عيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب دروس وعبر

الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين، الملك الحقِّ المبين، عالم الغيب والشهادة وهو العزيزُ الحكيم، نحمده سبحانه وتعالى وبه نستعين، ونستهديه جل وعلا ونتوب إليه ونستغفره وهو الغفور الرحيم. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك  له الواحد الأحد والفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا، ونشهد أن محمد عبده ورسوله، ومصطفاه  وحبيبه، أرسله الله كافة للناس ورحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله   ، أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله جل وعلا، اتقوا الله حق التقوى، فتقوى الله نورٌ في القلب، وذخرٌ في المنقلَب وهي خير شيء نلقى به الله تعالى يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم، واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون، وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واتقوا يوما ترجون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون.. فكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها..

أحبتي في الله :

الشباب يمثل مرحلة القوة والحيوية الدافقة، لأنه وسط العمر، ووسط كل شيء خياره.. والشباب كذلك مرحلة الفتوة والفعالية في حياة الإنسان.. وهو الطور الحاسم في حياته، وهو الدور الذي تبنى فيه كل العقائد والمثل، وتتشكل فيه النفس الإنسانية العقل البشري بحيث تكون متأهبة لأداء دورها في حمل أمانة الحياة ومسؤولية المجتمع.. إنه مرحلة العطاء والبذل والقدرة على تحمل الأعباء..

من هنا كان اهتمام الأمم على بناء شبابها بحيث يكون قادرا على حمل التكليف والاستخلاف وحماية الكيان والإضافة إليه وتجديده، من هنا فقد كان من حق الشباب أن يعرف الأمانة التي سيحملها، والدور الذي قطعه السابقون له من الآباء والأجداد حتى يستطيع أن يبدأ من حيث انتهوا، وأن يجدد ما رم، ويحفظ ما صلح، وأن يواصل المسيرة على طريق الحق والخير.. ولذلك كان حملة الدعوات وحماة الرسالات شبابا.

فقد حدثنا المولى عز وجل في كتابه عن أصحاب موسى عليه السلام- وقد كانوا شباب- فقال:(فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم)[يونس82]، وحدثنا القرآن عن أهل الكهف فقال:(نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)[الكهف 12].. هؤلاء تركوا متاع الدنيا وزينتها، وفروا بدينهم إلى كهف في الجبال.. رغم وحشة المكان الذي آووا إليه، وجدوا بما في كان في قلوبهم من إيمان وطمأنينة الأنوار الربانية التي آنست وحشتهم وخففت عنهم المحنة التي مروا بها..

حدثنا عن إبراهيم، الذي حطم الأصنام، وجعلها جُذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم يرجعون إليه، فقال على لسان عباد هذه الأصنام:(قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) [الأنبياء57]، أي أنه كان في سن الفتوة والشباب.

وقد ذكر الله تعالى نماذج رائعة للشباب، ضربوا أمثلة شتى في الفضائل   فهذا سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي ضحى بنفسه وقدم عنقه لله طائعا مختارا حتى لقب بالذبيح، بعد أن بلغ مع أبيه السعي، وعرض عليه أبوه الذبح:( قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر)..هكذا بيقين وثبات ! لم يقل افعل بي ما تؤمر، بل قال ما تؤمر. أي أنه لم يذكر نفسه، بل فنى نفسه وفنى عن ذاته: كأنه يقول لأبيه: نفذ الأوامر التي عندك ولا تسألني (افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)[الصافات 102]

وحدثنا القرآن الكريم عن شاب آخر.. هو يوسف عليه السلام.. عرضت عليه الشهوة، والمتعة الجنسية سعت إليه ولم يسع هو إليها ! وكانت كل العوامل تجعله يقبل مثل هذا، لو كان ضعيف الإيمان.. فهو شاب عنده من الفتوة وجماله وعنفوانه.. وهو شاب غريب عن وطنه ليس هناك من يعرفه، وليس هناك من يلومه، وهو عازب، ليس له زوجة تعفه، ويستغني بها.. والتي تدعوه ليست امرأة من عرض الطريق، إنما هي امرأة ذات منصب وجمال… كان سيدنا يوسف عليه السلام مخيرا بين محنتين: محنة في دينه، ومحنة في دنياه. محنة في دينه: أن يزني ويكون من الفاسقين، ومحنة في دنياه: أن يسجن ويكون من الصاغرين. فآثر محنة الدنيا على محنة الدين. وقال:( السجن أحب إلي مما يدعونني إليه..)[يوسف22]، وقد علمنا النبي صلى  الله عليه وسلم ( اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا) رواه الترمذي والحاكم عن ابن عمر، فهؤلاء هم الشباب وهذا هو وضع الشباب..

