السعادة الزوجية

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله عددَ ما خلقَ وبرَا، وأنشأَ وذَرَى، والحمدُ لله حمدًا يطغَى، ﴿ خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ﴾ [الفرقان: 54]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، خيرُ الخليقةِ طُرًّا، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وصحبِه والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظِّموا أمرَه ولا تعصُوه، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، يُراقِبُ أعمالَكم، ويُحصِي أنفاسَكم، ويعُدُّ أيامَكم.

 

فإذا علِمَ الإنسانُ أنه سيُسألُ عن عُمره فيما أفناه، وشبابِه فيما أبلاه؛ لزِمَ الجِدَّ دهرَه، وتركَ اللهوَ عُمرَه، ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].

 

أحبتي في الله  ، إن الأسرةُ والعائلةُ، والبيتُ الزوجيُّ أساسُ منظومةِ المُجتمع المُسلم ونواتُه، ومنه صلاحُ الفرد وفيه نباتُه، ومع أن الزواجَ فِطرةٌ وضرورةٌ وحاجةٌ إنسانيَّةٌ طبيعيَّةٌ، إلا أنه في الإسلام شريعةٌ وأمر، وسنَّةٌ وطُهرٌ، وكِيانٌ تُسخَّرُ لقيامه وتمامه وصلاحه كلُّ الإمكانات، وتُذادُ عنه المُعوِّقاتُ والمُنغِّصات.والسعادة الزوجية مطلب نفيس، وأمنية عزيزة ينشدها كل زوجين، ورغبة ملحة يرومها كل عروسين، إذا تحققت رفرفت على الأسرة أعلام المحبة والهناء، ودوت في جنبتاها كلمات الرحمة والصفاء، ومتى ما عدمت غرقت البيوت في لجج القلق والشقاء، وطوقت بسفينتها أمواج الشر والبغضاء إلى لجج العطب والعناء.

 

السعادة الزوجية عملة صعبة، وصفقة نادرة، إن من نعمة الله سبحانه أن من على عباده بالرحمة والمودة واللباس الحسن ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، يجد الرجل في بيته المأوى الكريم والراحة النفسية بعد عناء العمل، وينفض عن نفسه غبار السآمة والملل، ويبعد متاعب الحياة بابتسامة حانية، وبشاشة مشرقة، وكلمات رقيقة، ومعاملة رفيقة، وعواطف دافئة، ومشاعر عرفانية من شريكة العمر، ورفيقة الدرب، وصفية الفؤاد، وأم الأولاد.

أحبتي في الله

يريد الإسلام أن تكون الأسر قلاع خير ومحبة ووئام، وحصون بر وحنان وسلام، ومن أهدافِه ومساعِيه: قِيامُ أسرةٍ مُكوَّنةٍ من زوجَين، تُرفرِفُ في جوانِحها المودَّةُ والرحمةُ والسَّكَن، وتُهدَى إليها التشريعاتُ والتوجيهات، ويتكامَلُ أفرادُها للقيام بالواجِبات، وتنسُلُ منها الذُّرِّيَّةُ الصالِحةُ، وتنشأُ في كنَفِها الأجيال، ويتبادَلُ أفرادُها الأدوار في التعاوُن على البرِّ والتقوى، والتكامُل والتكافُل في تحقيق الأهدافِ والآمال في الدنيا وفي الآخرة. وتلك فلسفلةُ الأُسرة في الإسلام.

وفَهمُ هذه الحقيقة الفِطريَّة بصيغتِها الشرعيَّة يُحدِّدُ معالِمَ السعادة الزوجية، وملامِحَ بناء الأُسرة الصالحة، ومن ثَمَّ المُجتمع المُتماسِك القادرِ على بناءِ حضارتِه بعد بناءِ أفرادِه وكِيانه.ومن هُنا أتى الاهتمامُ بالأمر بالزواج والحثِّ عليه، قال الله – عز وجل -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32].

وفي السنَّة المُطهَّرة يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «يا معشرَ الشباب! من استطاعَ منكمُ الباءَةَ فليتزوَّج ..» الحديث؛ رواه البخاري ومسلم.

 

أحبتي في الله

ولبناء هذا الكِيان الأُسريِّ وإصلاحِه وحِمايته جاءت الشريعةُ بجُملةٍ من الأوامر والنواهي، والآدابِ والوصايا، ترسُمُ للبيوتِ معالِمَ سعادتها، وتخُطُّ للأُسرة طريقَ بهجتِها، على المُسلمين التنادِي للأخذِ بها وانتِهاجها قُربةً لله تعالى، وحِفظًا لبيوتهم ومُجتمعهم، وصلاحًا لأحوالهم.

