها ليست في صالحها، من ناحية أخرى، هذه أول مرة ترفع فيها قضية مثل هذا النوع في إسبانيا، وهنا نحن سنعمل بقانونين، بالقانون الجنائي الإسباني الحالي، وبالقانون الذي كان معمولا به منذ أربعين سنة في إسبانيا، نحتاج إلى تقارير وإخباريات من أناس مختصين في هذه القضية .
ولكي أجيبك على الشق الثاني من السؤال ، من المهم جدا أن تعرف أنه قبل تقديم الدعوة وبعدها نحتاج إلى جميع المنظمات وكل الجمعيات التي ستساعدنا، وفي القضاء كذلك نريد الإعلام والصحافة والحقوقيون والمنظمات التي تتكلم عن هذه القضية لكي نعرف بها العالم ونعرف بها في إسبانيا والمغرب وفي كل مكان، ونرحب بكل المساعدات وهناك عدة جمعيات ومنظمات ستكون معنا في هذه القضية.
هذه العائلة تبحث بمعيتنا عن هذه الحقيقة، وسنبحث عن العدالة أمام القضاء، ودائما أنا ورفيقي نبحث في قضايانا بكل جدية ومعقول وصدق. من جهة أخرى نحن حديثي عهد بقضية محمد بصيري، لأننا تولينا ملف القضية قبل أسابيع قليلة فقط، ولهذا لا نريد أن نتسرع بالإجابة، والذي نؤكد عليه في هذا الوقت هو أن هذه القضية هي قضية عادلة، وسيكون خيرا إن شاء الله.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *