البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله في اختتام ندوة: العلماء في خدمة القضية الوطنية
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، سبط النبي الكريم
جلالة الملك محمد السادس أدام الله عزكم وخلد في الصالحات ذكركم،
السلام على مقامكم العالي المنيف ورحمته تعالى وبركاته.
وبعد،
يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، خادم الطريقة البصيرية وخادم أهل الله بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أفراد عشيرة آل البصير ومريدي الطريقة البصيرية، وجميع المشاركين في أعمال هذه الندوة الوطنية من رؤساء المجالس العلمية المحلية وأعضائها لجهات: كلميم السمارة، العيون بوجدور، وادي الذهب الكويرة، تادلة أزيلال، الشاوية ورديغة، مراكش تانسيفت الحوز، والدار البيضاء الكبرى، وجمعية علماء سوس، أن يرفعوا إلى مقامكم السامي الرفيع أسمى عبارات الطاعة والولاء، وأصدق آيات الإخلاص والوفاء، بمناسبة اختتام أعمال الندوة الوطنية التي تنظمها الطريقة البصيرية تخليدا للذكرى الثامنة والثلاثين لذكرى المسيرة الخضراء، والذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد، والتي انعقدت أيام 8 – 9 محرم 1435هـ الموافق لـ 12-13 نونبر 2013م، بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني اعياط، وبمركز الاستقبال بإقليم أزيلال، تحت شعار:
“العلماء والزاوية البصيرية في خدمة القضية الوطنية”.
وقد استحضر الشيوخ والعلماء والأساتذة والأكاديميون، وهم يخلدون هذه الذكريات الغالية بقصد تفعيل مضامين خطابكم المؤثر المتميز إثر افتتاحكم للدورة البرلمانية الخريفية، جملة من الخطط الاستراتيجية المنيعة لتنوير المواطنات والمواطنين بمعلومات يدعمها المنطق والتاريخ والسياسة الدولية ليكونوا في المستوى الذي يؤهلهم لرد مختلف ألاعيب خصوم الوحدة الترابية ويكونوا لهم بالمرصاد في كل محفل ومنتدى.
مولاي أعزك الله،
وبخصوص الزاوية البصيرية، فقد أبان الكثير من المتدخلين بأن كل ما يتصل بها من حيث تنقلاتها وأعلامها وتاريخها ومختلف الأدوار الطلائعية التي تؤديها اليوم في قلب جبال الأطلس بأزيلال بالمملكة المغربية، يخدم القضية الوطنية في العمق، حيث إنها تنتمي لقبيلة الركيبات العتيدة، وأسلافها رحمهم الله وفدوا من الصحراء المغربية إلى جبال الأطلس المتوسط في أواخر 1800م، قبل أن يكون للخصوم وجود، أو بالأحرى أن يفتعلوا مشكلة الصحراء المغربية، والعالم المجاهد”محمد بصير” يعد أحد أبنائها الذين قادوا انتفاضة 1970م بالعيون ضد الاستعمار الإسباني، التي ثبت حينها أن المجاهدين الصحراويين قاموا بإنزال العلم الإسباني وإعلاء العلم المغربي مكانه، وفي كل وقت ظلت هذه الزاوية واقفة في وجه الخصوم ترد ألاعيبهم وتدحض حججهم في كل مناسبة، ولا يحصى كم تسببت لهم في الإحراج الكبير بمواقفها الشجاعة الصادقة بما تنظمه من ندوات وطنية ودولية لها علاقة بخدمة القضية الوطنية.
مولاي أمير المؤمنين،
إن محاور هذه الندوة الوطنية ومداخلاتها القيمة ساهمت إلى حد كبير في إبراز دور العلماء الرائد ومشاركتهم الفعلية في القضايا الوطنية عبر التاريخ وبخاصة في قضيتنا الأولى للصحراء المغربية، وتم التأكيد خلالها على دورهم الفعال في تحسيس وتوعية المواطنات والمواطنين وتنويرهم بالقضايا الوطنية وتعبئتهم وراء جلالتكم لدحض مناورات خصوم وحدتنا الترابية بشتى أشكالها المكشوفة، فما ضاعت الأوطان إلا بتقاعس أهلها ومواطنيها في قيام كل واحد منهم بواجبه ومسؤوليته.
مولاي أمير المؤمنين .
إننا اليوم وباختتام أعمال هذه الندوة العلمية الوطنية، غدونا جد مقتنعين بالأدوار الطلائعية التي تقومون بها في مملكتكم الشريفة عبر تكريس مبادئ حقوق الإنسان إرساء لدولة الحق والقانون، وكذا ما أطلقتموه من مشاريع رائدة تروم استعادة الذاكرة وترميمها درءا لأعطاب الماضي، وإنشائكم لهيئة الإنصاف والمصالحة، وما أصدرته من توصيات هامة، حيث شملها جلالتكم نصره الله، بعناية فائقة، وأمر بنشرها وتعميمها وتنفيذها، وكذا حرصكم ومتابعتكم لأعمال المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومبادرتكم التاريخية في تعديل الدستور المغربي، الذي أشركتم فيه كافة مكونات شعبكم الوفي، وإشرافكم المباشر على مشاريع التنمية والتضامن في جميع أنحاء مملكتكم الشريفة، كل ذلك كاف لنقول للعالم بأن المملكة المغربية تعد اليوم واحدة من الدول التي تنشد الديموقراطية، وتعمل جاهدة على ضمان حقوق الإنسان وحريات الأفراد لكافة مكونات أفرادها، وتنشد السلام على الدوام، وتبذل المحبة للجميع، همها الوحيد إسعاد الإنسان أينما كان وكيفما كان، وتبتغي التعاون والتآزر والاتحاد لمجابهة مختلف التحديات القائمة والمنتظرة.
مولاي أمير المؤمنين.
إننا يوما بعد يوم، وباعتبارنا مواطنين مغاربة ومكونا من مكونات شعبكم الوفي، لا تزيدنا الأيام تحت حكمكم الزاهر إلا تعلقا بشخص جلالتكم المباركة ومحبة لجنابكم الشريف، وتشبثا بأهذاب عرشكم المجيد، وذلك لما وفقكم المولى العظيم لتحقيقه من رخاء وازدهار واستقرار وأمن وطمأنينة وتنمية مباركة لصالح شعبكم الوفي، ونعاهد الله ونعاهدكم على صد مخططات الأعداء والهجوم عليهم كما انتدبتمونا إلى ذلك، ولن يهدأ لنا بال حتى نسكت كل معتد أثيم، وحتى يجتمع شملنا بشمل إخواننا مغاربة تندوف.
حفظكم الله يامولاي بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاكم ذخرا وملاذا للملة والدين، وحفظكم في ولي عهدكم صاحب السمو الملكي المحبوب المولى الحسن، وأنبته نباتا حسنا، وشد أزركم بشقيقكم المولى الرشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأمطر شآبيب الرحمة والرضوان على فقيدي العروبة والإسلام صاحب الجلالة الملك محمد الخامس وصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، وأنزلهما منازل الأبرار مع المصطفين الأخيار وحسن أولئك رفيقا.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته.
إمضاء:
إسماعيل بصير
خديم الأعتاب الشريفة خادم الطريقة البصيرية .
وحرر بإقليم أزيلال في يوم الأربعاء 9محرم 1435هـ الموافق لـ 13نونبر 2013م.