وتعظُمُ الحاجةُ عند كثرة التفريطِ، وتفاقُم الجِراحات في البيوت، وتصدُّع بُنيان الزوجية، ومما يُؤلِمُ أن تُشيرَ الدراسات والإحصاءات إلى أن نِسَبَ الطلاقِ في عالَمِنا العربيِّ والإسلاميِّ لا تقِلُّ عن ثلاثين بالمائة، وأنها تجاوَزَت الأربعين في المائة في بعضِ بلادِنا، وهذه نِسَبٌ مَهولةٌ تستدعِي مُبادرةَ المُجتمَع بمُؤسَّساته وأفراده لمزيدٍ من الدراسات والحُلُول والخِطَط والبرامج، مع الشُّكر والإشادة بما تبذُلُه المُؤسَّسات والجمعيَّات، والمواقعُ والجهاتُ التي تُعنَى بجوانبِ الأُسرة وقضاياها.

أيها المسلمون:

جاءت معالِمُ السعادة والنجاح للأُسرة من أول بناء، وهو الاختيارُ والقَرارُ؛ فالخُلُقُ والدينُ مدارُ البحثِ وسرُّ السعادة، والتفريطُ في مُراعاة ذلك مبعَثُ الشقاء، وفي حريَّة الاختيار الاستِئذانُ والاستِئمار، فلا الرجلُ يُكرَه على أخذ من يكرَه، ولا الفتاةُ تُرغمُ على قبولِ من تُبغِض.وفي الآياتِ القرآنية والتوجيهات النبوية من نور التوجيه ما نقتبِسُ منه نورًا، ومن الهديِ ما لا نُحيطُ به في موقفٍ، وحسبُنا شَذَراتٌ وقَبَساتٌ:

ففي الحقوقِ والواجباتِ: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، ومع بيان الحقوق والواجبات فإنها ليست مُشاحَّةً ومُحاسبةً، وإنما في التوجيه الكريم: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].

 

وفي التعامُل يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ»؛ متفق عليه. ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «تبسُّمُك في وجه أخيك لك صدقة»؛ رواه الترمذي.وعن عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلا شانَه»؛ رواه مسلم.

إن الرِّفقَ والكلمةَ الطيبةَ، والعفوَ والصفحَ خيرٌ من العطاء مع المِنَّة وسوءِ التعامُل، وفي التنزيلِ العزيز: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ﴾ [البقرة: 263].

أحبتي في  الله:

وليس من العدلِ: المُطالبَةُ بالحقوق مع التفريطِ في أداء الواجِبات؛ وإن الذي قال: «خيرُكم خيرُكم لأهله» هو – صلى الله عليه وسلم – الذي قال: «إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامَت شهرهَا، وحفِظَت فرْجَها، وأطاعَت زوجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أي أبوابِ الجنةِ شئتِ».

وفي سَعة الصدرِ وبُعد النظر وحُسن الموازنةِ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منها خُلُقًا رضِيَ منها آخر – أو قال: غيرَه -»؛ رواه مسلم.

ولذلك قال الله – عز وجل -: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

وفي الإدارة: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾[النساء: 34]، والقِوامةُ ليست تسلُّطًا ولا تعسُّفًا، ولا ظُلمًا أو ترفُّعًا؛ بل هي الرعايةُ والحِفظُ، والقيامُ بالمصالح، وإن الدعوةَ إلى عكس ذلك بدعوى المُساواة أو الحرية هو قلبٌ للفِطرة، ومُعاكسةٌ للطبيعة.

أيها المسلمون:

التقوى والصدقُ والأمانةُ خيرُ ما بُنِيَت عليه العلاقات، وهذه الأخلاق النبيلة هي ربيعُ القلب، وزكاةُ الخِلقة، وثمرةُ المُروءة، وشُعاع الضمير، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالصدقِ؛ فإن الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وما يزالُ الرجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتبَ عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذبَ يهدي إلى الفُجُور، وإن الفُجورَ يهدي إلى النار، وما يزالُ الرجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا»؛ رواه البخاري ومسلم.

أما الأمانةُ والمُحافظةُ على الأسرار الزوجية؛ فواجبٌ يحفظُ البيوت، ويحمِي الأُسَر؛ عن أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن من أشرِّ الناسِ عند الله منزلةً يوم القيامة: الرجلَ يُفضِي إلى امرأته وتُفضِي إليه، ثم ينشُرُ سِرَّها»؛ رواه مسلم. وفي روايةٍ عند مسلمٍ أيضًا: «إن من أعظمِ الأمانةِ عند الله يوم القيامة: الرجلَ يُفضِي إلى امرأته وتُفضِي إليه، ثم ينشُرُ سِرَّها». والوعيدُ واردٌ على الرجلِ والمرأةِ على السواءِ.

واللهُ المسؤولُ أن يحفظَ على المُسلمين دينَهم وأمنَهم، وأن يُصلِح أحوالَهم، ويُسعدِ أعمارَهم.

باركَ الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآياتِ والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

أحبتي في الله :أيها الباحِثون عن السعادة في الدنيا والآخرة! تجتمع  السعادة في قول الله – عز وجل -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

إن هذه المعاني أَولَى بالعنايةِ والبلاغِ بدلًا من إشغال الناسِ بما يهدِمُ ولا يبنِي من شُؤونِ الأُسرة والمُجتمع، على المُصلِحين والناصِحين، وأربابِ الأقلام والإعلام أن يُعنَوا أشدَّ العنايةِ بصلاحِ الأُسَر واستِقرارِها، وقيامِ البُيوت وشدِّ بُنيانها، وكفِّ كل ما يُؤثِّرُ عليها.

.وليتذكر كل منا ان  أساس السعادة الزوجية يكمُنُ في القدرة على التغلُّب على المشكلات الزوجية التي تواجه كلا الزوجين في حياتهما, لا سيما أن الحياةَ البشرية لا تخلو أبدًا من المشكلات، وبالأخص المشكلات الأسرية, موضحًا أن هناك بعضَ القواعد التي قد تساعد على تخطِّي هذه المشكلات بسلام، ولعل مِن أهم هذه القواعد أن يعوِّدَ الإنسانُ نفسه منذ البداية على تقبُّل المشكلات، وأن يقتنع اقتناعًا تامًّا بأنها أمور عادية وواردة في كل وقت وحين، والتعامل معها بكل لِينٍ؛ حتى يتمكَّنَ من وَضْع حلول نهائية لها، والاستعانة بالله عز وجل في حل هذه المشكلات، لا سيما أن من علامات الإيمان “الشكر لله في الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضا بكل قضاء”, فضلاً عن ضرورة الابتعاد كل البعد عن الانفعالات والغضب، وعن اتخاذ قرارات في مثل هذه الحالة، بل لا بد من التزام الهدوء في مثل هذه الأمور، وأن يستمع كل طرَف إلى الآخر جيدًا، وأن يتفهم رأيه وقوله.

أخي  أختي في الله

آن الأوان لتقفَ وقفة مع نفسك ومَن يشاركك الحياة الزوجية.. لتتساءلا: هل نحن حقاً سعداء؟! ما الذي يُحبُّهُ الطرفُ الآخَر لأقومَ به وأحرص عليه؟ وما الذي يُضايقه لأمتنعَ عنه حتى لو فيه بعضُ رغبةٍ لي!

وتأكّدا.. أن السعادة الزوجية لا يمكن أن تتحقّق بكمالها إلا إذا كانت في ظل شريعة الله جل وعلا.. الذي خلق وشرّع الأفضل لِمَنْ خلق.. وركنُها الأساس الفهم الصحيح للدّين ومقاصده وتقوى الله والالتزام بما يفرضه من أخلاق.. كما أنزله الله!

وهي سنوات قليلة نقضيها في هذه الحياة.. فلتكن عيشَةً بمعروف وسعادة وطاعة.. لنظفَرَ في الدنيا والآخرة.

هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة: نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله، فقال – وهو الصادقُ في قِيلِه – قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاة والظلَمة وسائر أعداء الملَّة والدين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر

والتقوى، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافية، وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين.اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب

وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية  المجيدة وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اهدِ أزواجنا وزوجاتنا  للإيمان وثبتهم عليه ، اللهم اجعلهم من عبادك الصالحين الملتزمين بطاعتك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم أبعدهم عن المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أقنِع قلوبهم من الدنيا وحب المال وارزقهم بالرزق الحلال.اللهم جملنا في عيون أزواجنا  وجملهم في عيوننا ، واجعلهم  لنا كما نحب واجعلنا لهم كما يحبون  واجعلنا لك كما تحب.

اللهم إنا نسألك أن تسخر لنا أزواجنا وتحنن قلبوهم  علينا وان تضع لنا في قلوبهم  مواضع الرحمة والمودة والألفة من عندك،  اللهم اجمع بيننا وبين أزواجنا  في جنانك وأصلح ذات بيننا

اللهم ارزقنا ذرية صالحة من أزواجنا  وبارك لنا فيها ..كما باركت لإبراهيم عليه السلام في ذريته وصبِّر أزواجنا علينا…وصبرنا عليهم.واجعلهم بردا وسلاما علينا كما جعلت النار برداً وسلاما على إبراهيم عليه السلام وانزع الشيطان من بيننا..اللهم دعوناك فاستجب لنا كما وعدتنا يا أرحم الراحمين

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبوابَ القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا ودعاءَنا، وأصلِح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتُب علينا، واغفر لنا، وارحمنا يا أرحم الراحمين.اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنَع عنا بذنوبنا فضلَك.

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [يونس: 85]، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار [البقرة:201].سبحان ربك ربِّ العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

د/عبد الهادي السبيوي

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *