عيد الشباب

الحمد لله ذي العزة والجلال, والإكرام والإفضال, أحمده سبحانه على واسع النوال, وأشكره على جزيل الأفضال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال،

وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار وصحابته البررة الأخيار وتابعيهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد: عباد الله
إن الله تعالى ذكر آياته للناس في مواضيع كثيرة من القرآن الكريم في ارتباط مع عدد من الوقائع التي قدرها الله تعالى في خلقه أو في تصريفه لحياة الأقوام و الشعوب٬ وهذه الآيات هي العلامات و الإشارات إلى ما بين الوقائع من المعاني و الدلالات٬و يحب الله تعالى أن ننتبه إليها و نعتبر بها و نفهم عن الله ما تتضمنه من الحكم الظاهرة و الخفية.
عباد الله ،تشاء الأقدار الربانية أن يحتفل المغاربة ما بين الأمس واليوم بعيدين مجيدين هما ذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب المجيد ٬  الذي نحيي فيه ذكرى ميلاد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ نصره الله٬ و لعل الآية الربانية المراد تدبرها هنا هو تشابه بين عيدين في يومين متتالين أصل أولهما ما وقع يوم 20 غشت سنة ٬1953 من عدوان استعماري بنفي المغفور له جلالة الملك سيدي محمد بن يوسف و إبعاده عن عرشه لأنه ثار ضد الهيمنة و الاستعباد و تطلع إلى تحرير بلاده و استقلالها٬ متحديا سلوك الاستعماريين و ما انطوى عليه من الغطرسة و العناد ٬ ومفضلا المنفى على التنازل عن الحق٬ وكان ذلك إيذانا بدخول الملك وشعبه إلى مرحلة حاسمة في معركة التحرير عرفت منذ ذلك اليوم بثورة الملك و الشعب.
أما الحدث الثاني –فقد قدر الله أن يقع بعد عشر سنوات من الأول ٬ أي في عام ٬ 1963 عندما زفت للشعب المغربي بشرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير سيدي محمد. وإن كل من يؤمن و يفكر و يعقل و يتوسم سيدرك أن هذا التوالي في الأحداث  بين يوم انطلاق ثورة الملك و الشعب و يوم مولد صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ آية من آيات الله لهذا الشعب التقي الكريم٬ لأن قاموس الإيمان ليس فيه محل للمصادفات٬ بل هو في انسجامه مع قضاء الله و قدره٬ لا يرى في الكون إلا الموافقات٬ و كل الموافقات٬ لمن يحسن قراءتها٬ تدل على عناية الله تعالى بهذه الأمة المغربية عرشا و شعبا ٬ ومن تجليات العناية الربانية الاستمرار الذي يمثله هذان العيدان٬ وهذا الاستمرار تجسد في الأساس الإيماني والعمق الروحي الذي غدى روح محمد الخامس وهو يواجه الاستعمار وهو نفسه الذي يستمد منه اليوم جلالة الملك نضاله في البناء والتشييد٬ كما يتجسد في الروابط القوية والوشائج المتينة بين الملك والشعب٬ وما تمثله من التجاوب حول الاختيارات وصائب التوجهات المؤدية إلى ما تنعم به البلاد في مسيرتها من الأمن والاستقرار٬ وتجسد أيضا في الثبات في مواجهة الصعاب والتحديات والإيمان ببناء نموذج للتدبير والتنمية يستمد خصوصيات تاريخ الأمة المغربية وثوابتها القيمة. إنه استمرار في نفس الثورة وتجديد في مضمونها في كل ما تقتضيه السياسة  ويتطلبه المجتمع والاقتصاد. إن ثورة الملك والشعب وعيد الشباب يحلان والمملكة تشهد جهادا أكبر متعدد الواجهات٬ جهادا ضد البؤس والحرمان والإقصاء٬ وجهادا ضد الجهل والأمية٬ وجهادا ضد سوء التدبير والتسيير لقضايا المواطنين والشأن العام٬ وضد الهشاشة والمرض وكل ضروب المعاناة٬ وجهادا لتحديث المؤسسات وتطوير آليات وأساليب عملها٬ وأيضا ضد تيارات التضليل والانحراف وزعزعة معتقدات الأمة.
عباد الله
إن الاحتفال بعيد الشباب  إنما يجدد إيمان الشعب بصدق إيمان قائده٬ و يقوي همته مما يشاهده كل يوم من قوة عزيمته في العمل و يستعرض بكل فخر و اعتزاز٬ ما تحقق في عهده الميمون من جليل الأعمال و المنجزات في شتى المجالات٬ هدفه الأسمى الرقي بالأمة و إسعاد الإنسان٬ و تثبيت قدم الوطن٬ في تمسك بالثوابت الوطنية و الروحية و انفتاح على ما يميز العصر من علوم و ابتكارات
إننا  إذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة فإننا في الحقيقة نحتفل  بميلاد أمة، وبزوغ عهد جديد، نحتفل برمز كل تقدم وشعلة كل أمل وقدوة كل شاب طموح، فقد أراد جلالة والده المنعم -طيب الله ثراه- أن يكون نموذجا لشعبه، ومثالاً يحتذى في كل أعماله وتصرفاته، وقدوة حسنة للآباء الذين عليهم أم يسهروا على تربية أبنائهم التربية المثلى التي كان جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه  يربي بها ولي عهده وفلذة كبده، حتى أهله لولاية الملك من بعده والنهوض بأعباء المسؤولية التي تقتضيها الأمانة العظمى لشعبه العظيم.
عيد الشباب  أيها المؤمنون، إنما هو تذكير بالشباب القوي بإيمانه، المؤمن بمقدساته، الفخور بإنجازات بلده، المتطلع إلى غد مشرق بقيادة ملكه الشاب ، الشباب المغربي.
إن عيد الشباب في مظهره وجوهره، يوحي بالفتوة والنشاط، والأماني المحققة، والأحلام الرائعة ، وإن الشعب المغربي على اختلاف طبقاته وبكل أبنائه وفئاته إذ يستقبل باستبشار كبير طلعة هذا اليوم السعيد المجيد ليستحضر بكل الفخر والاعتزاز الرصيد الثمين والهائل من المنجزات التي حققها له جلالته  بروح نضالية عالية، تستهدي بها الأجيال، وتستشف منها سجايا الصبر والفرح والإرادة والتصميم على أداء الأمانة وتبليغ الرسالة نشدانا لخدمة مصالح الأمة ورفاهية أبنائها، تلك السجايا التي تحلى بها امير المؤمنين محمد السادس  وهو أمير في كنف والده المنعم المغفور له الحسن الثاني  رضوان الله عليه، ثم وهو ولي للعهد، ثم وهو ملك للمغرب والمغاربة، وفي كل تلك المراحل كان جلالته ولا يزال رجل البناء والتشييد ورجل الفكر والبصيرة والمواقف الانسانية النبيلة ،  وحامل لواء أمجاد المغرب العزيز ، ورافع راية مفاخره، وموحد سيادته، وضامن استقراره ونموه، وقائد معاركه في الحرية والكرامة والازدهار.وسيبقى بإذن الله تلك القوة المثالية في التفكير الناضج، والعمل الصالح، والروح الوثابة، والنفس الطموحة، والإرادة الحية والضمير اليقظ، الذي لا يألو جهدا في  سبيل النهضة بهذه البلاد و إسعاد شعبها، والسهر على مصالح الرعية وتحقيق التقدم والازدهار والرخاء في جميع المجالات. وتجنيبهم الفتن وأسبابها ، فاللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، آمين.
جعلني الله وإياكم ممن عرف الحق وشهد به وحبب إليه الخير وعمل به أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي لكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله،
إن الشباب هم أعظم ثروة في الأمة ،فثروة الأمم ليست في  الذهب الأبيض  ولا في الذهب الأسود ، وإنما في الإنسان فهو أغلى من كل شيء، وأعظم ما يكون الإنسان في حالة الشباب لأن حالة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء.
ولقد حرص نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على العناية بالشباب وإعدادهم إعداداً جيداً فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليعجب من الشاب الذي  ليست له صبوة) (أي شذوذ وانحراف).
كما بين مكانة الشاب الملتزم بالطاعة لله والعبادة له،  حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:  وذكر منها: شاب نشأ في عبادة الله..)،
كما أنه – صلى الله عليه وسلم – يدعو  الشباب لاغتنام الفرص لتكوين شخصيتهم في شتى المجالات ، حيث  يقول -عليه الصلاة والسلام –  : ( اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك،   وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك  ) ،
كما ويبين  – عليه الصلاة والسلام – أهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها من تبعات ومحاسبة ومسؤولية  أمام رب العالمين  حيث يقول – صلى الله عليه وسلم –   : ( لا تزول قدماً عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ما عمل فيه )   .
أيها المسلمون :
إِنَّ الإِسْلاَمَ عِنْدَمَا أَمَرَ بِالاهتِمَامِ بِالشَّبَابِ، وَحَثَّ عَلَى إِعْدَادِهِمْ بَدَنِيًّا وَعَقْلِيًّا، وَرُوحِيًّا وَخُلُقِيًّا، إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ لِيَكُونَ الشَّابُّ عُضْوًا نَافِعًا لِنَفْسِهِ وَمُجتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَنْشَأَ قَوِيَّ البُنْيَةِ، سَلِيمَ الجِسْمِ كَامِلَ الشَّخْصِيَّةِ، يَسْمُو بِنَفْسِهِ لِيَكُونَ مُسْلِمًا حَقًّا، مُتَمِيِّزًا بِشَخْصِيَّتِهِ المُسْلِمَةِ عَقِيدةً وخُلُقًا، يَأْسِرُ بِصِفَاتِهِ الأَلْبَابَ، وَيَهْـتَدِي إِلَى الخَيْرِ وَيُسَارِعُ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَابٍ، وَيَتَخلَّقُ بِالأَخْلاَقِ الحَمِيدَةِ وَالآدَابِ المَجِيدَةِ، التِي تَضْمَنُ لَهُ فِي حَيَاتِهِ النَّزَاهَةَ وَالعَفَافَ، وَالسَّلاَمَةَ مِنَ الضَّياعِ وَالانْحِرَافِ، فَتَرَاهُ يَحْرِصُ عَلَى مَا يَنفَعُهُ وَيَسُرُّهُ، وَيَبتَعِدُ عَمَّا يَسُوؤُهُ وَيَضُرُّهُ، مَتَّبِعًا هَدْيَ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- فِي قَوْلِهِ: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاستَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزْ))، لِتَتَحَرَّكَ فِيهِ حَيَوِيَّةُ الشَّبَابِ؛ فَيَسْعَى لِيَنْفُضَ عَنْ نَفْسِهِ غُبَارَ الدَّعَةِ وَالكَسَلِ، وَيَمْلأَ فَرَاغَهُ بِالمُفِيدِ مِنَ العَمَلِ، وَمَا أَرْوَعَ الشَّابَّ الذِي يَحْرِصُ عَلَى مُمَارَسَةِ النَّافِعِ مِنَ المِهَنِ وَالأَعْمَالِ، وَيَهْتَمُّ بِأَدَاءِ المُفِيدِ مِنَ الهِوَايَاتِ، فَتَصْـقُلُ فِيهِ المَوَاهِبُ وَالقُدُرَاتُ، قَالَ تَعَالَى: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))(4)، إِنَّ الشَّابَّ ذَا العَقْلِ السَّوِيِّ، وَالحَزْمِ القَوِيِّ، هُوَ مَنْ يَبْـتَعِدُ عَنْ كُلِّ مَا فِيهِ ضَرَرٌ لِصِحَّـتِهِ، حتَّى لاَ يَهْدِمَ طُمُوحَهَ وَمُستَقْبَلَ حَيَاتِهِ، إِنَّ الإِسْلاَمَ حَرِيصٌ أَنْ يَسْـلُكَ المَرْءُ فِي جَمِيعِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهِ مَسَالِكَ الخَيْرِ وَالسَّلاَمَةِ، وَيَبْـتَعِدَ عَنْ طُرُقِ الشَّرِّ وَمَا يَجُرُّهُ لِلْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ .
و اسمحوا لي أن أوجه نداء إلى أحبابنا من الشباب الكرام  أقول لهم : يا أحبابنا أعطوا للآخرين القدوة الصالحة في كل شئ ، كما فعل الصحابة والتابعون ، وإذا كان لهذه الأمة من أمل إنقاذ ،و رجاء هداية وإصلاح ، فأنتم أيها الشباب أملها ورجاؤها ، وسر نهضتها ووتطورها .
إن الواجب عليكم أيها الشباب أن تتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم –صلي الله عليه وسلم- ، فهما سبب العزة والكرامة ، وسبب الفلاح والنجاح كما قال – صلي الله عليه وسلم – :
(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي ، قيل : ومن يأبي يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبي ) ( 4) .
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَالْتَمِسُوا أَفْضَلَ السُّبُلِ وَالوَسَائِلِ فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ، لِيَكُونُوا نَافِعِينَ لأَنْفُسِهِمْ، نَاجِحِينَ فِي حَيَاتِهِمْ، صَالِحِينَ فِي وَطَنِهِمْ وَمُجتَمَعَاتِهِمْ.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (7).
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا اللهـــــم وفق وانصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى،اللهم انصر من نصره واخذل من خذله  واحفظه في ولي عهـــــــــده الأمير مولاي الحسن وأنبته نباتا حسنا  وشد أزره بأخيه المولى الرشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة .    اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللهم نج الشباب.. من هموم الحياة.. ومما يواجهونه من الأهوال والصعاب.. اللهم زوج عزَّابهم.. وحصَّن فروجهم.. وجنبهم قُرناء السوء.. واحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم ارزق شباب المسلمين عفة يوسف عليه السلام.. وارزق بنات المسلمين طهارة مريم عليها السلام.. واحفظهم كما حفظت الأولين.. ونَجِّهِمْ بفضلك وقوتك يا قوى يا متين.. واحفظ نساء المسلمين من شر خلقك أجمعين.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *