مداخلة الشيخ محمد محمد عادل النقشبندي الحقاني بعنوان: “الطريقة النقشبندية العلية: أصولها ، تاريخها ، فروعها ، وأدوارها”
الشيخ محمد محمد عادل النقشبندي الحقاني شيخ الطريقة النقشبندية بقبرص
الحمد لله الذي خضع كل شيءٍ لأمره، واستسلم كل شيءٍ لحكمه، وذل كل شيءٍ لكبريائه، وتواضع كل شيءٍ لهيبته؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الذي لا نبي بعده، و على آله و أصحابه الذين جاهدوا معه بالنفس والمال، و بعد:
فإن أول ما نبتدئ به هو التقدم بالشكر الجزيل، والعرفان الجميل، لهذا البلد الأصيل، وغاية الاحترام و التبجيل، لحضرة الملك الجليل ، و لهذا الجمع المبارك صراحةً دون تأويل.
والحمد و الشكر لله تعالى أولاً وآخراً على تيسير هذا السفر الطويل، وبلوغ الغاية في هذا السبيل.
فقد تفضَّلَ و تكرَّم عميدُ هذه الأسرة الكريمة، و شيخُ هذه الطريقة القويمة، الشيخ إسماعيل، حامل راية أسلافه الكرام، و مشايخه العظام، و على وجه الخصوص راية والده سيدي مصطفى بصير – تولاه الله بعين عنايته، وجمعنا به في عليين -، تفضَّل بدعوتنا فنكرر لجنابه شكرنا” وخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام “، مع أنَّ حبل الودِّ و المحبة لم ينقطع منذ تفضَّل والده الكريم الشيخ مصطفى بزيارة أخيه في قبرص والدي الشيخ محمد ناظم الحقاني – أعلى الله درجاتهما _ وها قد تجدَّدتْ صِلة ودِّ الوالدين.
وإنْ كنا نحب أن نجتمعَ دوماً على طاعة الله تعالى ومحبته، ونتحدَّثَ في وسائل محبوبيته وقربه وذكره وصِلته، التي تحقِّق معاً بمجموعها مراتب عبوديته وولايته، وتمنح للعبد ما لا يخطر على باله من صفاءٍ في النفس ونقاءٍ في الفكر وهمةٍ في الطاعة، إضافةً إلى عطايا إلهية كبرى مما لم ترها عين و لم تسمع بها أذن و لم تخطر على بال بشرٍ في الدنيــــــــــا و الآخرة. فنزدادَ يقيناً وقرباً لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ .
ولهذه النية شدَدْنا العزم للقدوم عليكم، والحضور في مجلسكم المبارك الميمون، ونسأل الله تعالى أنْ يحقِّقَ الغاية وتجتمع القلوب والجهود ، لتبلغَ الأمةُ شأنها وتأخذ المكانة التي جعلها الله تعالى لها، إنْ هي أخلصتْ واتَّبعتْ وأحبَّتْ وأقبلتْ وتزكَّتْ وعملتْ واجتهدت، فنحن دائماً نحتاج إلى جهود المجاميع أكثر من جهود الأفراد.
وقد طُلِب من الفقير أن يتحدث قليلاً عن الطريقة النقشبندية العلية، وجهود السيد الوالد ومراكزه التي افتتحها حول العالم – حسبما فهمت من التلميح – فنقول بعد التوكل على الله تعالى :
إنَّ كلمة ( النقشبندية ) تتألف من كلمتين فارسيتين هما (نقش) و (بند)، فالأولى تحمل المعنى العربي ذاته، والثانية بمعنى القلب، ومعناه: أن تُنْقَشَ محبة الله تعالى في القلب كما ينقش شيءٌ على طابع أوما شابه فيتمكَّن منه، و لايزول مع نوائب الدهر، وتقلبات الزمان، واختصاص القلب بذلك دون غيره من الأعضاء لأهميته المعلومة، فهو مستقر الإيمان ومستودعه، وأنه إذا صلح صلح الجسد كله، كما في الحديث الشريف الصحيح.
وطريقتهم في هذا، الإقبال على الله تعالى بصدق اليقين مع انجذاب القلب إليه سبحانه، بالتذلل والانكسار والخضوع والخشوع مع المداومة على ذكره خفاء وجهرة بجميع صنوفه وخصوصاً بالاسم المفرد ( الله) الذي هو الاسم الجامع الشامل في الدلالة على أسماء الباري و صفات ذاته جل جلاله، و بالنفي والإثبات التي هي الكلمة الطيبة وأساس التوحيد وأصل مبناه (لا إله إلا الله )، وفعل المأمورات وترك المنهيات والقيام بواجب مجاهدة النفس
ومغالبتها التي هي أساس التزكية وطريق الفلاح “قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا”.
ونعتقد أننا فيما سبق نتفق مع جميع المشارب في استعمال الوسائل التي تقرِّب إلى الله تعالى، ونسبة الاختلاف أقل مما تُذكر أو يُشار إليها لأنها ضمن الفروع وليست في الأصول على الإطلاق، وكما تعلمون فأن مبنى تلك الفروع على أسس راسخة من أصول الكتاب
والسنة وسِيَر الصالحين من عباده، قولاً وفعلاً وحركةً وسكوناً.
ولقد مرَّت هذه الطريقة المباركة على خارطة العالم الإسلامي القديم بجميع الاتجاهات، وعاصرت أفراح الأمة وأتراحها، وكانت حاضرةً في العديد من إضاءاتها، وحملت مشاعل النور فيها، وكانت شاهدة على العديد من مآسيها وكوارثها في حقبها التاريخية المتعددة.
فقد مرَّت سلاسلها من الحجاز إلى العراق إلى فارس إلى بلاد ما وراء النهر حتى زمن إمام الطريقة الشاه النقشبندي محمد الأويسي البخاري – قدس الله سره – وما بعد، حتى وصلت إلى القارة الهندية في بداية الألف الثاني فأنتجتْ مجدِّدَها الإمام أحمد الفاروقي السرهندي، الذي استطاع أن يقلب توجهات الدولة المغولية الحاكمة وأركانها نحو الإسلام، ثم ما لبث أنْ كان الملك ( أُورِنْك زِيْب عَالِـمْكِير ) أعظم ملوك الإمبراطورية المغولية في الهند، و الذي قيل عنه أنه بقية الخلفاء الراشدين صنيعة الشيخ محمد معصوم ولد الإمام الرباني ….
وتفرعت عن النقشبندية طرق أخرى كبيرة، وانتشرت على مساحة العالم الإسلامي الشرقي خارج الدولة العثمانية، وقد نقلها الشيخ خالد البغدادي الشهرزوري المتوفى سنة (1242) إلى ديار الدولة العثمانية، وإن كان قد سبقه إليها أسماء كبيرة لامعة كالشيخ عبد الغني النابلسي، و غيره من علماء الأمة، و لكن الشيخ خالد بارك الله تعالى في وقته وجهده حتى عيَّن الخلفاء والوكلاء وافتتح فيها الزوايا والتكايا و المدارس في عددٍ كبيرٍ من الأمصار، وصار جُلُّ خلفائه من كبار علماء تلك البلدان كابن عابدين شيخ الأحناف في الشام، والمُفتون وكبار العلماء في المدن الرئيسة والكُوَر في بلاد الشام والعراق والحجاز واليمن والإحساء و نجد وفلسطين واسطنبول وحتى القفقاس وأذربيجان وأرمينية، إلا أنه لم يرسل أحداً إلى أفريقيا فيما أذكر، بل ذهب إليها خلفاء خلفائه كمحمد أمين الكردي صاحب “تنوير القلوب”، ثم بعد ذلك استقدم بعضُهم بعضَ المشايخ أوذهبوا إليهم ليأخذوا إجازات منهم وهكذا .
ذلك لأن الشيخ كان ينظر إلى الثغرات ليسُدَّها، أما مصر وأفريقيا فكانتا وقتها تشعان بالمراكز العلمية كالأزهر والزيتونة والقرويين وفيها من الطرق الصوفية القائمة على خيرٍ كالشاذلية والبدوية والدسوقية والقادرية والتيجانية والبكرية وغيرها.
وكان من خلفائه من وجَّههم إلى داغستان، فنشطت الطريقة هناك، وتوزع خلفاؤهم فيها داخل تلك المناطق اعتباراً من أذربيجان و حتى سيبيريا تقريباً، ثم ما لبثت أن خرج عدد من مشايخهم بعد عمليات التهجير الوحشية التي نفذها الروس القياصرة في القرن التاسع عشر الميلادي ثم عادت إلى الشام مع مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني – قدس الله سره – الذي هو شيخ شيخنا و والدنا الشيخ محمد ناظم عادل الحقاني- قدس الله سره-
أما عن تواريخ رجالها الأعلام، كدأب أهل التصوف حماة بيضة الدين فبحرٌ لا ساحل له، ولن أذكر أسماء العلوم التي شاركوا في صونها ورعايتها والمؤلفات التي قاموا بتصنيفها
ونشرها فهو عملٌ بحثيٌ بحتٌ، وفيكم البحَّاثة والعلماء و المؤرخون، ويعلمون ما أعني، فمن العسير الإشارة إلى الكثير بالنزر اليسير.
وما أشير إليه هنا إتماماً للفائدة واستدراكاً لوحدة المفاهيم و السلوكيات الصوفية هو الإشارة إلى مقاومة الـمُحتلِّ فما ينكر أحدٌ ما قام به الشيخ شامل وغازي محمد ملا في داغستان و الشيشان في القرن التاسع عشر الميلادي ، لأنه صِنْوُ جهاد الشيخ محمد بصير كما هو صِنْوُ جهاد محمد عبد الكريم الخطابي هنا في المغرب، وعبد القادر الجزائري وعمر المختار الليبي ومحمد أحمد المهدي السوداني وماء العينين الموريتاني وحمى الله الشريف المالي وعثمان بن فودي النيجيري و غيرهم على مساحة جغرافيا العالم الإسلامي كله .
أما ما أحببتم سماعه منا حول جهود السيد الوالد –قدس الله سره- فهو أمر فيه من الصعوبة شيء غير قليل إذ لا يختصر تاريخ الرجل في كلمات، ولكنَّنا نتوكل على الله تعالى فنقول :
لقد كان من المناضلين الأوائل ضد تتريك شعائر الدين في بلادنا، وكان مصرا على إعلان الأذان باللغة العربية مما عرضه للاعتقال عشرات المرات حتى فرج الله تعالى عن بلادنا تلك الـمِحنة و زالت تلك الغُمَّة، كما كانت له همَّةٌ عظيمةٌ وأسلوبٌ فريدٌ في الدعوة إلى الله تعالى في بلاد الشرق والغرب حتى في بلاد الاتحاد السوفيتي، ولم تكن تهمه مضايقات السلطات الملحدة ولا سواها يقيه يقينه بالله تعالى وإيمانه بواجبه الذي يؤديه حتى جاب أكثر بلاد الأرض، فآمن بالله تعالى أقوام وتاب أقوام وأعرض آخرون ولكنه جعل الحجة على المعرضين يوم الدين، فاجتمع له من تلك البلاد أحباب وإخوان، ومن مشايخها
وأكابرها شيوخ و أقران .
أما من حيث المراكز التي أنشأها :
فنبدأ بالزاوية الرئيسة لطريقتنا، ونقصد الزاوية الأصل التي أسسها مولانا الشيخ محمد ناظم في مدينة( لافكا Lefke )في القسم التركي لجزيرة قبرص، لكنها ليست أول زاوية افتتحها مولانا الشيخ على الإطلاق، إذ أرسله شيخه الشيخ عبدالله الفائز الداغستاني قدس الله سره إلى بلاد الغرب للدعوة سافر إلى بريطانيا وافتتح في العاصمة لندن عام 1976 الزاوية في (جرين لاين(Green Lane-، ثم اشترى عام 1978 معبداً يهودياً في (Shacklewell Lane شاكلويل لاين)، ثمّ في عام1980 اشترى كنيسة في (Peckham بيكهام)، وجعلها جميعاً في خدمة الله ورسوله.
و الحق أن نشاطه في الدعوة إلى الله تعالى في قبرص خاصةً، ابتدأ قبل لقائه بمولانا الشيخ عبد الله الداغستاني سنة 1944 م، ولكنّ الزاوية المركزية في قبرص افتتحت بعد عودة مولانا الشيخ ناظم قدس الله سرّه من بلاد الشام إلى قبرص في عام 1980.
إذ نزل الشيخ عام 1982 في مدينة صغيرة اسمها لافكا، واشترى منزلاً مهجوراً بسبب أحداث الحرب الأهلية بين القبارصة اليونانيين والأتراك التي كانت سبباً في قسم الجزيرة إلى قسمين وانتقاله إلى الطرف التركي، وبنى الشيخ بيديه مع أسرته وبعض المريدين الزاوية، واشتملت في البداية منزلاً للشيخ وغرفةً صغيرةً للصلاة و الصحبة، يجتمع فيها المريدون، وحديقة، وكانت زوجة الشيخ الحاجة آمنة رحمها الله تطبخ يومياً الطعامَ للمريدين والشيخ يوزعه بيده.
بعدها زاد عدد الزوار الذين يحضرون صُحبات الشيخ – أي دروسه – التي كان يلقيها يومياً فوسَّع الزاوية مرات متعددة، حتى أصبحت على هيئتها اليوم، ودفن مولانا الشيخ ناظم بعد وفاته سنة 2014 جانب الزاوية، ويزار كما كان يُزار في حياته أو أكثر.
والزاوية مفتوحة لكل زائر حتى لغير المسلمين كما كانت في أيام مولانا الشيخ ناظم قدس سرّه، وتعقد فيها مجالس الذكر و الأوراد اليومية و الأسبوعية كما تعقد مجالس الصحبة والتربية الروحانية مع تأمين حاجات الزوار من أكل وشرب ومنامة للجميع – فنجد بين الحاضرين الصغار والكبار والفقراء والأغنياء والعظماء والمجاذيب من كل فج عميق ومن كل دول العالم، والحاضرون هم من ثمرة مولانا الشيخ ناظم قدس سره ،فقد كان مولانا يركز على أوربا، وفي كل جولة كان يسلك ويهتدي على يديه العديد من الناس من كل أصقاع الأرض، فالزاوية على الدوام كمركز روحاني ورئيس للطريقة لازالت عامرة ومستمرة، وثمار شيخنا نبتت ونحن سنحافظ عليها ونرعاها ونستمر على النهج ونستزيد منها إن شاء الله تعالى، فلازلنا نحضر فيها، وكذلك أخونا الشيخ بهاء الدين وابنه الشيخ محمد .
كما افتتح منذ ثلاثين سنة تقريبا زاوية في اسطنبول، و ذلك بأن عمد إلى زاوية قديمة مهجورة للطريقة البدوية في البر الآسيوي فقام بترميمها و تعميرها و ترتيبها بما يتناسب مع الوظائف المرجوة من هذه المراكز حاضرا و مستقبلا .
وافتتحنا مراكز تحفيظ القرآن وتعليم الشريعة والحديث الشريف في اسطنبول وغيرها من المدن التركية وروسيا وغيرها من الدول، معتبرين إياها صدقة جارية لمولانا الشيخ ناظم، وسنستمر على هذه الخطة و نتابعها ونقوم بتطويرها بما يتناسب وحاجة الأمة في البقعة التي تضيء فيها قنديلها.
