كظم الغيظ والعفو
الخطبة الأولى
الحمد لله العفو الغفور، الحليم الشكور، جاعل الظلمة والنور، ومقلب الليالي والدهور. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نظير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم النشور.
أمّا بعدُ عباد اللهِ فإنّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله العزيز الغفّار والسيّرِ على نهجِ النّبيِ المختار والثّباتِ على شرعه إلى الممات، والعمل بعمل الأبرار.
أحبتي في الله
إن من خصائص النفس البشرية الانتصار للنفس والكبرياء والنزوع إلى التقليل من شان الآخر. والمؤمن في سلوكه إلى الله عز وجل مطالب بالتخلص شيئا فشيئا من رواسب هذه الأنماط السلوكية والتحلي بنقيضها من الصفات التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم، وحث عليها رسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية الشريفة. ومن الصفات التي ترفع المؤمن إلى المقامات العليا صفتا كظم الغيظ والعفو عن الناس. قال تعالى في الآيتين 133 و134 من سورة آل عمران: “سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين”.
فما معنى كظم الغيظ؟ الكظم لغة: حبس الشيء عند امتلائه، والغيظ: توقُّد حرارة القلب من الغضب. والكاظمون الغيظ هم الحابسون أنفسهم عن الاستجابة لبواعث الغضب وتنفيذ ما يقتضيه. وكظم الغيظ اجتراع الغضب الكامن في الصدر وامتلاك النفس.
إن كظم الغيظ والعفو عن الناس من أمهات محاسن الأخلاق؛ ولم يبلغ كمال الاعتدال فيهما إلا الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن أراد الاقتداء به والقرب منه ومن الله عز وجل، فليتحل بهاتين الخصلتين. أما من اتصف بأضدادهما فهو قريب من الشيطان اللعين الرجيم. ورد في بعض الآثار “يقول الله تعالى: يا ابن آدم اذكرني إذا غضبتَ، أذكرُكَ إذا غضبتُ فلا أُهلكَكَ فيمن أُهلِكُ” رواه ابن أبي حاتم.
ومن مظاهر كظم الغيظ: العفو عند الخصام:
أخرج الإمامان أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه و سلم جالس يتعجب و يبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، فلحقه أبو بكر قائلاً له: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبتَ وقُمتَ !!. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كان معك مَلَك يرد عليه، فلما رددتَ عليه وقع الشيطان يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظُلِمَ بمظلمة فيُغضي عنها لله عز و جل إلا أعزَّ الله بها نصره و ما فتح رجل باب عطِيَّة يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قِلَّة”.
والعفو عند الخصام قد يتجلى أيضا في صمت المظلوم، وهذا يعد من مكارم الأخلاق. فقد روى ابن عباس أن رجلا من المشركين شتم أبا بكر فلم يرد عليه شيئا. فنزلت الآية ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
ومن مظاهر العفو أيضا مقابلة السوء بالخير:
فلا نكاد نجد اليوم من يقابل السوء بالخير إلا ضمن من تربوا تربية إيمانية على يد عارف بالله أو مصحوب؛ إذ المعهود أن من يفعل هذا يعتبر جبانا أو ساذجا. ولنا في السلف الصالح إسوة حسنة في خصوص هذا الأمر. أخرج ابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيار أمتي خمسمائة والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، كلما مات بدل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل في الأربعين مكانهم، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، فقالوا: يا رسول الله! دُلَّنا على أعمال هؤلاء، فقال: هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون مما آتاهم الله، وتصديق ذلك في كتاب الله: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
أحبتي في الله
اعلموا ان الغيظ يؤثر على الجسد والنفس في آن معا. ولهذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم َ صحابته معانيَ القوة والشدة. روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”. وروى ابن حبان الحديث نفسه مختصرا: “ليس الشديد من غلب الناس، إنما الشديد من غلب نفسه”. وكان عليه الصلاة والسلام ينهاهم عن الغضب وطلب الانتقام والحمق. فعن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: “يا رسول الله، أوصني. قال: لا تغضب. قال: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله” رواه أحمد.
احبتي في الله
إن كظم الغيظ والعفو عن الناس له آثار طيبة وعظيمة على العبد في الدنيا والآخرة على الفرد والمجتمع،فاما بالنسبة لجزاء الاخرة فان الله سبحانه وتعالى يجازي الكاظمين الغيظ بأن أعد لهم نعيما مقيما جنات عرضها السماوات والأرض يتمتعون فيها كيف يشاءون. أخرج الإمام أحمد عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيرَه من أي الحور شاء”. واخرج أبو منصور الديلمي عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية على الجنة فقلت: يا جبريل لمن هذا؟ فقال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين”.
كما ان الله الله عز وجل يرفعهم إلى مقام المحسنين ويشرفهم. والآية دليل على ذلك “والله يحب المحسنين”، فهذا من مقامات الإحسان. وروى الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من سره أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات، فليعف عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويصل من قطعه”.
وبالطبع فاهم جزاء هو دخولهم الجنة بغير حساب. روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال من ذا الذي أجره على الله فيقوم العافون عن الناس يدخلون الجنة بغير حساب”.
كما أن الله يملؤهم إيمانا وأمنا. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه في قوله تعالى: “والكاظمين الغيظ” أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: “من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأ اللّه جوفه أمناً وإيماناً
– أما في الدنيا فان للعفو تأثير ايجابي على الصحة النفسية والجسدية للفرد فهو يحقق له راحة النفس وطمأنينة القلب وهدوء البال وسلامة الأعصاب وصحة الجسد، والسعادة .
– أما على المجتمع: فتآلف القلوب وتماسك الصفوف وطهارة المجتمع من أمراض الغل والحقد والحسد وقلة الجرائم من السرقة والقتل.. غير ذلك من قلة القضايا التي تثقل كاهل القضاة في أمور تافهة من جراء عدم العفو والصفح.
– أما من الناحية الصحية والنفسية: فهناك فوائد كثيرة لمن يعفو عن الناس
– فمن الناحية النفسية: فقد ذكر علماء النفس أن الرضا عن النفس وعن الحياة يعالج كثير من الأمراض والاضطرابات النفسية.
– أما من الناحية الصحية: فالعفو يقي الإنسان من العديد من الأمراض.. فقد ذكرت دراسة أن هناك علاقة بين العفو وأمراض القلب.. وأن أقل الناس إصابة بأمراض القلب هم أهل العفو. – فهم لا يعانون من ضغط الدم والقلق والتوتر فهو يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ.. كما ثبتت الدراسات أن العفو يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وهو علاج قوي لعلاج الأمراض.
احبتي في الله رب سائل كيف لنا أن نكظم الغيظ والجواب نجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا وصفتين جليلتين
أولاهما الوضوء:
أخرج أبو داود عن أبي وَائِلِ الْقَاصّ قالَ: ” دخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بنِ مُحَمّدِ ابنِ السّعْدِيّ فَكَلّمَهُ رَجُلٌ فأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضّأَ ثمّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضّأ،َ فقالَ حدّثنِي أَبِي عن جَدّي عَطِيّة قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنّ الْغَضَبَ مِنَ الشّيْطَانِ، وَإِنّ الشّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النّارِ، وَإِنّمَا تُطْفَأُ النّارُ بالمَاءِ، فإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَلْيَتَوَضّأْ”.
وثانيهما تغيير الهيئة:
روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له: يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت، فقال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع”.
فما أعظم حاجتنا لهذا الخلق النبيل مع الناس عامة، ومع القرابة خاصة! وإن العجب ليبلغ مبلغه حين ترى قطيعة بين أقارب ربما امتدت أعواماً وعقوداً لأجل لعاعة من الدنيا وعَرَضٍ زائل! أفلا يتقي اللهَ أولئك؟! ويثبون إلى رشدهم؟! ويطمحون في رفع صالحاتهم وتكفير ذنوبهم؟! ألم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ وفي رواية: ” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّة “، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا (أي: أخروا) هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ” رواه مسلم؟! ألا يرعبهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ» رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم كما قال النووي؟! ألا يخيفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ” رواه أبو داود وصححه النووي؟!
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولوالديكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي جعل دين الإسلام دين التسامح والوئام. ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له يخص عباده المتقين بالمقام الأسنى في جنة النعيم ويتوعد المنافقين والمشركين بنار الجحيم، ونشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله ومصطفاه من خلقه وحبيبه خصه بالرسالة والقرآن المبين حجة الله الخالدة على الدوام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
احبتي في الله : لقد خص الله سبحانه عباده المخلصين بفضيلة التسامح والصفح والعفو مهما لحقهم من ظلم او اعتداء وسأسوق لكم إخواني بعض النمادج الجميلة فهذا رسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة ورسولها مكرت به قريش في جاهليتها، آذوه وعذبوا أصحابه وكانوا حريصين على قتله ودبروا لذلك يوم هجرته ومع ذلك لما مكنه الله منهم ومن رقابهم يوم فتح مكة خاطبهم وهو واقف على باب الكعبة، وهم واقفون تحت قدميه. “ما تظنون أني فاعل بكم”. فأجابوه وهم خائفون ترجف قلوبهم، أخ كريم وابن أخ كريم، فماذا فعل فيهم صلى الله عليه وسلم؟ خاطبهم بذلك الخطاب الحكيم الذي يبرز للبشرية جمعاء على مدى التاريخ أروع صور العفو والمسامحة اذ قال : “اذهبوا فانتم الطلقاء” رغم ما فعلتم، ورغم ما ارتكبتم.
فأين نحن من هذه الأخلاق الإسلامية العالية، هذا رسول الله وهذه أخلاقه وهذا موقفه ممن حاربوه في الدين. فهل نتأسى برسول الله في سلوكاتنا وأخلاقنا وفي معاملاتنا .
وهذا ابن مسعود ( رضي الله عنه): ذهب ليشتري الطعام فلما أراد أن يدفع الثمن وجد أن الدراهم سرقت فدعا الناس على السارق، فقال ابن مسعود: اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حملته جراءة على الذنوب فاجعله آخر ذنوبه.
– فالمسلم هينا لينا سمحا نقيا، سهلا عفوا قريبا من الناس، متوددا إليهم، باذلا لهم، ناصحا إياهم، ملتمسا لهم الأعذار في تصرفاتهم.
– وهذا عمر الفاروق: يعفو عن الناس جميعا ويقول: كل الناس مني في حل.
– وهذا عمر بن عبد العزيز يقول: إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها.
– [إن مما يشرف الله به النيات ويرفع به الدرجات أن تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعــــــــك]..
– وقال أنس: في قوله تعالى” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” قال: هو الرجل يشتم الرجل فيقول له إن كنت كاذبا فغفر الله لك وإن كنت صادقا غفر الله لي.
– “والله نسأل أن يجعلنا من أهل العفو والصفح، حتى نكون من المحسنيــن” اللهم امين
احبتي في الله اعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاة والسلام على نبيِّهِ الكريم فقال {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهُمَّ إنّا دعوناكَ فاسْتَجِبْ لنا دُعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا، اللهمَّ من أحييته منّا فأحيهِ على الإسلام ومن توفّيتهُ منّا فتوفَّهُ على كاملِ الِإيْمان، اللهمّ لا تدعْ لنا في يومنا هذا ذنّبًا إلا غفرته ولا مريضًا إلا شفيته يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، استُر عوراتنا وءامن روعاتنا واجعلنا من عبادك الصّالحين، اللهُمَّ إنّا نسألك التُّقى والنَّقى والعفافَ والغِنى، اللهُمَّ اجعلنا من عبادك الصّالحين، اللهُمَّ اجعلنا من عبادك المتخلقين بأخلاق نبيك المصطفى وشمائله العظيمة. اللهُمَّ أكرمنا برؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في المنام وشفِّعه فينا، اللهُمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، إنَّك سميع قريبٌ مجيب الدعوات.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، . اللهم اسقنا سقيا نافعة واسعة تزيد بها في شكرنا، وتوسع فيها على فقرائنا وتحيي بها أرضنا، أنت الحي فلا تموت وأنت القيوم فلا تنام بك نصول ونجول وعليك التكلان.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب .
اللهم امدده من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة ، و اجعله لدينك و لأمتك ناصراً ، و لشريعتك محكماً .اللهم ، خذ بيده، و احرسه بعينيك الّتي لا تنام، واحفظه بعزّك الّذي لا يضام. واحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية المجيدة وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.
.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة،اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول..
عباد الله:اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.