مداخلة أحمدو الشيخ النراد في حفل المولد النبوي لعام 1436هـ

الحمد لله جامع الناس ليوم لا ريب فيه على أن جمعنا بهذا الجمع من  أهله وخاصته الذين جعلونا نرتع في روضةٍ من رياض جنّةٍ من جنان الأنس به ونعيش بمشهد جماليٍّ بديعٍ  بعد الطيش بتجلٍّ جلاليٍّ ألهجنا بالتسبيح والتحميد والتقديس لمن لا نحصي ثناء عليه سبحانه.
فلقد –والله-:

تمايلتُ بالأذكار شوقاً لخالقي     وما لي بذكر الغانياتِ تمايلُ
ولا لومَ في شوقٍ إذا كان ذاكرٌ      أمينٌ محِبٌّ للمهيمنِ واصلُ

والصلاة والسلام على القائل: ((إذا مررتم بروضةٍ من رياض الجنّة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنّة؟ قال: مجالس الذكر)) سيّد ولد آدم محمد بن عبد الله رسول الله إلى البشرية لإخراجها من الظلمات إلى النور.
وبعد؛ فيسرنا نحن الوافدينَ إلى المملكة المغربية من موريتانيا والسنغال وبوركينا فاسو، ونحن على هذا صعيد زاوية آل بصير، وفي ضيافة مولانا مولاي إسماعيل على هذا الصعيد المغربيّ المنير المنوّر بجهود أخلص ذووها لبارئهم وهم يوصلون الخير و العدل أينما حلوا وكيفما استطاعوا؛ أن نتقدم بأسمى آيات الاعتبار والتقدير لسليل الدوحة النبوية، حامي حمى الدين في هذه الربوع العامرة بإنجازاته المغمورة بمنحه وعطاياه أمير المؤ منين جلالة ملك المغرب محمد السادس حفظه الله.
إخوتي
هي منّةٌ عظيمةٌ أن نقف موقفا كهذا إجلالا وتعظيما لسيدنا و مولانا رسول الله الرحمة المهداة إلى البشرية، النور الهادي إلى صراط العزيز الحميد,
هي مناسبة لأن نقف في خشوع مستشعرين ساعة أن ولد الهدى على فترة من الرسل لطفا إلهيا “يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام” ويبعد العقول والقلوب عن كل خنى مردي والأرواح و الأبدان عن كل عمل مخزي ويذكر النفوس بالعهد في عالم الذر يوم “ألستُ بربكم” وكان الجواب بـ (بلى)، ويهيؤها للعرض يوم لا تخفى من أحد خافية يوم غضب الجبار يوم لا يكون للشفاعة سواه صلى الله عليه وسلم:
فـ:

يا بُغيتي يا مُنيتي كنْ لي إذا          ما اشتدّ جوعٌ في القيامة أوصدى
وقني المهالكَ والبلا وامنُنْ على      عبدٍ يُحِبّك بالأمانِ من الرّدى
أَقبِلْ عليه بحسنِ وجهكَ ضاحكاً             صلّى عليك الله ما بدرٌ بدا

هي مناسبة أن نشيد مع الشيخ التراد

ذا مولد ما مثله من مولد   إذ ريء فيه البدرُ وجهُ محمد
وجه يضيء لناظريه كأنه    في حسنه من لؤلؤ وزبرجد
وجه الحبيب محمد خير الورى   شمس الهداية ذي العلا و السؤدد
ندب تأزر بالسماحة و الندى      ما مثله متأزر أو مرتد

××××××
ياخير من ركب المطي و من به   عظمت مصائب ذي الجماح المعتدي
يا خبر من أسرى لحضرة قربه   ليلا فآب مقربا لم يبعد
يا خير من أمسى بطيبة ثاويا  و مقامه فوق السماء الأبعد
هذي حوائج مادح قد أسندت   لجنابكم ولغيركم لم  تسند

إخوتي:
هي مناسبة تسوجب شكر  الجليل حقا منا معشر الفقراء خاصة أن كنا في مختلف بلدان الإسلام، المصطفين، منا من الله وفضلا للإضطلاع بمهمة دحض مقولات الإعراض عن الله و تقويض المنطلقات الفكرية للإلحاد والشرك والمواصلة، على هدي الصالحين المصلحين، في دروب الحرية والانعتاق من أسر المظاهر الخداعة ليتسنى للعقل المسلم ، وهو يحلل ويتفحص قضايا عصره، الغوص باستمرار إلى اللباب، ولسالكي سبل النجاة بالتصوف النفاذ إلى التصوف الحق دون الاكتفاء بالتلفع بأصواف حضارة مادية مريضة.
وأن كنا، على مر الأزمنة و العصور، نبراس نشء هذه الأمة إلى أن يستبين سبيل الأفذاذ والقامات الفارعة من أعلامها الهداة ويتبين النقاط المشعة في تاريخها الوضاء فينبري تواقا إلى ربط حاضر طامح مستنير ومبدع بماض مجيد هو له أساس ونقطة بداية يتمثله و لا يكرره يحفظه ولا يجتره يقف إجلالا له ولا يتوقف عنده، فلا جرم أن قد يكون في الإمكان أبدع من بعض ما كان”وربك يخلق ما يشاء ويختار”. و”لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”
إخوتي الكرام:
وإنها لمناسبة كذلك أن نشيد بدور الصالحين الذين فهموا الدرس من رسول الإسلام rفكان ما كان من لدنهم من مجهود يرضي الله ورسوله ويعز الإسلام والمسلمين “ولله العزة ولرسوله وللمومنين”. وفي مقدمة هؤلاء يأتي آل بصير جزاهم الله خيرا.
وهنا أقول:

بالعالمين العابدين ذوي النهى   المثبتين شعائر الإسلام
آل البصير إذا أنخت فأيقنن  أن قد ظفرت ببغية و مرام
ألفوا المكارم كابرا عن كابر           فازّينت بهمُ مدى الأيام
هذي الربوع فأمرعت زهدا تقى  وبصيرة صدت خنى الآثام
القائدين إلى المعالي أجما             وإلى صراط الله كلّ زِمام
سيماهمُ حب النبي وثقافة الــــــــــــــــــــــــــــــــــــإيواء والإكرام و الإنعام
فإليهمُ زفّ التحية واجب            مقرونةً حسنى بألف سلام

اللهم صل على عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

أحمدو ولد الشيخ سعد بوه
نواكشوط / الجمهورية الإسلامية الموريتانية
زاوية الشيخ التراد/أكوينيت
9/يناير/2015م

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *