مداخلة الأستاذ المصطفى أبو الخير، صحفي وإعلامي مغربي
بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين.
كنت قد حضرت قبل سنتين أعمال الندوة الدولية
التي تنظمها الطريقة البصيرية في هذا المكان المبارك، وقرعت آذاني جملة قد تكون عابرة وسط مداخلة لضيف أجنبي هو السيد رفائييل من إسبانيا عندما قال عن أحد أهم الشخصيات في تاريخ المغرب المعاصر السيد محمد بصير: “سأطلب منكم ومن المغرب أن يعيد قراءة تاريخ المغرب وتاريخ محمد بصير من أول تاريخ المغرب إلى تاريخ المغرب المعاصر”.
لقد كنت كغيري يسمع في كل مناسبة اسم محمد بصير والزاوية البصيرية، غير أنني فوجئت وأنا أحضر أولى الندوات بتلك المعلومات المتناثرة حول شخصية أهملت، وأهمل معها تاريخ كبير لطريقة وزاوية ساهمت في رسم تاريخ المغرب القديم والمعاصر، وهو ذات التوجس الذي ما يزال في بعض الأوساط الفكرية و الثقافية والسياسية بهذا البلد.
كان ذلك بعض ما دفعني قبل أشهر للمساهمة في إعادة السؤال حول الزاوية البصيرية وتاريخها وحول محمد بصير، فوجدت نفسي في بحر لجي من المعلومات الدافقة، وتساءلت حينها لماذا يتم التغاضي عن تاريخ آل بصير، الذي يكفي وحده قديما وحديثا ليكون خير محامي عن قضية الصحراء، حيث لم تبصم شخصية بغموضها تاريخ الصحراء مثلما فعلت شخصيته، ومثلما فعل آل بصير في الجمع بين مغرب موحد بين الصحراء وباقي ربوع الوطن، ولعل بعضكم اطلع على تلك الحلقات التي نشرت في جريدة المساء الصيف الماضي، وفوجئ حول تاريخ هذه الأسرة الممتدة والضاربة في عمق التاريخ، وهي الحلقات المنشورة اليوم في موقع الزاوية البصيرية لمن فاته الاطلاع عليها، والتي نبشت في التاريخ قبل أن تكشف حقيقة أسرة عانت الأمرين في فترة سوء الفهم الكبير بين محيط الحسن الثاني وعائلة آل بصير، وتساءلت عن الشاب محمد بصير الذي كان وحدويا مقاوما للاستعمار الإسباني، وتدعي جبهة البوليساريو أنه ملهمها، وتضرب إسبانيا سدا منعيا أمام معرفة مصيره، وتحيط أكثر من مليون وثيقة تخصه بالسرية والكتمان، وتمنع أسرة آل بصير من دخول أراضيها.
إن إعادة قراءة تاريخ محمد بصير منفردا سيكون في اعتقادي ظلم كبير لهذه الشخصية دون ربطه بتاريخ أسرته ونشأته، وبمحيطه العام وبالأجواء السياسية العامة، وإن التغاضي عن تاريخ آل بصير ومساهماتهم على مدار التاريخ في جعل المغرب موحدا، والجمع بين الناس، سيكون جناية في حق تاريخ المغرب ككل، إن الحديث عن البعد القومي في شخصية محمد بصير لا يمكن فصله عن تأثر هذا الطفل أولا بنشأته الأسرية، الطفل الذي نظم فيه المختار السوسي شعرا قائلا فيه رفقة أخيه سيدي المصطفى بصير شيخ الزاوية رحمة الله :
محمد بصير والمصطفى كوكبان في السماء أشرقا
كلاهما يختال في وجهه أن سينالان العز والشرفا
كان من أهم الأحداث في الحياة الخاصة لسيدي الحاج إبراهيم البصير الذي أسس الزاوية البصيرية ببني عياط قبل 100 سنة، التحاق ابنه محمد الذي خلفه وراءه بشنقيط بالعائلة بزاوية بني عياط ، كان الأب سيدي إبراهيم البصير من حبه الشديد لشقيقه سيدي محمد البصير، قد سمى ابنه المولود في موريطانيا محمدا، ولازم والده في زاوية بني عياط حتى توفي في سنة 1941م، ولأن الأب المكلوم في ابنه يحب شقيقه سيدي محمد البصير الذي توفي سنة 1937م ،-حبا شديدا فقد أبى إلا أن يسمى اصغر أبنائه باسم محمد أيضا، وسيكون لهذا الابن شأن كبير سيشغل الناس والدول والأمم حاضرا وغائبا.
كانت ولادة أصغر أبناء الشيخ سيدي إبراهيم البصير، الذي سماه محمدا سنة 1942م ،بزاوية بني عياط بإقليم أزيلال، وهي الولادة التي ستتصارع حولها روايتان بعد سنوات، بعد وفاة الشيخ سيدي إبراهيم البصير تولى ابنه الشيخ سيدي الحاج عبد الله مشيخة الزاوية، وكانت هذه الشخصية هي التي أثرت كثيرا في محمد بصير، فقد ترأس الشيخ سيدي عبد الله وفد أعيان أهل الصحراء الذي زار الملك محمد الخامس رحمه الله، وجميع الرقيبات المنتمين لجمعية الشرفاء الرقيبات التي تأسست سنة 1370هـ/1951م، وجعلوا منه نقيبا عليهم، كان الشيخ عبد الله منخرطا في الشأن العام على عكس والده، تلقت الزاوية البصيرية في عهده ظهيرا بالتوقير من الملك محمد الخامس، وذلك نظير جهوده الوطنية الكبيرة في توحيد شرفاء الرقيبات ومبايعتهم للسلطان محمد بن يوسف-محمد الخامس- وهو الظهير الذي يضم أسماء أبناء الشيخ سيدي إبراهيم البصير ومنهم اسم الشقيق الأصغر محمد.
ويؤكد موقع الزاوية البصيرية أنه” نظرا لاهتمامه البالغ بأمور وطنه وبلاده فان سلطات الاستعمار حاولت اغتياله أكثر من مرة وحكمت عليه بالسجن مرات عديدات “،هكذا سيترعرع محمد بصير على وعي سياسي مبكر لا يمكن أن ينكره إلا جاحد.
ولج الطفلان المدرسة الابتدائية متأخرين، وكانا قبل ذلك قد تلقيا تعليما أصيلا بالزاوية، حفظا فيه القرآن الكريم، وحصل محمد بصير على الشهادة الابتدائية بإحدى مدارس الرباط، قبل أن ينتقل رفقة أخيه المصطفى إلى جامعة ابن يوسف بمراكش، وهناك سيكمل دراسته الثانوية.
وكان الشيخ عبد الله بصير يحرص على تعليم أفراد العائلة، مؤمنا أن زعامة العباد تتطلب أولا العلم قبل التقوى، ولم ينقطع حبل الود بين محمد بصير وبين الزاوية، وكان يتلقى عن أكابر العلماء كما تلقى أخوه المصطفى عن المختار السوسي و غيره.
سيلتحق محمد بصير بمركز الثقافة الشعبية بمراكش سنة 1962 م، وسيحمل رقم28 في قائمة المسجلين بالمركز الثقافي ، ليجمع بين الثقافة الدينية الواسعة التي تلقاها بالزاوية، وبين اهتمامه بالموروث الثقافي والفني لبلده، تؤكد تلك البطاقة انه مزداد ببني عياط بإقليم بني ملال، بعدما نال شهادة الباكالوريا، ويختار السفر إلى مصر حيث كان المغاربة مهوسون بكبار الأدباء والكتاب والشعراء والصحفيين بالشرق، تغذي ذلك أصوات الإذاعات والمنشورات التي كانت تصل إلى المغرب، كان اختياره لمصر نابع مما تلقاه بالمعهد المصري بالرباط الذي يسمى اليوم بالمغرب الكبير والذي كان منسبا له.
سيرحل الطالب الشغوف بعالم الفن والصحافة والسياسة إلى الشرق، ويلتحق بجامعة الأزهر الشريف في سنة 1964م، لم يقنع بما اختاره أخوه المصطفى من الانتساب إلى التعليم، رحل الشاب إلى مصر وهناك لاقى صعوبات جمة، وتؤكد رسالة خطية بعثها لشقيقه المصطفى بصير بتاريخ 11 نونبر 1964م، التحاقه بالدراسة في جامعة الأزهر الشريف بصفة مؤقتة إلى حين تسوية الوضعية القانونية له، مخبرا عن تسليمه أوراقه للسفارة المغربية بالقاهرة، وبكونه ممنوحا برسم السنة الدراسية 1964-1965م، وخاتما رسالته بطلب السلام على والدته وطمأنتها على حاله ببلاد الغربة.
كانت الحركة القومية قد بدأت في الاكتساح العالم العربي، وكان جمال عبد الناصر بخطاباته يمثل نبراسا وزعيما للشباب، وهو مل ترجمه محمد بصير آنذاك في إحدى رسائله لشقيقه المصطفى بصير، حيث يبدي إعجابه الشديد بشخصية جمال عبد الناصر وما قام به من مواقف قومية ومن إجراءات وقوانين فصلها وإعلانه عدم نيته الترشيح للرئاسة قبل أن يرضخ للرغبة الشعبية، و يعلن ترشيحه، وهو الموقف الذي فصل فيه محمد بصير مطولا في رسالته المؤرخة بيوم 30 يناير 1965م ، يقول محمد أحمد باهي مفسرا: ” كنا في دمشق قبل الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967م، وكنا بحكم الشباب والإعجاب بالقادة والزعماء، نعتقد أن الحرب بيننا وبين اليهود لن تدوم سوى ساعات ليتم تحرير كل فلسطين، وكانت إذاعة صوت العرب تقول إنه بإمكاننا أن نرمي كل اليهود في البحر إذا لم يكن يهم مكان آخر غير فلسطين”.
كان قرار الرحلة إذن إلى دمشق قرار شخصي، وهو ما جعل العائلة تطالبه بالعودة إلى وطنه،” عليك أن تنظر في أمرك لترجع إلى بلدك ولتتابع كفاحك بين أهليك وذويك …، إن في بلادك العلم الذي لم تستوعبه لشد الرحال إلى غيره”، رسالة من العائلة بتاريخ 09 أكتوبر 1965، وهناك حصل على منحة من المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فرع القاهرة ، قبل أن يلومه أخاه طالبا منه الكشف عن أسباب تركه لمصر، كان جوابه وهو الذي كان يوقع رسائله: محمد بصير طالب مغربي ص-ب 779 دمشق، ملخصه القول: أردت من قدومي دمشق أن أغتنم الفرصة، وأختصر السنوات المفروضة علي قضاؤها بالقاهرة بدون جدوى، فبدلا من ثلاثة سنوات التي كنت سأقضيها بالقاهرة ستصبح هنا سنة واحدة”.
سيقرر الشاب الرحلة لدمشق في سنة حافلة بالأحداث والتجارب التي ستبصم حياته، خاصة وأن تلك الفترة كان فيها الصراع السياسي في البلد الأم المغرب على أشده بين القصر والحركة الوطنية، وخاصة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بعد الإطاحة بحكومة عبد الله إبراهيم وبعد الاعتقالات الكثيرة التي سيشهدها المغرب بعد أحداث سنوات1961 و 1963 و 1965 ، التي دخل بسببها بعض مناضلي الحركة الوطنية إلى السجون، وتم التنكيل بهم، لتكون البلاد العربية خاصة سوريا ملاذا للكثير من الهاربين منهم من البطش خصوصا المناضلين والطلبة.
سيتلقى محمد بصير صدمة ثانية بعد خبر وفاة شيخ الزاوية الحاج عبد الله البصير، كان المثال الذي عاشره وعاين همته، وهو ما تكشفه رسالة بعثها لخليفة الشيخ على الزاوية شقيقه الحاج الحبيب، وهي الرسالة المؤرخة يوم 30 غشت من سنة 1965 م ، كان الحس الصوفي والتشبث بقيم الدين الإسلامي وحب الوطن مسيطرا على كل الرسائل التي يبعثها محمد بصير لعائلته، ولم تنقطع تلك الرسائل رغم قرار العائلة بوقف الدعم المالي لشقيقهم بسوريا لإرغامه على العودة لأرض الوطن، ورغم الظروف السياسية بعد مقاطعة المغرب لسوريا وقرار سحبه لسفيره من دمشق، وأوامر الحكومة السورية للطلاب المغاربة بالخروج من سورية بعد توقيف منحتهم مسيطرة على الأجواء، اختار أن يبقى رغم حياة التشرد التي عاشها هناك، كانت الفرصة مواتية لمحمد بصير لمراجعة النفس والقرارات التي اتخذها طيلة حياته، رغم أنه كان يعاني الجوع والعطش ،وهو ما تكشفه رسالة بعثها لأشقائه المختار والمصطفى معترفا فيها بأخطائه وبعدم استرشاده بنصائح إخوانه الذين رفضوا فكرة ذهابه لسورية.
تضاعف الوعي السياسي، حيث كان قارئا نهما ومجادلا شرسا لرفاقه، كان معسكر الزبداني الواقع في ضواحي دمشق، أيقونة لدى المعارضة المسلحة المغربية وما ستعد له من أحداث سيشهدها مغرب الستينات و بداية السبعينات، بعد دخول المجندين الذين تلقوا التدريبات هناك، وكان من أبرز الأحداث ما ستشهده منطقة مولاي بوعزة في بداية السبعينات من القرن الماضي، كان يشرف على الخلايا الثورية التي تبعث الشباب لسوريا عمر دهكون، فيما كان يشرف على التدريب العسكري والتكوين السياسي والنظري كل من محمود- ومحمد بنونة-، وأحمد بن جلون، ومحمد بن محمد التوزاني، وشملت التدريبات مختلف أنواع الأسلحة من المسدس إلى الرشاش ومدافع الهاون والدروع، وحرب العصابات، وتزايدت أعداد المتدربين ومعها تزايدت الإغراءات للطلاب، حاولت الخلايا المسلحة استقطاب محمد بصير وصديقه محمد باهي، الذي يروي أنهما رفضا بشكل قاطع” الانخراط في التنظيمات السرية المسلحة ضد النظام في المغرب، وشاع بين السوريين والطلبة المغاربة أننا أنا و محمد بصير من الصحراء المغربية، وأبناء قبيلة واحدة ، وتأكدوا أن الوضع في الصحراء في ذلك الوقت – الاستعمار الاسباني- كان يشغلنا ويدعونا إلى التركيز والتفكير الدائم به بخلاف ما يخطط له رفاقنا” .
لم تتوقف رحلة الشابان المأخوذان بآفاق الثقافة التي تفتحت لهما، على التعرف عن أحوال السياسة المغربية، بل تعدته إلى قراءة تجارب عالمية كانت رائدة في وقتها، يروي باهي قائلا: “من الكتب التي ركزنا على قراءتها كتاب ” حرب العصابات في الفيتنام ” لمؤلفه هوشي منه، وتجربة تشي غيفارا وفيديل كاسترو، والتنظيمات السرية لثورة الزعيم ماوتسي تونغ، ونظرية تروتسكي، وتنظيم الضباط الأحرار في مصر وحركة الإخوان المسلمين، وأسرار حركة الماسونية العالمية اليهودية، والمنظمات الإرهابية الإسرائيلية، وغيرها من التجارب الذائعة الصيت في ذلك الوقت ” محمد أحمد باهي ص 29 .
تسارعت الأحداث وكانت طبول الحرب العربية الإسرائيلية تدق في الآفاق، تدبر محمد باهي أمر عودته إلى المغرب وبقي صديقه محمد بصير هناك بسوريا، قبل حرب يونيو 1967م، يفسر محمد احمد باهي صديقه في العودة إلى المغرب ” كانت أوضاعه المالية مقلقة ولم يكن يستطيع الحصول على تذكرة العودة إلى المغرب ولكنه كالعادة عرف كيف يجد الحل لتلك المشكلة، فقد كان محمد بصير رجلا شجاعا لا يشق له غبار”.
يكشف محمد أحمد باهي سرا يتعلق بزيارة محمد بصير للجزائر، كان رفاق أسعيد بونعيلات ومحمد البصري ينسقون هناك للفارين من بطش الحسن الثاني ورجال أوفقير، وكان طبيعيا أن تتم محاولة استقطاب محمد بصير لمهمة خاصة هناك، وهي إدماجه في الخلايا السرية للثوار المغاربة المقيمين بالجزائر، يقول باهي” غير أن إخواننا الثوار أخطئوا العنوان، فمحمد بصير لم يكن ينتمي لذلك التيار، ولا لأي حزب سياسي، فقد كان يحمل في قلبه حب الصحراء والتطلع إلى مغرب موحد، وكان يتطلع إلى رد الاعتبار لأهل الصحراء، الذين طغت على قضيتهم وأوضاعهم قضية اعتبرها النظام المغربي ذات أسبقية وهي قضية موريطانيا” محمد بصير أقدم سجين في العالم ص30 .
رجع محمد بصير من رحلة الشرق عبر الجزائر إلى مدينة الدار البيضاء، في رحلة تفتحت فيها عيناه على عوالم جديدة، وعرف فيها الشرق معرفة حقيقية امتزجت فيها الغربة بالمعاناة، والكد والاجتهاد بالوعي السياسي المتفجر، وبمعرفة الوجه الآخر للثوار المغاربة بالخارج، وبمعرفة قضية الصحراء عن قرب، التي كانت ترزح تحت الاحتلال الاسباني، في الوقت الذي تحرر فيه شمال المغرب من الاحتلال الفرنسي، رجع الشاب محمد بصير الذي جمعت شخصيته بين تأثره الكبير بتربيته الدينية وبالتنظيم الإسلامي التقليدي في الزاوية، وبين تأثره بالقومية العربية التي كانت موضة العصر آنذاك، واعيا بما يعتمل من صراع سياسي في الوطن خبر الفاعلين فيه عن قرب، ليفضل سلوك وجهة ثالثة هي تحرير ما تبقى من الأراضي المغربية من الاحتلال الاسباني، بعدما رأى بأم العين الإهمال آنذاك للدولة لقضية مصيرية هي قضية الصحراء، سيؤدي المغرب فيها ثمنا كبيرا كان سيتجنبه لو توفرت الإرادة السياسية، تحرك وهو الشاب المؤمن بوحدة وطنه، قبل أن يذهب قربانا لقضية المغرب الأولى، منتظرا بعض الجزاء بالكشف عن مصيره وبإنصاف تاريخه بعيدا عن التخوين لرد الاعتبار لهذه الشخصية العظيمة في تاريخ هذا الوطن.
إن إعادة تجميع مختلف الشهادات والوثائق، وإعادة قراءتها باستحضار جميع المعطيات التاريخية، سيكون له بالغ الأثر في قضيتنا المصيرية بعيدا عن لغة الخطابة، والرأي اليوم تأسيس مركز خاص للأبحاث والدراسات يهتم بوثائق آل بصير وتاريخهم، مهمته الكشف عن ما تبقى من وثائق تخص محمد بصير وتكشف مصيره والتي تتجاوز مليون وثيقة حسب معطيات من إسبانيا، لأنه في اعتقادنا الحلقة الأساسية المفقودة للكشف عن حقيقة الصراع المفتعل في الصحراء.