كلمة الدكتور بناصر وسكوم

كلمة الدكتور بناصر وسكوم
عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية
بني ملال
ألقاها بالنيابة عنه  الدكتور محمد العاملي

بسم الله الرحمن الرحيم 
السيد عامل إقليم أزيلال.
السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلا- أزيلال.
السيد رئيس المجلس العلمي المحلي للعيون.
السيد رئيس المجلس العلمي لبني ملال.
السيد شيخ الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية.
السيدات والسادة الأساتذة.

أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تتشرف كلية الآداب والعلوم الانسانية أن تفتتح إلى جانبكم أشغال هذا الملتقى العلمي الذي تنظمه الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وكلية الآداب في موضوع:

“سيدي محمد بصير: ابن الأطلس، الصوفي المجاهد والصحراوي الموحد”

والغاية من وراء اختيار هذا الموضوع تسليط المزيد من الضوء على أحد رموز التصوف والمقاومة والوحدة الذين أنجبتهم أرض بني عياط المعطاءة والذين ساهموا في رسم ملامح ومعالم المغرب الراهن.
إن مشاركة كلية الآداب في هذا الملتقى المشمول بالرعاية السامية  تندرج في إطار انفتاح مؤسسات جامعة السلطان مولاي سليمان على المحيط بمختلف مكوناته وخصوصياته التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية.
وفي هذا الإطار نظمت فرق ومختبرات البحث المعتمدة العديد من الندوات والأيام الدراسية تعزيزا للتواصل وترسيخا لمبدأ الانفتاح والتعريف بتاريخ وتراث الجهة، وأثمرت هذه الملتقيات أبحاثا جادة ورصينة توجت بتوقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون بين كلية الآداب والفاعلين الجهويين في مختلف حقول المعرفة والتنمية سواء الجهوية أو الوطنية.
لقد كانت هذه الملتقيات مناسبة لاستحضار تجارب السلف الصالح ومساهمته في بناء المغرب بناء معرفيا وروحيا وماديا، والندوة التي نتشرف بافتتاحها اليوم بهذه الروضة الفيحاء  تعتبر مناسبة وقيمة مضافة سنقف من خلالها على انجازات أحد رجالات بني عياط ومواقفه البطولية الرافضة لمشاريع التقسيم الاستعماري  والرامية إلى ترسيخ قيم الوحدة والأخوة والمؤاخاة بين أبناء الوطن الواحد؛ من جهة أخرى سيكشف هذا الملتقى عن دور المؤسسات الدينية وانخراطها في مسلسل المقاومة والبناء.

أيها الحضور الكريم
يقف تاريخ المغرب شاهدا  على مقاومة ساكنة بني عياط الباسلة للاستعمار الفرنسي، إنجازات تزين سجل تاريخ المقاومة المغربية، ويكفي أن نذكر هنا ببعض ما كتب عن الحملات الاستعمارية لإخضاع الدير والأطلس المتوسط من قبل الجنرال Guillaume و Peyronnet ومذكرات الكولونيل Monjin  لكي نقف على ما تمتعت به ساكنة بني عياط من بسالة ورباطة جأش في المعارك التي استهدفت كسر شوكة المقاومة الباسلة في بعض المعارك الحاسمة التي دارت خلال سنة 1917  نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر معركة سيدي ابراهيم، ومعركة العين الزرقاء ومعركة سيدي صالح ، وقد تكبد العدو خسائر فادحة جعلته يعيد ترتيب عدته وسلوك سبل جديدة للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
لقد ساهمت بني عياط في مسلسلي المقاومة والتحرير والوحدة والبناء من خلال مؤسساتها الدينية من زوايا وطرق بنصيب في الإشعاع الديني والمعرفي، وخير دليل الدور الذي قامت به و لا زالت تقوم الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية منذ تأسيسها في العشرينيات من القرن الماضي من ترسيخ للقيم المعرفية الدينية والروحية، ومن ترسيخ لقيم الوحدة ونبذ التجزئة في جميع أرجاء المملكة المغربية.

أيها الحضور الكريم
إن الندوة التي تنطلق اليوم حول سيدي محمد بصير،والتي سيِؤطرها مجموعة من الأساتذة الأجلاء ، ستكشف عن فكر العلامة سيدي محمد بصير،كما ستكسف عن نضاله ضد المستعمر الاسباني في الأقاليم الجنوبية للمملكة ، وعن مدى تشبعه وتشبثة بقيم الوطنية الصادقة و بمبادىء الزاوية البصيرية القائمة على الإشعاع الديني والروحي والنضال الوطني والقومي المناهض للتجزئة والداعي إلى الوحدة.
و لا شك أن الندوة ستكشف لنا أيضا ، من خلال شهادة بعض المتدخلين، عن مصير المناضل سيدي محمد بصير الذي تم اختطافه في مستهل السبعينيات من القرن الماضي من قبل السلطات الاسبانية المحتلة لأقاليمنا الجنوبية.
مرة أخرى نتقدم بالشكر إلى السادة الأساتذة وجميع المشاركين الذين تحملوا مشاق السفر ولبوا دعوة المشاركة، كما نتقدم بالشكر إلى شيخ الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية و منسق اللجنة المنظمة على حسن التنظيم وعلى التفوق في اختيار هذا الموضوع الذي يرسخ أسس وقيم الوحدة والوطنية، كما أتقدم بالشكر إلى السلطات المحلية لدعمها لهذا الملتقى الوطني المشمول بالرعاية السامية،وباسمكم جميعا نتمنى لأعمال هذه الندوة كامل النجاح التوفيق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بني ملال
الأربعاء 17 يونيو 2009

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *