الاخلاص في العمل

الدكتور عبد الهادي السبيوي

الحمد لله الذي أمرنا بالعمل ، وقسَم الرزق وقدّر الأجل..نحمده سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ، ونثني عليه شكرا على إحسانه الذي لا يحد، ونشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له ، أحب العاملين من أهل طاعته و مرضاته..وأعد لهم جميل رضوانه وفسيح جناته..ونشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله، و صفيه من خلقه ورضيه و حبيبه..نبي أخلص لهذا الدين،  و هدى المؤمنين لما فيه الخير والعز والتمكين، اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين، وارض اللهم على آله الطاهرين الطيبين،

و على صحابته الغر الميامين..وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بجودك و كرمك يا أرحم الراحمين

أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل، قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

إخوة الإيمان أحبتي في الله ،

مِن أحب ما يُحب الإنسان،  يحب حياة ًطيبة، وصحة جيد، ورزقا وفيرا،  والله جل جلاله،  الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، جبل الإنسان على هذه المحبة، ودعاه للسعي، وأمره بالكدح و المثابرة، فقال تبارك وتعالى،  (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ،) الملك 15.

فالعمل هو جزء من الأمانة التي حملها الإنسان، أمانة الخلافة في الأرض، و به تعمر الأرض، و تستمر الحياة، وكل عمل يرضاه الله لعبده، ويطيع العبد به ربه،  فهو عبادة ، فأنت أيها التاجر، وأنت تتعامل كما أمر الله..توفي الكيل و الميزان، ولا تزيد في الأثمان،  و لا تحتكر و لا تغش، و لا تحلف إلا عن صدق و حق ، و تقدم بضاعتك خدمة للمسلمين،  أنت في عبادة،  بيعك و شراؤك عبادة، و يوم القيامة..مقامك عند الله رفيع، بشـّرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( التَّاجِرُ الصَّدُوقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البيهقي،  وعنده أيضا  قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء ).

و أنت أيها الفلاح الدؤوب، يا من تكدح من أجل اللقمة الحلال ،  وتوفر الإنتاج، وتعرضه بأمانة، ولا تخفي الرديء تحت الطيب،  أنت في عبادة ، أنت من المغفور لهم في الدنيا، بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له)رواه الإمام السيوطي ، وطعامك أحب الطعام، لقوله صلى الله عليه وسلم( ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله من كد يده)رواه الإمام السيوطي، و تفيض عليك الحسنات و ترفع لك الدرجات  من حيث لا تدري. قال صلى الله عليه وسلم( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ)متفق عليه.. وهذا حال كل عامل أو موظف  أو مسؤول  مخلص في عمله، قائم بما فرض الله عليه..هو في عبادة، جاء في صحيح الترغيب ،  أن رجلا مر في الصباح الباكر  ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جلوس بالمسجد فرأى الصحابة مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، لو كان هذا الحزم، وهذا النشاط والعزم، في طاعة الله.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفـّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ )  فالمؤمن يسعى ويعمل، و رب العزة تبارك وتعالى يكتب الحسنات و يرفع الدرجات، و ما دام العمل عبادة  وزيادة حسنات، فلا بد له من إخلاص،  والإخلاص أساس شرعنا، وهو روح ديننا،  يقول الله تبارك و تعالى، ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتوُا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ..) البينة 5.. و معنى الإخلاص أيها المؤمن أن تترك النظر للمخلوق، بدوام النظر إلى الخالق، أن يكون عملك خالصا لله.. لا نصيب لغير الله فيه، ولذلك لما توجه الكفار بعبادتهم لغير الله..واتبعوا في حياتهم الانحراف عن طريق الله..أمر الله تبــارك و تعالى حبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم  بقوله عز وجل(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،  لَا شَرِيكَ لَه وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ){الأنعام 162-163 }.

فالعمل كله عبادة ًو معاملة يجب فيه التوجه إلى الله..كله بفضله و عونه،  وكله في سبيل مرضاته، من أجل الفوز بحياة طيبة، وأخرى رغيدةيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه)رواه الإمام الطبراني،  فكل قول و كل عمل لا خير فيه إذا غاب عنه الإخلاص، .بل ينقلب من الخير إلى الشر، و من الجزاء إلى العقاب،  فالعبادة التي من أجلها خلقنا، و بها أمرنا، إنما أساسها الإخلاص، و التعامل الذي به نحيا إنما أساسه الإخلاص، فاحذر  اخي في الله  احذر من العمل من أجل الربح فقط، دون توكـّـل على الله.. لا تقل أنا أعمل لأكسب، دون ذكر الله..ولكن قل، أنا بعون الله أعمل، و بفضل الله أكسب، و لا تستعـن إلا بالله..و لا تتوجه إلا إلى الله.. يقول رب العزة تبارك و تعالى في حديثه القدسي)أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) احذر أيها المؤمن أن تكون كعابد بني إسرائيل،  جاءه قومه، قالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة، ويشركون بالله؛ فغضب العابد غضبًا شديدًا، وأخذ فأسًا؛ ليقطع الشجرة، وفي الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: أريد أن أقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. ، فقال إبليس: لن أتركك تقطعها، وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد، وأوقعه على الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك، فأنت فقير لا مال  لك، فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين، فوافق العابد. وفي اليوم الأول، أخذ العابد دينارين، وفي اليوم الثاني أخذ دينارين، ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد، وأخذ فأسه، وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة ذلك الشيخ الكبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب ؟ فقال العابد: إلى الشجرة أقطعها، فقال إبليس: لن تستطيع، وإني أمنعك من ذلك، فتقاتلا، فغلب إبليسُ العابدَ، وألقى به على الأرض، فقال العابد: كيف غلبتَني هذه المرة؟! وقد غلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولى لله -تعالى-، وكان عملك خالصًا له ؛ فأمَّنك الله مني، وكان في عونك ،  فغلبتني. أمَّا في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتـُك وغلبتـُك. .

 

فاحذر اخي المؤمن، أن تتوجه بأي عمل أو قول لغير الله.، فاجعل أقوالك و أعمالك خالصة لوجهه الكريم،  واجعل سرك و علانيتك سواء ، واجعلهما لله.. فهو الذي أمرك بالسعي  والإجتهاد بتفان و إخلاص ،  في الحلال الطيب، وضمن لك الرزق  حتى لا تنشغل عن طاعته ، ولا تتجاوز مرابع الحلال الى مراتع الحرام، قال تبارك وتعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا،  كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ){ هود 6 }. فالرزق على الله ، وما على المؤمن إلا السعي  في حدود الحلال، فلا يركن إلى الكسل  ولا يلهث وراء زخارف النفس و بوارق الأمل ،  فديننا دين الوسطية، ودين الحكمة والاعتدال، يعمل المؤمن بإخلاص، و يكد ويجتهد داخل دائرة الحلال، لأن الرزق  هو عطية ربانية يسوقها الله  لمن يشاء من عباده إعانة لهم على طاعته.

فالمال مال الله..و نفقته في طاعة الله عبادة..و نفقته في غير هذا الوجه عصيان.. وكفر بما وهب الله.. (ولله خزائن السماوات والأرض ).. {المنافقون 7}.. فيها أرزاق خلقه ينزل ما يشاء على من يريد،  بالقدْر الذي قضاه في قدَره،  يقول الله تبارك وتعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ){الحجر 21}.. ولذلك حين يتأمل الإنسان ما يجري في الحياة يذهل ويعجب، قد يتحير الناس عند موت صاحب الأسرة،  وإذا بالرزق ينساب لتلك الأسرة أوفر مما كان عليه قبل موت عائلها، فما بات جوعان،  إلا من قدَر على الارتزاق وتكاسل عليه،  ولم ينهض ليعمل و يكدح.. ليتسلم رزقه، أما من أقعده الله..فالله ضامن رزقه،  فما على المؤمن إلا الكد و الاجتهاد بعـزم و أخلاص  في حدود الحلال الطيب ، و الله هو الرزاق.. يرزق من يشاء بغير حساباللهم اكتب لنا الرزق الطيب الحلال ،  واجعلنا من العاملين بهديك في كل مجالاللهم اهدنا بنورك إليك وارزقنا الاعتماد و التوكل عليك.أقول قولي هذا،  واستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الكريم ذي الآلاء، المحمود على ما منحنا وحبانا به من الفضل والنعماء، أمرنا أن نعبده مخلصين له الدين حنفاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الصادق في وعده وقيله، المشكور على كثيره وقليله، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، سيد الأنبياء، وإمام الأصفياء، وقائد الغر النجباء، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأتقياء، وأصحابه الأوفياء، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البقاء.

وبعد،

أحبتي في الله ، لقد كان السلف -رحمهم الله- يحرصون على أن لا يدخل في عملهم شيء من الرياء قلَّ أو كثر، وكانوا يحرصون على إخفاء العبادة، وعلى أن يكون للواحد منهم خبيئة بينه وبين ربه لا يعلم بها أحد غير الله؛ لأن التصنع للناس ومراءاتهم قد تحبط العمل على صاحبه، يقول ابن القيم عند قول الله سبحانه(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [الفرقان: 23]: “هي الأعمال التي كانت على غير السنة وأريد بها غير وجه الله”. ويقول أيضًا: “أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع مكملة، وإن النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد”.

فالإخلاص هو القاعدة الأولى التي تبنى عليها العبادة وتتم بها بجانب المتابعة، وتجعلها موجهة إلى الله وحَرِيَّة بقبوله ومثوبته، فالعبادة -أيًّا كانت فعلية أو قوليه- لا تسمى عبادة ولا تكون نافعة إلا إذا صدرت من مؤمن وتوفر فيها الإخلاص لله والمتابعة لرسوله –صلى الله عليه وسلم-.

والإخلاص الذي يريده الله ويتوقف عليه قبول العمل هو إفراد الحق تعالى بالطاعات، وقصده بها دون غيره، وتجريدها وتصفيتها من قصد المحمدة أو الثناء أو معنى آخر سوى التقرب بها إلى الله وحده، وأن يكون باطن العامل كظاهره أو أحسن، وسره كعلنه أو أفضل، وأن يخشى الله ويراقبه في الظاهر والباطن. يقول ابن القيم -رحمه الله-: “لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما في أيدي الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت”.

وبالإخلاص يثاب العبد ويؤجر على العمل، حتى ولو كان ذلك العمل دنيويًا، يقول –صلى الله عليه وسلم-: “إنك لا تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك”. رواه البخاري.

وبالإخلاص تجاب الدعوات، وتكشف الكربات والشدائد، وينجو العبد من الفتن، ويدل على ذلك حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، فنجاهم الله بإخلاصهم وبأعمالهم الصالحة.

والإخلاص مصدره نية القلب، والنية هي معيار العمل ومقياسه العادل الذي تتميز به الأعمال طيبها من خبيثها، وصحيحها من فاسدها، ومقبولها من مردودها، ونافعها من ضارها. فالطاعات تتفاوت ويتفاوت أجرها بتفاوت النية فيها، وبما قام بالقلب منها.

فالإخلاص مسك القلب وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه، فاعلم أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك محبته؛ وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان، والإحسان كما قال –صلى الله عليه وسلم- هو: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. رواه مسلم.

هذا  وصلوا وسلموا على خير الخلق محمد بن عبد الله، عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية أصحاب محمد أجمعين، وعن التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين…

اللهم إنا نسألك الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، ونسألك أن ترضى عنا وأن تجنّبَنا الرياءَ في كل شؤوننا ما علمناه وما لم نعلم، اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافينا فيمن عافيت  وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مآلنا ، اجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعل ِكلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، وأذل الشرك والمشركين ، اللهم دمرهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم ، اجعل بأسهم بينهم ، واجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين ، اللهم وفق ولاة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لما تحب وترضى ، واجمع بينهم على خير ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى،

وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافية، وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين.اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـه المولى رشيد

.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

عباد الله:اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *