كلمة الشيخ مولاي إسماعيل بصير في حفل نهائي دوري المناضل سيدي محمد بصير لكرة القدم بالعيون
كلمة الشيخ مولاي إسماعيل بصير في حفل نهائي دوري المناضل سيدي محمد بصير لكرة القدم بالعيون
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيد المدير الإقليمي لمديرية التربية والتعليم بالعيون المحترم
السادة رؤساء مصالح بمديرية التربية والتعليم بالعيون.
مدراء المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية.
السادة رؤساء جمعيات الآباء بالمؤسسات التعليمية
السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم العيون..
السيد رئيس العصبة الرياضية بجهة العيون….
السادة شيوخ القبائل الصحراوية….
السادة رجال الإعلام والصحافة.
الحمدُ لله الأحد الواحد، الصمد الواجد، المجيدالماجد، المنعم بالإيجاد، المكرم بالإمداد، المنقذ بالإعداد، القائد للإسعاد، إسعاد العباد، والدين وأولاد، بكل مباح يحقق المراد وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا مولانا محمد النبي الأعظم الذي ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، قالا وعملا وحالا، بل صنع رجالا، أعطوا من أنفسهم القدوة في كل باب، تنزيلا لمضمون الكتاب، والذي نزل في شهر رمضان شهر المتاب، وبعد أن هذا الدين الإسلامي الذي شرفنا به أكرمنا به كامل في مبانيه، شامل في معانيه، أحكامه رفيعة، وحِكَمُهُ بديعة، فريدٌ في تجليه، متفرد في تحليه، ليس في الدنيا خير إلا فيه، بما في ذلك مجال الرياضة، فقد ثبت في الشرع الحنيف فضلها فكانت بين مباح ومندوب وواجب ما لم تشغل عن واجب.
وإذا كان العلماء يقررون في الكليات الخمس المجمع عليها حفظ النفس ويقدمونها على حفظ الدين في بعض الأحيايين فإنهم يقررون أيضا إنما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وقد صح عن نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “فاسألوه العافية”، ولا يستقيم عقلا ان يسأل المرء شيئا ويفرط في أسبابه.
أما هذه الرياضات التي بتنا نرى عدَّها وعديدَها، وقَدَّها وقديدها، وألوانها وأشكالها، وعلى رأسها رياضة كرة القدم وما لها من صولة وجولة ومنعه ودولة، وروعة وجذب، وسحر وسلب، فإنه من الواجب العناية بها أقول: من الواجب الشرعي الاهتمام بشأنها لما له من الأثر في نفوس البشر، إذ بات الصغير والكبير والرجل والمرأة، والممارس وغيره، يشاهد ويتابع، ويشجع ويدافع، ويساند ويرافع، عن فريقه الأحب، سيما إذا تعلق الأمر بالمنتخب، أعني المنتخب الوطني، هذا المنتخب الذي حقق مقاصد شرعية عديدة على مستويات متعددة.
على مستوى العقيدة الأشعرية الصحيحة التي تفرق بين الكسب والثواب، وتمنع من الاعتماد على الأسباب، اشتهرت على لسان الناخب الوطني “ديروا النية” أي اعتمدوا على الله سبحانه ربي البرية.
وعلى مستوى العبادة إظهارا للشعائر الدينية من خلال أداء الصلوات المفروضات في مستودعات الملابس وكذلك السجود عند تسجيل الهدف وما يرمز له من ارتباط العبد بربه وما يسأله منه وهو منه قريب.
وعلى مستوى السلوك وما يدعو إليه أهل التصوف من الأخلاق العالية والتحلي بالفضائل وترك الأخلاق السالفة والتخلي عن الرذائل.
كلنا نتذكر ما رأيناه في كأس العالم من روح إسلامية ووطنية في النخبة الوطنية وفي كثير من الدول الإسلامية المتمثلة في قيم الوسطية والتعاون والتعايش والإيجابية والتضحية والجدية وخلق الكرم والصبر مع حفظ الأسرة ونظامها من المعاول الهدامة إبراز قيمة البرور التي يفتقر العالم إليها، حيث شهد العالم ما فعله لاعبو المنتخب المغربي مع أمهاتهم وآبائهم من صور التجسيد لقيمة بر الوالدين على أرض الميدان فكانت للعبتهم خير عنوان.
وإن مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام فرع العيون إذ تنظم هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى المتمثلة في دوري المناضل سيدي محمد بصير لكرة القدم، وذلك بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعيون تحت شعار:” الرياضة مواطنة تربية وأخلاق”، وقد قال تعالى: “وأن ليس للانسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى”، وقد رأينا نتائج هذا السعي وتجليات هذا الزرع اذ انتهينا إلى هذا اليوم ونحن مع فلذات أكبادنا وعيونهم تتلالأ بالوطنية الصادقة والولاء الدائم لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مع حسن التربية وجميل الخلق من جميع المشاركين.
وفي الختام أشكر أعضاء مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام على الجهود المبذولة في صناعة هذه التظاهرة التي تتغيى ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية كما أشكر جميع الفعاليات المشاركة وكل من أعان ونسق وفتح الباب، والحمد لله رب العالمين.