وفروع الزاوية اليوم كثيرة، لأن الشيخ أجاز عدداً كبيراً بالطريقة، كما أن المأذونين لجمع الناس على حلقات الذكر يعدون بالآلاف.
وأقصى الزوايا النقشبندية جنوباً في الأرجنتين في منطقة Patagonia قريبة من القطب الجنوبي، فتحها باسم مولانا الشيخ ناظم الحقّاني الشيخ عبد الرؤوف فالباتى، وأقصى الزوايا شمالاً في هاسيلبي في السويد، افتتحها الشيخ نبيل الجنيدي، وفي ألمانيا الزاوية الكبيرة في مدينة (كَلْ) للشيخ حسن عبد الأحد من أقدم مريدي الشيخ
وهناك دول فيها زوايا أو حلقات الذكر لمريدي الشيخ أيضاً، نذكر منها:
هولندا، إيطاليا، بلجيكا، سويسرا، النمسا، التشيـك، باكستان، الهند، بورما، الصين، الأردن، دبي، لبنان، إيران، غامبيا، مالي، ساحل العاج، كينيا، جنوب أفريقيا، السنغال، مدغشقر، تشيلي، بنما وغيرها، والشيخ عدنان القباني من أهل الإرشاد في زاويته في طرابلس و بيروت لبنان، والشيخ عبد السلام شمسي في عمَّان الأردن من المريدين القدماء للشيخ عبد الله.
و لا بد أن نذكر أيضاً الزاوية الرئيسة القديمة و الأصل في دمشق مقام مولانا الشيخ عبد الله الداغستاني، وخصوصا بعد التوسعة الأخيرة، و التي تأسست حوالى عام 1953م، وزاوية رئيسة في عفرين بريف حلب شمال سوريا للشيخ حسين علي الرباني رحمه الله تعالى، والتي بدأ نشاطها حوالى عام 1938 م، و اللتان زارهما السيد الشيخ محمد مصطفى بصير في رحلته الشامية .. و اللتان ما زالتا تقومان بأداء واجباتها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلاد الشام فرج الله تعالى عنها كربها.
وقد أسس مولانا الشيخ ناظم عددا من المؤسسات والتنظيمات، كحركة العثمانيين الجدد للشباب الأتراك في أوروبا، لجمعهم على الثقافة و الحضارة و الأخلاق و ثوابت الدين و حمايتهم من التفلُّت و التشرذم و العلمنة، وأسس جمعية خيرية وتربوية للفقراء والمحتاجين كما تشرف على مدارس القرآن الكريم التي أشرنا إليها سابقاً في اسطنبول، ومؤسسة إغاثة للأيتام والفقراء في البوسنة والهرسك خلال الحرب وبعدها، وجمعية خيرية أخرى باسم (شفاء القلوب Healing Hearts) لمساعدة المحتاجين في إفريقيا وغير ذلك كثير.
اعذرونا على الإطالة فقد تحدثنا بإسهاب – رغم الاختصار الذي ألزمنا أنفسنا به – بناء على طلبكم و ليس رغبةً منا ، إذ لا نحب التحدث عن أنفسنا كثيران لكنْ كان لا بد مما ليس منه بد ، فهذه جهود صدق و يقين و توكل حقيقي على الله تعالى، أو هكذا شاهدنا و لا نزكي على الله أحدا.
وقد كانت سنته رضي الله عنه أن تكون الطريقة وسيلةً إلى الله تعالى، وألا تكون غايةً بذاتها ننصرف بها عن الله تعالى أو تشغلنا عنه سبحانه و العياذ بالله تعالى .
وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يوفقكم لنجاح هذا المؤتمر المبارك، الذي أسسه على الخير و الإحسان والتقوى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و أن يجعله وأمثاله كواكب درية توقد من تلكم الشجرة المباركة، وأن تكون من أسباب الخير والفرج والبلج والهداية للأمة، إنه ولي ذلك و القادر عليه، و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما. و الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
[wpdevart_youtube]NYP2eCs8wjA[/wpdevart_youtube]