اللقاء الدوري للطريقة البصيرية بخريبكة
في يوم السبت 28 دجنبر 2013م وبمقر فرع زاوية سيدي ابراهيم البصير بحطان بخريبكة نظم اللقاء الدوري للطريقة البصيرية، هذا اللقاء الذي دأبت الطريقة البصيرية على تنظيمه كل ثلاثة أشهر بفرع من فروعها، والذي يلتئم من خلاله جمع غفير من مريدي الطريقة ومحبيهم بالمنطقة الوسطى.
وحج الفقراء من فروع الزاوية بمدينة بني ملال والخلالطة واولاد اعلي واولاد اسعيد والفقيه بن صالح وخريبكة والدار البيضاء وبرشيد والبروج وتمارة وغيرها من أجل حضور هذا اللقاء المبارك.
ابتدأ اللقاء بعد صلاة المغرب مباشرة، وبعد قراءة الحزب الراتب انشغل الجميع بالأوراد إلى أن حان وقت صلاة العشاء، فأديت الصلاة جماعة وابتدأ المجلس بتجويد آيات بينات من الذكر الحكيم من قبل بعض طلبة مدرسة الشيخ سيدي ابراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق ومن قبل بعض مريدي الطريقة، ثم شرع في الذكر الممزوج بقصائد السماع والإنشاد من قبل مجموعة من المريدين الذين يحفظون القصائد الصوفية والأمداح النبوية، وفي الوقت نفسه كانت توزع كؤوس الشاي على الحاضرين، ثم نهض الجميع إلى العمارة، وهي عبارة عن الذكر الجماعي الجهري وقوفا، وبعد ذلك أنصت الجميع بتجويد آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها بعض طلبة مدرسة الشيخ سيدي ابراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق.
وإثر ذلك آذن خادم الطريقة البصيرية مولاي اسماعيل بصير للأستاذ عبد المغيث بصير لإلقاء كلمة في الحضور بهذه المناسبة، تطرق من خلالها لجملة من المحاور كان أهمها:
أولا: أن المريدين ينبغي أن يستغلوا قدوم أمثال هذه المناسبات ويحضروها، لأن حضور هذه المجالس يجدد الإيمان في القلوب، وكلما جدد الإيمان في القلوب إلا ويشعر المسلم بحلاوة العبادة وحلاوة المناجاة وحلاوة الدعاء، وتزداد المحبة الحقيقية بين المريدين، هذه المحبة التي سيجنون ثمارها دنيا وأخرى، وإذا لم يشعر المريد بحلاوة العبادة فإنه لازال بعيد في طريقه إلى الله.
ثانيا: نبه إلى كون مرحلة المشروعية بالنسبة لأهل الطرق الصوفية في المملكة المغربية مسألة تم تجاوزها حاليا، خاصة أن التصوف السني يعد أحد مكونات الثوابت المغربية المنصوص عليها في الدستور المغربي، وأن المريدين اليوم لاينبغي أن يشتغلوا بالرد على المنكرين الذين ينكرون على أهل التصوف جملة من الأمور كالذكر الجماعي والجهري والعمارة والتسبيح وغيرها، فالعلماء الكبار في المغرب والمشرق تبث والحمد لله ممارستهم لذلك ولم يرو في ذلك من بدعة، كما أن الزوايا والرباطات وأضرحة الصالحين مبثوثة في أرض المغرب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ولا ينكر الأدوار الطلائعية التي قاموا بها في تبليغ الإسلام والدعوة إلى الله والنهوض بحال الأمة إلا جاحد ومنكر وقليل علم.
فعلى المريدين اليوم الاشتغال بنفع المجتمع والأمة والتكثير من سوادهم بانتشال الناس من حزب الشيطان والزج بهم في رحاب حزب الرحمان ليكونوا إنشاء الله من الناجين.
ثالثا: قال فضيلته: بأن الفقراء والمريدين يمثلون أهل التصوف وأهل درجة الإحسان الذين يعبدون الله وكأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم، فإذا لم يصلوا إلى هذه الدرجة فإنهم بالتالي لازالوا بعيدين وعليهم بالمجاهدة الدائمة، فلا معنى لوجود فقير يكذب ولا معنى لوجود فقير يخون ولا معنى لوجود فقير يزني ولا معنى لوجود فقير يخشى الفقر ولا معنى لوجود فقير تغلبه نفسه أو يغلبه شيطانه أو تغره دنياه، فإذا كان الفقير كذلك فإنه لازال بعيدا في طريقه إلى الله وعليه بالمجاهدة الدائمة.
وفي ختام كلمته نبه إلى كون ربيع الأول النبوي على الأبواب، وأنه ينبغي على المريد الصادق في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستعد لاستقبال هذه المناسبة بما يليق بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أمثال هذه المناسبة ينبغي أن يسأل كل واحد من الحضور نفسه هذه الأسئلة:
-ما ذا نعرف عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
-هل نحبه حقيقة؟
-كيف هو حالنا في التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
– وإذا كان حال بعض سلفنا الصالح من الربانيين أن الله سبحانه وتعالى أكرمهم برؤيا رسول الله مرارا وتكرارا، فهل وصلنا إلى هذا المقام أم لازلنا بعيدين؟، وفي كل نقطة من هذه النقاط ضرب أمثلة واقعية لتقريب المعاني.
ثم اختتم كلمته بالدعاء الصالح للجميع وللبلد ولأمير المؤمنين.
واستمر المجلس في الذكر والإنشاد المؤثر إلى حوالي العاشرة والنصف ليلا، حيث تناول الجميع وجبة العشاء بمقر الزاوية، واختتم الحفل المبارك بكلمة مختصرة مهمة لخادم الطريقة البصيرية مولاي اسماعيل بصير، الذي ذكر الجميع بواجب التواصي بالحق والصبر، وأن الصبر ضروري للمريد في كل أمر من أموره، وأنه لا يمكن الوصول إلى خير دنيوي أو أخروي بدون صبر، ثم نبه هو الآخر إلى أمر الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينبغي أن يتخذ أشكالا متعددة مع الأسر ومع أفراد المجتمع وبمختلف فروع الزاوية ثم ختم بدعاء جماعي لأمير المؤمنين محمد السادس نصره الله وللبلاد المغربية أن يكرمها الله بالغيث النافع والاستقرار الدائم ودعا فضيلته لجميع الحاضرين وبخاصة للمنظمين ولكل من ساعدهم بقليل أو كثير.