كلمة د. عبد اللطيف كمات، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالبيضاء
– السيد والي صاحب الجلالة على ولاية بني ملال المحترم
– السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم ازيلال المحترم.
– السيد رئيس الجهة.
– السيد شيخ الطريقة البصيرية المحترم
– السادة رؤساء المجالس العلمية المحلية المحترمين.
– السادة العلماء القادمون من خارج المغرب المحترمين.
– السادة شيوخ القبائل الصحراوية وأعيانها المحترمين.
– السادة الأساتذة والأكاديميون المحترمون.
أيها الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسعد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الدار البيضاء المشاركة في الندوة العلمية الدولية التي شرفت بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، والتي يتمحور موضوعها حول ” دور أهل التصوف في حماية المجتمعات من التطرف” والمنعقدة في رحاب مقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير.
ولم تكتف كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الدار البيضاء التابعة لجامعة الحسن الثاني بالمشاركة الشكلية في هذا المحفل العلمي، بل عملت في إطار التنسيق والتعاون الفعلي مع الطريقة البصيرية على التأطير العلمي لأبرز محاورها ومواضيعها بالمبادرة والاقتراح، وانخرطت إيجابا في تجنيد أساتذتها وشعبها العلمية للمشاركة في هذه الندوة الدولية المباركة رغم ضغط ظروف الامتحانات الجامعية الربيعية واكراهاتها.
وكلية الحقوق الدار البيضاء إذ تعتز بمشاركتها في هذه الندوة العلمية التي شكلت فرصة لها للاحتكاك برجالات التصوف وأعلامه في شخص الطريقة البصيرية، فإنها تطمح في الوقت نفسه إلى انخراط الجامعة المغربية لنشر ثقافة التنوير والتسامح والوسطية والاعتدال، التي تعد إمارة المؤمنين بالمغرب أحد أبرز رموزه بقدرتها على توحيد المغاربة في إطار خصوصية وطنية ودينية، مكنتهم من الحفاظ على تلاحمهم على العرش العلوي المكين ، ومنحتهم هوية مغربية تعتز بخصوصيتها وتنفتح على غيرها من الحضارات والثقافات التي تجسد عنصر ثراء وغنى للمغرب والمغاربة قاطبة.
كما نعتبر المؤسسة جامعية بهذه التظاهرة بالإضافة إلى كل ما سبق الدور الجهادي والإصلاحي الذي قامت به ولا تزال تقوم به الزوايا والطرق في تاريخ المغرب،
و من بيت الدلالات والمعاني من تنظيم هذه الندوة العلمية الدولية ما يلي:
انفتاح الزوايا من خلال الطريقة البصيرية كأحد أبرز المكونات المجتمعية والدينية لبلدنا على المؤسسات الأكاديمية العلمية، مما يعكس نضجا في الرؤية ووعيا بدور ومكانة المؤسسات الجامعية في إنتاج المعرفة العلمية الموضوعية، التي ستمكننا من الفهم الموضوعي لمجموع الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المعقدة وتقريبها لمختلف المكونات المجتمعية، حتى تتكامل مختلف الجهود لإرساء المزيد من الوعي والتنوير للمجتمع، كي يصبح أكثر تلاحما وتحصينا في وجه المحاولات الرامية لبث بذور التشدد والانغلاق.
تعكس هذه المبادرة من جهة ثانية انفتاح الجامعة المغربية في شخص كلية الحقوق الدار البيضاء الاقتراب من محيطها الإقليمي والمحلي، وهو ما سيحقق المزيد من التلاحق الايجابي والتواصل الباني بغية الإسهام في تقريب المعرفة الهادفة للمواطن المغربي، بالتركيز على خطر التطرف والتشدد ودور التصوف في الحد من هذه الآفة المجتمعية التي لا ترتبط ببلد معين بل أضحت ظاهرة تؤرق جل دول العالم.
ويبقى طموحنا هو المساهمة في التفكير الجماعي للبحث عن أفضل الحلول لمواجهة ظواهر من قبيل التطرف والتشدد والإرهاب وغيرها، والتي تشكل تهديدا حقيقيا لأمن المجتمع واستقراره.
وهي خطوة لا شك أنها ستسهم في اخراج المعرفة العلمية الأكاديمية من إطار الجامعة، لتقترب من المجتمع والمواطن وتلامس همومه وإشكالاته، حتى نسهم جميعا دولة ومؤسسات جامعية ودينية ومدنية في إقرار المزيد من التعاون والتنسيق للحد من الظواهر الشاذة، بالتحليل والترشيح والفهم واقتراح أفضل الحلول الممكنة لاحتواء خطورتها والحد منها.
و في الأخير أجدد شكري وسعادتي بالحضور الفعلي والتواجد مع هذه النخب العلمية والدينية والثقافية آملين تحقيق ما فيه الخير للبلاد والعباد تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين الملك محمد السادس أعزه الله.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.