الشباب هم عنصر القوة، وهم دائما الذين يقومون بأعباء النهضات والرسالات. فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  شبابا، أكبر الصحابة من المعروفين هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانت سنه يوم إسلامه ثمانية وثلاثين عاما.. وكان عمر أصغر منه بعشر سنوات.. وعلي  كرم الله وجهه كان دون العاشرة يوم أسلم وغيرهم كثير..
لذا كان على الشباب المسلم اليوم عبء كبير، وعليه واجب ضخم نحو نفسه ونحو دينه ونحو وطنه ونحو أمته وخاصة في هذا العصر، واجبه أن يكتشف ذاته، أن يعرف نفسه ويعرف واجبه ويعرف كيف يقوم به على الوجه الذي يحبه الله تعالى ويرضاه..

هذا ما نأمله في العهد الجديد، في عهد الملك الشاب محمد السادس حفظه الله تعالى ورعاه،  واحتفاء بحلول ذكرى عيد الشباب المجيد التي يخلدها المغاربة في الواحد والعشرين من غشت من كل عام..

فمنذ اعتلاء جلالته  أيده الله ونصره عرش أسلافه المنعمين ظهرت ملامح الشباب والفتوة على أبناء هذا الوطن العزيز شبابا وشيوخا ذكورا وإناثا.. وانتقلت البلاد إلى فضاء أوسع عطاءً وأكثر حريةً وأكثر بناءً وتشييداً.. فقد شهد المغرب نهضة شاملة وأعمال جليلة في مختلف الميادين والأصعدة، في ظل القيادة الرشيدة والسياسة الحكيمة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.. وانطلاقا من إخلاصنا لربنا جل جلاله، وحبنا لهذا الوطن العزيز علينا، وتقديرا لملكنا الهمام.. وسيرا على شعار المملكة المجيد: الله، الوطن، الملك.. فإننا نغتم هذا الفرصة السعيدة لكي نسجل بمداد الفخر والاعتزاز بعض الدروس والعظات:

فمن الدروس، أن بلادنا عرفت استقرارا مميزا في عهد الملوك العلويين مقارنة من باقي البلاد الأخرى، وهذا ما نحمد الله تعالى عليه ونشكره عليه، ونسأله المزيد من الطمأنينة والأمن والأمان، فهو القائل:(ولئن شكرتن لأزيدنكم).. وما قد يصيب البلاد من مصائب أو ابتلاءات، فإنما هو من قبيل التذكير لنا من الله تعالى بهذه النعمة التي لا يقدرها كثير من المواطنين حق قدرها..

ومن الدروس كذلك، أن على أبناء الشعب كلهم، وخاصة الشباب منهم أن يساهموا تحت القيادة السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس في تقدم البلاد ورقيها، وأن يكونوا في مستوى الحدث، وفي مستوى الشبابية.. وعلى الشباب المغاربة قاطبة أن يضعوا نصب أعينهم واجبات أربع محددة :

  1. الواجب الأول: واجب الفهم الصحيح للإسلام، فدين الدولة هو الإسلام، وهو صمام الأمان لبلادنا من كل الفتن والأهوال..وفي نفس الوقت فالفهم الصحيح يعصم شبابنا من التهور والتنطع والقيام بأعمال لا تمت إلا الدين بصلة البتة..
    2.  الواجب الثاني: العمل بالإسلام.. أجل عباد الله، لا يكتفي الإسلام من المسلم بمجرد المعرفة الذهنية أن يقرأ ويتفقه ويمتلئ رأسه علما، ثم لا شيء بعد ذلك.. كلا ! الإسلام يريد العلم الذي يثمر عملاوقد استعاذ النبي(ص) من العلم الذي لا ينفع صاحبه حيث قال:{ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن عمل لا يرفع، ومن دعوة لا يستجاب لها} [رواه مسلم].. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستعيذ بالله من المنافق العليم ! قيل له : يا أمير المؤمنين أيكون منافقا وعليما؟ قال: “نعم عالم اللسان جاهل القلب !!” .. وفي الأثر”العلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة الله على ابن أدام، وعلم في القلب، فذلك هو العلم النافع”..

 

  1. الواجب الثالث: واجب الدعوة إلى الإسلام، وذلك بالقدوة الحسنة أولا، أن يكون الشاب مثالا في أخلاقه الكريمة، ومثالا في عمله ودراسته، ومثالا في نفعه لأبناء أمته.. وكذلك بالدعوة إلى الإسلام  بالحكمة والموعظة الحسنة الجدال بالتي هي أحسن..قال تعالى:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المحسنين)[فصلت32]
  2. الواجب الرابع: واجب الترابط على الإسلام..إن الشباب الذين وطنوا أنفسهم على أن يفهموا الإسلام فهما صحيحا، وعلى أن يؤمنوا به إيمانا عميقا، وعلى أن يتواصوا به ويدعوا إليه ينبغي أن يتعاونوا فيما بينهم وأن يترابطوا فيما بينهم في أفق طاعة الله جل وعلا وفي أفق خدمة هذا الوطن والرقي به إلى أعلى مراتب الخير التقوى والحب والرخاء.. على الشباب أن تربطهم علاقة الأخوة الإسلامية، وتسود بينهم روح المواطنة والتحاب والتفاهم في القضايا المشتركة، وان اختلفت الرؤى والأفكار.. فالواجب على الشباب أن يوطنوا أنفسهم على المضي نحو المصلحة العامة  والهدف الكبير للدين والوطن و مساعدة ملكنا   الطموح على الإصلاح ، وان لا تضيق بهم الانتماءات المختلفة، وتفوت عليهم تحقيق مصلحة البلاد والعباد..

أحبتي في الله

إن الاحتفال بعيد الشباب  إنما يجدد إيمان الشعب بصدق إيمان قائده٬ و يقوي همته مما يشاهده كل يوم من قوة عزيمته في العمل و يستعرض بكل فخر و اعتزاز٬ ما تحقق في عهده الميمون من جليل الأعمال و المنجزات في شتى المجالات٬ هدفه الأسمى الرقي بالأمة و إسعاد الإنسان٬ و تثبيت قدم الوطن٬ في تمسك بالثوابت الوطنية و الروحية و انفتاح على ما يميز العصر من علوم و ابتكارات.

عيد الشباب  أيها المؤمنون، إنما هو تذكير بالشباب القوي بإيمانه، المؤمن بمقدساته، الفخور بإنجازات بلده، المتطلع إلى غد مشرق بقيادة ملكه . وإن الشعب المغربي على اختلاف طبقاته وبكل أبنائه وفئاته إذ يستقبل باستبشار كبير طلعة هذا اليوم السعيد المجيد ليستحضر بكل الفخر والاعتزاز الرصيد الثمين والهائل من المنجزات التي حققها له جلالته  بروح نضالية عالية، تستهدي بها الأجيال، وتستشف منها سجايا الصبر والفرح والإرادة والتصميم على أداء الأمانة وتبليغ الرسالة نشدانا لخدمة مصالح الأمة ورفاهية أبنائها،    ومن الدروس المستفادة من الاحتفال بعيد الشباب المجيد كذلك، هو ضرورة الاستعانة بالدعاء..الدعاء للوطن الحبيب بالبركة والخير والرخاء والأمن الأمان، والدعاء لأمير المؤمنين بالتوفيق والسداد والعون على تحمل مسؤولية البلاد والعباد، وأن يجعله خير خلف لخير سلف، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين، وأجرني الله وإياكم من عذابه المهين، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

الخطبة الثانية:

الحمد لله المستحق لكل ثناء وحمد، أوضح لنا سبيل العزة والمجد، وأمرنا بالوفاء بالعهد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين الذي جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.

أما بعد، عباد الله، في نفس الشهر الذي يحتفل به المغاربة بذكرى عيد الشباب المجيد، يتجسد وحدة هذا الشعب الأبي والغيور على دينه ووطنه في ذكرى أخرى عزيزة، ألا وهي ثورة الملك والشعب التي انتفض فيها الشعب ضد الاستعمار الغاشم بقيادة بطل التحرير والاستقلال محمد الخامس طيب الله ثراه، رفقة وارث سره وولي عهده آنذاك الملك الحسن الثاني رحمه الله تعالى..

والذي يمكن قوله في هذا المقام أنه لم ليبلغ المغاربة هذه المكانة في الوحدة والجهاد والوطنية لولا أنهم استعانوا بالله تعالى ونهض شيبهم وشبابهم بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل واحد منهم على الوجه الأكمل وعلى النهج القويم.. ولم يكن الله تعالى لينصرهم لولا أنهم نصروا دينه ورفعوا راية الحق خفاقة وتواضعوا لله تعالى ذي الجلال والإكرام.. وهذا وعد به الله تعالى عباده حين يتحقق الشرط اللازم لذلك..

قال تعالى:( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) صدق الله العظيم..
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، إنك أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت..
عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، حيث قال: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.  اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم يا خير مسؤول..
اللهم وفق عبدك الخاضع لجلالك، المتواضع لعزك وسلطانك، الملك محمد السادس، اللهم احفظ به البلاد، واقض على يديه مصلحة العباد، واجعله ضدا على الفساد، اللهم وفقه للخير وأعنه عليه، وقيض له بطانة صالحة للحق آمرة وللباطل ناهية، اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه، وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه.. اللهم واحفظه في ولي عهد الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه  الأمير الجليل مولاي رشيد.. وتغمد اللهم برحمتك الواسعة  المرحومين: الحسن الثاني، ووالده محمد الخامس طيب الله ثراهما.
اللهم وحد كلمة المسلمين وقادتهم في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما فيه الصلاح والفلاح، اللهم ردهم إلى كتابك وسنة نبيك ونهج أسلاف هذه الأمة المشهود لهم بالخيرية …اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين…
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل ا لشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان، وطهر بيت المقدس وجميع بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين.. اللهم إنا نجعلك في نحورهم، نعوذ بك من شرورهم..اللهم اصلح أحوالنا، واختم بالصالحات أعمالنا، اللهم بارك في أرزاقنا، وسدد خطانا على الخير..

عباد الله ،  اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الدكتور عبد الهادي السبيوي

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *