انتفاضة سيدي محمد بصيري فى بلاد المغرب

تتصل علاقات السودانيين ببلاد المغرب عبر الحقب والتاريخ بعدد من الوشائج القوية الممتدة..

العقيدة الاشعرية ومدونات الفقه المالكي وطريقة الجنيد السالك ظلت اتفاقا يلتزمه أهل البلدين فى حركة مستمرة وتبادل ثقافي من خلال العلماء والدارسين ضمن حركة الاحياء الديني,, اذ نهد الى بلاد المغرب أقوام من  السودانيين لتلقي المعارف فى هذا الخصوص وبالمثل نفركريم من المغاربة وفد الي ارض السودان يدل على الله بحاله ومقاله ويتبدي ذلك فى حركة التصوف التي تتفرع وتتطرق بين البلدين من خلال الطريقة الشاذلية والتجانية حيث تظل مدن مغربية (فاس) و(مراكش) مهوي لأفئدة السودانيين ممن نهج طريق العارفين وسلوكهم..
هذا فضلا عن العلاقات الاجتماعية التي توثقت عراها من خلال المصاهرة والزيجات وغدت وشيجة للتعارف والمحبة وعمق الصلات..وكذا حركة الاحياء الثقافي من خلال الكتب والكتابات التي يتداولها باهتمام مثقفو البلدين ,,,
المملكة المغربية فى علاقاتها السياسية والاقتصادية مع السودان وغيره من الدول فى شمال ووسط افريقيا ظلت على اتساق مع مسعي العرش العلوي لاستدامة علاقات تقوم التعاون والتقارب بين تلك البلاد وقاطنيها..
هذه مقدمة لازمة للحديث حول رعاية سامية من جلالة محمد السادس عاهل المغرب لاحياء ذكري أحد أبطال بلاده ممن ناهضوا حركة المستعمر وعملوا على صيانة التراب المغربي..
17يونيو من كل عام تحتفل جبال الاطلس المتوسط باقليم ازيلال المغربي وعلى وجه الخصوص قبيلة بني أعياط بذكري سيدي محمد بصيري ابن سيدي ابراهيم البصيري مؤسس الطريقة الشاذلية الدرقاوية البصيرية بمنطقة بني ملال..
سيدي محمد بصيري المولود فى العام 1942 من القرن الماضى والذى نشأ فى كنف والده وفى زاويته ونهل من معين العرفان وتذوق من فيوضات الذكر والمعرفة والمواهب  اللدنية هو أحد رموز المغرب الوطنية وأحد قادة الصحراء المغربية للتحرير من ربقة الاستعمار الاسباني  الذى تعمد بكل الوسائل منتصف القرن الماضي ضم منطقة العيون والواحات وسمارة وقاطنيها من سكان الصحراء الى مملكة اسبانيا ليقوم سيدي محمد بصيري وهو حينذاك  شاب فى عشرينات العمر لمناضتها من خلال تأسيس حركة تحرير الزاوية الحمراء ووادي الذهب بتحريض واسع لانسان المنطقة وتنويرهم بضرورة مدافعة الاسبان حفاظا على وحدة المغرب ..
سيدي محمد بصيري الذى شهد ابان دراسته بالقاهرة بعد منتصف الستينات… شهد بشائر المد الثوري الذى قاده الزعيم جمال عبد الناصر لتوحيد الشعوب العربية والدعوة الناصرية الامر الذى تضام الي  فكره وتجربته التي ترتكز على الحرية الطليقة والايمان الصميم بوحدة الشعوب العربية والاسلامية الامر الذي حفزه للعمل على وحدة بلاده من التشرزم والانفصال ليعود الى الصحراء مشبوب العاطفة مجموع الفكر شديد الحماسة لتوحيد شعب الصحراء وساعده فى ذلك كفاح المغاربة لاجل ذلك خصوصا جهود جلالة الملك الحسن الثاني وقتذاك وحرصه على صيانة الحدود والتراب المغاربي حيث استعادت البلاد عندها الاقاليم الجنوبية ومنطقة العيون ووادي الذهب تتويجا لحركة النضال التي كان أحد ابطالها الشاب الثائر محمدبصيري والذى قضي بسببها وهو يقع تحت قبضة الدرك الاسباني فى 17يونيو1970 وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره ليظل اختفاؤه بعد انتفاضته المشهورة عملا جليلا تحتفل به المملكة المغربية وزاوية السيد ابراهيم البصيري وابناؤه وأحفاده والمريدين كل عام وهي تجعل من ذكراه مادة لاستشراف المستقبل عبر الندوة العلمية والمؤتمر الذي ينعقد راتبا لنقاش عدد من المحاور بتقديم عددمن الاوراق التي تستحث الخطي للوحدة واستكناه معني النضال لدا الشعوب والمعني الساطع للموت فى سبيل قضية  لحمتها وسداها الاوطان والانسان..
هذا العام اتيح لي والسيد محمد محمد الفاتح قريب الله والاعلامي قريب الله الزين محمد أحمد فرصة المشاركة ضمن أعمال مؤتمر احياء الذكري الثالثة والاربعين لسيدي محمد بصيري والتى تم تخصيصها حول حقوق الانسان وبحث دور جديد للمنظمات والناشطين فى هذا المجال لتعزيز الحقوق ورعايتها وتمتين معاني وحدة الشعوب العربية حيث أم المؤتمر ثلة من المفكرين والباحثين من أرجاء الدنيا وشهد مساجلات ومداخلات ثرة ونافعه !!!

 

المصدر: “الوطن” السودانية الصادرة بالخرطوم صباح الاحد 20 أكتوبر2013

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *