غزوة بدر الكبرى

قال تعالى: “لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة”، بعد يومين إن شاء الله تعالى تحل بالأمة الإسلامية، ذكرى من أعظم ذكرياتها، إنها ذكرى غزوة بدر المباركة، وإن تذكرنا لغزوة بدر لا يقتصر على سرد الأحداث وإنما لنأخذ العبرة ونستحضر ما ينبغي أن نكون عليه دائمًا، وهو الاستعداد للجهاد، الذي يشبه استعداد المهاجرين والأنصار لملاقاة المشركين وإن لم يكونوا خرجوا لقتال، فالجهاد قبل أن يكون منازلاتٍ ومعاركَ، وهو استعداد وتهيؤ دائم، والإسلام بكل تعاليمه جهاد، فالصلاة والصيام والزكاة والحج جهاد، وطلب العلم جهاد، والدعوة جهاد، والصمود أمام الفتن جهاد. ومع الجهاد تكون عزة النفس، ويكون الجد وإتقان العمل. وتبقى تلك الأحداث دروسًا للأجيال. فما أحوجنا اليوم لنكون على استعداد دائم لمواجهة أعدائنا، فأعداؤنا اليوم كثر يجب علينا جهادهم، أعداؤنا ليسوا بشرا تحارب بالسيوف، وإنما أعداؤنا هم الجهل الذي نحاربه بالعلم والتعلم، والمرض الذي نحاربه بالحيطة لمن هم أصحاء، وبالتضامن والبدل لفائدة المرضى والمعوزين والمستشفيات، عدونا هو الفقر الذي نحاربه بالجد والإجتهاد، وأداء الأمانات التي على عاتقنا تجاه الأمة في وظائفنا ومسؤولياتنا، والإستثمار في المشاريع التي تهدف إلى القضاء على البطالة وتدر الدخل على الأسر، والمحافظة على أمن بلادنا من تخطيطات أعدائها، الذين يتربصون بها الدوائر حتى تزدهر أمتنا ويكون اتنصارها في هذه التحديات امتدادا لإنتصارات سلفنا الصالح في بدر وغيرها، إذا قامت الدنيا تعد مفاخرا *** فتاريخنا الوضاء من بدر ابتدأ.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *