عاشوراء بين الاتباع والابتداع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادية له؛وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛وأشهد أن محمدا عبد ه ورسوله؛ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته؛ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون؛يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس وحدة “وخلق منها زوجها” وبث منهما رجالا كثيرا ونساء؛ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام؛إن الله كان عليكم رقيبا ؛يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ،يصلح لكم أعملكم ويغفر لكم ذنوبكم ؛ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد.
أحبتي في الله ، إخوة الإيمان أيها المسلمون ،أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل؛ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ؛ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا .
عباد الله ،
إن شهر المحرم شهر عظيم مبارك؛ وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها ، إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم” أي فلا تظلموا في الأشهر الحرم أنفسكم بالذنوب والمعاصي لأنها أوكد وأبلغ في الإثم من غيرها؛ فعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قال ، السنة إثنا عشر شهرا” منها أربعة حرم: ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”رواه البخاري ؛
ومن فضائل شهر الله المحرم وبركته ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال، قال رسول الله عليه وعلى آله وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” والظاهر أن المراد جميع شهر المحرم؛ ولكن ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لم يصم شهرا كاملا قط :غير رمضان؛ فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم ؛لا على صومه كله؛ وقد ثبت أن النبي عليه وعلى آله وسلم:كان يكثر من الصوم في شعبان؛ ولعله لم يوح إليه بفضل المحرم إلا في آخر الحياة؛ قبل التمكن من صومه؛ ومن بركات هذا الشهر المحرم أن اليوم العاشر منه هو يوم عاشوراء؛ ذلكم اليوم الشريف المبارك :ولهذا اليوم حرمة قديمة ذلك لأن الله تعالى أنجى فيه عبده ونبيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه ؛ وأغرق عدوه فرعون وجنوده؛ وقد صام موسى عليه الصلاة والسلام؛ هذا اليوم شكرا لله عز وجل؛ وكانت قريش تصومه في الجاهلية؛ وكانت اليهود أيضا تصومه؛ وقد كان صومه واجبا قبل فرض رمضان ثم صار مستحبا؛ كما جاء في الصحيحين عن عائشة قالت كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه: فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه؛ ومن شاء تركه؛
أحبتي في الله
جاء في الصحيحين أيضا؛ عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء، فقال لهم ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجي الله فيه موسى وقومه؛ وغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى شكرا” فنحن نصومه” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن أحق وأولى بموسى منكم ” فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم :وأمر بصيامه؛ وفي صيام يوم عاشوراء؛ فضل عظيم يتمثل في أن صيامه يكفر السنة الماضية ؛ كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء” فقال، يكفر السنة الماضية وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذوا الفضل العظيم؛ وقالت طائفة من اهل العلم يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع؛ أخرج الإمام مسلم من حديث عبد الله ابن عباس قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، فقالوا يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال فلم يأتي العام المقبل؛ حتى توفي رسول الله؛ وعلى هذا، فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده؛ ولا يكره إفراده بالصوم ولو وافق يوم الجمعة أو يوم السبت” وفوقه أن يصام التاسع معه؛ وكلما كثر الصيام في محرم” كان ذلك أفضل وأطيب؛ وقد ذكر العلماء في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها؛ أحدها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على صوم العاشر؛ الوجه الثاني أن المراد به” وصل يوم عاشوراء بصوم” كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده؛ الوجه الثالث” الإحتياط في صوم العاشر” خشية نقص الهلال” ووقوع غلط؛ فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمن” وأقوى هذه الأوجه” هو مخالفة أهل الكتاب؛ولهذا قال النووي رحمه الله ولعل السبب أن لا يتشبه باليهود في إفراد العاشر”
أيها الإخوة المؤمنون” قد يتوهم كثير من الناس أن صوم عاشوراء” يكفر الذنوب كلها” صغائرها” وكبائرها” وهذا غرور ومنكر من قول وزور” وجهل هؤلاء المغرورون” أو تجاهلوا أن صوم رمضان” والصلوات الخمس” أعظم من الصيام يوم عرفة” ويوم عاشوراء” وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر” فرمضان إلى رمضان” والجمعة إلى الجمعة” لا يقويان على التكفير صغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها” فيقوى مجموع الأمرين على تكفير صغائر” كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، الصلوات الخمس” والجمعة إلى الجمعة” ورمضان إلى رمضان” مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر؛ رواه مسلم :ومن المغرور من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه” لأنه لا حاسب نفسه على سيئاته” ولا يتفقد ذنوبه” وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها” كالذي يستغفر الله بلسانه” أو يسبح الله في اليوم مائة مرة” ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره” فهذا أبدا يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والنمامين والكذابين” إلى غير ذلك من آفات اللسان وذلك محض غرور”
نفعنى الله وإياكم بالقرآن المبين وبحديث سيدي المرسلين وأجارني وإياكم في العذاب المهين وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله العلمين
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين؛بديع السماوات والأرضين ،أحمده تعلى وأشكره، وأستعين به وأستغفره، وأومن به وأتوكل عليه، وأبرا من الحول والقوة إليه ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؟
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى بفعل الطاعات، وترك المعاصي والموبقات، واجتناب البدع والمحدثات، ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فأولئك هم الفائزون،
عباد الله اتقوا الله تعالى” واعلموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صام يوم عاشوراء وأمر المسلمين بصيامه، لأنه اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى، وأظهره على فرعون وجنوده، فهذا غاية ما يختص به هذا اليوم، بالإضافة إلى يوم التاسع مقرونا به مخالفة لليهود،أما تخصيص عاشوراء، بأصناف شتى، من القربات كإطعام الطعام أو إلاغتسال أو الإكتحال أو التزين أو التوسع على الأهل والأولاد أو توزيع الحلوى أو المصافحة أو الحناء أو طبخ الحبوب أو إظهار السرور أو نحو ذلك،فلم يرد في شيئ من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين” لا أئمة الأربعة” ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا، لا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة ولا التابعين” لا صحيحا” ولا ضعيفا،ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث”مثل ما رووا، أن من اكتحل يوم عاشوراء؟ لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء؟ لم يمرض كذلك العام ، وأمثال ذلك “وروي في حديث موضوع مكذوب”على النبي صلى الله عليه وآله وسلم،أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة” ورواية هذا كله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كذب” أيها الإخوة المؤمنون” لا يخفي عليكم ما مر بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث” ومنها مقتل الحسين ابن علي” رضي الله عنه في يوم عاشوراء” فاتخذت الشيعة ذلك اليوم، يوم مأتم وحزن ونياحة” وأظهرت فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب” والتعزي بعزاء الجاهلية” وإنشاد قصائد الحزن ورواية الأخبار الموضوعة التي لا يصح فيها شيء،عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ولبس السواد وتعذيب أنفسهم وأهليهم بالضرب والقسوة، واتخذوا ذلك كله دينا يتقرب به إلى الله عز وجل” أم لهم شركاء ، شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله”
أيها الإخوة في الله” إتبعوا السنة وعضوا عليها بالنواجذ في كل ما تأتون وما تذرون” واجتنبوا الإبتداع في الدين في كل ما تقولون وما تفعلون” واجعلوا نصب أعينكم قول ابن مسعود؟ إتبعوا ولا تبتدعوا”
أحبتي الله ، في الوقت الذي يغفل الكثير عن سنة الصيام وهي أصح ما ينبغي فعله في هذه المناسبة، ترى الكثير يجتهد في أمور ثانوية صارت من العادات المستحكمة، حيث يخصون هذه المناسبة بطعام خاص وبإطلاق البخور، وزيارة القبور، والتوسعة على الأهل والصبيان، كما تتزين فيه النساء وتكتحل.
والأدهى والأمَرْ من ذلك هو ما نراه وما نسمعه من تفش للظواهر السلبية والعادات والبدع المذمومة والمشينة التي ينبغي التصدي لها والتنبيه إليها بشتى الوسائل، وتربية الأجيال على محاربتها. من ذلك ما يشيع بين الأطفال من لعب بالشهب المشتعلة والمفرقعات في هذه المناسبة مع ما في ذلك من أخطار على صحتهم وصحة غيرهم وما أكثر الحوادث المأساوية التي تطالعنا بها الجرائد كل صباح بسبب هذه المفرقعات التي خلفت عاهات مستديمة في صفوف أطفال أبرياء بعد أن أعمى الطمع والجشع عيون بعض التجار الذين يروجون لهذه المفرقعات رغم محاولات السلطة منعها من التداول .
كما يشيع بين الشباب إشعال النيران المتلظية في ليلة عاشوراء واستعمال اطارات العجلات مع ما يحدثه ذلك من تلوث للبيئة وهي عادة مستهجنة مستقبحة، وربما كانت من بدع الشيعة إظهارا للحزن كما سبق.كما يشيع بين شباب المغرب كذلك التراشق بالماء كلما حلت ذكرى عاشوراء وهي عادة دخيلة وغير إسلامية، ورثها من ورثها عن اليهود.الذين كانوا يعتقدون أن التراشق بالماء في هذه المناسبة سبب للغيث ونزول المطر في العام المقبل .
والأدهى من كل هذه الضلالات والبدع المحدثة، أن ينشط السحرة والساحرات، وتتحرك الجاهلات من النساء لإذاية الأزواج وسائر الضحايا معتقدات أن سحر عاشوراء سحر نافذ لا يبطل. مع العلم أن السحر محرم في جميع شرائع الرسل عليهم السلام .
لأنه خصلة شيطانية، وخلة إبليسية، ولوثة كفرية، ففي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم}، وقد عد المصطفى صلى الله عليه وسلم السحر من السبع الموبقات -أي: المهلكات- كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : (( ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر )) .
عباد الله إن الواجب العظيم يفرض على كل منا تكثيف الحصانة العقدية الإيمانية ضد هذه الأعمال الشيطانية، ، لما تمثله من خطر على الأمة وإخلال بأمن المجتمع، وإفساد لعقائد الناس، واستهانة بعقولهم، وابتزاز لأموالهم.
كما ننصح هؤلاء السحرة والمشعوذين وخصوصا نساء المسلمين ، ونقول لهم : اتقوا الله في أنفسكم وأنقذوها من عذاب الله ، فلا بد سيأتي يوم ويقف فيه الكلُّ بين يدي الله تعالى ، فماذا أنتم قائلون فيما سعيتم فيه من إلحاق الأذى بالمسلمين ، او لم تسمعوا قول الله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب
وأنت أخي المسلم إن كنت تحب الله ورسوله فعليك بصيانة نفسك وأسرتك ومالك من هؤلاء المنحرفين عن نهج الله تعالى وفطرته ، وألا تكون فريسة لهؤلاء الكذابين والمشعودين واعلم رعاك الله أخي المسلم أختي المسلمة أنَّ الضررَ والنفعَ بيدِ اللهِ سبحانَهُ وتعالَى، وهو ما يؤكده َ الصادقُ المصدوقُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ حيث قال :« وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ »رواه الترمذي.
أحبتي في الله
قال الله تعالى، إن الله وملائكته يصلون على النبي” يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” اللهم صل على محمد” وعلى آل محمد” كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم ” وبارك على محمد” وعلى آل محمد” كما باركت على إبراهيم” وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد” وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين” والأئمة المرضيين” أبي بكر وعمر وعثمان وعلي” وعن أصحاب رسول الله أجمعين” وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين” اللهم وفق مولانا محمد السادس للخير وأعنه عليه” اللهم وفقه لما تحب وترضاه” اللهم أصلح به البلاد والعباد” اللهم أره الحق حقا وارزقه إتباعه” وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه” اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا”وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا” واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير” واجعل الموت راحة لنا من كل شر” اللهم أصلح شباب الإسلام والمسلمين، ووفقه للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير” برحمتك يا أرحم الراحمين” يا رب العلمين” اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا،ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الرحمين يا رب العلمين اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافينا فيمن عافيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا سوء وشر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضي عليك، إنه لا يعز من عاديت، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت” اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب ومجيب الدعوات،اللهم اغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، برحمتك يا ذا الجلال والإكرام” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين”””
د/عبد الهادي السبيوي