خلق الأمانة
الحمد لله الذي رفع شأن الأمانة وأعلاه وقضى في قدره على خلقه ألا يعبدوا إلا إياه له الحمد على عز من أطاعه وذل من عصاه وله الشكر على حلو نعمه ومر بلواه ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وعد من حفظ الأمانة بفسيح جنته و رضاه، وكره من أعرض عن أمره واتبع هواه وأشهد أن محمدا رسول الله وحبيبه ورضيه ومصطفاه. أدى الأمانة وأخلص في النصح لمولاه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد:
أيها المؤمنون عبادَ الله: اتقوا الله تعالى؛ فإن منِ اتّقى الله وقاه، وأرشدَه إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله -جلّ وعلا- عِزّ لصاحبها، وتمكين له، ورفعة في الدنيا والآخرة، والعاقبةُ دائمًا وأبدًا لأهل التقوى.واعلموا رحمكم الله أن الأمانةَ مسؤوليةٌ عظيمةٌ، وواجبٌ كبير، تحمَّلها الإنسان وتحمَّل تَبِعتَهَا في هذه الحياة، فالإنسان عبدٌ مؤتمَنٌ، أوجده الله من العدم، وخلقه بعد أن لم يكن، وعرَضَ عليه الأمانة فَقَبِلَهَا، قبلها مع تبعاتها وما فيها من مسؤوليةٍ عظيمةٍ، وتبعة كبيرة.
أما بعد ، أحبتي في الله
يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، “إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ ، فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ، وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا، {الأحزاب 72}
خلق الله السماوات بمن فيها من ملائكة ، وما فيها من جنة و نار، وما في الجنة من قصور و أنهار و أشجار وأطيار، وما في النار من لهيب و دخان و زقوم، و خلق الله الأرض، بما فيها من جبال وسهول و بحار ، وبما فيها من حيوان ونبات وجماد، ثم خيرها : أتقومين بواجب العبادة والطاعة، وتؤدين الفرائض والواجبات، ولك الحسنى إن أحسنت.وعليك العقوبة إن أسأت، قالت يا رب، خلقتنا للعبادة، نطيعك ما أبقيتنا، لا نخالف لك أمرا، نبغي السلامة لا ثواب و لا عقاب، فهي في عوالمها في عبادة مطلقة، تسبح بحمد ربها، يقول جل جلاله، ” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ” {الإسراء44}. وكلما تقدم الزمن، ازداد الإنسان معرفة بعبادة الكون ، لله رب العالمين، فالسماوات ومن فيهن، كل ما فيها يسبح، نعم ، والأرض و ما حوت كل ما فيها يسبح فقد أعطى الله لكل شيء طريقته، وألهمه عبادته، رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى {طه50}. أعطى لكل مخلوق الصورة التي تناسبه ، ثم هداه إلى وظيفته التي خلقه من أجلها، وهي العبادة والخضوع لله الواحد القهار. فكل ما في الكون يؤدي واجب العبادة على أكمل وجه، يقول جل جلاله ” ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه “.{النور41}.ثم ماذا ؟
بقيت أنت أيها الإنسان” عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ، فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا الآية ، جاء في تفسير الآية في كتاب لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن أن الله جل جلاله نادى آدم فقال: يا آدم : إني قد عرضتُ الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها ،فهل أنت آخذها بما فيها ؟ قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت . فأخذها آدم وتحمَّلها ، فأي أمانة حملها الإنسان في هذه الحياة؟ إنها أمانة الطاعة المطلقة لله، فلا تقل إن الله سيهديني لأنك مأمور بالطاعة، مجبول عليها ، فبادر اخي في الله و لا تقل إن المشاغل قد ألهتني، أنت مأمور بالطاعة ، فلا تغفل أو تتغافل واسمع نداء الله” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ. {محمد 33}، فكل قول أو عمل، ليس فيه طاعة لله فهو باطل، وأعظم قول وعمل هو توحيد الله، فأن تؤمن قلبا وتصرح علنا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن تعمل بها أن تطيع الله في كل ما أمر ، في كل قول وفي كل عمل، أن تتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنهج سبيل هدايته.
احبتي في الله ، إن مجموع الأمانات ثلاث:
أمانة بينك و بين الله ، وأمانة بينك وبين نفسك ، وأمانة بينك وبين من حولك من خلق الله.
فالأمانة الأولى، هي التي بينك و بين الله، أن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك، وضوؤك أمانة فان أتممته وعممت الماء على أعضائك كما علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أديت أمانته، وان تعجلت فيه ولم تحقق طهارته فقد ضيعت الأمانة، وضيعت ما بعده، فلا صلاة لمن لا طهور له.
والصلاة أمانة، فان أقبلت فيها على الله في قيامك و ركوعك و سجودك وأديت أركانها من قراءة و طمأنينة وتفكر وخشوع فقد أديت أمانتها، وان تعجلت فيها وغاب فكرك عنها فقد ضيعتها، جَاءَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى قَرِيباً مِنْهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ له أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَرَجَعَ فَصَلَّى كَنَحْوٍ مِمَّا صَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ « إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا شِئْتَ فَإِذَا رَكَعْتَ فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَامْدُدْ ظَهْرَكَ وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ، حتى تستقر راكعا ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا، حتى تستقر قائما وَإِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى حتى تستقر جالسا ثُمَّ اصْنَعْ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وسجدة..رواه الإمام أحمد في المسند..
الله أمرك بالزكاة، فان أديتها كما أمرك، فقد أديت الأمانة، وإن بخلت بها، وأعرضت عن صرفها، فقد عصيت الله وهو الذي أخبرك.. فقال جل جلاله” يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ. {التوبة 35}..
الله أمرك بالصوم،.فان صمت كما أمرك..فقد أديت الأمانة، وأثابك الله في الدنيا..وادخر لك جزاء صومك ليوم القيامة، لقوله تعالى في الحديث القدسي”كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” أما إن لم تصم، وانتهكت حرمة الشهر العظيم، فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه، قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم “مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ.
والله أمرك بالحج، فإن أتممت حجك كما أمرك، فقد أديت الأمانة، وان أنقصت، أو حرمت فقد عصيت الله..
أما الأمانة الثانية ، فهي التي بينك و بين نفسك ، إن أعطيت نفسك ما يكفيها من الحلال الطيب ، وعودتها على حلاوة الطاعة ، وأحييتها بلذة الوقوف بين يدي الله ، و هديتها لحب الخير، فقد أديت الأمانة، وسعدت برضوان الله.أما إذا أتبعت نفسك هواها ، واستحللت لها مراتع الحرام، ولم تكفف بصرك، ولا يدك، ولا لسانك عما حرم الله..فقد عصيت الله و رسوله “فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى .
وأما الأمانة الثالثة فهي التي بينك و بين خلق الله .و ما بينك و بين العباد موصول بأمان الله، فكل مهنة أمانة، و كل حرفة أمانة، وكل صنعة أمانة، و كل عمل أمانة و حبيب هذه الأمة صلى الله عليه وسلم أوصانا بقوله..إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه{رواه السيوطي في الجامع الكبير} فإذا أديته بإخلاص و نشاط وإنابة لله وأتقنته فقد أديت الأمانة ونلت سعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة وإن تراخيت عنه أو أديته بتكاسل أو بغش واحتيال فان الحرام نار في هشيم الدنيا ونار المعصية لا تبقي و لا تذر.
وحسن المعاملة أمانة،و الكلمة الطيبة أمانة، والتعاون على البر والتقوى أمانة. فإن عشت بين الناس على هذه الخصال، فقد أديت الأمانة، أما إذا ظلمت واعتديت، و كذبت واغتبت، وعشت بين الناس يخاف بطشك القريب، و يهاب غدرك البعيد، فقد عصيت الله و رسوله وخنت الأمانة و ربنا وخالقنا عز و جل يقول: ” وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ..{ النساء 14}..
فإذا رأيتم بين الناس من يحافظ عليها ، و يؤديها على أكمل وجه، فاعلموا أن وراء ذلك قلبا يخاف الله و يخشاه وأما إذا ضاعت الأمانة فكما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فارتقب الساعة لأن تضييع الأمانة ضياع للدين، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا دين لمن لا أمانة له”و يوم القيامة أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحاديث في صحيح الإمام مسلم .أنه يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا إلى أرض المحشر ، فلا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا وجثا على ركبتيه، قال صلى الله عليه وسلم: وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ على جَنَبَتَىِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً، فيا حسرتا على من ضيع الأمانة في الدنيا، فهي تزله عن الصراط فيقع في جهنم، ويا أسفا على من قطع الرحم في الحياة الدنيا..فهي تكبكبه في النار يوم القيامة.
فاحذروا أحبتي في الله من ضياع الأمانة فنحن المأمورون بأدائها و الآمر هو الله، حيث يقول جل جلاله: ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.{النساء 58}. فإن حملناها بحقها، وأديناها بشروطها نفز في الدنيا بسعادة الطائعين وطمأنينة الهانئين. ويحملنا إيماننا وعملنا الصالح ، يوم القيامة، إلى درجات العلا في جنات النعيم، هذا ما وعد الرحمان و صدق المرسلون ، يقول جل جلاله: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {يونس 9-10}..
واعلموا أيها الأحبة ، أن الأمانة من الأمور المهمة للمجتمع، وبدونها يعيش المجتمع في بلاء عظيم، والأمة التي لا أمانة لها هي التي تنتشر فيها الرشوة، وينتشر فيها الغش والخداع والتحايل على الحق وتضييع الواجبات التي أنيطت بأفرادها، وهذا هو ما أشار إليه أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله في خطابه الأخير بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة بتاريخ 14 اكتوبر 2016 حيث قال جلالته: ” إن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات ، هو خدمة المواطن. وبدون قيامها بهذه المهمة، فإنها تبقى عديمة الجدوى، بل لا مبرر لوجودها أصلا.” وفي ذلك ايحاء من جلالته الى ان خدمة المواطن أمانه في عنق المسؤولين وأضاف جلالته أيضا ” أن المسؤولية تتطلب من الموظف، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية ، تضع أمور الناس بين يديه، أن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم”
أحبتي في الله ،
ما من إنسان منا إلا وعمله أمانة لله في عنقه، فالشعب أمانة في يد ولاة الأمور والمسؤولين ، والدين أمانة في يد العلماء وطلبة العلم، والعدل أمانة في يد القضاة، والحق أمانة في يد القائمين عليه، والصدق أمانة في يد الشهود، والمرضى أمانة في يد الأطباء، والمصالح أمانة في يد المستخدمين، والتلميذ أمانة في يد الأستاذ، والولد أمانة في يد أبيه، والوطن أمانة في يد الجميع، وأعضاء الإنسان أمانة لديه، فاللسان أمانة فاحفظه من الكذب والغيبة والنميمة والسخرية بعباد الله، والعين أمانة فاصرفها عن النظر إلى الحرام وتوجه بها إلى النظر إلى المباح الحلال، والأذن أمانة فجنبها استماع المحرمات واصرفها إلى استماع ما يعود عليك بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة، والرجل أمانة واليد أمانة فلا تبطش إلا المباحات ولا تمش إلا إلى الخيرات، وأموالكم أمانة لديكم فلا تصرفوها إلا فيما يرضي ربكم سبحانه وتعالى، من قبل أن يأتي يوم تسأل عن هذه الأمانة: ماذا عملت بها؟ فلا تستطيع الإجابة، فقد ثبت في الحديث أن النبي قال: ((لن تزول قدما عبد يوم القيام حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين أتى به وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به؟)).
هَذَا وإِنَّ مِمَّا يُعَدُّ بِحَقٍ مِنْ ضُرُوبِ أَمَانَةِ المُوظَّفِ حِرصَهُ علَى سَلاَمَةِ مَرافِقِ العَمَلِ ومَبَانِيه، وحِفْظِ مُقْتَنَياتِ مكْتَبِهِ وَما يَحوِيه، فَإِنَّ العَامِلَ مُؤتَمَنٌ علَى مَصالِحِ عَملِهِ، وَتَتَضاعَفُ هَذِهِ المَسؤُولِيَّةُ عِنْدَما تَكُونُ الوَظِيفَةُ في القِطَاعِ العَامِّ، لأَنَّ المَالَ العَامَّ يَشتَرِكُ الجَمِيعُ في الانتِفَاعِ بِهِ، وَيَجِبُ أَنْ يَتَعَاوَنَ أَفْرادُ المُجتَمَعِ في المُحافَظَةِ علَيهِ، ففيهِ حَقُّ اليَتِيمِ والمِسكِينِ، والأَرمَلَةِ والضُّعفَاءِ والمُعَوّقِينَ. كَما أَنَّ مِنَ الأَمانَةِ عَدَمَ استِغْلاَلِ الوَظِيفَةِ في مَصالِحَ شَخْصِيَّةٍ، أَوِ استِعْمَالِها في تَلْبِيَةِ حَاجَاتٍ نَفْسِيَّةٍ، إِذِ التَّفْرِيطُ بِفِعلِ ذَلِكَ يُعتَبَرُ تَضيِيعاً لِلأَمَانَةِ، وَضَرباً مِنْ ضُرُوبِ الإِخْلاَلِ والخِيَانَةِ، فَعَنْ عَدِيِّ بِنِ عُميرةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- عَنِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ((مَنِ استَعملْنَاهُ مِنكُمْ علَى عَملٍ فَكَتَمَنَا مَخِيطاً فَما فَوقَهُ كَانَ غلُولاً يَأْتِي بِهِ يَومَ القِيَامَةِ))، والمَخِيطُ هُوَ الإِبْرَةُ، فَما بَالُكُمْ بِما فَوقَها؟!، وَعَنْ أَبِي حُمَيدٍ السَّاعِديِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: استَعمَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَخَطَبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى علًَيهِ وقَالَ: ((أَمَّا بَعدُ، فَإِنِّي أَستَعمِلُ رِجالاً مِنكُمْ علَى أُمُورٍ مِمَّا وَلاَّني اللهُ، فَيأْتِي أَحَدُكُمْ فَيقُول: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَهلاَّ جلَسَ في بَيْتِ أَبِيه أَو بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُر أَيُهدَى لَهُ أَمْ لاَ؟! والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيئاً إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَومَ القِيامَةِ يَحمِلُهُ علَى رَقبَتِه))اللهم اهدنا للحق و اليقين، واجعلنا لجميع الأمانات من المؤدين، واكتبنا من المخلصين لك الدين، الفائزين عندك بالمقام الأمين .أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ الذِي أَمَرنَا بِحِفْظِ الأَمَانَةِ، ونَهانَا عَنِ التَّضْييعِ والخِيَانَةِ، سُبْحَانَهُ حَثَّنَا عَلَى الرُّقِيِّ فِي مَدَارِجِ الكَمَالِ، والإِتْقَانِ فِي أَدَاءِ الأَعْمَالِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً رَسُولُهُ المُصْطَفَى، وحَبِيبُهُ المُجتَبَى، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وأَتْبَاعِهِ أَهلُ البِرِّ والوَفَاءِ، وأَرْبَابِ الإِتْقَانِ والصَّفَاءِ، صَلاةً وسَلاماً دَائمَيْنِ مَا تَعَاقَبَ اللَّيلُ والنَّهَارُ، ومَا سَعِدَ بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ مُجتَمَعُ الأَوفِياءِ الأَخْيَارِ.
أَمَّا بَعْدُ، احبتي في الله
لقد لسلفنا الصالح صورًا مشرقةً ورائعة في التطبيق الفعلي لخلق الأمانة وسَجَّلَ التَّاريخُ بِأَحرُفٍ مِنْ نُورٍ علَى صفَحاتِ اللُّجَينِ، مَواقِفَ مَشْهُودَةً، وَوَقَائِعَ مُعتَبَرَةً مَعدُودَةً مِنْ أَمانَةِ المُسلِمِينَ الذَّاتِيَّةِ، وعِفَّتِهِمُ الشَّخصِيَّةِ، وَمِنْ ذَلِكَ المَوقِفُ العَجِيبُ بَعدَما فَتَحَ اللهُ علَى المُؤمنِينَ المَدائِنَ، إِذْ أَرسلَ سَعدُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ الغَنَائِمَ لأَمِيرِ المُؤمنِينَ عُمرِ بنِ الخَطَّابِ، علَى يَدِ رَجُلٍ مُسلِمٍ لَمْ يُقَيِّدْ علَيهِ ما استَلَمَهُ، ولَم يكُنْ هُنَاكَ جَرْدٌ لِما سُلِّمَ لَهُ، ولاَ أختامَ مَوجُودَةٌ، ولاَ أَجْهِزَةَ حَاسُوبٍ رَاصدةٌ، لَكِنَّ رَقَابَةَ اللهِ في القلبِ حيّةٌ، وأَمانَةَ القَلْبِ في النَّفْسِ يَقِظَةٌ مُؤثِّرَةٌ، فَمَضَى ذَلِكَ الرَّجُلُ الأَمِينُ يَجُرُّ بَعِيرَهُ وعلَى ظَهْرِهِ ثَروَةٌ يَطِيشُ لأَجلِهَا ولأَجلِ عُشْرِها عُقُولُ كَثِيرٍ مِنْ ضِعَافِ الإِيمَانِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَلتَفِتْ إِلَيها، وَرُبَّما مَا عَلِمَ بِتَفَاصِيلِها! وَعِنْدَما وَصَلَ إِلَى المَدِينَةِ والتَقَى بِالفَارُوقِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وسلَّمَهُ الغَنَائِمَ، طَأطَأ عُمُرُ رَأْسَهُ مُتأَثِّراً قَائِلاً: ((إِنَّ قَوماً أَدُّوا هَذَا لأُمنَاء! إِنَّ قَوماً أَدُّوا هَذَا لأُمنَاء!))،
ومن الصور المشرقةً والرائعة أيضا ، أن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – اشترى فرسًا بأربعمئة دراهم، فقال لصاحب الفرس: بكم بعته؟ قال: بأربعمئة درهم، قال: أتريد أن تكون خمسًا، قال: نعم، قال: وستًا، قال: نعم، قال: وسبعًا، قال: نعم، قال: وثمانيًا، قال: نعم، قال: خذ ثمانمائة فإني بايعت رسول الله عليه الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم.
ومن القصص أيضا عن أبي السباع – رضي الله عنه – قال: اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع، فلما خرجت بها، أدركنا واثلة، وهو يجر رداءه، فقال: يا عبد الله، اشتريت؟ قلت: نعم، قال: هل بين لك ما فيها؟ قلت: وما فيها؟ قال: إنها لسمينة ظاهرة الصحة، قال: فقال: أردت بها سفرًا، أم أردت بها لحمًا؟ قلت: بل أردت عليها الحج، قال: فإن بخفها نقبًا، قال: فقال صاحبها: أصلحك الله، ما تريد إلى هذا تفسد علي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يحل لأحـد يبيع شيئًا ألا يبين مـا فيه، ولا يحل لمن يعلم ذلك ألا يبينه”
ومن الصور ما حدث لأبي حنيفة – رحمه الله، حيث كان له شريك في التجارة، يقال له بِشْر، فخرج بِشر في تجارته بمصر، فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوبًا من ثياب خَزّ، فكتب إليه: إن في الثياب ثوب خَزّ معيبًا بعلامة كذا، فإذا بعته فبيِّن للمشتري العيب، قال: فباع بِشر الثياب كلها، ورجع إلى الكوفة، فقال أبو حنيفة: هل بيَّنت ذلك العيب الذي في الثوب الخزّ؟ فقال: بِشر نسيت ذلك العيب، فقال: فتصدق أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الأصل، والفرع جميعًا، قال: وكان نصيبه من ذلك ألف درهم، وقال مالٌ قد دخلت فيه الشبهة، فلا حاجة لي به.[3]
أحبتي في الله
ولأن الأمانة ضرورة من ضرورات الحياة، أوصيكم ونفسي بالعناية بها حتى تتحقق للمجتمع السعادة، والاطمئنان، ومن أهم المنطلقات لترسيخ الأمانة، ما يلي:
أولًا: ضرورة قيام الأسرة، والمدرسة تحديدًا بتنشئة الأطفال على الإيمان، وغرسه في نفوسهم، بل وإرضاعه مع لبن أمهاتهم حتى يتغلغل في أحشائهم، وعروقهم فتكون أقوالهم، وأفعالهم، وسكناتهم، وحركاتهم، بالإيمان تسير، وتتحرك.
ثانيًا: تكثيف الأنشطة التوعوية والتربوية، والحرص على إبراز صور من حياة السلف، وصور من حياة الخلف في محافظتهم للأمانة.
ثالثًا: وضع الضوابط، والعقوبات المناسبة لكل من تثبت الخيانة في حقه، سواء كان عاملًا، أو تاجرًا، أو طبيبًا، أو مهندسًا، أو معلمًا، وعدم التهاون في ذلك، فإن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
رابعًا: أهمية قيام القدوات في المجتمعات الإسلامية بالمحافظة على الأمانة في أقوالهم، وأفعالهم، وفيما كُلفوا به من مهمات، ومسؤوليات حتى يكونوا قدوة حسنة لغيرهم من أفراد المجتمع.
خامسًا: قيام وسائط التربية الأخرى: المسجد، والمجتمع، والإعلام بوسائله المختلفة؛ بأدوارهم الأساسية في نشر مفهوم الأمانة، وأهميته، وبيان النتائج السلبية لضياع الأمانة.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واحفَظُوا أَمانَاتِكُمْ، وَقُومُوا بِمَسؤُولِيَّاتِكُمْ، واحرِصُوا علَى الرُّقِيِّ بِأَعمَالِكُمْ؛ تَسعَدْ بِذَلِكَ أُمَّتُكُمْ، وَيَشرِقْ مُستَقْبَلُكُمْ.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماًاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا اللهـــــم وفق وانصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى،اللهم انصر من نصره واخذل من خذله واحفظه في ولي عهـــــــــده الأمير مولاي الحسن وأنبته نباتا حسنا وشد أزره بأخيه المولى الرشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة . اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
خطبة الجمعة ليوم 3 غشت 2018 بمسجد الحسن الثاني سيدي بنور، الدكتور عبد الهادي السبيوي