كلــمة ولد الرشيد سيدي حمدي

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد وزير الداخلية
السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية
السيد والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء
السيد السفير المتجول
السادة الولاة والعمال
السادة النواب والمستشارون البرلمانيون
السادة أفراد عائلة المجاهد محمد بصير
السيد رئيس المجلس الإقليمي
السيد رئيس المجلس البلدي
السادة المنتخبون
السيد رئيس جامعة ابن زهر
السيد رئيس المجلس العلمي
السادة ممثلي أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير
السادة أعيان وشيوخ القبائل
السادة ممثلو وسائل الإعلام

أيها الحضور الكريم

يسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن ساكنة جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، أن أتناول الكلمة أمام هذا الجمع المبارك بمناسبة تخليد الذكرى الثامنة والثلاثون لأحداث الزملة التاريخية ضد المستعمر الإسباني، بكل ما يرمز إليه هذا الحدث من معاني الوطنية التي طبعت وتطبع ملاحم نضال أهل الصحراء من أجل الحرية والكرامة والتشبت بالوحدة الترابية للمملكة.

وأغتنم هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لعائلة الفقيد المتشبثة على طول الزمن، الماضي منه والحاضر والمستقبل، بوحدتها الترابية، وبارتباطها وببيعتها لسلاطين المملكة المغربية منذ تأسيسها، شأنها في ذلك شأن كافة سكان الصحراء المجاهدين، المقاومين، الوحدويين، المدافعين عن عزة هذا الوطن واستقلاله.

أيها الحضور الكريم :

نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة والثلاثون لأحداث الزملة التاريخية التي تعتبر الشرارة الأولى لشباب المنطقة ضد الوجود الإسباني، وقد كان في طليعة رواد هذه الحركة الشاب محمد بصير الذي انخرط بإيمان عميق في صفوف رجال المقاومة، مستلهما في ذلك بيعته وبيعة آبائه لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ولجلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه. لقد ساهم هذا الشاب المجاهد في ترسيخ مبادئ النضال ضد المستعمر الإسباني، وتعميق روح الوحدة والتشبع بقيم المواطنة بفعل تكوينه وتنوع مشارب تحصيله الدراسي بالمغرب ثم بالمشرق العربي وكذا بفضل مشاركاته في العديد من المنتديات العلمية وتفاعله مع الحياة السياسية بالأقاليم الشمالية للمملكة.

إن تخليد هذه الذكرى اليوم يعتبر وقفة مع التاريخ وتأكيد الإرث النظالي الحقوقي لهذا الرجل وكذا الخلط السياسي الوحدوي الذي وهب حياته من أجله لاسترجاع إقليم الصحراء إلى حاضنة الوطن الأم، الشيء الذي من شأنه وضع حد للمغالطات السياسية التي ما فتئ الطرف الآخر ينهجها، بادعائه أن المجاهد الكبير كانت له نزعات انفصالية مما يتناقض تناقضا تاما مع كونه ابن زاوية صوفية دينية معروفة بتوجهاتها الوحدوية شأنها في ذلك شأن باقي زوايا المملكة. والدليل على ذلك وجود رسائل بخط يده تعبر عن فكره الوحدوي وتشبثه بوطنه الأم المغرب، وكذلك ظهائر مسبولة من طرف السلاطين تثبت ارتباط الصحراويين بالعرش العلوي المجيد وخصوصا ظهائر لها صلة بعائلة المجاهد سيدي محمد بصير.

أيها الحضور الكريم :

إنه لشرف عظيم لي شخصيا كواحد من شباب جيل ما بعد الاستقلال أن أستحضر مع أسرة المقاومة هذه المحطة المضيئة في مسيرة كفاح الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال، وبهذه المناسبة ندعو أن يكون تخليد هذه الذكرى بداية مصالحة مع الذاكرة التاريخية وذلك من خلال إحداث مؤسسة تعنى بحفظ الإرث النضالي والسياسي وتحقيق الاشعاع لرجالات المقاومة بالصحراء. ونتمنى أن يكون الاحتفال بهذه الذكرى منطلقا لتخليد ذاكرة مجاهدين آخرين سطروا بدمائهم عزة هذا البلد بدفاعهم عن استقلاله وتكريس وحدته الوطنية.

إننا فخورون باستحضار ما تحمله هذه الأحداث من معاني الوحدة والتضامن لدرء الأخطار التي كانت تتربص بالوحدة الترابية الوطنية. كما نستحضر بإجلال وقائع الملاحم والبطولات التي برهن من خلالها أبناء الصحراء من مختلف قبائلهم عن تشبثهم بالوحدة والدفاع عن مقدسات البلاد ووحدتها الترابية.

ولنا اليقين بأن تضحيات المجاهد محمد بصير لم تذهب سدى، فقد أسست أفكاره منطلقا لجيل جديد متتبع بقيم الوحدة والتصدي لكل المكائد والمناورات المحاكة ضد الوطن، جيل همه وشاغله خدمة المصالح العليا للمملكة بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

فرحمة ومغفرة ودعاءا صالحا منا لشهداء هذه الأحداث الأبرار الذين ساروا على النهج الوحدوي الصحيح مخلصين لله والوطن والعرش العلوي المجيد.

نتمنى كامل التوفيق والنجاح لأشغال هذه الأيام الدراسية والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *