آفة المخدرات
الحمدُ لله أحلَّ الحلالَ وحرَّم الحرام، ابتلَى العباد فأسعد وأشقَى, قومٌ تجاوزوا الحدودَ وانتهكوا الْحُرمات، وآخرون سلكوا الصِّراط فاتَّقوا المُحرَّماتِ والشُّبهاتِ،
نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الأرض والسَّموات، غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوبِ ومقيلُ العثرات، ونشهد أنَّ محمدًا عبد الله ورسوله، أعفُّ الناسِ عن الحرام؛ حذر أمَّتهُ مما يضر الأديان والعقول والأبدان، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله الأخيارِ وأصحابِه الأبرار، والتابعين لهم ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم القرار.
أما بعد:
أيُّها المؤمنون: نِعَمُ اللهِ لا تعدُّ ولا تحصى، وأعظمها تكريمُ بني آدم، حيث قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً وأعظمُ تكريمٍ لنا هذا العقلُ الرشيدُ الذي به نُميِّزُ بين الخير والشَّر، والضار والنافع، العقل يا عقلاء: جوهرةٌ ثمينةٌ، يحوطُها العقلاءُ بالرعاية والحماية؛ اعترافا بفضله، وخوفا من ضياعه وفقده. ومع ذلك فقد أبى بعضُ التائهينَ إلاَّ الانحطاطَ إلى درَكِ الذلَّة , والانحدارَ إلى المهانة والقِلَّةِ، فوضعوا العقلَ تحت أقدامِهم ، واتَّبعوا شهواتِهم، وأعموا أبصارَهم, فأزالوا عقولَهم ، في كأس خمر، أو جُرعة مخدِّر، أو استنشاق مُسكر ، فانسلخوا من عالم الإنسانية، ولبسوا ثوبَ الإجرام والبهيمية.!
إخوة الإيمان: إنَّ الأوبئة إذا تجمَّعَتْ وتكثَّفَتْ وبقِيَتْ دون علاجٍ اتسعت دائرتها وتوالدت، وأنتجت صنوفاً جديدة من الوباء، وحاصرت الناس بالتعاسة والبلاء.وانه لما يحز في النفس ويدمي القلب ويدمع العين أن ينتشر وباءٍ المخدرات في صفوف أبناءنا وحتى بناتنا ولاسيما بين تلاميذ الاعداديات والثانويات والجامعات وهم في ريعان شبابهم ، شباب في عمر الزهور، كان يمكن أن يتجهوا إلى البناء والتنمية، والعمل على إسعاد أسرهم، ورفع رؤوس آبائهم وأقاربهم، والعمل على رفعة ومجد ورضا مجتمعهم، فإذا بهذه الآفة تحوِّلهم إلى مخلوقات ضارة؛ بل عدوانية شهوانية، تهدم ولا تبني، وتضر ولا تنفع، وتجلب الخزي والعار لكل من له بها قرابة أو صِلة بدل أن تكون مصدر اعتزازه وافتخاره. وتؤكد الأرقام أن انتشار المخدرات في صفوف التلاميذ في تزايد مستمر
فبعد أن كانت ظاهرة استهلاك المخدرات مقتصرة على الجامعات أصبحت تدق أبواب مدارسنا الإعدادية والثانوية وانتقلت من الفئة العمرية بين 19 إلى 25 سنة من شبيبتنا لتنتشر بسرعة البرق في أوساط الأطفال دون 14 سنة، إلى درجة أن الوضع أصبح مخيفا وبات يقلق ويهدد جميع الأسر المغربية ويرعب السكان والمجتمع كما ينذر بكارثة حقيقية على مستقبل شبيبتنا وأطفالنا بسبب ارتفاع نسبة مروجي ومستهلكي الأقراص المهلوسة التي تعتبر أحد أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع جرائم السرقة و الاعتداءات والاغتصاب والقتل.
عباد الله: إنَّ الأمم جميعها، مسلمها وكافرها، وصالحها وفاسدها، قد اتفقت كلمتهم، وتوحدت تشريعاتهم على تحريم المخدرات، وتجريم المروجين لها، والمتاجرين بها، وشن الحرب على مصادرها، والسعي لعلاج آثارها المدمِّرة، وما ذاك إلا لاتفاق جميع العقلاء والعلماء والخبراء، واتفاق الشرع والعقل والمنطق على قبحها، وسوء آثارها، وعموم مخاطرها. فكيف بنا -نحن المسلمين-؟! ونحن أبناء هذه البلاد التي عرفت على مدار تاريخها بحشمتها وعفتها وترفُّعها عن النقائص، كيف نسمح لهذه الآفة ان تغزو عقول شبابنا ونحن نتفرج؟.
لقد غزت هذه المخدرات صفوف ابنائنا وبناتنا في المدارس الإعدادية والثانوية – ومدرجات الجامعة واستشرت بين الكبير والصغير بين الغني والفقير فأصبحوا أسرى لهذا الوباء المدمر – وأصبحت الصحف اليومية تطالعنا بحوادث السرقة والخطف والنصب والتحايل والاغتصاب والقتل بسبب إدمان هذه المواد الفتاكة التي أصبحت أخطر من مرض السرطان والإيدز – وأصبح الطريق معبدا سهلا أمام المدمن – في فترة قليلة من الزمن – إما للسجن – أو للجنون – أو للموت العاجل.
عباد الله إن من عوامل انتشار المخدرات كما يؤكد ذلك علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربية ورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات ترجع بالأساس إلى الأسباب التالية:
(1) مجالس السوء:
تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا من الأيمان بالله والخلق السليم. وضغط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكون في سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات.
(2) التربية المنزلية الفاسدة:
بسبب الخلافات الأسرية بين الزوجين وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات – إهمال الأطفال. تفكك الأسرة ضعف الأشراف الأبوي – يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات.
(3) الإخفاق في الحياة:
بسبب العجز من مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل اليأس إلى الشخص الذي يدفعه للهروب فيتجه للمخدرات والشعور بالسليبة في المجتمع والهامشية الاجتماعية بالشباب لتعاطي المخدرات.
(4) البطالة:
من العوامل المباشرة للانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه بغرض الهروب من الواقع والشعور بالإحباط .
(5) التقليد ولمحاكاة والتفاخر:
بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة سن الشباب حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاع والتجريب.
عباد الله: ان إجماع جميع الأمم على تحريم المخدرات لم يكن اعتباطيا وإنما بسبب ما تحتوي عليه من أضرار، ومفاسد، وقد قسمها الباحثون إلى أضرار: دينية – خلقية – صحية – اجتماعية – واقتصادية.
من الأضرار الدينية كونها معصية منصوص عليها، تورث سخط الله وعقابه الدنيوي والأخروي، وهي تُبعد عن الله وعن الصالحين من عباده، وتقرب من شياطين الإنس والجن، وحسبك أنها تُبعِد عن ذكر الله وعن الصلاة .
أما الأضرار الخُلقية فإنها تعلم سوء الخلق، وتجعل المرء مزاجياً ضيق الصدر، شديد الانفعال، وتنزع عنه الحياء، وتعلمه أنواعاً من الأخلاق السيئة كالكذب، وإخلاف الوعود، ونقض العهود، وسقوط النفس بالسؤال والسرقة.
أما الأضرار الاجتماعية فمنها تمزيق الأسر، فينفق كل ما في جيبه وينكفئ على نفسه، ويخسر وظيفته وتجارته ويمد يده إلى كل ما هو جميل في البيت، ويتعامل بكل عدوانية مع زوجته وأطفاله وأهله، وانتشار العديد من الأمراض المترتبة على ذلك، والبطالة والتسول، ثم الانجرار إلى السرقة وبيع الذمم؛
والأضرار الصحية أكثر من أن تحصر، ومنها الايدز، وبعض أنواع السرطان، كسرطان المرئ وغيره، والتهابات المعدة والقرحة، ولها علاقة بأمراض الكبد والقلب؛ وأهم شيء إفساد العقل، ومنها الهلوسة، واضطرابات التفكير، وفقدان الذاكرة.
أما الأضرار الاقتصادية فإنَّ المتعاطي للمخدِّرات تُهدَم في نفسه كل القوى، فلا يصلح لوظيفة، ولا ينفع لعمل ولا تجارة، فيبقى هادماً للاقتصاد، مفسداً له.
لهذه الأسباب ولغيرها فقد شددت الشريعة في الزجر عنها وتحريمها؛ لما فيها من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تُسبِّب لمتعاطيها من تحوله إلى إنسان شرير يُتوقَّع منه الإفساد والجريمة، ولا يُرْجى منه خيرٌ،كما انها تسلط الشياطين على متعاطيها، وبُعْد ملائكة الرحمة عنه حتى تورده جهنم.. قال الله -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)[الزخرف: 36 – 39].
وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: مدمنُ الخمر، وعابد وثن، والديوث”.. والمخدرات أعظم من الخمر؛ فالنهي عن الخمر نهيٌ عن المخدرات والوعيد على الخمر وعيد على المخدرات..
والمخدرات يزرعها ويصنعها ويصدرها شياطين الإنس؛ ليحققوا مقصدين يسعون لهما:
المقصد الأول: إفساد المجتمعات حتى لا يفكر متعاطي المخدرات إلا بما تهتم به البهائم.
المقصد الثاني: كسب المال الحرام -وبئس الكسب-؛ فالمال المكتسب من المخدرات والمسكرات لا خيرَ ولا بركةَ فيه، بل هو يفسد القلب ويدمر البيوت ويشتت الأسر ويدمرها ويورث الخزي والعار وانقطاع النسل.
فيا أيها المسلمون: احذروا مصائد الشيطان التي يصطاد بها أتباعَه؛ ليكونوا معه في جهنم خالدين..
عباد الله: فبسبب مفاسد وأضرار المخدرات فان الدولة ما فتئت تجند كل إمكانياتها لمحاربة هذه الآفة وتستنهض الهمم والتصدي لهذه الشبكات ولاسيما تلك التي تتربص
بتلاميذ المدارس لجرهم إلى عالم المخدرات والذي يعتبر الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود حيث يجري تعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، وتنظيم دوريات أمنية لترصد كل الممارسات المشبوهة والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه تعريض أبنائنا وبناتنا للتهلكة .وهنا لا بدّ من الإشادة بما يبذله رجال الأمن وجهاتُ مكافحة المخدّرات، وبما يقومون به من تضحيات جسام في التصدي لتجار المخدرات رغم المخاطر التي يتعرضون لها من قبل هؤلاء المجرمين الذين ينفثون سمومهم في أبناء هذا الوطن ويصرون على تدمير شبابنا الذي هو أمل المستقبل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله.. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإن الله -تبارك وتعالى- ما من خيرٍ إلا أمر به، وما من شر إلا حذر منه، ومن الشرور العظيمة كلُّ مسكر، وكل مفتر، وكل مخدر، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن أشياء، لما سئل عن التمر يتخذ منه الخمر، وعن الذرة وعن حبوب أخرى يتخذ منها الخمر قال: “كل مسكر حرام”، وقال -عليه الصلاة والسلام-: “وما أسكر قليله فكثيره حرام”، وقال في حديث له آخر: “وكل مسكر ومفتر حرام”.. والمسكر هو ما غطى العقل وأزاله، والمفتر هو ما فتر الأعضاء وأدخل عليها الرخاوة والكسل، وغيَّر طبيعة الإنسان.
ومن ابْتُلي بشيء من هذا.. من ابتلي بالخمر ومن ابتلي بالمخدرات أو بالمفترات فليَتُبْ إلى الله -تبارك وتعالى-؛ فإن الله -عز وجل- يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد أمر الله -عز وجل- بالتوبة فقال: (.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
والله -تبارك وتعالى- يفرح بتوبة عبده فبادروا إلى التوبة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: “كلكم خَطَّاء، وخير الخطائين التوابون”؛ فتوبوا إلى الله جميعا أيها الناس.. تب إلى الله.
من ابتلي بشيء من هذا فليتب إلى الله -عز وجل- فإنه بهذا يحسن إلى نفسه ويحسن إلى مجتمعه ويحسن إلى أسرته ويحسن إلى أقربائه بالتوبة إلى الله -عز وجل- والله -تبارك وتعالى- إذا علم صدق النية فإنه يعين على ذلك قبل أن يأتي يومٌ لا ينفع فيه الندم؛ فإنه من ابتلي بهذا فلا بد أن يأتي عليه يومٌ يندم فيه.. ولكن وقت الندم لا ينفعه؛ فبادر -أيها الإنسان- بادر أيها المبتلى بهذا.. بادر إلى التوبة إلى الله.
عباد الله إن مسؤولية حماية اطفالنا من الوقوع تحت تأثير المخدرات يقع على عاتقنا جميعا ككل وليس على عاتق الأسرة وحدها كما يتراءى للبعض، فهي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ،أي بين المحيط الذي يحيط بالطفل وما إلى ذلك.
فيا أيها الأب الفاضل ويا أيتها الأم الفاضلة أوصيكما بتقوية الوازع الديني لأبنائكم والتمسك بدين الله تعالى، واتباع نهج نبيه الكريم وان تربوا أبناءكم على الفضيلة والتربية الإسلامية الصحيحة. وان تكونوا قدوتهم الحسنة. وان لا تتوانوا في مراقبة الأبناء ومعرفة ما يدور حولهم وتشجيعهم على الكلام بحرية معكم. والإصغاء لهم والتقرب منهم وتفهم مشاعرهم. وإعطاءهم الفرصة ليعبروا عن آرائهم وتوضيح مخاطر التدخين والمخدرات في سن المراهقة المبكرة. ومنعهم من مرافقة أصدقاء السوء وعدم الانغماس في متطلبات الحياة ونسيانهم..
وأنت أيها المدرس الجليل فإن دورك ودور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الأسرة في حماية الأبناء من الوقوع في المخدرات وذلك من خلال التوعيةوالارشاد وتنبيه التلاميذ الى خطر المخدرات. ومن خلال غرس القيم والمثل الأخلاقية وتوعية الأسرة وتنمية الوازع الديني والأخلاقي لدى جميع أفرادها. وتنبيه التلاميذ بعقوبة تهريب وترويج المخدرات. وتوعية أولياء أمور بأضرار المخدرات. ومواجهة التسرب والهروب أثناء الحصص من المدرسة. وتنظيم الأنشطة ذات البعد التربوي والتوعوي.
أما انتم معاشر الشَّبَاب، يَا َفَلَذَاتِ أَكبادِنَا، اعلَمُوا أَنَّ طَرِيقَ المُخَدِّرَاتِ مُوحِشٌ ومظلمٍ وعالمٌ كئيب، بِدَايَتُهَا الفُضُولُ وَالتَّجرِبَةُ، وَوَسَطُهَا مُجَارَاةُ الأَصحَابِ بِلا وَعيٍ وَلا تَفكِيرٍ، وَآخِرُهَا إِدمَانُ وَتَدمِيرُ، وَخزيٌ في الدُّنيَا وَخسارَةُ الآخِرَةِ.
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ يَا شَبَابَنَا، وَكُونُوا أَقوِيَاءَ بِدِينِكُم مُتَوَكِّلِينَ عَلَى رَبِّكُم، وَلا تَجعَلُوا أَنفُسَكُم عَبِيدًا للمسكرات واِلمُخَدِّرَاتِ، ورَهَائِنَ في أَيدِي المُرَوِّجِينَ وَالمُفسِدِينَ. أَلا فَانتَبِهُوا لأَنفُسِكُم رَعَاكُمُ اللهُ، وَاحفَظُوا أَغلَى مَا تَملِكُونَ حَفِظَكُمُ اللهُ. ِ
وأنت أيها المروج للمخدرات كيف تطيب نفسُك وتنام مرتاح البال والضمير وأنت تدمر نفسَك ومجتمعك وتقضي على مستقبل أبناء المسلمين وبناتهم؟
أتقبل على ابنك أو ابنتك أو اخو ك أو أختك أن يكونوا فريسة سهلة لذوي الضمائر الميتة؟ ألا يؤنبك ضميرك وأنت تسعى للإفساد والفساد في الأرض، وأن تكون من حزب الشيطان؟! أينفعك مالك؟! أتنفعك دنياك؟! أينفعك شيء اكتسبته من هذا الطريق الحرام؟! اتق الله في نفسك، وفي ابناء المسلمين وارجع إلى الله -عز وجل-، وكن داعياً إلى الخير، ولا تكن سبباً في الشر وداعياً إلى الشر.. قال الله -تعالى-: (..َوتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة:2.
فاللهم أحفظنا وأحفظ علينا ديننا وأخلاقنا، وعافنا في أنفسنا وفي أهلنا، وقنا والمسلمين شرَّ هذه البلايا، ورُدَّ ضالَّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا ونبينا محمد، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن الآل ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم اجعل ابناءنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، اللهم افتح عليهم فتوح العارفين وعلمهم ما جهلوا وذكرهم ما نسوا وافتح عليهم من بركات السماء والأرض انك سميع مجيب الدعوات. اللهم اجعلهم أوفر عبادك حظا في الدنيا والآخرة، وزين اخلاقهم بالحلم وأكرمهم بالتقوى وجملهم بالعافية وعافهم واعف عنهم، اللهم افتح عليهم أبواب رزقك بالحلال من واسع فضلك واكفهم بحلالك عن حرامك واغنهم بفضلك عمن سواك اللهم جنبهم المخدرات والفواحش بكل أنواعها وجنبهم المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.اللهم جنبهم رفقاء السوء وسلمهم من شر الأشرار. أناء الليل والنهار في الإعلان والأسرار واهديهم لما تحبه منهم واغفر لهم ياغفار.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، واحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيه المولى الرشيد وأسرته وشعبه.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه..
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد لهم رسول الله بالجنة
اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول..
اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين..
عباد الله:
اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلاً.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.