باحث: لطائف اهتمام سيدي محمد المصطفى بصير بالكتاب
تتبعت باهتمام كبير برنامج (في مكتبة عالم) الذي خصصته قناة محمد السادس للقرآن الكريم لمكتبة العالم الرباني سيدي محمد المصطفى بصير رحمه الله،
وبكثرة ما أعجبت بما أثير حول العالم المذكور ومكتبته المتميزة وعلاقته عموما بالكتاب والتأليف، بقدر ما تأسفت لعدم إثارة قضايا مهمة حول ذلك،خاصة أنه امتن علي المولى القدير بزيارته عدة مرات وصحبته وملازمته، فعرفت من خفايا أحواله ما يعرفه الكثير من الناس، وبخاصة ما يتعلق بعلاقته الحميمية مع الكتاب، هذه أسباب ذاتية موضوعية دفعتني لأن أدلي بدلوي في الموضوع.
أول هذه الخصوصيات التي تميز العالم الرباني سيدي محمد المصطفى بصير رحمه الله في علاقته بالكتاب أنه جعل من المطالعة وردا من أوراده اليومية، وكان يخصص للقراءة جلسات كان يشرك في متعتها وفائدتها جالسيه، فيقرأ بنفسه أو ينتدب شخصا أخر للسرد، وكثيرا ما كان يوقف سارده أحيانا لتفسير أو مناقشة رأي من الآراء الواردة.
وكان خلال أسفاره المتعددة لدول العالم الإسلامي والغربي التي زارها في مختلف رحلاته، يقتني بعض الكتب النادرة وكل ما يصدر من جديد المطبوعات على الأقراض المدمجة، وقد قرأ علينا مرارا بعضها من حاسوبه المحمول الذي لم يكن يفارقه في حل أو ترحال، ضاربا المثل للشيخ الوقور المثالي المنفتح على كل جديد نافع.
ومن مميزاته في هذا الجانب أنه كان حريصا على أن يوقف كل مايصل إلى يديه من الكتب على خزانة زاوية آل البصير تفاديا لما وقع لكثير من العلماء وخزاناتهم التي توزعها الورثة فتشتت وضاعت ولم ينتفع بها من بعدهم أحد. رحمه الله تعالى وكثر من أمثاله.
الباحث: سليمان الجعفري الهوزيوي