مقدمة خادم الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير لديوان : ” سير القلب بالمصطفى الحب إلى حضرة الرب” لمؤلفه الشيخ إبراهيم عبد الله نياس الكولخي‎

مقدمة خادم الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير لديوان : ” سير القلب بالمصطفى الحب إلى حضرة الرب” لمؤلفه الشيخ إبراهيم عبد الله نياس الكولخي

 

مقدمة خادم الطريقة البصيرية مولاي إسماعيل بصير:

الحمد لله الذي جعل العلم أنفس علق يقتنى، وأحلى ثمر يجتنى، وأربح متجر يثابر إليه، وأنجع مرعى ينتجع إليه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خلاصة الخلاصة، ومصاصة المصاصة، وسر السر، وخيار الخيار، المنتسب لأطيب عرق وأكرم نجار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، الذين ارتووا من حياضه بكلتا اليدين، فكانوا أعلام هذا الدين دون مين.

أما بعد، فإن العلم شريف، وأشرفه معرفة الله، ثم معرفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تكون تلك إلا بهاته، فمن جاءك بعلم النبي فقل له هاته، وإن الشعر عذب، وأعذبه ما كان مدحا، وأعذب المدح ما كان في حق الكُمل، وأكمل الناس سيد الناس أبو القاسم محمد بن عبد الله عليه صلاة الله مع سلام الله ما نطق شاعر وفاه.

هذا، ولما اطلعنا على هذا الديوان المدبج  بالعقيان والموسوم بعنوان:” سير القلب بالمصطفى الحب إلى حضرة الرب”، للإمام الهمام الشيخ ابراهيم نياس، سررنا غاية السرور، وامتلأت قلوبنا بالحبور، لما وقفنا عليه فيه  من أسلوب رائق وتعبير سامق، سيما وقد رصع بخدمة ابننا الممشوق الأستاذ الشيخ ابراهيم جوب نجل العلامة الشيخ ابراهيم محمود جوب رحمه الله تعالى.

وإن هذا العمل حقق الصلة والوصل، في أبلج صور الفعل، فكان وصلا لهذا الجيل بسابقه، ووصلا للزاوية النياسية التيجانية الباذخة بالزاوية البصيرية الدرقاوية الشامخة، وأعظم الوصل أنه ديوان شعري في حق سيدنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لاح  بارق وخفق خافق وشهق شاهق.

وحيث إن الأمر كذلك، تقنا إلى المشاركة في خدمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبع هذا الديوان ونشره بين المريدين وأهل العرفان، ثم إنه ثمرة من ثمار الزاوية النياسية التجانية، وهي طريقة منتشرة ببلاد السنغال ولها صيت ذائع وفضل شائع، وقد عرف شيوخها بالعلم الواسع والفكر البارع والجهد البالغ والرأي الدامغ، وعلى رأسهم أبو بجدتها عقيلها المرجب وجذيلها المحكك الشيخ العارف بالله الشيخ ابراهيم النياس الكولخي رحمه الله تعالى، الذي لم يأل جهدا في خدمة الإسلام والمسلمين، وما هذا الديوان إلا واحدة من بواكيره وغيرها كثير.

وقد علم أن زاوية الشيخ سيدي ابراهيم البصير ببني عياط، بإقليم أزيلال، مذ كانت ولازالت تسعى في إشاعة الرحمة وتقوية اللحمة بين الطرق الصوفية في العالم الإسلامي أجمع، وذلك بدعوة وفود من مختلف الطرق لشهود الندوات والتظاهرات العلمية والدينية، بل والإشراك في تجديد الأفكار والآليات العلمية لدى الطرق الصوفية نهوضا بالتصوف والمنتسبين إليه في بقاع العالم من غير تفريق أو تمييز.

وبصفتنا خادم الطريق البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، نشير إلى أن هذه أول بواكير العمل التي تربطنا بالطريقة النياسية التجانية بالسنغال على أمل تحقيق الوصل وتمتينه حتى يصبح كالأصل.

ختاما أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا الديوان سببا في زيادة المحبة وتقوية الصلة بمن تتوق أنفس الأولياء والصالحين إلى التحقق بمعرفته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جوهر أسراره، وأن يجازي خيرا فضيلة الأستاذ ابراهيم جوب والأستاذ المهدي لبريشي والدكتور عبد المغيث بصير، الذين يعود لهم الفضل في تتبع مراجعة وإخراج وطباعة هذا العمل الكبير، وأن يجعله سبحانه من الأعمال الخالدة التي ننتفع بها غدا عنده، كما نسأله عز وجل أن ينفع به كل مطالع وقارئ ومهتم.

اللهم يارب لاتعدمنا رحمتك وسعادتك وتوفيقك وسدادك وكلاءتك وقبولك على الدوام، واجعلنا مصدرا لكل خيرا، مفاتيح للخير مغاليق للشر، آمين. والحمد لله رب العالمين.

وكتبه مولاي إسماعيل بصير.

رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام

وخادم أهل الله بزاوية جده الشيخ سيدي ابراهيم البصير، بني اعياط أزيلال

الزاوية البصيرية في يوم الاثنين 06 شوال 1440هـ موافق 10 يونيه 2019م

 

مقالات مماثلة

One Comment

  1. ماشاءالله ماشاءالله
    مبادرة ممتازة من قبل العارف بالله سيدي الفاضل الشيخ مولاي إسماعيل بصير حفظه الله ورعاه. وما قام به عمل جليل اطلع عليه ملايين البشر داخل إفريقيا وخارجها ويدعون الله له بطول العمر مع صحة وعافية ومزيد من الإنجازات بجاه من له الجاه عند الله والشرف صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *