رمضان فرصة تغتنم
د/عبد الهادي السبيوي
الحمد لله الكريم المنان، الذي أكرمنا بالقرآن وجعله معجزة إلى آخر الزمان، لا يخلق من كثرة الترداد ولا تنقضي عجائبه، ولا تنفني مطالبه، جعله الله ربيع قلوب أهل الإيمان وحفظه من الزيادة والنقصان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنال بها الغفران، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله حث على تعلم القرآن صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
الخطبة الأولى:
أما بعدُ معاشرَ الصائمين ، أرأيتم ، ما أسرعَ ما تمضي الأيامُ ، ضيفُنا الكريمُ شهرُ رمضانَ ، ضيفٌ عزيزٌ علينا ، استقبلناهُ في آماسٍ مضتْ ، وها هوَ قد اقترب من المنتصفَ ، لقدْ مضى من رمضانَ صدرُهُ، وانقضى شطرُهُ، واكتمل بدرُه ، فاغتمنوا فرصةً تمرُّ مرَّ السحابِ، ولِجُوا قبلَ أنْ يُغلقَ البابُ ، فإنَّه الضيفُ يوشكُ أن يرتحلَ، ويوشكُ الشهرُ أن يكتملَ ، فأحسنوا فيما بقيَ ، يُغفَرْ لكم ما قد سَلفَ ، قال تعالى ( وإني لغفارٌ لمن تابَ وآمن وعملَ صالحا ثم اهتدى ) ها نحن على ابواب النصفُ من رمضانَ ، وبين صفوفِناَ الصائمُ القائمُ ، المحسنُ الجوادُ ، نقيُّ السريرةِ ، طيبُ الأخلاقِ فهنيئاً لهؤلاءِ العاملينَ ما أسلفوه عندَ ربِّهم ، وما قدمُوه لأنفسِهم .
مرت علينا حتى اليوم احد عشر يوما من رمضان ، وبينَ صفوفِنا صائمٌ عنِ الطعامِ والشرابِ، ولكنَّهُ مقصرٌ في الواجباتِ ، متكاسلٌ عن الطاعاتِ ، مقيمٌ على المُلهياتِ ، غافلٌ عن تلاوةِ الآياتِ ، ألهاهُ شبابُهُ ، وغرَّهُ أترابُه ، وما علمَ أنَّ الأعمارَ تنتهي ، فليته نظرَ إلى عاقبتِهِ ، و تأملَ في آخرتِهِ.
أيها المفرطونَ في شهرِ رمضانَ القائمِ، هل أنتم على يقينٍ من العيشِ إلى رمضانَ القادمِ قوموا بحقِّ شهرِكُم، واتقوا اللهَ في سرِّكم وجهرِكم ، واعلموا أنَّ عليكُم ملَكَينِ يصحبانَكُم طولَ دهرِكُم ، ويكتُبانِ كلَّ أعمالِكم ، فلا تهتِكُوا أستارَكُم عندَ مَنْ لا تخفى عليه أسرارُكم .
لنستدركَ أيها الأحبةُ المسلمونَ ، باقيَ الشهرِ، فإنهُ أشرفُ أوقاتِ الدهرِ، هذهِ أيامٌ يُحافَظُ عليها وتُصانُ ، فهي تاجٌ على رأسِ الزمانِ ، أيامُ رمضانَ يجبُ أنْ تُعظَّم وتصانَ وتُكرَمَ ولا تُهانَ ، فهل حبستُم فيها عن فضولِ الغيبةِ والبهتانِ ، وكففتم جوارحَكم عن اللهوِ والعصيانِ ، واستعددتم ليومِ العرضِ على الرحمانِ
في صحيحِ ابنِ خزيمةَ وابنِ حبانَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ صعدَ المنبرَ فقالَ: ((آمين، آمين، آمين))، فقال الصحابةُ: يا رسولَ اللهِ، إنكَ صعدتَ المنبرَ فقلتَ: آمين، آمين، آمين!!، فقالَ : ((إنَّ جبريلَ عليهِ السلامُ أتاني، فقالَ: من أدركَ شهرَ رمضانَ فلم يُغفرْ لهُ ، فدخلَ النارَ فأبعدَهُ اللهُ ، قُلْ: آمين ، قلتُ: آمين))
أحبتي في الله
لو تأمل كل منا في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن له أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية.
والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: هل نحن راضين عن أنفسنا ؟ وهل نعتبر أنفسنا ضمن الوضع الأفضل والأحسن؟ أم أننا نعاني نقاط ضعف وثغرات؟
وهل ما نحمله من أفكار وصفات، وما نمارسه من سلوك، شيء مفروض علينا لا يمكننا تغييره أو تجاوزه؟ أم أننا بصفتنا الإنسانية قد خلقنا اللَّه احراراً ذوو إرادة واختيار؟
فهذه التساؤلات أيها الأحبة كامنة في أنفسنا وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل، نتيحها لأنفسنا، لننفتح على ذواتنا، ولنسبر غورها، ونلامس خباياها وأعماقها . ورغم حاجتنا إلى هذه المكاشفة والمراجعة، إلاّ أن أكثر الناس منا لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح بسبب الغرق في المواقف الحياتية العملية، وهي كثيرة، ما بين ماله قيمة وأهمية، وما بين ما هو تافه وثانوي. وأيضا ما يتطلبه الوقوف مع دواتنا من اتخاذ قرارات تغيرية بشأن أنفسنا، وهذا ما يتهرب منه الكثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية لجسده، خوفاً من اكتشاف أمراض تثير مكامن الحزن في نفسه، وتلزمه الامتناع عن بعض المرغوبات، أو أخذ علاج معين.
وفي تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية التي لا تنتهي. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا». وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها». فلحظات التأمل ومكاشفة الذات، تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. كما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ثمرة المحاسبة إصلاح النفس”.
احبتي في الله : اعلموا رحمكم الله انه لا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان في أمر المراجعة الشخصية، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب، وبقية الشهوات التي يقوم بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك المواقف التي تعوقه عن مراجعة حساباته مع نفسه، مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية، لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم.
فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، وقراءة القرآن الكريم التي ورد الحث عليها في هذا الشهر المبارك، إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القرآن، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القرآن ونواهيه. فإذا قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، وبذلك يعالج المرء أمراض نفسه وثغرات شخصيته، فالقرآن {شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57]
كما أن كثرة الأدعية والتضرعات في هذا الشهر الكريم تمثل كنوزا تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته للتغيير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء. كما تؤكد في نفسه عظمة الخالق وخطورة المصير، وتجعله أمام حقائق وجوده وواقعه دون حجاب.
وهذا الشهر الكريم هو خير مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، ولتصفية كل الخلافات الاجتماعية، والعقد الشخصية، بين الإنسان والآخرين.لاسيما وان شهرَ رمضانَ هو شهرُ العتقِ من النيرانِ، وشهرُ فِكاكِ الرقابِ منْ دارِ الشقاءِ والحرمانِ ، فعنْ أبي أمامةَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ : ((للهِ عزَّ وجلَّ عندَ كلِّ فطرٍ عتقاء)) أخرجَهُ أحمدُ والطبرانيُّ.. وفي حديثِ أبي سعيدِ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ عندَ أحمد: ((إنَّ للهِ تباركَ وتعالى عتقاءُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ يعني في رمضانَ وإنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ دعوةٌ مستجابةٌ ))
فاجتهدوا أحبتي في الله ما استطعتم في إعتاقِ رقابِكم ، وفكاكِ أبدانِكم
ولتعلموا إخواني في الله أن هذا أوان التوبةِ والاستغفارِ، والأوبةِ والانكسارِ ، فمن لم يتبْ في رمضانَ؟ فمتى يتوبُ ؟ ورَغِمَ أنفَ رجلٍ أدركَ رمضانَ فلم يُغفرْ لهُ.إنَّ رمضانَ فرصةٌ للمذنبينَ، فجديرٌ بالمؤمنِ أن يُشمِّرَ، وحريٌّ بالغافلِ أنْ يتداركَ ما بقيَ ويغتنمَ ما هو آتٍ .
أحبتي في الله ،ما أجدَرنا أنْ نستثمرَ رمضانَ بالأعمالِ الصالحةِ ، والتجارةِ الرابحةِ ، ما أجدرنا أن نبذل المعروفَ ، ونمد يدَ العونِ للمحتاجينَ ، ونرعى الضعفاءَ والمعُوزينَ أسوة بنبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس ، وخاصة في رمضان ، إذ كان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما ، والحديث في الصحيحين .
وما أجدر بنا أن نقوم رمضان إيماناً واحتساباً سعيا وراء مغفرة ما تقدّم من ذنوبنا ، وما أحوجنا لان يكتب لنا قيام ليلة إذا ما قمنا مع الإمام حتى ينصرف كما أخبرنا بذلك صلى الله عليه وسلم. وكم سنكون سعداء لو استثمرنا فرصة رمضان وصلنا أرحامنا وزرنا مرضانا وحققنا معالم التواصل المفقود في حياة الكثير منا .
وما أحوجنا أحبتي إلى توسيع دائرة الأخلاق في التعامل مع الآخرين لأن دائرة الأخلاق من أوسع الدوائر التي يلج منها الصائم إلى رضوان الله تعالى ، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم عند الترمذي وغيره :” ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن “.فصاحب الأخلاق الفاضلة يزيده رمضان عطفاً على الآخرين واحتراماً لهم وتقديراً لظروفهم ، لا كما يفعله بعض الناس ممن تضيق أخلاقهم عند الصوم فتصدر منهم تصرفات مشينة ويكونوا سريعي الانفعال ولا يجعلون لرمضان حرمته.
احبتي في الله هذا الشهرُ كلُّهُ فُرصٌ فانتهزوها ، وأيامٌ فتداركُوها ، رحمَكم اللهُ ، وأعتقَ رقابَكم من النارِ ، وما تقدموا لأنفسِكم من خيرٍ تجدوهُ عندَ اللهِ هو خيراً وأعظمَ أجراً ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ، إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
عبادَ اللهِ
رمضانُ شهرُ تلاوةِ القرآنِ ، وتدبُّرِ آيِات الفرقانِ ، لقد شرَّفَكم اللهُ تباركَ وتعالى ، بهذا الكتابِ المباركِ ، فتدبروا آياتِهِ ، وتفكروا في بيِّناتِهِ ، وقِفُوا عندَ عِظاتِه ، فالسعادة والسرور في الرجوع إلى كتاب الله تعالى فهو والله أحسن الحديث {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} [سورة النساء – 87] ومن أصدق القول {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} [سورة النساء – 122].
ففيه الهدى والرشاد وفيه النور والشفاء إذا أقبل عليه المقبلون وخشع لتلاوته التالون وعمل بأحكامه العاملون وتدبره المتدبرون وحسبنا أول بيان من رب العالمين عندما أنزل آدم إلى الأرض {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طـه – 123].
قال ابن عباس رضي الله عنهما تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} أي في الدنيا {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ([سورة طـه – 124].
عودوا إلى كتاب ربكم واجعلوا لكم منه ورداً دائماً وشجعوا أبنائكم وذريتكم بالالتحاق بحلق القرآن ففيه البركة والسرور لا سيما في هذا الشهر الكريم فهو شهر القرآن .
ولا تنسوا أحبتي في الله ان السلف الكرام رحمَهم اللهُ كانوا يكثرونَ من ختمِ القرآنِ، فإذا جاءَ رمضانُ ازدادوا من ذلكَ لشرفِ الزمانِ، وكانَ جبريلُ عليهِ السلامُ يَلقى رسولَ اللهِ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ، فيدارسُه القرآنَ . وفي آخرِ عامٍ من حياةِ سيدِ الأنامِ ، عارضَهُ جبريلُ القرآنَ مرتينِ على التمامِ .وكانَ الأسودُ التابعيُّ رحمَه اللهُ يختمُ القرآنَ في رمضانَ كلَّ ليلتينِ، وكانَ يختمُ في غيرِ رمضانَ كلَّ ستِّ ليالٍ.وكانَ قتادةُ رحمَه اللهُ يختمُ القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ مرةً، فإذا جاءَ رمضانُ ختمَ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ مرةً، فإذا جاءَ العشرُ ختمَ في كلِّ ليلةٍ مرةً.
عبادَ الله، إنَّ رمضانَ فرصةٌ حقيقيةٌ للاستثمارِ الرابحِ معَ اللهِ ، واللبيبُ يدركُ والحصيفُ يعلمُ أنَّ الفُرصَ تلوحُ وتروحُ ، وقد لا تعودُ ، فاستثمروا رحمَكُم اللهُ ما بقيَ من حياتِكم ، وتزودوا لمعادِكم قبلَ مماتِكم ، (واتقوا اللهَ واعلموا أنَّكم ملاقوهُ ، وبشِّرِ المؤمنينَ) .وصلوا وسلموا رحمَكم اللهُ على خيرِ البريةِ محمدِ بنِ عبدِاللهِ.
اسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يجعلني وإياكم في هذا الشهر الكريم المبارك ، من عتقائه من النار .
اللهم إنا نسألك وأنت في عليائك ، وأنت الله لا إله إلا أنت ، أن تعتق رقابنا من النار ، ورقاب آبائنا وأمهاتنا ، وترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم أحينا سعداء وتوفنا شهداء واحشرنا في زمرة الأتقياء يارب العالمين .
اللهم إن للصائم دعوة مستجابة ، فاللهم إنا نسألك أن تغفر ذنوبنا ، وتستر عيوبنا ، وتهدي قلوبنا وتشفي مرضانا ، وترحم موتانا ، وتسدد ديوننا ، وتعافي من ابتليته منا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلوبنا على طاعتك، ولا تزغ قلوبنا بعد إِذ هديتنا، ولا تفْتِنا فِي ديننا، واجعل يومنا خيرا من أمسنا، وَاجعل غدنَا خيرا من يومنا، وَاجعل خيرَ أَعمارِنا أواخرها، وَخَيْرَ أعمالنا خواتيمها، وخير أَيامنا يوم نلقاك وَأنت راض عنا.
اللهم إِنا نَسْألك مُوجبات رَحمتك، وَعزائم مغفرتكَ، والسلامة منْ كل إثم، وَالغنيمة مِنْ كُل بِر، وَالفوز بالجنة، وَالنجاة من النَّارِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب .
اللهم امدده من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة، و اجعله لدينــــــك و لأمتك ناصراً و لشريعتك محكماً وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.
اللهمّ إنّا نسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تلبس أمير المؤمنين ثوب الصحّة والعافية اللهمّ خذ بيده، وّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، واكفه بركنك الّذي لا يرام، وأحفظه بعزّك الّذي لا يضام، واكلأه في الليل وفي النّهار، وارحمه بقدرتك عليه، ، يا مجيب دعوة المضطرّين. وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية المجيدة .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة،اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {