مداخلة الدكتور حافظ محمد منير الأزهري بعنوان: “الجوانب المشتركة بين الطريقتين الجشتية والبصيرية والجشتية النظامية: دراسة مقارنة تحليلية”
الدكتور حافظ محمد منير الأزهري
رئيس قسم اللغة الأردية بدار الإفتاء المصرية – القاهرة
المقدمة :
التصوف هو بنية أساسية من البنيات التي تشكل المجتمعات البشرية، وتؤدّي دورها في بناء الحضارة الإنسانية التي تهتم بالإنسان بكل الأنواع والأشكال .
ترجع جذور التصوف إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي كان يذهب إلى غار حراء لعبادة الله عز وجلّ، والتفكر والتاّمل في السموات والأرض وما بينهما .
هذه الممارسات في العبادة والتأمل تدفع الإنسان إلى الطريق الذي يتضمن فلاح العباد والبلاد.
من الطبيعي أن الإنسان يريد أن يكون أحسن وأفضل من الآخرين دون التعرض إليهم، بتوازن في العمل والسلوك، لأن التوازن مطلوب في المجتمع للتعايش السلمي والتحاور والتواصل بين الأفراد والشعوب والقبائل .
أما قضية الأفضلية فتؤول إلى الصفات والمميزات التي أودعها الله تعالى في النفس البشرية، فالناس سواسية في جنس البشرية، لكن الإنسان المتوازن يتقدم إلى قمة العلم والحكمة ولا يظهر أي تكبر واختيال في سبيل ذلك، وهذا كله يرجع إلى الممارسات التي تكون في التصوف للحصول على التزكية والطهارة ظاهرا وباطنا، ولذلك قيل إن الإنسان المتوزان علما وعملا وسلوكا أنموذج رائع للمجتمعات البشرية في مسارات الحياة.
فعمل التصوف في دروب الحياة، هو صقل الصفات الإنسانية، بالمجاهدات والمراقبات و التعرف على المحاسن المفطورة في الإنسان، لأن أكبر مشكلة من مشاكل الحياة البشرية هي عدم التركيز والتعرف على الذات الإنسانية التي نعيش معها صباح مساء، ولذلك أصبحنا غير مبالين بالحياة و ما حولنا .
التصوف في طبيعته يميل إلى صفاء القلب وتزكيته ونقاوته وكونه مركزا لتلقي الأنوار الإلهية والفيوضات النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، فالسنة الإلهية تجري في الكون لترشيد العباد الذين خلقوا لأجل العبادة التي تنتج المعرفة الحقيقية.
و مما لا شكّ فيه أن الطرق الصوفية لها مزاج خاص تنماز به عن الآخرين في معايير حددها القرآن والسنة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، استقوا ذلك المزاج من القرآن فيقواه تعالى: ( لا إكره في الدين )، فالقرآن يمهّد الطريق الجو المناسب لمعرفة المواهب التي أودعها الله تعالى في الإنسان ، وهو ليس مكرها على فعل أيّ شىءٍ لأنه خلق بحرّية تامّة ، فلو أكره الإنسان على ممارسة أيّ أمر من الأمور التي ينبغي عدم ممارستها فهو ليس مذنبا في ذلك .
ولا مريّة في أن الذي يريد التوصّل إلى الله تعالى، عليه البحث عن الطرق التي توصله إليه، لأن الطرق هي الوسائل والذرائع للوصول على المقاصد والأهداف، وكلّ شيء له وسائل وذرائع في هذا العالم، إلاّه سبحانه وتعالى، لأنه لا يحتاج لوسيلة ولا أيّ ذريعة، ولأنه الصمد، وكلّ شيء في هذا الكون يصمد ويحتاج إليه في جميع مراحل الحياة، وهذه الحقيقة التي اعترف بها كلّ من على الأرض.
فالطرق الصوفية هي الوسائل والذرائع التي أمرنا الله تعالى لاختيارها لنيل المآرب، وهو المقصود الحقيقي في العوالم التي نعيشها، وهناك بعض الأشياء ينبغي الالتفات إليها في بيان المعرفة الحقيقية، وهي كالتالي : (1) العلم (2) السلوك (3) المجاهدة (4) المكاشفة (5) الإرادة (6) المشاهدة (7) الدوام (8) التصرف (9) التزين (10) الوصال بالحق سبحانه وتعالى
تلك عشرة كاملة للذين يزمعون السلوك على الدرب الصوفي الذي يتضمن نجاح الدنيا والآخرة، وهذا ليس جديدا على الذين يعلمون الحقيقة المتجسدة في التصوف الأصيل .
ومن اللافت للنظر أن الأدباء والشعراء عنوا بهذ الجانب الأدبي للتعرف على القضايا الإنسانية وما يتعلق بها من فكر وعمل وسلوك.
أهم الأشياء في حياتنا هو الإحساس والشعور بوجود الآخرين وأفراحهم وأحزانهم ، وهذا هو الذي جعلنا أفضل من مخلوقات أخرى في العالم ، ولذلك قال الله تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم ) ([1])
وهذه الظاهرة تتراءى في الأدب الصوفي الذي أنتجه الأدباء والشعراء في بيان المميزات على المستوى الإنساني، وفي هذا السياق تسوقنا هذه المقدمة إلى الفصل الأوّل الذي يلقي ضوءاًّ على المميزات من منظور الأدب الصوفي.
الفصل الأوّل :
التعرف على الطريقتين الجشتية والبصيرية من منظور المميزات
المجتمع الإنساني بمكوناته يوفّر جوا مناسبا للإنتاج الأدبي، الذي يمثّل الجوانب الاجتماعية في إظهار ما هو مستور في المجتمع، فالأدب يعكس المجتمع ويحاول تقديم ما هو أفضل وأحسن للناس الذين لا يملكون هذه الموهبة، لإظهار المشاعر والأحاسيس، التي وهبها الله تعالى لأهل الأدب والشعر .
ومما لا شكّ فيه أن المجتمعات البشرية تتنازعها قوى الخير والشر، وكل قوة من القوى تسعى لتنفيذ ما تراه مناسبا في إظهار القوة والجاه، لأن طبيعة القوة تريد ظهورها ونفوذها في شرايين المجتمع الإنساني .
وهناك بعض القضايا من هذا المنظور أشار إليها بعض الكتاب من أهل التصوف أمثال المفكر الإسلامي والشاعر الكبير العلامة محمد إقبال، و قدرت الله شهاب، وممتاز مفتي، و العلامة محمد كرم شاه الأزهري، والسيد خورشيد كيلاني.. وغيرهم من الذين تحدثوا عن القضايا السائدة آنذاك .
ومن بين هذه القضايا: الشجاعة، و المحبة، والمواساة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والعدل الإجتماعي، والألم، والفرح.. وغير ذلك من القضايا التي تسود في المجتمع، لأنه لا ينفصل عنها بأيّ حال من الأحوال.
وهذه حقيقة لا تخفى على أحد أن الشعراء القدامى الذين اعتنوا بهذه القضايا أمثال: ” مير تقي مير ” و ” مرزا أسد الله خان غالب ” و” إبراهيم ذوق “، وذكروها بشكل دقيق يناسب المزاج الإنساني، لأن المزاج الإنساني يريد اللطف والعناية، ولايريد القسوة والعنوة، ولذلك ذكر القرآن الكريم هذا المزاج بشكل رائع، قال الله تعالى: ” فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ” ([2])
و لا غبار على ذلك لأن من فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها، المحبة والرحمة، واليسر والسهولة، فالإنسان خليفة الله في الأرض، ولذلك تميل طبيعته إلى الرحمة والمحبة ولا تريد التعنت والتشدد بأيّ شكل من الأشكال .
وفي زماننا هذا، نعاني من قضية التطرف والإرهاب، وهي القضية منتشرة في جميع طبقات المجتمع، فالتطرف سواء كان فكريا أم كان عمليا ينشب مخالبه في جسد المجتمع، وقد نهى عنه القرآن الكريم والشرائع السماوية السابقة، قال عزّ وجلّ: (لا إكراه في الدين) ([3]).
وبناء على ذلك يمكن لنا نقول بأن الإنسان لا يكره ولا يجبر على اختيار أيّ فكر ولا عمل،
ولا غضاضة فيه أن رجال التصوف ذكروا هذه القضية التي تتلاءم مع الطبيعة الإنسانية.
ثانيا: هناك مميزات ينبغي توافرها في شخص يريد أن يكون من أهل الله لأنهم مسؤول عن تربية الإنسانية التي تهتم بتزيين الأكوان .
كما ذكرنا سابقا أن الأدب يعكس المجتمع التي يتشكل من التجمعات البشرية بصرف النظر عن العرق والجنس واللون والدين، فالمجتمع بطبيعته كأم حنونة تهتم بالجميع في أحوالهم الاجتماعية، فالشعراء والأدباء حاولوا قدر المستطاع تقديم الحلول لإزالة المشاكل، لاسيّما الغزو الفكري الذي سرى في شرايين المجتمع، فنجد الشاعر الكبير ” ألطاف حسين الحالي ” ينتقد الغزو الفكري الغربي في شعره بلونه الخاص الذي يميزّه عن الآخرين .
وكذلك نجد كثيرا من طبقة الشعراء والأدباء يتوجّهون لحلّ المشاكل السائدة من منظور الفكر الصوفي في ذلك الوقت .
كما ذكرنا آنفا أن التصوف يراعي الطبيعة الإنسانية في أمورها وشؤونها، لأن الإنسان يريد التدرج مثلما نزل القرآن، وهكذا تكون الأمور وفق السنة الإلهية في هذا العالم، لأننا نريد الأدب الذي يكون سببا للإبداع والإنتاج، ومن هنا يكون سفر الأدب الصوفي مع الإبداع في طريق واحد كما اهتمّ به أهله .
ثالثا : الطريقة الجشتية من أهم الطرق الصوفية التي تسود في شبه القارة الهندية وباكستان، وتعمل في مجال التبليغ والإرشاد، وأساس هذه الطريقة التوحيد والرسالة وحب الرسول عليه الصلاة والسلام ، وآل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، والأولياء الصالحين، فاهتمت الطريقة بتربية الإنسانية وخدمتها ابتغاء رضى الله ورسوله عليه الصلاة والسلام .
وهذه الطريقة العلية تنشر خرقتها في بلاد الغرب، ولها شهرة في بلاد الهند، وقد نشر هذه الخرقة الشيخ الكبير محي الدين علي بن أحمد الجشتي، ولخرقتهم سند آخر، فإن الشيخ محي الدين علي، لبس من الشيخ أبي أحمد الجشتي، وهو لبس من والده الشيخ أحمد بن مودود بن يوسف، وكانت وفاته سنة 577 هجرية، وكان الشيخ شهاب الدين السهروردي يعظمه، وهو لبس من والده الشيخ محمد بن سمعان الجشتي، وهو عن خاله الشيخ محمد بن أبي فرسانة الجشتي الشريف الحسيني، وهو عن والده أبي أحمد الشهير بأبدال، وهو عن الشيخ أبي إسحاق الشامي، ثم العكي، وهو عن الشيخ ممشاد الدينوري وهو عن الشيخ عبيرة البصري، وهو عن حذيفه المرعشي، عن سيدي إبراهيم بن ادهم، عن سيدي الفضيل بن عياض، عن عبدالواحد بن زيد، عن السيد الحسن البصري، عن سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه، عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ([4]):
رابعا:” إن الزاوية البصيرية الدرقاوية الشاذلية انطلقت، من الصحراء المغربية، في بداية 1700م، ووصلت إلى سوس في بدايات 1800م، وبعد ذلك استقرت ببني اعياط بأزيلال في بداية 1900م، وبذلك فتاريخ وجود هذه الزاوية، يعود إلى حوالي مائتين وسبعين سنة منذ الانطلاقة الأولى.
تنسب هذه الزاوية العريقة للشيخ المربي العارف بالله سيدي إبراهيم البصير رحمه الله المتوفى سنة 1364هـ/1945م، وهو الذي أسسها ببني عياط ، وهي تتبع إداريا لعمالة أزيلال التي تبعد عنها بحوالي 83 كيلو متر، وهي أقرب ما يكون من مدينة بني ملال بحوالي 33 كيلو متر، يقصدها الزوار عبر الطريق الرئيسي الرابط بين بني ملال ومراكش، تقع على قدم جبال الأطلس المتوسط.
والشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله ينتمي لأسرة عريقة اشتهرت بالصلاح والولاية في منطقة الساقية الحمراء وموريتانيا والسودان وسوس،وبنت العديد من الزوايا بهذه الأصقاع، وهو ينتمي لأسرة آل البصير المنحدرة من قبائل الرقيبات وبالضبط من فخذة المؤذنين المنتسبة إلى علي بن أحمد الركائبي، وبقيت تنتقل هذه العشيرة الشريفة تحت ظروف الجفاف والاستعمار، فعرفت زواياهم بمراكش، والرحامنة، والدار البيضاء، وبني مسكين، والقصبة الزيدانية، إلى أن استقر بهم الأمر أخيرا بمنطقة بني عياط، التي بنيت بها زاويتهم المعروفة اليوم باسم: “زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير” ([5])
وتتركز الطريقة البصيرية على ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس البشرية التي تريد الاتصال بالله، وتتجسد هذه الطريقة في حب الرسول عليه الصلاة والسلام، وحب أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، بالاضافة إلى ذلك التربية والخدمة في زواياها في الشرق والغرب .
الفصل الثاني : الجوانب المشتركة بين الطريقتين الجشتية والبصيرية
الجانب المشترك الذي يسع ناحيتين ويحاول إبراز الأجزاء التي توجد في الجانبين، وهذا الاشتراك يجعلهما قريبان، ويعطينا فرصة لفهم الحقائق الموجودة فيهما لكي نراهما جسدين، والروح فيهما واحدة .
وتأسيسا على ذلك يمكن لنا أن نقول بأن هناك جوانب مشتركة بين الطريقتين الجشتية والبصيرية ، عي كالآتي :
1 – الجانب الاعتقادي :
تشترك الطريقتان في الجانب الاعتقادي الذي ينبع من القرآن والسنة، وهذا هو الأصل في أخذ العقيدة، لأنها أسّ، والأعمال كالعمارة، ولذلك يبنغي أن تكون العقيدة صحيحة ومأخوذة من المصادر التي لا نزاع فيها .
ومما لا شكّ فيه أن العقيدة الإسلامية تشتمل على الإقرار بالتوحيد والرسالة وختم النبوة، والكتب، والملائكة ويوم القيامة وما بعدها .
وهذه الحقيقة نراها في كتبهم وأعمالهم فالطريقتن الجشتية والبصيرية تركزان على العقيدة الإسلامية تركيزا كاملا .
2 – الجانب العملي :
هذا الجانب مهم جدا في الحياة الإنسانية، لأن الإنسان يعيش ليتقدم إلى الأمام، ولذلك يفكر على الدوام في العمل، فالعقيدة تحرّك الإنسان للعمل ومواجهة الصعوبات والمشاكل لكي لا تتوقف الحياة .
هاتان الطريقتان تقومان بالتركيز على العمل كما نلحظ في حياة مشايخ الطريقة البصيرية والجشتية لا سيما مولاي إسماعيل بصير حفظه الله تعالى، والشيخ محمد أمين الحسنات شاه أطال الله بقاءه بتمام الصحة والعافية، لأنهما يجتهدان لأجل الأجيال القادمة، ولذلك نرى أن الطرق الصوفية تميل إلى العمل للتقرب إلى الله عزّ وجلّ .
3 – الجانب السلوكي :
يحاول هذا الجانب أن يتخلى الإنسان عن السلبيات ويتحلّى بالإيجابيات، لأن الروح أمر من الله تعالى كما جاء في القرآن، قال تعالى: ” ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ” ([6])
فالتصوف يهتم بالجانب السلوكي أكثر من أيّ جانب آخر لأنه يتعلق بالروح والقلب، فرجال التصوف يزكون أنفسهمن ثم يقومون بتزكية الآخرين، ولذك يرى السلوك بكل وضوح في الطريقتين الجشتية والبصيرية لتربية الأجيال .
4 – نظام المدارس :
نظام المدارس من أهم الطرق التي يحصل بها البشر على العلوم والمعارف، وهذا من أهم الوسائل لنشر العلوم والأفكار وترسيخ المبادئ العلمية والفكرية في نفس الإنسانية، لأن العلم نور من الله تعالى، وهذا النور يحصل عن طريق المدارس التي تعلّم الناس على جميع المستويات، وهذا من واجبات الأولياء الربانيين الذين هم ورثة الأنبياء.
الطريقتان الجشتية والبصيرية تشرفان على سلسلة المدارس التي يتعلم فيها الطلاب والطالبات العلوم الإسلامية والعصرية، وهذا تشابه تكاملي في الدارسة تظهر أمامنا بعد البحث والتحقيق، فهاتان الطريقتان تجذبان الناس إلى العلم والحكمة لمواكبة الحاجات العصرية.
5 – نظام بناء الزوايا الصوفية :
الزاوية هي المكان الذي يجلس فيه رجال التصوف للتزكية والتربية، والناس يأتون إليه للحصول على الطهارة القلبية، بعد المجاهدات والرياضات التي يمارسونها من تعليم المشايخ،
ومن اللافت للنظر أن الطريقتين قامتا ببناء الزوايا للعطشى روحا وقلبا لإرواء ظمئهم الروحي، لأنهم يحتاجون للغذاء الروحي كالأغذية الأخرى.
فالطريقة الجشتية بنت الزوايا الصوفية في باكستان وخارجها لنشر الأنوار الروحية التي تحتاجها البشرية، وكذلك الطريقة البصيرية أدّت دورها في بناء الزوايا تلبية للمحتاجين الذين يريدون صفاء قلبيا في جميع الأحوال، وهذا هو الأمر المشترك بينهما.
6 – استخدام الإعلام بكل الأنواع والأشكال:
الإعلام حاجة عصرية لايمكن الاستغناء عنها بأيّ شكل من الأشكال، ولها ناحيتان إيجابية وسلبية، فالعالم يستخدم الإعلام لأغراضه سواء كانت حسنة أم سيئة ، ولذلك استخدمت الطريقتان الجشتية والبصيرية الإعلام مثل النت، والفيس بوك، والتويتر وغيرها من أنواع الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي .
وحاليا آلاف من الناس يتفحصون الروابط التابعة للطريقتين لمعرفةأعمالهما، ومتابعة الأخبار التي تتعلق بهما من المشايخ ودروسهم، وزياراتهم، وتنقلاتهم من بلد لبلد آخر، ولقاءاتهم مع المريدين، والمستجدات التي تنفعهم في حياتهم .
7 – عقد المؤتمرات سنويا :
المؤتمرات من أهم الوسائل الحديثة التي تستطيع توصيل الرسالة على المستوى الدولي .
مؤتمرات يحضرها أهل العلم من بلاد شتى للتحدث عن موضوع ينطوي على قضايا صوفية وروحية، ومثل هذه المؤتمرات مفيدة في جمع أهل التصوف للبحث عن المواضيع التي يمكن الاتفاق عليها لنفع الأمة .
تعقد الطريقتان الجشتية والبصيرية المؤتمرات السنوية، فيجتمع فيها أهل العلم للتعبير عما يدور في خلدهم عن التصوف على المستوى الدولي، هذا الجانب المشترك يجعل الطريقتين متقاربتين في المقاصد العامة التي تحتاجها الإنسانية في العصر الحاضر .
8 – عقد الجلسات شهريا:
عقد الجلسات شهريا من عوامل التواصل الاجتماعي التي تمنح فرصة للمريدين والطلاب والطالبات للاستماع إلى المشائخ الكلام حول التصوف من الزهد، والورع، والتقوى، والفناء، والبقاء، والتزكية، والطهارة، والأخلاق الفاضلة وغير ذلك من الموضوعات التي تفتقر إليها المجتمعات البشرية .
وهذه الجلسات الروحية تغذّي الناس علما وحمكة، وتوفّر الأجواء المناسبة لإظهار القدرات التي أودعها الله تعالى إلى عباده المخلصين.
والجدير بالذكر أن الطريقتين البصيرية والجشتية تقومان بالرعاية والإشراف على الجلسات لتقوية العلاقات بين الأحبة والمريدين ، وهذا جانب مهمّ في الأوساط الصوفية .
9 – حلقات الذكر أسبوعيا :
الذكر من أحسن أنواع العبادة وأجلّها في حياة العباد ، وقد حرّض القرآن على ذلك بقوله : يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكرا كثير ” ([7])
فذكر الله تعالى روح التصوف الإسلامي لأن الإنسان هدفه التوصّل إلى مبدع السموات والأرض ، وأن الذكر ينشّط الذاكرين ذهنا ، وعقلا ، وروحا . فحلقات الذكر من الممارسات الصوفية التي كانت وتكون في الخانقاهات منذ العهود الأولى حتى يومنا هذا ، وتشترك في هذا الجانب الطريقتان الجشتية والبصيرية اللتان تعقدان المجالس لإرواء القلوب الظامئة بذكر الله عز وجلّ
وهكذا تصير القلوب صافية مستعدة لتلقي الأنوار الإلهية والفيوضات المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، وهذا هو المقصود من حلقات الذكر في الزوايا الصوفية
10 – إلقاء الدروس الصوفية:
التصوف منهل صاف ، ينهل منه القاصدون إلى الله عزّ وجلّ ، ولذلك جاءت الضرورة بقيام المجالس لإلقاء الدروس الصوفية أسبوعيا أو يوميا ، يلقي فيها رجال التصوف الدروس من أمهات كتب التصوف ، وذلك من قبيل إلقاء النور في القلوب .
الدروس الصوفية تقوم بتحريك الأذهان والقلوب إلى الله عزّ وجلّ والرسول الحبيب المعصوم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك فرضت الطريقتان الجشتية والبصيرية نظام الدروس في القاعات أو المساجد أو الزوايا الصوفية ، وهذا هو الجانب المشترك بينهما لتسيير الأمور إلى التقدم والإزدهار.
وفي الأخير تخلص البحث إلى النتائج التالية:
2 – التصوف هو رحيق المجتمع الإنساني الذي يريد قضاء الحياة وفق الفطرة الإلهية
3 – أن المشاكل الاجتماعية يمكن إزالتها بالاستعانة من التصوف المأخوذ من القرآ ن والسنة
4 – الاهتمام بالسيكولوجية الإنسانية التي كانت مركزا للعالم لكي تكون الخطة العلمية تسير مع العلم مزيجا بالحكمة .
5 –الجوانب المشتركة تدفع الطرق إلى نقاط مشتركة ، فيبنغي البحث عنها بصفة مستمرة.
5 –ينبغي للجان علمية التركيز على تحديد الجوانب المشتركة لتقريب الطرق الصوفية .
6 – وهناك ضرورة ملحة أن تكون إجراء اللقاءات والحوارات مع رجال التصوف والعلماء الربانيين للتوصل إلى النتائج الحتمية .
– http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=1325 – [4]
– http://chadakhbar.net/news256.html-[5]