مخيم طلبة مدرسة سيدي إبراهيم البصير للتعليم العتيق بمدينة الصويرة
وفي يوم السبت 6 غشت 2016 الموافق ليوم 3 ذو القعدة لسنة 1437 كان الطلبة الأفارقة لمدرسة سيدي إبراهيم البصير للتعليم العتيق على موعد مع الشيخ مولاي إسماعيل بصير مرفوقا بالدكتور عبد الهادي السبيوي مقدم الطريقة البصيرية بدكالة بالمخيم الصيفي الدولي بمدينة الصويرة، هذا المخيم الذي تنظمه الطريقة البصيرية بمساعدة طيبة من السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال المحترم ، حيث احتضن هذا المخيم الشاطئي الجميل بين رحابه ستة وثلاثين طالبا وطالبة من أبناء إفريقيا جنوب الصحراء ، الذين يدرسون بمدرسة سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق ببني اعياط ، إقليم أزيلال .
وقد تميز هذا اللقاء بالاطلاع عن كثب على البرنامج التربوي والغذائي والترفيهي الذي سيستفيد منه هؤلاء الطلبة والطالبات الأفارقة والذي تبين أنه برنامج حافل، حقق بحمد الله جميع أهدافه ومقاصده، من خلق تواصل روحي وتربوي بين الأطفال المغاربة والطلبة الأفارقة الذين عاشوا أيام المخيم في محبة وإخاء ومودة وتواصل روحي بينهم وبين أطر المخيم الصيفي ورواده، وتعرفوا عن قرب على جمال وطبيعة بلدنا المغرب الساحلية، بعد أن قضوا سنة دراسية بالجبل، فتكونت لديهم فكرة شاملة عما تزخر به المملكة المغربية من تنوع طبيعي وثقافي ولغوي ينصهر في بوثقة واحدة من الألفة بين سكان مختلف مناطقه، كما تميزت هذه الزيارة المباركة بتقديم الطلبة الأفارقة لبعض الأنشطة التربوية التي تعلموها في هذا المعسكر الصيفي التربوي مما يعبر بالواقع عن مدى الاستفادة التي سيحملونها معهم إلى بلدانهم باعتبارهم سفراء الغد للمغرب .
وفي الختام رفعت اكف الضراعة إلى الله تعالى أن يحفظ مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره وأن يوفق كل من ساهم في إنجاح هذا المخيم الصيفي المتميز بمواده وبرنامجه وأهدافه السامية النبيلة .
وللإشارة فقد دأبت الطريقة البصيرية على تنظيم مجموعة من المخيمات الترفيهية لطلبتها ببعض المدن الشاطئية كالوليدية والصويرة ترويحا على نفوس طلبتها، ورفعا للملل الذي قد يعتريهم لطول الموسم الدراسي وتشعب برنامجه العلمي والتربوي وهذا ما أكد عليه علماء التربية المسلمين كالإمام الغزالي الذي قال في الإحياء ج 3 ص 73 ” وينبغي أن يؤذن له أي الصبي بعد الانصراف من الكٌتاب أن يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب الكتب، فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائما، يميت قلبه ويبطل ذكائه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا “.
وفي تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة ج 2 ص 405 ” ولا بأس أن يريح نفسه أي المتعلم وقلبه وذهنه وبصره بتنزه وتفرج في المستنزهات، ولا بأس بالمشي ورياضة البدن فقد قيل إنه ينعش الحرارة ويذيب فضول الأخلاط وينشط البدن”
ومن هنا فإن مشاركة طلبة مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير في هذه المخيمات الصيفية ينطلق من أن الإسلام دين واقعي يلبي حاجات النفس الإنسانية فشرع ألوان الترفيه والترويح التي من شأنها نفي السآمة عن النفس البشرية، وقد أدرك علماء المسلمين هذه الحقيقة فأوصوا المربين بمراعاة نفوس الصبيان، وعدم إرهاقهم وإملالهم في التعليم، بل فسح المجال أمامهم للهو واللعب دون إفراط أو تفريط.