صوفية الطريقة السمانية بإفريقيا يتضامنون مع الوحدة الترابية للملكة المغربية

صوفية الطريقة السمانية بإفريقيا يتضامنون مع الوحدة الترابية للملكة المغربية

مداخلة الدكتور هاشم أحمد الطيب الفاتح محمد الفاتح قريب الله شيخ الطريقة السمانية، أستاذ جامعي بجامعة أم درمان السودان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحمد لله الذي وفقنا للمشاركة في هذه الندوة الدولية الهامة،وقد عودتنا مؤسسة محمد بصير للدراسات والأبحاث والاعلام دائما، ومن خلال الزيارات والمشاركات في هذه الندوات،على مخاطبة القضايا الحيوية التي تهم المملكة المغربية، والقضايا الهامة التي تتعلق بمصير الأمة الإسلامية وبالأمة العربية. وكل ذلك بهدف أن تقدم لهذه الأمة ما ينفعها، فنسأل الله أن يتقبل منكم هذا الجهد الكبير وأن يجعله في ميزان حسناتكم آمين.

 ونحن نشكر لكم السيد مولاي عبد الهادي بصير ومن خلالكم للشيخ الفاضل مولاي إسماعيل بصير ولكل آل البصير، وعبركم لمولاي أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله هذا الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية والعربية، ونقول:إننا في السودان نراقب مراقبة حثيثة كل ما يدور في المملكة المغربية.

أيها الإخوة الكرام، لقد مررنا في السودان من تجربة مؤلمة وهي فصل جنوب السودان عن السودان، وهذا ما يجعلنا من أكثر الناس إحساسا بالحكومة المغربية وبالمواطن المغربي وبجلالة الملك نصره الله وأيده، أن يفقد المغرب حوالي خمسة وعشرين في المائة من أراضيه الشاسعة، وأن يفقد جزءا عزيزا من مواطنيه، لذلك لانود بحال من الأحوال أن نغفل عن الوحدة الترابية المغربية، فنحن كمواطنين سودانيين قبل أن نكون في الطريقة السمانية، نحن نتضامن مع المغرب ملكا وحكومة وشعبا، وندعو كل الأفارقة لكي يقفوا سدا منيعا لإجهاض هذه المحاولات البائسة التي تحاول أن تنزع الصحراء من المغرب، وهذا لن يكون بإذن الله تعالى، وأقول:إن الانتفاضة الشهيرة التي قادها المناضل الشهيد محمد بصير ضد المستعمر الإسباني تبين بصورة واضحة أن لهذه الزاوية البصيرية دورا مهما في الحفاظ على وحدة الأراضي المغربية، فهذه الزاوية لازالت تقدم من الجهد ومن العمل الدؤوب،الذي صوب نحو أهم قضية محورية الآن في المملكة المغربية، وهي المحافظة على وحدة الأراضي الترابية المغربية، لذلك نرى أن المستعمر الإسباني، ومن خلال وجوده بالصحراء المغربية اجتهد اجتهادا كبيرا في أن يفصل هذه الصحراء عن المملكة المغربية وعن شعب المغرب.

 وبذلك أخبركم بأننا بدأنا اتصالات مع شيوخ الطريقة السمانية في كافة الدول الإفريقية، وتحدثنا معهم بأن يعملوا على التأثير على حكوماتهم بشأن الوقوف مع المغرب في وحدة أراضيه وسلامتها، وهذا سيكون له إن شاء الله أثر كبير جدا في مستقبل الأيام، ونحن سنكون معكم على اتصال، وهذا الأمر نحن نقدمه إحساسا منا بأحقية المغرب في أن يحافظ على أراضيه ومواطنيه، وأن المغرب ضل يمارس سياسة حكيمة وعادلة، خاصة بعد تولي أمير المؤمنين مولاي محمد السادس نصره الله وأيده الحكم.

 وهذه النهضة الكبيرة التي شهدتها الأراضي المغربية من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها، وهذا التمييز الإيجابي لمواطني الأقاليم الجنوبية، كل هذا يدلل وبوضوح أن نية المغرب في النهوض بهذه الصحراء إلى مصاف التمدن والحضارة، وأن يكون هناك بنية تحتية قوية يستطيع من خلالها مواطن الأقاليم الجنوبية أن يصل الى التنمية والتقدم والازدهار.

 ولذلك وكما أسلفت نحن قمنا والحمد لله بالاتصال بعدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية، وخاصة الذين في دول غرب إفريقيا وتحدثنا معهم بأن يكون لهم دور كبير في التأثير على حكوماتهم كي يقفوا مع المملكة المغربية في وحدة أراضيها، وهذا حق أصيل للمغرب في الدفاع والمنافحة عن وحدة أراضيه، وأرى أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على وحدة أراضيه هو الذي شكل دافعا لدى الانفصاليين بأن يرجعوا إلى الدولة الإسبانية.

هذه الدولة التي كانت تحتل الصحراء المغربية، ويوظفوها لكي يغطوا على هذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير الذي حققته المملكة المغربية في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، وهذا الاعتراف وإن تأخر أرى أنه سيكون فتحا كبيرا على المغرب في مقبل الأيام.

 ولذلك أرى أن الدبلوماسية الشعبية التي تمثلها الطريقة البصيرية، والتي يمثلها أيضا أبناء التصوف في إفريقيا وفي الوطن العربي وفي كل البقاع، لا بد أن يكون لها دور تاريخي في تأكيد هذه الوحدة، ولا بد لهم أن يعملوا بكل السبل على أن ينصفوا هذه القضية العادلة، فصحراء المغرب منذ قديم الأزل ضلت مرتبطة بالمغرب كما تحدثنا في الندوات السابقة، وأنا لا أود أن أكرر هذا الكلام، فسيادة المغرب على صحرائه قضية أساسية لا جدال حولها، ولقد توصل كل الناس في إفريقيا وفي غيرها الى أن المغرب هو السيد على كل أراضيه، وأن الصحراء مغربية وأنها جزء لا يتجزأ من المغرب.

 ولذلك وباسم الطريقة السمانية في عموم إفريقيا نتضامن مع المملكة الغربية في وحدة أراضيها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق جلالة الملك في مساعيه التنموية والاستمرار في مشاريع التنمية والازدهار والرخاء لساكنة الأراضي الصحراوية، وأن يعين ساكنة الأقاليم الجنوبية على تكريس هذه الوحدة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد إخواننا في الجزائر عن هذا الدور السيئ للغاية الذي يقومون به ضد جمع شمل المغرب بباقي أراضيه.

 وإنه لابد للشعوب المغاربية في إطار تأسيس الاتحاد المغاربي أن يقفوا مع مصلحة الشعوب، لأن إثارة هذه القضايا الخلافية التي يقوم بها الإخوة في الجزائر ستعود عليهم بالسوء لامحالة، فبدل أن ينفقوا أموال دافعي الضرائب من الجزائريين في سبيل تطوير وتحسين وتنمية الجزائر، ينفقونها في سبيل تأجيج الصراعات في المنطقة وإذكاء روح الخصام بين الدول، التي كان من الممكن أن تحققالتكامل الاقتصادي والتناغم السياسي الذي يعود على سكان المناطق في المغرب العربي وفي العالم الإسلامي بالخير والرفاه.

 وبالمناسبة نحن نكرر مطالبنا للدولة الإسبانية بالكشف عن مصير المجاهد محمد بصير، لأن هذه القصية هي في المقام الأول قضية إنسانية، وسنضل ندعم حق آل البصير وحق الدولة المغربية في الكشف عن مصير المجاهد محمد بصير، ولا بد للدولة الإسبانية أن تقدم كل الوثائق التي تكشف عن مصير هذا المناضل، لأن هذا المناضل ليس رمزا للصحراء المغربية وليس رمزا للمغرب فقط، وإنما هو رمز للمجاهدين الذين ضلوا يجاهدون في سبيل أن تكون البلاد العربية والإسلامية مزدهرة وتحت حكم وطني، وهم الذين رفضوا الاستعمار وخرجوا لأجل تحرير هذه البقاع من رقبة الاستعمار، ولذلك نحن نكرر مطالبنا بالكشف عن مصير المجاهد محمد بصير، ونسأل الله تعالى أن يكون ذلك في هذه الأيام القليلة المقبلة.

 ونطلب أيضا وبصورة خاصة وبإلحاح شديد من الحكومة المغربية أن تواصل دعمها لهذه القضية الإنسانية غير السياسية، هذه القضية العادلة في أن يعرف آل بصير والمغاربة، مصير هذا المجاهد الذي ضل مصيره مجهولا منذ انتفاضة الزملة التاريخية بالعيون، هذا الرجل الذي كان له الدور البارز في تحرير الصحراء المغربية.

ونحن قد تحدثنا في مرات متكررة وقلنا أن هذا المناضل هو مناضل وحدوي وليس كما يدعي الإخوة في جبهة البوليساريو بأنه كان زعيم للانفصال،-حاشاه أن يكون هذا عمله-، لأنه خرج من هذه الزاوية الموجودة في جبال الأطلس، هذه الزاوية التي ضلت تقدم لساكنة المغرب الكثير والكثير،هذه الزاوية التي أرى أنها رمز من رموز الوحدة بين شمال المغرب وجنوبه، هذه الزاوية التي نعتز ونفتخر بها، لأنها تقدم التصوف بصورة وبخطاب معاصر، ومعالجتها للقضايا الأساسية للأمة، التي تشغل بال المجتمعات، وهذه الزاوية هي زاوية نموذجية لا بد لنا أن نحتذي حدوها، وأن نعمل على أن تكون هذه البرامج التي تخرج منها لفائدة كل المجتمعات الإسلامية وخاصة أهل التصوف.

وأشكركم مرة أخرى لإتاحة الفرصة لي أن أخاطبكم عبر الأثير، وكنت أود أن أكون بينكم وأتشرف مرة أخرى لأنافح وأكافح وأدافع كمواطن سوداني محب للمغرب ولملك المغرب ولحكومة المغرب ولشعب المغرب في هذه القضية التي هي قضيتنا الأولى، وسندافع عنها ونعمل على إحقاق الحق فيها الى أن نلقى الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *