من نحن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإنه لايستطيع أحد أن ينكر دور الإعلام بجميع أنواعه في التواصل السريع مع العالم وبناء الفكر وترسيخ المبادئ والقناعات لدى الناس، ولا جدال أيضا في أن الإسلام رسالة إعلامية بامتياز تعتمد البلاغ مصداقا لقول الله تعالى مخاطبا المصطفى صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
وهذا النهج، هو نفسه الذي سار عليه الصالحون والربانيون من علماء الأمة عبر منابرها الإعلامية في الدعوة إلى الله ونفع الناس والتجاوب مع هموم المجتمع من خلال خطبة الجمعة والعيدين ودروس الوعظ والإرشاد والدروس العلمية في مساجد البلاد ومدارسها وزواياها ورباطاتها، فكان لهذا الزخم الإعلامي دور كبير في نشر الدين الإسلامي والعلوم والثقافة الإسلامية وتوجيه الناس عبر الأجيال وترسيخ قيم التدين الصحيح في النفوس، والمرتكزة أساسا على توحيد الله تعالى والسير على المنهاج النبوي.
ومع تطور حاجات المجتمعات الإسلامية نتيجة التغييرات التي شملت جل مناحي الحياة، ومع تطور وسائل الإعلام وتدفق الأفكار الناتجة عن الطفرة التكنولوجية التي عرفها ويعرفها عالمنا المعاصر كل يوم، كان لابد للزاوية البصيرية أن تكون في صلب هذا التطور لتقوم بدورها كاملا في أيامنا هذه من خلال التفكير في أساليب جديدة للتواصل مع الناس عبر المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح دورها قويا في صناعة الرأي العام وتوجيهه وتنشئته، حيث أصبح من الممكن بفضل التقدم التكنولوجي التقريب والجمع بين الناس والمؤسسات عبر هذه الشبكات الاجتماعية في ظل ظروف مريحة وبسرعة مذهلة، وأضحت شبكات التواصل الاجتماعي البديل الأبرز والأكثر فعالية المتاح للإنسان المعاصر وخاصة الشباب، الذي أضحى يستعملها ويعتمد عليها بكثرة، فمن خلال الانفتاح على الشبكة العنكبوتية تستطيع أن تكون وتوجد حيث يوجد الناس.
وإن المطلع على تاريخ الزاوية البصيرية منذ انطلاقتها قبل حوالي مائتين وسبعين سنة (سنة 1745م)، يجدها كانت منخرطة الانخراط الكلي فيما يتاح لها من وسائل العصر للتواصل مع الناس ونفعهم وتبليغ دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شعارها في ذلك قول الله عز وجل: (ومن أحسن قولا ممن دعى إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).
ففي البدايات اعتمد شيوخها على السياحة الصوفية، فسافروا على ظهر النوق والفرسان والبغال والحمير من أجل التواصل مع الناس، وهكذا عرفتهم مختلف القبائل في الصحراء المغربية وموريتانيا والسودان، كما عرفهم الناس في آيت باعمران وسيدي إفني ولخصاص وتيزنيت وماسة وآيت ملول ووادي سوس واصبوية ومراكش والرحامنة والدار البيضاء وبني مسكين والشاوية والزيدانية وإرزان وآيت وايو وبني عمير وبني موسى وازعير ودكالة وبني عياط وغيرها.
وكان سيدي ابراهيم البصير رحمه الله من الأوائل الذين اقتنوا سيارة الفحم عند ظهورها أيام الاستعمار الفرنسي كما تحكي المصادر التاريخية، وتبعه خلفه سيدي عبد الله وسيدي محمد الحبيب رحمة الله عليهم على النهج نفسه، وشكلت السيارة والدواب وسائل النقل التي ساعدتهم في الوصول إلى الكثير من القبائل النائية، وبهذه الطريقة استطاعوا أن يؤسسوا فروعا كثيرة للزاوية البصيرية، وأخذ عنهم الكثير من الخلق دين الله عز وجل، وهذه أمور تجدها مفصلة عند العلامة محمد المختار السوسي رحمه الله في المعسول، وحكاها الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله في كتابيه: “النزر اليسير من مناقب زاوية آل البصير” وكتاب: “الاغتباط بزاوية سيدي ابراهيم البصير ببني اعياط”.
وفي هذا المقام، يحسن بي أن أذكر حكاية عن الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله، حيث أهداه أحدهم هاتفا محمولا وناسوخا “جهاز الفاكس”، وأبقاهم في خزانته دون استعمال، وحصل أن زاره صديقه العلامة الفقيه سيدي عبد الحميد الصوفي رحمه الله، ورأى تلك الأجهزة، فسأله في ذلك؟ فأجابه بأن أحد الأحباب أهداه تلك الأجهزة، وأنه متردد في استعمالها، فقال له سيدي عبد الحميد الصوفي: أنت كمن يقول له الله عز وجل خذ هذه العطية من عندنا واستعملها، ويجيبه أن لاحاجة لي بعطيتك، فقام حينها الشيخ محمد المصطفى بصير رحمه الله فأخرج الأجهزة، وأذن حينها في البدء باستعمالها.
وفي السياق نفسه، ذكرت له مرة بأن أحد الصحفيين يرغب في إجراء حوار معه، وأنه قد حضر جملة من الأسئلة، فسألته عن رأيه في ذلك؟ فأجاب بأن قاعدته في ذلك: أن لايدخل نفسه في أمر حتى يكون الله تعالى هو الذي يدخله فيه، فمادام هو الذي يرغب فلا مانع في ذلك، ولكن حالت ظروف قاهرة دون إنجاز ذلك الحوار، ويعرف عنه من يخالطه ومن له به معرفة، أنه كان من الأوائل الذين اقتنوا جهاز الكومبيوتر وحرص رحمه الله على استعماله في الكتابة والبحث في الموسوعات العلمية.
أشرح هذه الأشياء كلها، لأبرز للمطلع على موقع الطريقة البصيرية بأن شيوخ زاوية سيدي ابراهيم البصير، المعروفة اليوم بالزاوية البصيرية، كانوا منخرطين على الدوام انخراطا كليا بكل الوسائلة المتاحة لهم، للتواصل مع الخلق وتبليغ دين الله ونفع المجتمع، ولم يكونوا يقصدون بهذا الانخراط حب الظهور أو الإشهار لأنفسهم وزاويتهم، أو تلميع صورتهم لدى الناس وتشكيل صورة مضخمة فوق حجمهم وفوق ما يستحقون، وإنما كان كل قصدهم سابقا واليوم أيضا هو القيام بالواجب، والقيام بدور الزاوية الفاعلة المواطنة، وتقديم نموذج الزاوية الصوفية المحافظة على القديم والمنفتحة على العصر وعلى كل جديد.
وهكذا نستطيع أن نقول: إن الزاوية البصيرية تولي العناية الفائقة للإعلام بجميع مجالاته وبصورة شمولية ومتكاملة، وهكذا نلاحظ تطورا كميا لافتا لمنشورات الزاوية البصيرية، حيث وصلت اليوم إلى أربعة عشرة كتابا، تتوزع حسب أصناف من الإصدارات، أضف إلى ذلك حضور الزاوية في القنوات والإذاعات العمومية والخاصة، وحرصها على طلب التغطية الإعلامية في كل الأنشطة الإشعاعية التي تنظمها على مدار العام، والانفتاح على الصحافة الجهوية والمحلية والوطنية، سواء في ذلك الإلكتروني منها أم الورقي، من خلال دعوتها لتغطية الأنشطة العلمية والفكرية أو بإمدادها بالمادة اللازمة لتحرير المتابعات الإعلامية وغير ذلك.
ولقد مثلت الزاوية البصيرية على الدوام التصوف السني العلمي المعتمد على شرع الله وسنة رسول الله، ويتلخص منهجها الذي ارتضاه لها شيوخها رحمة الله عليهم، منذ انطلاق الزاوية من الصحراء المغربية إلى أن استقر بها المطاف في بني عياط في الآتي: الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر العلم ومحو الجهل، والرعاية الاجتماعية والأخلاقية لأفراد المجتمع، وغرس قيم المواطنة الصادقة في المواطنين، والاعتماد على عنصر الشباب والتجديد في أساليب الخطاب والممارسة، والانخراط الكلي في صلب اهتمامات الناس، والمساهمة في إيجاد الحلول لمشاكلهم، والحرص على وضع بصمات الخير والنفع لفائدة المسلمين، فهذا مجمل ما ينصح به شيوخ الطريقة البصيرية منذ بدء عملهم إلى اليوم، وهو المعنى نفسه الذي جاء في الحكمة القائلة: “الصوفي ابن وقته”، التي تتخذها الطريقة البصيرية شعارا لها وتعمل على العمل بقتضاها.
ويحتوي موقع الطريقة البصيرية على عدة أبواب وأيقونات تتيح للمطلع التعرف على الطريقة الدرقاوية التي تعتبر أصلا للطريقة البصيرية، كما يتعرف على فروع الزاوية، وعلى المواسم الدينية التي تنظمها، ومجالس الذكر التي تحييها، وأوراد وأذكار الطريقة، بالإضافة إلى زاوية مخصصة لتساؤلات الناس أطلق عليها اسم: “مع الناس”، علاوة على رسائل شيوخ الزاوية، وإصدارات ومطبوعات الزاوية، وبحوث ومقالات الباحثين، والكلمة الشهرية للشيخ، ونبذة عن جمعية الطريقة البصيرية، وأنشطتها وأعمالها، ومدرسة سيدي ابراهيم البصير للتعليم العتيق، وشؤون طلبتها وأنشطتها وإعلاناتها، وتاريخ الطريقة البصيرية وشيوخها، وخطب شيوخ الزاوية وعلمائها، ورجالات الزاوية وصالحيها والمتجردين بها، وفيديوهات ومرئيات مجالسها المختلفة، والمترجمات التي تفيد المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
ويتضمن الموقع أيضا نافذة متعلقة بالمجاهد الفقيد محمد بصير بن الشيخ سيدي ابراهيم البصير المعروف ببصيري، هذا الأخير الذي اختفى اختفاء قسريا، وفقد إثر قيادته لانتفاضة الزملة التاريخية بالعيون عام 1970م ضد الاستعمار الإسباني، وادعت البوليزاريو زورا وبهتانا وتزويرا للتاريخ أنه زعيمها الروحي الذي أوحى لها بالانفصال عن الوطن الأم، ومن خلال هذه النافذة تعرف الزاوية البصيرية عموم القراء والباحثين بحقيقة بطلها الغالي.
كما يتضمن الموقع نوافذ أخرى لفرع الطريقة البصيرية بباريس، وبإيطاليا، وببلاد الشام، ونافذة للتعريف بوثائق الزاوية.
ونشير في الختام إلى أن موقع الطريقة البصيرية موقع خاص بالطريقة البصيرية الدرقاوية، يهدف إلى التواصل مع المسلمين والمسلمات، في كل بقاع العالم، بقصد الإجابة عن تساؤلاتهم وبخاصة في الجانب الروحي، ويسعى إلى التعريف بالطريقة الدرقاوية ومنهجها الصوفي بصفة عامة، وشيوخ الطريقة البصيرية وعلمائها وجهودهم في تربية الخلق وهدايتهم إلى الحق، وبيان أوراد الطريقة وأذكارها بصفة خاصة، كما يهدف إلى رصد أنشطة الزاوية البصيرية ببني اعياط وفروعها في المغرب وخارجه، علاوة على مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، فضلا عن تخصيص حيز للتعريف برجالات الزاوية وعلمائها الذين ساهموا في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والدينية والسياسية، وكانت لهم بصمات واضحة في الأحداث الوطنية والدولية.
وعليه، فإن هذا الموقع يأتي ليواكب أحدث وسائل الاتصال والتواصل بكافة المسلمين والمسلمات في العالم، للوقوف على حقيقة التصوف السني الذي تعد الطريقة البصيرية الدرقاوية تجسيدا حيقيا له، والحمد لله رب العالمين.
طـلب خـاص جداً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خدمة لكتاب الله الكريم إنني أجمع المصاحف مجاناً وأقوم بتوزيعها مجاناً
إذا توفرت لديكم مصاحف أرجو من سعادتكم أن ترسل لي عشرين مصحفاً فقط
إلي عنواني البريدي التالي
عاطف محمد علي الحاج
الشركة السودانية للخدمات البريدية
سودابوست
ص. ب 11191
الخرطــــــــــوم
الرمز البريدي 11111
الســــــــــــودان
رقم الهاتف الجوال
00249903890960
00249121013259
رقم الواتس آب
00249903890960
وجــزاكم الله خيــــرًا