شيخ الزاوية البصيرية يدعو إلى إعادة قراءة التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية
قال مولاي اسماعيل بصير في الذكرى السادسة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، “إننا في وطننا وفي صحرائنا، مرتبطين بملكنا وبوحدتنا، ولانحتاج لبعثة الأمم المتحدة المينورسو لمراقبتنا أو التدخل فينا”، مضيفا في مداخلته الافتتاحية بعنوان” دلالات مرور مائة سنة على وجود زاوية آل البصير الصحراوية في بني اعياط بأزيلال “، أنه ينبغي أن “نعبر اليوم عن هذا الشعور بكافة وسائل التعبير”.
وأضاف، في ندوة علمية دولية نظمتها الزاوية البصيرية اليوم ببني أعياط، أن من أهم دلالات هذه الذكرى هي “أن تاريخ الزاوية البصيرية من الصحراء المغربية إلى الجبال الأطلسية تعد رسالة للخلف تحثهم على ضرورة السير على منهج السلف”، كما أنها “رسالة لكل الصحراويين أن هذا يعد جزءا لايتجزأ من تاريخكم الحقيقي، وألا تعتدوا بما يفتريه قادة البوليزاريو ومن يسيرهم بالجزائر من تاريخ مزور لصحرائنا”، وقال في رسالة وجهها إلى الصحراويين في تندوف “آن الأوان لتقفوا وقفة مع أنفسكم وتعودا إلى الصواب، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل”.
وأكد أن كل ما يتصل بالزاوية البصيرية من حيث تنقلاتها من الصحراء إلى جبال الأطلس بأزيلال، علاوة على تاريخ أعلامها ورجالاتها وأسلافها، ومختلف الأدوار الطلائعية التي أدتها عبر التاريخ، يجعل منها نموذجا للزاوية المغربية الوحدوية التي تعتبر دليلا قويا على ارتباط شمال المغرب بجنوبه، ونموذجا قويا للزوايا الفاعلة التي تعمل على ترسيخ الثوابت المغربية، والدفاع عنها بكل تفان.
وأضاف قائلا إنه إذا استطاع أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية تزوير التاريخ، والعمل على صنع جيل بأكمله يحمل تاريخا مزورا لتاريخ الصحراء المغربية، فإنهم لن يستطيعوا تزوير الجغرافية والآثار، ولن يستطيعوا التأثير في القلوب المخلصة المرتبطة بحب وطنها وحب ملوكها”.
وأشار إلى ان الزاوية البصيرية ذات الأصول الصحراوية تنادي الصحراويين في كل مكان، وتنادي المجتمع الدولي، وتقول لأعداء الوحدة الترابية من قلب الجبال الأطلسية، أن أصولها صحراوية أصيلة، وأن وجودها تشهد عليه كل الأصقاع الشمالية المغربية، متسائلا “فلم تركبون رؤوسكم وتصرون على فصل مواطنين عن وطنهم الأصلي، وتضيعون أعماركم وأوقاتكم في الباطل، وفي تأليب دول العالم في المحافل الدولية؟
وأضاف موجها خطابه إلى الانفصاليين “فلا تصدقوا قادة البوليزاريو ومن يدعمهم، الذين زوروا كل صغيرة وكبيرة تتصل بتاريخ الصحراء المغربية، وصنعوا جيلا غسلوا دماغه بترهاتهم التي تخدم مصالحهم”، داعيا إلى إعادة قراءة التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية، ومؤكدا أن آباء بعض أعيان وقادة البوليزاريو مدفونون في مقبرة الزاوية البصيرية، وأن تاريخ رجالات الصحراء المذكورين بكتاب النزر اليسير من مناقب زاوية آل البصير تمت ترجمته للغة الأردية من قبل بعض علماء باكستان، بعد أن اطلعوا عليه وأعجبوا به.
وبخصوص قضية الاختفاء القسري الذي تعرض له سيدي محمد بصير، فقال شيخ الزاوية “إننا لانزال نتابعها بجدية مع بعض أصدقاء الزاوية في أوربا وفي كل مكان، مستمرين في الضغط على إسبانيا حتى تقول الحقيقة، ولا أخفيكم سرا أننا وجدنا مساعدة ودعما من برلمانيين في إيرلندا وبريطانيا والبرلمان الأوربي، ولم نجد ذلك من البرلمان المغربي ولا من الحكومة المغربية ولا من مختلف الهيئات الوطنية التي تعنى بهذا الشأن”.
ولكن ـ يضيف مولاي اسماعيل ـ تكفينا هذه الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لذكرى الفقيد محمد بصير، والتي عرفت به وبقضيته على أكثر من صعيد، ولولا ذلك لكان هذا الملف سيطويه الزمان ويلفه النسيان، مشيرا إلى أن “خطوات جلالة الملك المباركة الناجحة ومواقفة الحكيمة الحازمة، وديبلوماسيته الفعلية التي اتخذها لإيقاف مخططات الأعداء المتعددة، وكسب الرهان على أكثر من صعيد”.