كلمة مولاي إسماعيل في الملتقى 5 للتعليم العتيق

الحمد لله الذي جعل أهل القرآن أهل الله و خاصته ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان  على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

 

السيد ممثل مدير التعليم العتيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المحترم
السادة رؤساء المجالس العلمية المحترمون
السادة  مندوبو وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية  المحترمون
السادة رجال السلطة المحلية والأمن على اختلاف مراتبهم ودرجاتهم.
السادة العلماء والعالمات المشرفون على مدارس التعليم العتيق وأطرها التربوية.
أبنائي الطلبة الأفاضل، بناتي الطالبات الفضليات.
السادة الحضور الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يشرفني أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة الطلبة والطالبات والأطر الإدارية والتربوية لمدرسة سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق،  أن أرحب بكل من لبى دعوتنا وشرفنا بالحضور إلى رحاب هذه البقعة المباركة بالقرآن وأهل القرآن مدرسة سيدي إبراهيم البصير.  ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أقول لكم كما قال الشاعر:

ولو تعلم الدار من زارها فرحت    واستبشرت ثم قبلت موضع القدم
وأنشدت بلسان الحال قائـــــلة      أهلا وسهلا بأهل العلم والـــكــرم

وقال آخر:

هذه الدار أضاءت بهجة          وتجلى حسنها للناظرين
كتب السعد على أبوابها          فادخلوها بســـــلام آمنين

أيها الحضور الكرام:
يأتي لقاؤنا المبارك هذا احتفالا بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقة  ضمن سلسلة الملتقيات العلمية التي دأبت مدرستنا على تنظيمها كل عام بهذه المناسبة العظيمة، والتي كان لها أثر كبير في تنوير المنتمين إلى التعليم العتيق بضرورة الانخراط في منظومته الجديدة التي فعلها  صاحب الجلالة الملك محمد السادس  حفظه الله في إطار الشأن الديني برمته  .
هذه الملتقيات التي كانت شعاراتها كالتالي :
    التعليم العتيق بين الأمس و اليوم .
    التعليم العتيق ودوره في التنمية البشرية.
    التعليم العتيق ودوره في صناعة الرجال.
    التعليم العتيق أصالة مغربية ونهضة ملكية.
وتتويجا لهذه اللقاءات اخترنا لهذا الملتقى الخامس شعار ” دور التعليم العتيق في الحفاظ على ثوابت المملكة المغربية”  إسهاما منا في إثارة الاهتمام الذي حضيت به من مختلف الهيئات العلمية التي أولتها عناية خاصة لما تلعبه من أدوار طلائعية في الحفاظ على وحدة الأمة المذهبية والعقدية والسلوكية والإمامة العظمى .
إن هذه الثوابت الدينية أيها الإخوة و الأخوات هي صمام الأمان الذي جعل بلادنا تنعم  بأمن و سلام ولله الحمد ، و يرجع ذلك إلى تميز تدينها السني بالوسطية والاعتدال، مما جعل التجربة المغربية في تدبير الشأن الديني مثار إعجاب وتقدير من مختلف الدول والبلدان الإسلامية ، التي أمست ترى فيه نموذجا يقتدى به في مواجهة مختلف الانحرافات والتيارات المذهبية والعقدية والسلوكية الدخيلة على مجتمعنا و التي أصبحت تعصف ببعض الدول ، المحرومة من هذه الحصانة والمناعة الدينية في الحفاظ على وجودها واستمرارية مجتمعاتها.
أيها السادة الفضلاء ،
لقد حرصت مدرستنا ومنذ تأسيسها على يد الشيخ القدوة سيدي إبراهيم البصير رحمه الله منذ مائة سنة على تربية أبنائها على هذه الثوابت المجمع عليها ، فخرجت عددا من العلماء العاملين المنافحين عن دينهم ووطنهم وولائهم الصادق  لأولي الأمر من ملوك الدوحة العلوية الشريفة على مر الأيام و الأزمان  . ولهذا فإن من شأن هذا اللقاء المبارك وشعاره لهذه السنة أن يؤكد من جديد أهمية الحرص على ترسيخ هذه الثوابت في منظومتنا التعليمية والتربوية العتيقة،لكي تثمر جيلا من العلماء الوطنيين الغيورين على وحدة هذا البلد الأمين المتمسكين بثوابته المنافحين عنها تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة والمهابة للملك محمد السادس نصره الله وأعز أمره وخلد في الصالحات أعماله.
وفي الختام أجدد شكري للسادة العلماء و الأكاديميين الذين لبوا دعوتنا و حضروا مداخلاتهم لنفع أبنائنا الطلبة و الطالبات. كما أشكر السادة الحضور الكرام الذين تجشموا مشاق السفر للمشاركة بآرائهم النيرة في إثراء هذا النقاش البناء حول ثوابتنا الدينية والوطنية.
السادة الحضور الكرام،
أكتفي بهذا القدر لأفسح المجال لثلة من العلماء والباحثين الأجلاء الذين سيتناولون محاور هذا الشعار بالدرس والتحليل متمنيا لهم السداد والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *