أعمال الندوة العلمية الدولية: “حقوق الإنسان بين الحقيقة والاستغلال”

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلقه، وعلى آله وصحبه خير قرنه، وسلم تسليما كثيرا عدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته.

  أما بعد، فقد عزمت الطريقة البصيرية في شخص خادم أهل الله بها مولاي اسماعيل بصير-حفظه الله- على طبع مداخلات الندوة العلمية الدولية التي نظمتها يومي 8-9 شعبان 1434هـ، الموافق لـ 17-18 يونيو 2013م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني عياط بإقليم أزيلال، تخليدا للذكرى الثالثة والأربعين لأحداث انتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، هذه الذكرى التي نظمت تحت شعار: “حقوق الإنسان بين الحقيقة والاستغلال”.
وإن اختيار هذا العنوان وهذا الشعار لمدارسته وجعله محورا للنقاش وتبادل الآراء والأفكار وتلاقحها حوله، بين مختلف المشاركين في هذه الندوة العلمية الدولية، لم يأت اعتباطا، وإنما تمّ اختياره لعدة أسباب أختصرها في الآتي:
أولا: كون موضوع حقوق الإنسان من المواضيع ذات الأبعاد الذوقية الراقية، التي استغلت استغلالا مهينا من قبل بعض المتاجرين به، الذين سخروه للوصول إلى مصالحهم ومآربهم، فوجب إذن إشراك ثلة من الصالحين، الذين ينخرطون في المجتمع ويغيرون لتفويت الفرصة على هذه الشرذمة التي تعالج المرض بالمرض، وذلك بإظهار البديل الإيجابي، وإعادة حقوق الإنسان إلى منبع الوحي، بتفعيل دور العلماء في إصلاح وقيادة المجتمع، لأن الإسلام سبق مواثيق حقوق الإنسان التي أقرها أهل الأرض واجتمعوا عليها ووقعوا عليها على الورق فقط، فعندما نمعن النظر في نصوص الإسلام، نجده ينظر إلى الإنسان نظرة راقية فيها تكريم وتعظيم، انطلاقًا من قوله تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً” (الإسراء، الآية 70)، ولم يقل جل جلاله في هذه الآية: ولقد كرمنا المسلمين أو المؤمنين، بل قال: “ولقد كرمنا بني آدم”، فإذا كان الله قد كرمه، فمن هذا الذي يتجرأ على إهانته أو النيل منه أو الانتقاص من كرامته؟، وقال ربنا عز وجل عن كتابه: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”، وقال عز من قائل: “إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُومِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً “. (الإسراء، الآية 9).
 وهذه النظرة جعلت لحقوق الإنسان في الإسلام خصائص ومميزات خاصَّة، مِن أهمِّها شموليَّة هذه الحقوق؛ فهي سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية، كما أنها عامَّة لكل الأفراد، مسلمين كانوا أو غير مسلمين، دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة، وهي كذلك غير قابلة للإلغاء أو التبديل؛ لأنها مرتبطة بتعاليم ربِّ العالمين، وقد قَرَّرَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع، التي كانت بمنزلة تقرير شامل لحقوق الإنسان، حين قال: “… فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: “اللَّهُمَّ اشْهَدْ”، حيث أكَّدت هذه الخطبة النبويَّة جملة من الحقوق؛ أهمُّها: حرمة الدماء، والأموال، والأعراض.. وغيرها.
 والنظم الغربية شهدت للإسلام بهذا السبق وبهذا الشمول، ولعل من أهم الشهادات الناطقة بذلك، شهادة المؤتمر الذي عقدته جامعة باريس تحت شعار: ” أسبوع الفقه الإسلامي” سنة 1951م، فقد ورد في تقريره الختامي مانصه: “إن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة حقوقية تشريعية لا يمارى فيها، وإن اختلاف المذاهب الفقهية ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات ومن الأصول الحقيقية هي مناط إعجاب، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة والتوفيق بين حاجاتها”.
والأكثر من ذلك، فقد أقر الإسلام حقوقا للإنسان في الحرب لا توجد لدى أمم الأرض في السلم اليوم، وقل من يفقه ذلك لجهله بتاريخ إسلامنا العظيم، والحقوق في الشريعة الإسلامية يمارسها المسلمون والحمد لله، وليست عبارة عن نظريات كما هو لدى الغربيين الذين ينظّْرون في المؤتمرات والتآليف، ويخالفون في الواقع.
ثانيا: أن العالم كله أصبح يهتم بموضوع حقوق الإنسان، والكلام عنها والدفاع عنها ووجوب الحفاظ عليها وعدم هدمها وهدرها، وظهرت جمعيات ومنظمات ومراكز ومؤسسات وهيئات محلية وإقليمية ودولية ترصد دقائقها وتعنى بمتابعة موضوعها وترصد لها ميزانيات تساوي أحيانا ميزانيات دول.
 ثالثا: أصبح امتلاك دليل حقيقي على انتهاك حقوق الإنسان من الأهمية بمكان، حيث غدت حجة موضوعية دامغة لإسكات الخصم أيا كان، وتأليب كافة الدول القريبة والبعيدة في مختلف المحافل الدولية لاتخاذ مواقف ضده، وأصبحت بعض الدول في إطار حربها الباردة مع جيرانها تختلق الحوادث وتفبرك الصور وتخلط الحابل بالنابل من أجل تشكيل صورة سلبية عن خصومها وتأليب الدول عليها.
 وهذا بالضبط ماقام به جيراننا – هداهم الله-، حيث أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ضد بلادنا الحبيبة، إلى درجة يمكن القول إنهم أصيبوا بهوس أو مرض اسمه: “حقوق الإنسان”، وأصبحوا لا يفوتون أية فرصة لاتهامنا بهدر الحقوق وانتهاكها، ونسوا وتناسوا أن موضوع حقوق الإنسان هو من المواضيع الحساسة الملغومة التي قد تنقلب على المدافع عنها في كل لحظة وحين، وتقلبه من مدافع شرس إلى متهم حقيقي، وهذا الذي وقع لهم للأسف، ويشهد لذلك عدة وقائع عرفها من عرفها وجهلها من جهلها.
 وفي هذا المقام كم أعجبني قول جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، حيث قال: “غير أن بعض الجهات والأشخاص، يستغلون فضاء الحرية والانفتاح الذي ينعم به المغرب لأغراض باطلة، وخاصة بأقاليمنا الجنوبية، وإن المغرب، بقدر ما يحرص على التعاون والتفاعل الإيجابي مع المنظمات الحقوقية الدولية، التي تتحلى بالموضوعية في التعامل مع قضاياه، ويتقبل بكل مسؤولية النقد البناء، فإنه يرفض أن تتخذ بعض المنظمات في تقارير جاهزة بعض التصرفات المعزولة، ذريعة لمحاولة الإساءة لصورته وتبخيس مكاسبه الحقوقية والتنموية، فهناك مثلا من يصدقون، ظلما وعدوانا، أي شخص يدعي أنه تم المس بحق من حقوقه، أو أنه تعرض للتعذيب، ولا يأخذون بعين الاعتبار أحكام العدالة، بل وما يقوم به المغرب على أرض الواقع، فهل يعقل أن يحترم المغرب حقوق الإنسان في شماله، ويخرقها في جنوبه، فكل الدول ترفض أن تتعرض لأعمال تمس بالأمن والاستقرار، لأن حقوق الإنسان تتنافى مع العنف والشغب وترهيب المواطنين، ولأن ممارسة الحريات لايمكن أن تتم إلا في إطار الالتزام بالقانون، وإذا كانت معظم المواقف الدولية تتصف بالموضوعية والواقعية، فإن ما يبعث على الأسف أن بعض الدول تتبنى أحيانا نفس المنطق في تجاهل مفضوح لما حققته بلادنا من منجزات، وخاصة في مجال الحقوق والحريات، فهذا الخلط والغموض في المواقف، يجعل طرح السؤال مشروعا: هل هناك أزمة ثقة بين المغرب وبعض مراكز القرار لدى شركائه الاستراتيجيين بخصوص قضية حقوق الإنسان بأقاليمنا الجنوبية؟ بل إن مجرد وضع هذا السؤال يوضح أن هناك شيئا غير طبيعي في هذه المسألة…إن بعض الدول تكتفي بتكليف موظفين بمتابعة الأوضاع في المغرب، غير أن من بينهم من لهم توجهات معادية لبلادنا، أو متأثرون بأطروحات الخصوم، وهم الذين يشرفون أحيانا مع الأسف، على إعداد الملفات والتقارير المغلوطة، التي على أساسها يتخذ المسؤولون بعض مواقفهم … غير أن السبب الرئيسي في هذا التعامل غير المنصف مع المغرب، يرجع بالأساس لما يقدمه الخصوم من أموال ومنافع، في محاولة لشراء أصوات ومواقف بعض المنظمات المعادية لبلادنا، وذلك في إهدار لثروات وخيرات شعب شقيق، لاتعنيه هذه المسألة، بل إنها تقف عائقا أمام الاندماج المغاربي…كما أن المغرب ليست له، ولله الحمد، أي عقدة في التجاوب الإيجابي مع التطلعات المشروعة لمواطنيه أينما كانوا، وفي هذا الصدد، فقد أقدمنا بإرادتنا الخاصة، على إحداث مؤسسات وطنية وآليات جهوية، لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، مشهود لها بالاستقلال والمصداقية، وذلك وفق المعايير الدولية، فضلا عن الدور الذي تقوم به الأحزاب السياسية والهيآت الجمعوية ووسائل الإعلام، ومن هنا فإن المغرب يرفض أن يتلقى الدروس في هذا المجال، خاصة من طرف من ينتهكون حقوق الإنسان بطريقة ممنهجة، ومن يريد المزايدة على المغرب فعليه أن يهبط إلى تندوف، ويتابع ما تشهده عدد من المناطق المجاورة من خروقات لأبسط حقوق الإنسان”. انتهى كلام جلالة الملك.
وعندما نمعن النظر في هذه المعاملة الشاذة لجيراننا، يزداد تأسفنا، لأنهم تنكروا لكل القيم الإسلامية المشتركة وللتاريخ المشترك الذي يجمع بيننا، وبالمناسبة، فإن المغاربة ساندوا الجزائر وسال دمهم كما سال دم الشهيد الجزائري، واستشهدوا معا أيام الاستعمار، والشعب والأمة الجزائرية كلها تحتفظ لملوك المغرب رحمهم الله الإمداد بالسلاح والإمداد بالرجال والدعاء في الصلوات باستقلال الجزائر، والمغاربة يذكرون انتفاضة الشعب الجزائري تضامنا مع المغاربة وانتصارا للملك محمد الخامس، عندما نفي رحمه الله في أحداث عشرين غشت من سنة 1953م، وغيرها من الأمور المشتركة المسجلة بمداد من ذهب، فلماذا لا نجاهد أنانيتنا وعصبيتنا وعنادنا لننتصر للحق ولنخرج النور والخير والإيجابية الكامنة فينا لننفع الناس والبشرية في بلادنا؟ لماذا لا نخرج إلى المجتمع ونتلمس آلامه ونحرك آماله؟، فهكذا كان سلفنا الصالح رحمة الله عليهم.
روى الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه والطبراني في معجمه الكبير بسند صحيح عن أبي كثير السحيمي عن أبيه قال: سألت أبا ذر رضي الله عنه عن عمل إذا عمله العبد دخل الجنة، فقال أبو ذر: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:” بأبي وأمي وروحي لأبي ذر يؤمن بالله عز وجل، فقال أبو ذر: يا رسول إن مع الإيمان عمل؟ قال: نعم، يرضخ مما رزقه الله، فقال أبو ذر: يا رسول الله فإن كان معدما لا شيء معه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يقول معروفا بلسانه، فقال أبو ذر: يا رسول الله فإن كان عيياً لا يبلغ عنه لسانه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: يصنع لأخرق، فقال أبو ذر: يا رسول الله فإن كان أخرق؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر وقال: يا أبا ذر ما تريد أن تضع في صاحبك شيء من خير؟ قال: فإن كان كذلك يا رسول الله؟ قال: فليكف أذاه عن الناس”.
رابعا: ما يعيشه العالم من هدر لكرامة الإنسان وهضم لحقوقه في الكثير من البلدان، حيث نجد الظلم أخرج الإنسان من إنسانيته، ناهيك بانقلاب الموازين واختلال المفاهيم بهذا الخصوص، ومن ينظر إلى أحوال البلاد والعباد اليوم، يجد الظلم سائدا وطاغيا ويجد قتل المدنيين مستشريا، وانتهاك حقوق الأفراد والجماعات إلى حد لا يكاد يعقل، وكأن الجميع في استباق عشوائي لهضم حقوق الغير، وهي أمور غير مستغربة من الذين تحمل قلوبهم وأنفسهم أمراضا خفية صعب عليهم التحرر من قيودها.
خامسا: الرغبة في إثارة هذا الموضوع لتنبيه كل إنسان مسلم للعلم والعمل بها، خاصة العلماء والوالدين وأساتذة التربية ومن في حكمهم للعمل على تقريرها في مناهجهم والعمل بمقتضاها، وذلك لإنشاء جيل إسلامي متشبع بحقوق الإنسان من خلال الشريعة المطهرة، فإن وجوب تعليم الناشئة على حقوق الإنسان من خلال دروس التربية واجب اجتماعي وواجب شرعي، حتى يكشف زيف المخادعين الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان ويتاجرون فيها، لهذا ينبغي لنا أن نرجع إلى هذه الأصول الإسلامية من النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية، حتى نعلم الجيل حقوق الإنسان، ويتخلق بها في التعامل، قبل أن يخدع بهذه المنظمات العالمية التي تاجرت في كل شيء في السلم، وتاجرت بالحروب وتاجرت بحقوق الإنسان كذلك، وأصبحت تستفيد وتنتفع وتستغل المنظمات في تمييز قوم عن قوم والكيل بمكيالين.
سادسا:هناك سبب ذاتي وموضوعي دعانا بقوة إلى طرق هذا الموضوع، وهو الفقيد محمد بصير صاحب الانتفاضة الشهيرة وصاحب الذكرى، هذا الرجل الفذ الذي اختفى عن الأنظار، منذ أربعة وأربعين عاما ولم يعرف له مصير، إبان سيطرة دولة إسبانيا على جزء من أقاليمنا الجنوبية حرسها الله وأمنها، لذالك فنموذج بصيري اليوم يعد واحدا من أبرز النماذج على الانتهاكات الأولى لحقوق الإنسان في الصحراء المغربية إبان الاستعمار، نجده قاد ونظم صفوف المقاومة الصحراوية في إبانه، ورفض تبعية الصحراء لإسبانيا على الدوام، وقاد انتفاضة العيون الشهيرة، وسجن على إثرها وعذب أصناف التعذيب وذاق أثناءها أشد ألوان الآلام، واختفى اختفاء قصريا منذ ذلك الحين، وهناك من يدعي تصفيته، كل هذا يجعل ملف بصيري من الملفات الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء من قبل إسبانيا…، وما أكثر الانتهاكات التي ارتكبت من قبلها وهي تبسط سيطرتها الاستعمارية على الصحراء، واليوم وجب فضح مختلف هذه الانتهاكات وعدم السكوت عنها، لماذا تتهمنا هي اليوم بين الحين والآخر بانتهاك حقوق الإنسان، ونظل نحن مكتوفي الأيدي رغم توفرنا على ملفات حقوقية ضدها؟
لكل هذا وذاك، ونظرا لأهمية الموضوع كما أسلفنا، فإننا توافقنا في اللجنة التنظيمية أن يكون الموضوع الذي تتدارسه هذه الندوة العلمية الدولية هو: “حقوق الإنسان بين الحقيقة والاستغلال”، والمقصود هو بيان المعنى الحقيقي لحقوق الإنسان في الإسلام وفي القانون وفي مختلف النظم الكونية، وكشف المتلاعبين المستغلين لهذا الموضوع الحساس، والذين لاتهمهم سوى مصالحهم الضيقة، وتمييز المنافحين الحقيقيين عن حقوق الإنسان من غيرهم الذين يستغلون نبل هذا الموضوع وحساسيته لبث الشائعات والأباطيل، وتعمد الكذب لإثارة الفتنة في المجتمعات، والتوقف عند الانتهاكات الأولى لحقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وخاصة  تلك المرتكبة من قبل السلطات الاستعمارية آنذاك، وفضح انتهاكات البوليزاريو الفعلية والملموسة لحقوق الإنسان، وتقديم شهادات حية على ما وقع سابقا ويقع حاليا في تندوف، وكشف مخططاتهم  التي يعملون على تنفيذها في أقاليمنا الجنوبية مع سبق الإصرار والترصد، والعمل على استغلال القاصرين والنساء والشباب المغرر بهم في كل ذلك، بغية إيهام الدول الغربية بأن المملكة المغربية من أولى الدول المنتهكة لحقوق الإنسان.
ختاما، إن هذا الذي اختصرته اختصارا في بيان أهمية الموضوع والأسباب الذاتية والموضوعية الذي دعتنا لاختياره، هو الذي طرقه السادة العلماء والشيوخ والأساتذة المشاركون في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية، وناقشوه أجمل مناقشة، وبينوه أحسن بيان، وفصلوه قدر الإمكان.
 أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع كل مطالع لأعمال هذه الندوة المباركة المجموعة في هذا السفر المبارك، الذي أتمنى أن يفي بالغرض والمقصود، وقد حرصت على جمع كل ما تيسر لي جمعه من المقالات التي كتبت حول الندوة أيام تنظيمها، والصور الموثقة لها ووضعت ذلك مع الملاحق الختامية، والحمد لله رب العالمين.

وكتبه عبد المغيث بن الشيخ سيدي محمد المصطفى بصير
برشيد: في يوم الأحد 10 شعبان 1435هـ الموافق لـ 08\6\2014م.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *